رأي الوطن : قطاع يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
تتَّجه سلطنة عُمان ـ بما تملكه من خطط وبرامج طموحة منبثقة من رؤية عُمان 2040 الوطنيَّة ـ نَحْوَ إحداث التنويع الاقتصاديِّ المأمول بخطًى متسارعة، معتمِدةً ـ في سبيل ذلك ـ على عددٍ من القِطاعات الرئيسة التي تمتلك مُقوِّمات واعدة. ويأتي قِطاع الصِّناعة على رأس تلك القِطاعات التي شهدت نُموًّا متسارعًا، بفضل ما تُقدِّمه البلاد من حوافز جاذبة لرؤوس الأموال المستثمرة، وما تملكه من بنى أساسيَّة واعدة حرصت على تطويرها في المناطق الصناعيَّة والحُرَّة والاقتصاديَّة التي تمَّ تشييدها في طول البلاد وعرضها، ما جعل قِطاع الصِّناعة المُحرِّك الأبرز لقاطرة الاقتصاد الوطنيِّ، بما يُحقِّقه من قِيمة محلِّيَّة مضافة، وخلق فرص عمل قادرة على استيعاب الكوادر الوطنيَّة.
وتؤكِّد الإحصائيَّات والمؤشِّرات تعاظُم قُدرات الصِّناعة العُمانيَّة، والدَّوْر الحيويِّ الذي تؤدِّيه في تعظيم النُّموِّ الاقتصاديِّ، حيث أشارت وزارة التِّجارة والصِّناعة وترويج الاستثمار إلى أنَّ عدد التراخيص الصناعيَّة والإعفاءات الجمركيَّة والضريبيَّة خلال النِّصف الأوَّل من العام الجاري بلغ (11) ألفًا و(845) طلبًا، مقارنةً بـ(6) آلاف و(998) طلبًا في الفترة نَفْسِها من عام 2022م، وهي زيادة قاربت من الضعف، ممَّا يؤكِّد أنَّ الخطط التنمويَّة العُمانيَّة السَّاعية إلى توطين الصِّناعات المختلفة قَدْ حقَّقت المُراد مِنها، خصوصًا في الصِّناعات ذات الصبغة الابتكاريَّة المرتبطة بالثَّورة الصناعيَّة الرابعة، والصِّناعات المرتبطة بالاقتصاد الدَّائري، وهو ما يؤكِّد أنَّ قِطاع الصِّناعة العُمانيَّ يَسِير في طريق صحيح، ويزيد من قدرة المنتجات الوطنيَّة على المنافسة إقليميًّا وعالَميًّا.
ولعلَّ أهمَّ ما يميِّز الخطط والبرامج السَّاعية إلى تنمية قِطاع الصِّناعة العُمانيِّ هو الاهتمام الكبير بالصِّناعات المرتبطة بالاقتصاد الأخضر، والتي تُعدُّ إحدى أهمِّ بوَّابات المستقبل، ويأتي افتتاح مصنع حديث في مجال إعادة تدوير الإطارات بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة، بقِيمة استثماريَّة تتجاوز (1.3) مليون ريال عُماني، وبقدرة إنتاجيَّة على معالجة (6000) طن متري من الإطارات المهملة سنويًّا، إحدى الخطوات المهمَّة في إحداث نقلة نوعيَّة في الاقتصاد الدائريِّ، حيث تمَّ تجهيز المصنع بأحدث التقنيَّات؛ ما سيعمل على تقليل النفايات والحفاظ على الموارد القيمة والحدِّ من الأثَر البيئيِّ السلبيِّ للإطارات، ما يؤكِّد الاهتمام الكبير بالاقتصاد الدائريِّ على المستوى الوطنيِّ.
إنَّ هذا المصنع يؤكِّد حرص الحكومة العُمانيَّة على تشجيع الصِّناعة الوطنيَّة في مجال الصِّناعات الدائريَّة، خصوصًا مع إصدار لائحة تُنظِّم تصدير النفايات وفرض رسوم على مختلف النفايات لِيتمَّ إعادة تدويرها محليًّا وتعزيز القِيمة المضافة. وتأكيدًا على هذا الاتِّجاه فقَدْ وصلَ إجمالي عددِ المصانع العاملة في مجال إعادة تدوير مختلف النفايات بسلطنة عُمان حتَّى الآن إلى (30) مصنعًا، بعضٌ مِنها قَيْدَ الإنشاء، ومن المتوقَّع تدشينها بداية العام المقبل، لِتكُونَ مشروعات رائدة في مجال إعادة تدوير النفايات بمختلف أنواعها، ما سيُسهم في الحدِّ من النفايات، وإيجاد قِيمة مضافة في مجال إعادة تدوير النفايات، وتقليل العبء على مدافن النفايات والمحافظة على الطَّاقة والمواد الخام، وتعزيز الاقتصاد الدائريِّ، والإسهام في الحدِّ من التلوُّث، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى دَوْره في إحداث التنويع المأمول، وتوليد فرص وظيفيَّة في هذا القِطاع.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة الع مانی ة فی مجال ع مانی
إقرأ أيضاً:
الكونغرس العالمي للإعلام .. مبادرات تستشرف المستقبل وتطلق إبداع الشباب
أكد سعادة الدكتور جمال الكعبي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام” بالإنابة، رئيس اللجنة المنظمة للكونغرس العالمي للإعلام، أن شباب الإمارات عماد المستقبل وقوته الدافعة، وأن الاستثمار فيهم هو استثمار في مستقبل مستدام.
ولفت إلى حرص الكونغرس على دعم الكوادر الإعلامية الشابة التي تمتلك أدوات مواجهة مختلف تحديات العصر وتطوراته المتسارعة، وذلك عبر مبادرات وبرامج تمنح الأجيال الجديدة المزيد من الفرص التي لا تكتفي فقط بزيادة مساحة حضورهم الإعلامي، بل وتشركهم في عملية التطوير المستمرة لقطاع الإعلام.
وشدد سعادته على حرص الكونغرس على توفير بيئة تعليمية متكاملة، عبر ورش تفاعلية مبتكرة تُواكب أحدث الاتجاهات العالمية في صناعة الإعلام وجلسات متخصصة لتعزيز مهارات الأجيال الجديدة واطلاعهم على أحدث الممارسات العالمية المستخدمة في القطاع بالإضافة إلى أبرز التكنولوجيات المتقدمة.
وأشار إلى أن فعاليات الكونغرس تتيح لهم فرصة الاستفادة من النقاشات التي يقودها أكاديميون وخبراء إعلاميون وأصحاب رأي من حول العالم وبما يؤهلهم لقيادة هذا القطاع الإستراتيجي بمختلف صنوفه المقروءة والمسموعة والمرئية، ويعزز من قدرتهم على التأثير الإيجابي في المجتمعات ونشر الوعي والمعرفة.
وقال سعادته إن الكونغرس العالمي للإعلام يستهدف في نسخته الثالثة استقطاب طيف واسع من شباب الإعلاميين وطلبة الجامعات من التخصصات المرتبطة بقطاع الإعلام للمشاركة في فعالياته، وبما يسهم في إكسابهم خبرات جديدة وتعريفهم بممكنات صناعة الإعلام والأدوار التي تقوم بها وسائل الإعلام ومساهماتها في نهضة المجتمعات، بهدف تطوير قدرات جيل متمكن من المواهب الشابة القادرة على المساهمة في تطوير منظومة إعلامية شاملة تضمن استمرارية تطور القطاع في المستقبل وتواكب أهم تطوراته وتغيراته.
ويشكل الكونغرس العالمي للإعلام منصة رائدة لتمكين الشباب وتحفيزهم على الابتكار والإبداع، ويأتي هذا الحدث العالمي البارز تجسيداً لنهج دولة الإمارات الراسخ في استشراف المستقبل واستثمار ما يزخر به من فرص واعدة للنمو والتطور في القطاعات كافة ومنها قطاع الإعلام الذي تؤمن الدولة بدوره الجوهري في إبراز منجزاتها الحضارية وبناء جسور التواصل والتعاون الإيجابي مع العالم.
ويوفر الكونغرس منبراً رائداً لطلبة الجامعات والشباب من داخل وخارج الدولة للتعرف على الفرص المتنوعة بهذا القطاع الحيوي باعتباره دعامة أساسية للتنمية الشاملة والمستدامة في المجتمعات، وتطلق المؤسسات المعنية بشكل مستمر العديد من المبادرات الإعلامية الرامية لتمكين الشباب من أدوات إعلام المستقبل وتعزيز دور “الإعلام الجديد” وتأثيره في كافة القضايا والتحديات المُلحة.
وتبدأ عملية بناء الكوادر الشابة في قطاع الإعلام انطلاقاً من الجامعات التي تعمل على مواكبة المبادرات الوطنية في القطاع عبر التطوير المستمر للبرامج الأكاديمية المتاحة للطلبة، فعلى سبيل المثال حرصت كليات التقنية العليا خلال العام الجاري على تطوير برنامج “الإعلام التطبيقي” بتخصصي “بكالوريوس التصميم والإنتاج الإعلامي” و “ بكالوريوس الإعلام الرقمي”، كما توفر جامعتا زايد والإمارات العربية المتحدة حزمة من البرامج الأكاديمية المتخصصة في قطاع الإعلام.