هل يصح للمرأة غير الطاهرة أن تلمس الشريط الذي يحوي القرآن الكريم؟
المرأة غير الطاهرة ممنوعة من مس المصحف، والشريط لا نستطيع بأن نقول حكمه حكم المصحف، لأن الشريط بمثابة الذاكرة التي تحفظ القرآن، إذ يمكن أن يتلى من خلال الشريط في حال تشغيله، وأي إنسان كان يمكن أن يحفظ القرآن كاملًا، ولكن لا يعني هذا أن من كان ذا حدث أكبر يمنع أن يمس ذلك الذي يحفظ القرآن، فيبدو لي أن الشريط حكمه حكم حافظ القرآن، وليس حكمه حكم المصحف.
هل يجب للمرأة عند قراءتها للقرآن أن تتحجب؟
على أي حال عليها أن تستر نفسها ما عدا الوجه والكفين لأن قراءة القرآن الكريم مظنة حضور الملائكة وحضور الملائكة لا يتم مع بقاء المرأة غير مستترة فلذلك تؤمر بهذا.. والله أعلم.
فيمن طلق زوجته وهي حامل، وينفق عليها نفقة شهرية، فهل يلزمه شيء بعد وضع حملها؟
عليه نفقتها، ونفقة مولودها إن قامت بإرضاعه، والله أعلم.
أنا امرأة مطلقة، ولي ولد يبلغ من العمر سنة ونصف السنة، وحامل في شهري الثالث، فهل لولدي الرضيع نفقة وللجنين؟ وكم تقدر؟
لك نفقة إلى أن تضعي، وللولد المحضون نفقة، وتقدير ذلك إلى القاضي، والله الموفق. والله أعلم.
ما حكم من طلق زوجته، وتزوج بأختها قبل أن تنتهي عدة الأولى، فهل زواجه بها صحيح أم باطل؟
لا يجوز الجمع بين الأختين بنص القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في تعداد المحارم:(وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ)، ولا ريب أن مطلقة الرجل ما دامت في عدتها منه هي في حكم الزوجة من هذه الناحية ما دام الطلاق رجعيًا، ومن أجل ذلك كان أحق بها بنص القرآن، حيث يقول الله تعالى:(وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ)، وهما يتوارثان ـ بالإجماع ـ إن مات أحدهما قبل انتهاء عدتهما منه، وعليه فإنه لا يحل أن يعقد زواجًا بأختها قبل انتهاء عدتها، فإن تزوجها فزواجهما باطل، ومن تعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه، ومثل ذلك: حكم الجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها.. والله أعلم.
هل يشترط الوضوء في سجود التلاوة؟ وإذا كان الشخص مارا في الطريق أو كان راكبا في السيارة فمر بآية السجدة فمتى يسجد؟
الأصح أنه لا بد من الوضوء في سجود التلاوة وإن كان العلماء في ذلك مختلفين، والمار في الطريق يؤمر أن يسجد إذا أمكنه ذلك على الفور، وكذلك الراكب في السيارة يومئ في سجوده على الفور، وإن تعذر حتى مجرد الإيماء فإنهما يؤخران السجود إلى الوقت الذي يمكنهما فيه والله أعلم.
يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة
أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: والله أعلم
إقرأ أيضاً:
كيف تصبر على ابتلاء موت غالي أو حبيب؟
الصبر على الابتلاءات، خاصةً عند فقدان حبيب أو غالي، يُعد من أصعب التجارب التي يواجهها الإنسان في حياته، وقد أوضح علماء الدين أن الصبر في هذه الظروف له أجر عظيم في الآخرة، وهو اختبار من الله لعباده، لكن كيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع هذه المحنة؟ وهل يمكن تمييز بين نوعي الابتلاءات: ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب؟
الابتلاء بين الرضا والغضبمن خلال الأحاديث الشريفة والتفسيرات الدينية، يُظهر العلماء أن الابتلاءات تأتي كاختبارات لمدى رضا العبد عن قضاء الله وقدره. ففي حين يُعتبر "ابتلاء الرضا" اختبارًا يُقابل بالصبر الجميل، فإن "ابتلاء الغضب" يعكس جزعًا وشكوى من حكم الله، وهو ما يُعد من علامات العقوبة.
الصبر على الموت: دروس من الإسلامفي إطار الحديث عن الصبر، يُسهم العديد من العلماء في تفسير معنى الصبر على موت الأحبة. الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي أبرز في تصريحاته أهمية فهم الموت كجزء من قدر الله، وذكر أن فراق الأحبة يجب أن يُقابل بالصبر والرضا، خاصة عندما يكون المتوفى من الصالحين. وأضاف الشعراوي أن الحزن على من لم يكن صالحًا هو من باب الشفقة عليه.
أحاديث نبوية عن الصبرمن أبرز الأحاديث التي تناولت الصبر على الابتلاءات ما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها: «ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها»، حيث يشير الحديث إلى الأجر العظيم الذي يترتب على الاستعانة بالله في الأوقات الصعبة.
الصبر في القرآن الكريمورد الصبر في القرآن الكريم في العديد من الآيات، ومنها قوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر 10). وقد تحدث القرآن عن أنواع عدة من الصبر، منها الصبر على البلاء، وصبر على النعم، وصبر على الطاعة والمعاصي. وكل نوع من هذه الأنواع له فضائل عظيمة في الدنيا والآخرة.
دعاء الصبر على فقد الأحبةفي هذه الأوقات الصعبة، يُنصح المسلمون بالتوجه إلى الله بالدعاء، مثل: "اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، اجعلنا من الصابرين، وارحم ميتنا واغفر له"، إذ يُعد الدعاء في هذه اللحظات تعبيرًا عن الإيمان الكامل بحكمة الله وقدره.
إن الصبر على الموت وفقد الأحبة لا يعد مجرد صبر على المأساة، بل هو اختبار من الله للعبد ليختبر قوة إيمانه وصبره على ابتلاءات الحياة. وقد بينت الشريعة الإسلامية أن الصبر لا يُقتصر على تحمل الألم، بل هو طريق للنجاة والرفع من درجات المؤمن في الآخرة.