جريدة الوطن:
2025-04-07@13:30:10 GMT

رأي الوطن : قطاع يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

تتَّجه سلطنة عُمان ـ بما تملكه من خطط وبرامج طموحة منبثقة من رؤية عُمان 2040 الوطنيَّة ـ نَحْوَ إحداث التنويع الاقتصاديِّ المأمول بخطًى متسارعة، معتمِدةً ـ في سبيل ذلك ـ على عددٍ من القِطاعات الرئيسة التي تمتلك مُقوِّمات واعدة. ويأتي قِطاع الصِّناعة على رأس تلك القِطاعات التي شهدت نُموًّا متسارعًا، بفضل ما تُقدِّمه البلاد من حوافز جاذبة لرؤوس الأموال المستثمرة، وما تملكه من بنى أساسيَّة واعدة حرصت على تطويرها في المناطق الصناعيَّة والحُرَّة والاقتصاديَّة التي تمَّ تشييدها في طول البلاد وعرضها، ما جعل قِطاع الصِّناعة المُحرِّك الأبرز لقاطرة الاقتصاد الوطنيِّ، بما يُحقِّقه من قِيمة محلِّيَّة مضافة، وخلق فرص عمل قادرة على استيعاب الكوادر الوطنيَّة.


وتؤكِّد الإحصائيَّات والمؤشِّرات تعاظُم قُدرات الصِّناعة العُمانيَّة، والدَّوْر الحيويِّ الذي تؤدِّيه في تعظيم النُّموِّ الاقتصاديِّ، حيث أشارت وزارة التِّجارة والصِّناعة وترويج الاستثمار إلى أنَّ عدد التراخيص الصناعيَّة والإعفاءات الجمركيَّة والضريبيَّة خلال النِّصف الأوَّل من العام الجاري بلغ (11) ألفًا و(845) طلبًا، مقارنةً بـ(6) آلاف و(998) طلبًا في الفترة نَفْسِها من عام 2022م، وهي زيادة قاربت من الضعف، ممَّا يؤكِّد أنَّ الخطط التنمويَّة العُمانيَّة السَّاعية إلى توطين الصِّناعات المختلفة قَدْ حقَّقت المُراد مِنها، خصوصًا في الصِّناعات ذات الصبغة الابتكاريَّة المرتبطة بالثَّورة الصناعيَّة الرابعة، والصِّناعات المرتبطة بالاقتصاد الدَّائري، وهو ما يؤكِّد أنَّ قِطاع الصِّناعة العُمانيَّ يَسِير في طريق صحيح، ويزيد من قدرة المنتجات الوطنيَّة على المنافسة إقليميًّا وعالَميًّا.
ولعلَّ أهمَّ ما يميِّز الخطط والبرامج السَّاعية إلى تنمية قِطاع الصِّناعة العُمانيِّ هو الاهتمام الكبير بالصِّناعات المرتبطة بالاقتصاد الأخضر، والتي تُعدُّ إحدى أهمِّ بوَّابات المستقبل، ويأتي افتتاح مصنع حديث في مجال إعادة تدوير الإطارات بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة، بقِيمة استثماريَّة تتجاوز (1.3) مليون ريال عُماني، وبقدرة إنتاجيَّة على معالجة (6000) طن متري من الإطارات المهملة سنويًّا، إحدى الخطوات المهمَّة في إحداث نقلة نوعيَّة في الاقتصاد الدائريِّ، حيث تمَّ تجهيز المصنع بأحدث التقنيَّات؛ ما سيعمل على تقليل النفايات والحفاظ على الموارد القيمة والحدِّ من الأثَر البيئيِّ السلبيِّ للإطارات، ما يؤكِّد الاهتمام الكبير بالاقتصاد الدائريِّ على المستوى الوطنيِّ.
إنَّ هذا المصنع يؤكِّد حرص الحكومة العُمانيَّة على تشجيع الصِّناعة الوطنيَّة في مجال الصِّناعات الدائريَّة، خصوصًا مع إصدار لائحة تُنظِّم تصدير النفايات وفرض رسوم على مختلف النفايات لِيتمَّ إعادة تدويرها محليًّا وتعزيز القِيمة المضافة. وتأكيدًا على هذا الاتِّجاه فقَدْ وصلَ إجمالي عددِ المصانع العاملة في مجال إعادة تدوير مختلف النفايات بسلطنة عُمان حتَّى الآن إلى (30) مصنعًا، بعضٌ مِنها قَيْدَ الإنشاء، ومن المتوقَّع تدشينها بداية العام المقبل، لِتكُونَ مشروعات رائدة في مجال إعادة تدوير النفايات بمختلف أنواعها، ما سيُسهم في الحدِّ من النفايات، وإيجاد قِيمة مضافة في مجال إعادة تدوير النفايات، وتقليل العبء على مدافن النفايات والمحافظة على الطَّاقة والمواد الخام، وتعزيز الاقتصاد الدائريِّ، والإسهام في الحدِّ من التلوُّث، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى دَوْره في إحداث التنويع المأمول، وتوليد فرص وظيفيَّة في هذا القِطاع.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الع مانی ة فی مجال ع مانی

إقرأ أيضاً:

تأثير الحرب التجارية الأمريكية على القطاع اللوجستي العُماني

 

 

د. منصور القاسمي **

 

بعد إعلان الحرب التجارية العالمية التي تقودها الولايات المُتحدة الأمريكية تحت شعار "التعرفة المُتبادلة"، من خلال فرض تعريفات جمركية جديدة تراوحت بين 10% إلى 45% لتحرير الاقتصاد الأمريكي (بحسب وجهة نظرهم) وتعزيز قدرتها على التحكم في الأسواق العالمية، من خلال تقليص الهيمنة الاقتصادية والتجارية للدول المنافسة، نعتقد أنَّ هذه الحرب ستؤثر بشكل كبير على القطاع اللوجستي وسلاسل التوريدات العالمية؛ مما يُوجب علينا إعادة التفكير خارج الصندوق.

الولايات المُتحدة الأمريكية حريصة كل الحرص على استمرار تدفق المنتجات الأمريكية إلى دول العالم، ومن غير المُنصِف أن تكون هناك دول تفرض رسوماً جمركية أعلى على المنتجات الأمريكية بـ200% من الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على منتجات تلك الدولة، لكن فرض التعريفات الجمركية الجديدة سيكون له تبعات اقتصادية واجتماعية وسياسية. والقائمة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضم معظم الدول الكبرى، وتتصدرها الصين التي بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية لها لعام 2024 ما يقارب 43.85 تريليون يوان (حوالي 6 تريليونات دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 5% مُقارنة مع العام السابق (2023) من هذا المجموع، وبلغت قيمة الصادرات الصينية 3.58 تريليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 5.9% مُقارنة بالعام السابق. وتُشكّل الآلات، مثل: أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، إضافةً إلى معدات النقل والملابس، الجزء الأكبر من الصادرات الصينية لكثير من الدول. وأعتقدُ أن زيادة التعرفة الجمركية سوف تتسبب في تضخم الأسعار بمعظم الدول التي ترتبط بالتجارة مع الصين، وخصوصًا فيما يخص الاستراتيجيات المتعلقة بالشحن بمختلف المراحل؛ سواءً كان برًا أو بحرًا أو جوًا، إلى جانب عمليات النقل والتوزيع؛ مما يتطلب إعادة النظر في توسيع التعاون التجاري بين الدول المُنتِجة والمُستهلِكة.

وتعد سلاسل الإمداد العالمية واللوجستيات من أبرز القطاعات التي ستتأثر بشكل كبير نتيجة لارتفاع الأسعار؛ مما سيجعل من الصعب على الشركات الحصول على المواد الخام أو المنتجات المصنعة بشكل فعّال وبالأسعار المناسبة، وهذا بدوره سيؤدي إلى تقليل الكفاءة اللوجستية في التصنيع والنقل والتوزيع على مستوى العالم، ومن ثَمَّ تدهور كفاءة المنتج وارتفاع التكاليف اللوجستية وتباطؤ عمليات الشحن والتوزيع. كما إنَّ رفع الرسوم الجمركية على العديد من المنتجات المستوردة، سيكون له الأثر المُباشر على تكلُفة المُنتَج. لذا سيكون من الضروري على الدول المُتأثِّرة إيجاد بدائل وحلول من خلال أنظمة لوجستية أكثر فاعلية وذكاء.

سلطنة عُمان بما لها من موقع استراتيجي مُتميِّز في منطقة الخليج العربي، تُعد من أبرز الدول في مجال النقل البحري واللوجستيات بمنطقة الشرق الأوسط. كما إنها من الدول المُصدِّرة للنفط والغاز، إضافة إلى العديد من المواد الأولية الأخرى مثل: النحاس، والحديد، والجبس، والرخام. وفي عام 2020، بلغ إنتاج سلطنة عُمان من النفط حوالي 1 مليون برميل يوميًا؛ ما يجعلها من أكبر المُنتِجين في المنطقة. وتذهب 70% من صادرات السلطنة النفطية إلى أسواق آسيا؛ بما في ذلك الصين والهند، وفي ظل استمرار هذه الحرب الاقتصادية، من المحتمل أن تتأثر أسواق السلع العُمانية المُصدِّرة إلى الأسواق الأمريكية والعالمية نتيجة للتعريفات الجمركية الجديدة، عدا المنتجات النفطية ومشتقاتها؛ مما سيرفع بالتالي تكاليف التصدير.

ومع مشاركة سلطنة عُمان في مشروع "الحزام والطريق" لتعزيز التعاون التجاري واللوجستي، يمكن لعُمان زيادة صادراتها إلى الأسواق الآسيوية من خلال الموانئ العُمانية. وقد بذلت السلطنة جهودًا كبيرة لتحسين بنيتها الأساسية اللوجستية، منها على سبيل المثال: ميناء صحار، الذي يُعد أكبر ميناء في السلطنة، وشهد في عام 2020 حركة حوالي 1.1 مليون حاوية نمطية؛ مما يبرز دور عُمان كمركزٍ رئيسيٍّ في التجارة البحرية الإقليمية. إضافة إلى ذلك، فإنَّ السلطنة قد استثمرت بشكل كبير في تطوير المنطقة الحرة في الدقم، وهي منطقة اقتصادية استراتيجية تهدف إلى جذب الاستثمارات وتعزيز التجارة، خاصة مع الدول الآسيوية. ولا تقتصر السلطنة فقط على استثمارات النقل البحري؛ بل تبذل السلطنة أيضًا جهودًا كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة.

ومن أبرز هذه المشاريع "محطة الدقم للطاقة الشمسية"، التي تعد من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في المنطقة، مما يعكس التزام السلطنة بتنويع مصادر طاقتها وتقليل الاعتماد على النفط. أما على الصعيد الإقليمي، تسعى السلطنة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وزيادة التجارة مع الدول العربية الأخرى لتخفيف آثار القيود الاقتصادية.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تفرضها الحرب الاقتصادية، فإن تأثيرها على السلطنة ستكون طفيفة على المستوى الاجتماعي وستتمكن من العبور بأمان بفضل استعدادها المسبق، فقد عملت السلطنة على تحسين البنية التحتية اللوجستية والتكنولوجية بشكل مستمر، وتعزيز التعاون مع دول أخرى. وهذه الخطوات ستساعد عُمان على مواجهة آثار الحرب الاقتصادية بشكل فعال وبخسائر أقل، كما ستسهم في تقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية وتوسيع نطاق تجارتها لتشمل أسواقًا جديدة بالمستقبل القريب.

** أكاديمي في علم اللوجستيات وسلاسل التوريد

مقالات مشابهة

  • 5 تصنيفات لـ "مخاطر بإدارة النفايات".. وعقوبات تصل لـ 10 ملايين ريال
  • محافظ قنا يُقدم واجب العزاء في شهيد الواجب الوطني النقيب محمود عبد الصبور
  • الرئيس الفرنسي: لدينا إرادة ثابتة لدعم أجندة مصر للتنمية
  • كيف تضرر قطاع النقل في السودان خلال الحرب الحالية؟
  • العراق يطلق مشروع حرق النفايات لتوليد 100 ميغاواط من الكهرباء يومياً
  • مواقفنا ثابتة.. أحمد موسى: لن يحدث تهجير للفلسطينيين إلى سيناء
  • عائلات الأسرى الصهاينة: نتنياهو هو العقبة أمام إعادة كل الأسرى
  • تخلّص آمن وسليم.. 80% من النفايات الطبية بالمنشآت الصحية "مُعدية"
  • تأثير الحرب التجارية الأمريكية على القطاع اللوجستي العُماني
  • برج الجدي حظك اليوم السبت 5 أبريل 2025.. تقدم بخطوات ثابتة