جريدة الوطن:
2024-12-17@05:58:40 GMT

«إسرائيل» وتهتك مفهوم المناعة

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

«إسرائيل» وتهتك مفهوم المناعة

«المناعة القوميَّة تتراجع»، جملة أعلنها قَبل أيَّامٍ خَلتْ، وبكُلِّ وضوح الجنرال (يواف جالانت) وزير الحرب في «إسرائيل» خلال اجتماعٍ مُغلق للَّجنة الخارجيَّة والأمن في الكنيست، عِندما قال: «إنَّ المناعة القوميَّة تضرَّرت بشكلٍ قَدْ يستهدف الأمن القومي، ومن شأنه أن يؤثِّرَ في المدى البعيد بتراجع التماسُّك الداخلي».

مضيفًا قوله «ونتواجد في وضع توجد فيه إمكانيَّة لاشتعال كبير على جميع الجبهات من الضفَّة الغربيَّة إلى القِطاع إلى جنوب لبنان».
إذًا، استطاعت مقاومة الشَّعب الفلسطيني على امتداد الأرض المحتلَّة، من القَدْس إلى جنين ومخيَّمها إلى حوَّارة ونابلس والخليل، أن تضعَ «الإسرائيليين» أمام واقعٍ صعب، يضاف إليها، الأزمات الداخليَّة التي باتت فاقعة على السطح داخل «إسرائيل» من خلال الحراكات المناهضة لنتنياهو من جهة، والمؤيِّدة لها من جهة ثانية، بشأن تخفيض سُلطة القضاء، وكُلُّها تُلخِّصُ في حقيقتها عُمق الأزمات التي بدأت تضرب كيان دولة الاحتلال، وليس كما يُشاع حَوْلَ مشروع نتنياهو وحكومته بتخفيض سُلطة القضاء ودَوْر «محكمة العدل العُليا» فقط.
إنَّ حالة الخلل والتنابذات في الوضع الداخلي في «إسرائيل» تحَوَّلَت عمليًّا إلى ما قَدْ نقول عَنه بأنَّه بدايات أولى للتفكك وإن كانت تحتاج لوقتٍ طويل نظرًا لعدَّة اعتبارات، وأهمُّها تدخُّل واشنطن لحفظ حالة من التوازن في الوضع الداخلي «الإسرائيلي» ومنع أيِّ انهيارات داخليَّة ذات معنى أو تأثُّر على أمن «إسرائيل».
إنَّ الحالة التي أشَرنا لها أعلاه، بَدَت في أحد تجلِّياتها المهمَّة في صفوف «الجيش الإسرائيلي»، وهو ما يلحق بتأثيراته على قُدراته وجهوزيَّته. ففي الثالث والعشرين من تموز/يوليو 2023 الماضي، أعلن أكثر من 951 عنصر احتياط نشطًا في شُعبة الاستخبارات، تعليق خدمتهم العسكريَّة، احتجاجًا على خطَّة حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.
ويعتقد مُعظم المتابعين من الكتَّاب والصحافيين «الإسرائيليين»: «أنَّ عمليَّة تآكل كفاءات الجيش الإسرائيلي للحرب قَدْ بدأت، وأنَّ هذه الكفاءات ستتراجع خلال الفترات القريبة القادمة». وتردَّدت تقارير منشورة على صفحات المطبوعات «الإسرائيليَّة» خلال الفترات الأخيرة، جاء فيها «أنَّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، حذَّر من أنَّ دفع تشريعات الخطَّة القضائيَّة بشكلٍ أحادي الجانب ومن دُونِ توافُق واسع من شأنه أن يؤدِّيَ إلى تسييس في هرميَّة قيادة الجيش ومغادرة ضبَّاط للجيش وتراجع في قُدرات التجنيد بسبب احتجاجات عناصر الاحتياط في الجيش الإسرائيلي ورفض المئات مِنهم الامتثال في الخدمة العسكريَّة».
بالنتيجة، نستطيع القول بأنَّ «إسرائيل» التي كانت تقاتل على أكثر من جبهة في وقتٍ واحد كما حدث تاريخيًّا في معظم حروب «إسرائيل» العدوانيَّة التوسُّعيَّة، هي الآن في واقع آخر تمامًا؛ نتيجة تراجع مكانة وقوَّة وتماسُك جيشها، مضافًا إليه الأزمات القائمة حاليًّا. وهي أزمات كامنة في كيان وبنية الدولة قَبل أن تكُونَ أزمة تخفيض لسُلطة القضاء كما يُشاع، وإن كان لهذا الأمْرِ باع في الأزمات الأخيرة.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش بدأ مؤخرا التزود بمنظومات تكنولوجية لنشرها بالضفة الغربية

إذاعة الجيش الإسرائيلي:

الجيش بدأ مؤخرا التزود بمنظومات تكنولوجية لنشرها بالضفة الغربية. الجيش سينشر العشرات من المنظومات على مداخل المستوطنات ونقاط التماس لمنع التسلل. المنظومات تحتوي على أبراج مراقبة وآليات تسمح بإطلاق النار عن بعد.

مقالات مشابهة

  • عمليات جديدة.. هذا ما فعله الجيش الإسرائيليّ داخل بلدة جنوبيّة
  • الجيش الإسرائيلي يضبط "منصات قذائف" في جنوب لبنان
  • القضاء يستعرض أهم الإصلاحات التي قامت بها المحكمة العليا
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم بلدات عدة في الضفة الغربية
  • هل ألغت غوغل قمة التعاون مع الجيش الإسرائيلي؟
  • الجيش الإسرائيلي يوظّف مقاولين مدنيين لتعويض النقص في المعدات الهندسية
  • العدو الصهيوني يواصل تدمير مقدرات الجيش السوري.. والجماعات المسلحة: لا طاقة لنا بـ”إسرائيل”
  • عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش بدأ مؤخرا التزود بمنظومات تكنولوجية لنشرها بالضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم قرى وبلدات الضفة الغربية
  • غزة أكثر مناطق العالم التي يعيش فيها مبتورو الأطراف .. والسبب العدوان الإسرائيلي