«بريكس» يعزز التحالف بزيادة الأعضاء
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
عقد في الثاني والعشرين من أغسطس الفائت اجتماع قادة مجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) في مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، وقَدْ وجَّه قادة المجموعة الدَّعوة لكُلٍّ من مصر والسعوديَّة والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا للانضمام إلى «بريكس»، لِيصبحَ عدد أعضاء المجموعة إحدى عشرة دولة، بعد أن كانت المجموعة خمس دوَل، عقدت أوَّل اجتماعاتها في العام 2009، وكُلُّ دولة من الدوَل الخمس لها ما يميِّزها على الصعيد الدولي، وخصوصًا في المجال الاقتصادي، وهي الصين القوَّة الاقتصاديَّة الثانية في العالَم، وروسيا أكبر الدوَل المنتجة للحبوب والزيوت والغاز والبترول، الهند التي تمتلك قوَّة ضخمة من التكنولوجيا، جنوب إفريقيا التي تمتلك ثروة معدنيَّة ضخمة وبمقَدّرات عالية، البرازيل التي تمتلك ثروة زراعيَّة كبيرة، وهو تجمُّع ضخم، تلمح المؤشِّرات أنَّ سببَ إنشاء هذا التجمُّع هو إنشاء حلف يُمثِّل ثقلًا سياسيًّا واقتصاديًّا موازيًا للغرب وأميركا الذين يتحكَّمون عالميًّا عن طريق (صندوق النقد الدولي، البنك الدوَلي للإنشاء والتعمير).
وتزداد القوَّة الاقتصاديَّة والسِّياسيَّة للمجموعة بتوجيه الدَّعوة لانضمام ستِّ دوَل تتمتَّع بمُقوِّمات اقتصاديَّة وسياسيَّة مهمَّة، وعلى سبيل المثال، هناك ثلاث دوَل عربيَّة ذات أهمِّية جيوسياسيَّة واقتصاديَّة هي السعوديَّة صاحبة أعلى إنتاج نفطي في العالَم ولدَيْها قوَّة اقتصاديَّة كبيرة، مصر بموقعها الاستراتيجي وتحكُّمها في أهمِّ ممرٍّ مائي على مستوى العالَم، وكذلك قوَّتها العسكريَّة التي تؤمِّن المصالح الاقتصاديَّة التي تملكها مصر ولَمْ يتمَّ الاستفادة من مُقوِّماتها بالشكل المناسب، الإمارات دولة محوريَّة ولدَيْها قاعدَّة اقتصاديَّة متنوِّعة بجانب تحكُّمها في العديد من الموانئ العالَميَّة، وبانضمام إيران وإثيوبيا أيضًا تكُونُ المجموعة تُحقِّق الهدف من إنشاء «بريكس» بتكوين مجموعة تمتلك (50%) من اقتصاد العالَم تستطيع أن تحقِّقَ التوازن بَيْنَ الغرب والشرق، ومسموح بَيْنَ دوَل المجموعة التعاون فيما بَيْنَها عن طريق التبادل التجاري بالعملة المحلِّيَّة لكُلِّ بلد، وهذا يُشكِّل حافزًا تجاريًّا مُهمًّا تبلغ أهمِّيته في الاستعاضة بالعملة المحلِّيَّة بدلًا من الدولار المستخدم في المعاملات الدوليَّة، وسهولة الاستحواذ على عملة دوليَّة بديلة مِثل اليوان الصيني الذي سيكُونُ من السهولة الحصول عليه عن طريق التبادل بالعملة المحلِّيَّة، وستستفيد من هذه الميزة دوَل تعاني من نقص في امتلاك الدولار مِثل مصر شريطة أن تزيد حصيلتها الإنتاجيَّة من أجْلِ تنشيط عمليَّة التصدير، وتستفيد أيضًا من ميزة رخص ثمَن البضاعة في المجموعة. وتعتزم المجموعة إنشاء عملة موَحَّدة ستزيد من فرص التعاون بَيْنَها ممَّا يُعزِّز ميزة التنافس الدولي بَيْنَ أعضاء المجموعة والدوَل الأخرى.
إنَّ نجاح التعاون التجاري بَيْنَ المجموعة؛ بَيْنَ تلك الدوَل التي تُشكِّل قوَّة اقتصاديَّة وسياسيَّة وعسكريَّة كبيرة سيدفع العديد من الدوَل الأخرى للسَّعي في الانضمام إليها، وربَّما يتمُّ في الاجتماع القادم الموافقة على انضمام دوَل مُهمَّة ولها ثقلها الاقتصادي مِثل الجزائر وتركيا اللَّتيْنِ تقَدَّمتا بطلب الانضمام للمجموعة، وستستفيد المجموعة من انضمامهما، فكُلُّ دولة تُشكِّل قوَّة تزيد قوَّة المجموعة في مواجهة الغرب وأميركا.
جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: العال م الدو ل التی ت
إقرأ أيضاً:
رئيس المحكمة الجنائية السابق: توقعات بتدخل أمريكا لتعطيل أمر الاعتقال
قال شيلي إيبوي أوسوجي، رئيس المحكمة الجنائية الدولية السابق، إن إسرائيل ليست دولة عضوة في الميثاق المؤسس روما للجنائية الدولية، وهذا لا يعني أن المحكمة ليس لديها الاختصاص القضائي فيما يحدث في أراضي الدول الغير عضوة.
وأضاف أوسوجي، خلال مداخلة على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن المحكمة لها تصرف بشكل مباشر فيما يخص قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية، وكل الأراضي الفلسطينية، لأن فلسطين هي دولة عضوة في الجنائية الدولية، وهذا يعطي المحكمة الاختصاص القضائي، وما يحدث في الأراضي الأوكرانية هو أمر مشابه، فعندما أقرت أوكرانيا بالاختصاص القضائي للجنائية الدولية، أصبح المحكمة الحق القضائي بخصوص ما يحدث في أوكرانيا.
"العربي للدراسات": حكومة نتنياهو ارتكبت أكبر جريمة أخلاقية في العصر الحديث تشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية لمنع تنفيذ مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانتوتابع: «بغض النظر عن أن روسيا ليست دولة عضوة في ميثاق روما، وهذه الأوضاع لن توقف المحكمة عن ممارسة اختصاصاتها القضائية»، لافتًا إلى أن الإلزام باعتقال نتنياهو وجالانت هو على الدول الأعضاء البالغ عددهم 124 دولة في ميثاق روما، وهذا الإلزام راسخ وتام على الدول الأعضاء وهذا يشمل كل الدول الأوروبية وكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل أدق، مردفًا: “يوجد توقعات بتدخل أمريكا لتعطيل أمر الاعتقال”.