مصير العالم في 2024.. 4 انتخابات تهيمن عليها القومية الشعبوية
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
تشهد أربع من أكبر الدول والتكتلات في العالم، خلال عام 2024، انتخابات ستهيمن عليها القومية الشعبوية وستشكل الشؤون العالمية في النصف الثاني من العقد الحالي، بحسب أدريانو بوسوني في تحليل بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR).
بوسوني لفت، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أنه في مارس/آذار 2024، من المقرر أن تُجري روسيا انتخابات لاختيار رئيس لها حتى عام 2030، فيما تُجري الهند بين أبريل/نيسان ومايو/أيار انتخابات لتشكيل البرلمان والحكومة التي ستقود البلاد حتى 2029.
وتابع: وفي يونيو/حزيران، يُجري الاتحاد الأوروبي انتخابات على مستوى الكتلة لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي للفترة بين 2024 و2029، والتي ستؤدي أيضا إلى تشكيل مفوضية أوروبية جديدة، وأخيرا، تُجري الولايات المتحدة انتخابات برلمانية ورئاسية للفترة بين 2025 و2028.
وهذه "الانتخابات مجتمعة ستغطي نحو 2.3 مليار نسمة وناتج محلي إجمالي يبلغ حوالي 42 تريليون دولار، وستحدد نتائجها نغمة التفاعلات العالمية في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين"، بحسب بوسوني.
وأضاف أن "تلك الانتخابات مختلفة للغاية، فما سيحدث في روسيا لا ينبغي اعتباره انتخابات، إذ إن فرص فوز أي شخصية معارضة بالرئاسة تكاد تكون معدومة، فيما تشكل انتخابات الهند حدثا ضخما من شأنه أن يحشد مئات الملايين من الناخبين على مدى أسابيع عبر مناطق ذات اختلافات ثقافية ودينية كبيرة".
واستطرد: "أما التصويت في البرلمان الأوروبي فوحش غريب، إذ من المفترض أن يختار الناخبون ممثلين لهيئة تشريعية فوق وطنية (...)، وأخيرا، ستُجرى الانتخابات الأمريكية في وقت يتسم بالاستقطاب الأيديولوجي غير العادي ومستويات عالية من عدم الثقة في المؤسسات الديمقراطية".
اقرأ أيضاً
بوتين متحديا: العقوبات الغربية ستجعل روسيا أقوى
سمة مشتركة
و"على الرغم من عدم تجانسها، إلا أن هذه الانتخابات سيكون لها سمة مشتركة: وهي أن الشعبوية القومية ستلعب دورا مهما في كل منها، وتميل هذه الأيديولوجية إلى تعزيز شعور قوي بالوطنية وتقديم الدول الأخرى كأعداء واتباع سياسات تجارية حمائية وانتقاد العولمة"، كما أضاف بوسوني.
وتابع: "يميل القادة القوميون الشعبويون إلى استقطاب المجتمعات على أسس أيديولوجية أو عرقية أو ثقافية، ويهددون حقوق الأقليات ويعززون القيم الثقافية والاجتماعية التقليدية، ويتبنى العديد منهم مركزية السلطة والحد من الضوابط المؤسسية على سلطتهم ويشككون في مصداقية الإعلام ويقيدون حرية التعبير".
بوسوني اعتبر أن "روسيا هي المثال الأكثر وضوحا لهذه الأيديولوجية، وفي حين أن رئيسها فلاديمير بوتين لم يعلن بعد عن نيته الترشح مرة أخرى (وربما يتأخر التصويت بسبب الحرب المستمرة ضد أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، فإن الانتخابات لن تكون حرة أو تنافسية، وسيفوز بوتين أو أي شخص من اختياره".
ورجح أيضا "أن تستمر الأيديولوجية الحاكمة في الهند، إذ من المتوقع أن يظل رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا في السلطة، وقد روج مودي لخطاب قومي قوي مع التركيز على الثقافة الهندوسية".
وشدد على أنه "ثبت أن هذا الخطاب يمثل مشكلة في بلد متنوع عرقيا ودينيا ولغويا مثل الهند، وأدى إلى زيادة كبيرة في التوترات، خاصة مع الأقلية المسلمة الكبيرة، وستتصاعد التوترات قبل الانتخابات، مع مضاعفة حزب بهاراتيا جاناتا جهوده القومية الهندوسية لحشد الناخبين، وربما تستمر التوترات إذا نجح مودي في تأمين ولاية ثالثة".
ومضى بوسوني قائلا إن "انتخابات الاتحاد الأوروبي ستُجرى في وقت واحد في 27 دولة وستؤدي إلى برلمان أوروبي مجزأ، وستكون هناك حاجة إلى ائتلاف من حزبين أو أكثر لتمرير التشريعات والموافقة على أعضاء المفوضية الأوروبية المقبلة".
وزاد بأن "الانتخابات ستُجرى على خلفية استمرار ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض النمو الاقتصادي، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أداء أحزاب اليمين المتطرف سيكون جيدا، بينما ستخسر أحزاب الوسط والخُضر شعبيتها".
و"قد تكون الانتخابات الكبرى الأخيرة في 2024 هي الأكثر أهمية بين الانتخابات الأربعة (...) وإذا فاز الحزب الجمهوري الأمريكي بالرئاسة والسيطرة على الكونجرس، فمن المرجح أن تركز الحكومة على الحد من القيود التنظيمية في مختلف الصناعات (وتخفيف السياسات البيئية)، في محاولة لتعزيز النشاط الاقتصادي"، وفقا لبوسوني.
واستطرد: "كما سيستمر التنافس مع الصين واستخدام التعريفات والحصص ضد السلع الأجنبية لحماية التصنيع الأمريكي.. ومع وجود إدارة جمهورية جديدة، قد تصبح هذه السياسات أكثر عدوانية وأوسع نطاقا".
وأردف أن "بعض المتنافسين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري يزعمون أن الولايات المتحدة لابد أن تقلل من دعمها لأوكرانيا، وهو ما قد يضعف بشدة قدرة كييف على مواصلة القتال إذا أصبح أحدهم رئيسا".
اقرأ أيضاً
ترامب يغدق الوعود لدى الفوز بانتخابات 2024
تداعيات متعددة
و"ستكون للقومية الشعبوية في انتخابات 2024 تداعيات متعددة، إذ ستظل الميول الحمائية قوية، ما سيؤدي إلى استمرار مخاطر تعطيل التجارة العالمية، وسيؤدي تضاعف التعريفات الجمركية والحواجز التجارية والقيود التنظيمية على الاستثمارات الأجنبية إلى تهديد التبادلات الاقتصادية بين البلدان، في حين من المرجح أن يستمر الدعم المقدم للصناعات المحلية في الارتفاع"، كما تابع بوسوني.
وأضاف أنه "من الممكن أيضاا أن تؤدي الميول القومية الشعبوية القوية إلى إضعاف الإجماع الغربي بشأن قضايا عالمية رئيسية، مثل دعم أوكرانيا، كما أن النزعة القومية والاستبدادية المتعمقة في روسيا بعد الانتخابات تعني أن المجال المتاح لموسكو لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب سيتقلص بشكل أكبر".
وقال بوسوني إن "الاستخدام المستمر للخطاب الذي يصور الدول الأجنبية كأعداء وليس منافسين، من المرجح أن يؤدي إلى توتر العلاقات الدبلوماسية والصراع، وتعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين هي الحالة الأكثر وضوحا".
وشدد على أنه "من المتوقع أن يستمر التنافس التكنولوجي والاقتصادي والعسكري بين العملاقين وربما يشتد، حيث تعطي السلطات في البيت الأبيض وبكين الأولوية لمخاوف الأمن الوطني والاقتصادي على حساب تخفيف التصعيد".
اقرأ أيضاً
أمنستي تدين قرار هدم منازل المسلمين في الهند.. وتحذر من تشريد 4 آلاف أسرة
المصدر | أدريانو بوسوني/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: انتخابات روسيا أمريكا الهند الاتحاد الأوروبي
إقرأ أيضاً:
العالم يترقب نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية
عبدالله أبوضيف (واشنطن، القاهرة)
أخبار ذات صلة انتخابات أميركية تاريخية.. وتقارب قوي بين هاريس وترامب تهديدات كاذبة تعرقل التصويت «مؤقتاً» في جورجيا الأميركية انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملةيترقب العالم الإعلان الرسمي لنتائج انتخابات الرئاسة الأميركية بعد إغلاق صناديق الاقتراع أمام الناخبين، في ختام حملة رئاسية محتدمة على نحو غير مسبوق في الولايات المتحدة، بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، للفوز في السباق المحموم إلى البيت الأبيض.
وتوجه ملايين الأميركيين أمس، لمراكز الاقتراع للاختيار بين مرشحين يقفان على طرفي نقيض.
وقالت المحللة السياسية المختصة في الشؤون الأميركية إيرينا تسوكرمان، إن الانتخابات الأميركية لها تأثير كبير على السياسة العالمية والاقتصاد الدولي، حيث تتمتع الولايات المتحدة بنفوذ واسع في مجالات متعددة تشمل الأمن، التجارة، السياسة الخارجية، والتكنولوجيا، مشيرة إلى أن إعلان فوز ترامب أو هاريس سيكون له أثر مختلف في التعامل مع القضايا العالمية مثل تغير المناخ، والسياسات التجارية، والنزاعات الإقليمية، والتحالفات الدولية.
وأوضحت أن الساكن الجديد للبيت الأبيض ستكون بانتظاره ملفات شائكة، لاسيما فيما يتعلق بالأزمات العالمية، وفي مقدمتها الحرب في غزة ولبنان وأوكرانيا، إذا يترقب كثيرون تنفيذ وعود وقف إطلاق النار وإنهاء الحروب وتحسين الأوضاع الإنسانية في مناطق النزعات كافة، خصوصاً قطاع غزة.
وشهد السباق نحو البيت الأبيض أحداثاً غير مسبوقة، إذ تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحب الرئيس جو بايدن فجأة لتدخل نائبته هاريس المنافسة، لكن يصعب التكهن بنتيجته حتى بعد إنفاق مليارات الدولارات خلال شهور من الحملات الانتخابية المحمومة.
وألمحت حملة ترامب إلى أنه قد يعلن النصر بنهاية يوم الانتخابات حتى رغم عدم إكمال فرز ملايين الأصوات مثلما فعل قبل أربعة أعوام، وقال الرئيس السابق مراراً إن أي هزيمة يُمنى بها لن تحدث إلا نتيجة تزوير واسع مكرراً بذلك ادعاءات أطلقها في 2020.
كما أعلن المرشح الجمهوري أنه «واثق للغاية» بالفوز في الانتخابات بعدما أدلى بصوته في فلوريدا، مضيفاً في مركز اقتراع في وست بالم بيتش، أن الجمهوريين لديهم تقدم كبير.
وكتب ترامب على موقع «إكس»: «الحماس للتصويت في أقصى درجاته، هذا يعني أن الطوابير ستكون طويلة! أريدكم أن تدلوا بأصواتكم مهما استغرق الأمر، ابقوا في الطابور».
من جانبها، حضت كامالا هاريس الأميركيين على «الإدلاء بأصواتهم» في الانتخابات الرئاسية، وتابعت قائلة «أشجع الجميع على إنجاز المهمة، اليوم يوم التصويت»، مشيرة إلى الرؤيتين المختلفتين تماماً لمستقبل الأمة المطروحتين على الناخبين. والنتائج النهائية التي تحدد الفائز لن تعلن قبل أيام إذا جاء الفارق بين الأصوات ضئيلاً في ولايات محورية كما هو متوقع. وبغض النظر عمن سيفوز في السباق إلى البيت الأبيض فسيكون الحدث تاريخياً.
فهاريس (60 عاماً)، أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، ستصبح إذا فازت أول امرأة وأول أميركية تنحدر أصولها من جنوب آسيا وجامايكا تصل إلى كرسي الرئاسة.
أما ترامب البالغ من العمر 78 عاماً، فولايته الرئاسية السابقة شهدت أول مساءلة مرتين لرئيس في المنصب، كما أنه أول رئيس سابق يدان بتهمة جنائية، وإن فاز فقد يصبح أول رئيس يفوز بولايتين غير متعاقبتين في أكثر من 100 عام.
وأظهرت استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية تقارب المرشحين بشدة في سبع ولايات متأرجحة ستحدد في الأغلب الفائز، وهي أريزونا وجورجيا وميشيجان ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن.
وفي استطلاع أجرته «رويترز/إبسوس»، ظهرت فجوة كبيرة في مواقف الجنسين من المرشحين، إذ جاءت هاريس في الصدارة بين النساء بنحو 12 نقطة مئوية وتفوق ترامب بين الرجال بسبع نقاط مئوية.
يعكس هذا التنافس المحتدم استقطاباً حاداً في الولايات المتحدة ازداد ضراوة خلال الحملة الانتخابية، فاستخدم ترامب لهجة نارية تميل للتهويل، بينما حذرت هاريس من أن حصول ترامب على ولاية ثانية سيقوض أسس الديمقراطية الأميركية.
وثمة معركة أخرى لا تقل أهمية، إذ صوت ملايين الأميركيين في معركة شرسة، يتنافس فيها الحزبان الديمقراطي والجمهوري على جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعداً، وكذلك على ثُلث مقاعد مجلس الشيوخ، أي 34 مقعداً من أصل 100.
لكن الطريق ممهد أمام الجمهوريين أكثر في مجلس الشيوخ، حيث يدافع الديمقراطيون عن عدة مقاعد في ولايات تميل عادة لتأييد الجمهوريين بينما يبدو التنافس متقارباً للغاية في مجلس النواب.
وأمضى المرشحان عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من الحملة الانتخابية في جولات بالولايات المتأرجحة في محاولة لكسب كل صوت ممكن.
ونظم ترامب التجمع الانتخابي الأخير له ليل الاثنين في جراند رابيدز في ولاية ميشيجان، أما هاريس، فحضرت تجمعين انتخابيين في بيتسبرج وفيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
وأدلى أكثر من 80 مليون أميركي بالفعل بأصواتهم في الاقتراع المبكر عبر البريد الإلكتروني أو شخصياً، وذلك وفقاً لما أعلنه مختبر الانتخابات التابع لجامعة فلوريدا.