أوصى المنتدى الخليجي الثالث للسياسات الأسرية "ممارسة المواطنة المسؤولة والهُوية في دول مجلس التعاون" الذي اختتمت أعماله اليوم بولاية صلالة بتعزيز ونشر مفاهيم قيم الولاء والانتماء والهوية الوطنية، بما ينعكس إيجابيا على تماسك واستقرار المجتمع، واستمرار التعاون وتبادل الخبرة والمعرفة بين دول المجلس في تطوير وتحديث السياسات الاجتماعية لرفع مستويات تأثيرها على ترسيخ المواطنة، وإبراز دور المنظومة الأسرية كصمام أمان في عملية التنشئة الاجتماعية وصد الغزو الثقافي العابر للحدود، من خلال تكثيف البرامج التي توضح أهمية هذا الدور في تحصين المجتمع واستقراره.

قضايا المواطنة

وأكد المنتدى على أهمية تنشيط دور الإعلام المسؤول خصوصا على منصات الإعلام الجديد من خلال تشجيع الطرح الهادف والتوعية بسبل الوقاية والتحصين للحفاظ على تماسك الهُوية، وتشجيع الإعلام على تقديم برامج تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والوطني ودعم الإنتاجات الفنية والسينمائية التي تسلط الضوء على قضايا المواطنة والوحدة الوطنية والتأكيد على أهميتها، وإعادة النظر في المناهج التربوية لتضم محتوى يركز على تاريخ الوطن العربي وتراثه الثقافي.

كما دعا إلى ضرورة الاستمرار في تقوية دور المؤسسة التربوية والتعليمية الوطنية وتطوير طرق التدريس المخصصة لتنمية الحس الوطني لدى الأجيال الجديدة، بالإضافة إلى تكثيف الخطاب الديني الداعي إلى احترام القيم الوطنية والمحفزة للسلوك المدني المتحضر النابع من شريعتنا الإسلامية ودعم البحوث والدراسات التي تهدف إلى فهم وتحليل مفهوم المواطنة والهُوية، وتشجيع التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية لتبادل المعرفة حول هذه القضايا على الصعيد الخليجي والعربي، وضرورة القيام بدراسة خليجية تركز على التحديات التي تواجه الأسرة الخليجية.

اليوم الختامي

وتضمن اليوم الختامي للمنتدى تقديم عدد من أوراق العمل العلمية، حيث قامت فاطمة المطوع من معهد الدوحة الدولي للأسرة باستعراض وتحليل أبرز السياسات العامة والسياسات الاجتماعية التي تستهدف المواطنة والهُوية، والتماسك المجتمعي، وأهم السياسات الجوهرية التي تجسد قيم المواطنة، وأوضحت من خلال عرضها انه منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي، ودوله تتبنى استراتيجيات تنموية هدفها تحقيق التقدم والرفاهية لشعوبها، وفي هذا السياق يحتل مفهوم المواطنة المسؤولة مكانة مركزية، ويعتبر ترسيخ قيمها من أبرز الأهداف التي تسعى الدول الخليجية والعربية لتحقيقها من خلال سياساتها ومبادراتها المختلفة.

وتناولت ورقة عمل الدكتور أمجد بن حسن الحاج -أستاذ العمل الاجتماعي المساعد بجامعة السلطان قابوس- التحديات والمبادرات الخليجية لحماية الأسرة وتعزيز المواطنة والهوية في مجتمع رقمي، حيث أوضح أن التحديات التي تواجه الأسرة الخليجية اختلفت على مر العقود الماضية ما بين تحديات حضارية وأخرى اجتماعية واقتصادية، ولكن تظل التحديات القيمية أهم تلك التحديات، بمعنى أن القيم والعادات المستقاة من السلف تظل الهيكل الذي تبني عليه الأسر الخليجية تماسكها وكينونتها كنواة أولية للمجتمع، فالقيم والعادات قضية رئيسة بالنسبة للمجتمع الخليجي حتى وهو يصعد سلم الحداثة درجة فدرجة، ولذا يظل الالتزام بتلك العادات والتقاليد ونقلها من جيل إلى آخر قضية أساسية في التنشئة الخليجية، وأشار إلى أن الأنشطة والبرامج الشبابية هي مجال لتلبية الاحتياجات وتوجيه الطاقات الإيجابية منها والسلبية، وبالتالي كلما كانت هذه البرامج مصممة على نحو يتناسب مع الفئات المستفيدة كلما كانت هذه البرامج أكثر قدرة على تنمية وتعزيز روح المواطنة لدى المستفيدين منها، وبالتالي يجب أن يعمل الجميع في دول مجلس التعاون على إيجاد برامج تتناسب من احتياجات ومتطلبات العصر الرقمي، حتى تحصل الاستفادة من البرامج المنفذة.

تجارب الدول الأعضاء

كما تم استعراض عدد من التجارب في دول المجلس في مجال الهوية والمواطنة المسؤولة، حيث قدم الدكتور أحمد علي الشريان من جمعية الاجتماعيين البحرينية تجربة مملكة البحرين في تعزيز الانتماء وترسيخ قيم المواطنة، واستعرض عبد الله بن رمضان بيت مجزح مدير دائرة التنمية الأسرية مبادرة المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار السياسات الأسرية ودورها في تحقيق الاستقرار والتماسك الاجتماعي، وتناولت كلثم بنت سعيد النصر من إدارة تنمية المجتمع بدولة قطر دور السياسات الاجتماعية في تعزيز المواطنة في دولة قطر، وعرضت الدكتورة كلثوم حسين عوض تجربة دولة الكويت في مجال تطبيق السياسات الاجتماعية من خلال البعد الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السیاسات الاجتماعیة من خلال فی دول

إقرأ أيضاً:

تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية في العصر الرقمي.. خبيرة توضح

قالت الدكتورة بسنت البربري، استشاري العلاقات الأسرية، إن شكل الأسرة في الوقت الحاضر اختلف بشكل كبير عن الماضي، موضحة أن هذا التغيير ترافق مع دخول التكنولوجيا إلى الحياة اليومية.

 وأضافت خلال برنامج «صباح البلد»، المذاع على قناة “صدى البلد”، أن هناك فارقاً واضحاً بين الماضي والحاضر من حيث ترابط الأسرة والعلاقات بينها.

تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية

أوضحت البربري أن دخول التكنولوجيا إلى حياة الأسرة الحديثة ساهم في حدوث فجوة بين أفراد الأسرة. 

في الماضي، كان التواصل بين الأفراد مباشراً وداعماً، حيث كانت العلاقات الأسرية تُبنى على التفاعل الحي والوجود الفعلي مع بعضهم البعض. بينما الآن، أدى تزايد استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى تراجع هذه التفاعلات المباشرة.

أشارت البربري إلى أن يوم الجمعة كان يمثل مناسبة خاصة في الماضي للعائلات، حيث كانت العائلات تتجمع لزيارة الأقارب، تبادل الأحاديث وحل المشكلات بطريقة ودية. كان هذا اليوم بمثابة فرصة للتقارب وإعادة بناء روابط الأسرة، وهو ما يعزز الترابط الأسري بشكل كبير.

ذكرت البربري أن الجو الأسري كان يشكل دعماً كبيراً للأفراد في الماضي، سواء داخل أو خارج المنزل. 

هذا الجو كان يساعد في بناء الثقة بالنفس ويشجع أفراد الأسرة على التعبير عن مشكلاتهم وطلب الدعم عند الحاجة. 

كما أن هذا الجو الأسري كان يؤثر بشكل إيجابي على نجاح أفراد الأسرة في المجتمع وتقديمهم لأهدافهم.

أهمية إحياء الترابط الأسري

طالبت البربري بضرورة إحياء الترابط الأسري وتوفير جو من الدفء في البيت. كما أكدت على أهمية الاهتمام بتطوير العلاقات الأسرية بشكل يعزز التواصل المباشر بين الأفراد، خاصةً بين الأمهات والأبناء.

تخصيص وقت للأبناء بعيداً عن التكنولوجيا

أوصت استشاري العلاقات الأسرية بضرورة تخصيص وقت يومي لا يتجاوز الساعة للأبناء لاستخدام الهواتف المحمولة. كما طالبت الأمهات بتوضيح أهمية التفاعل مع الأقارب والأهل بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن هذا التفاعل يعزز من العلاقات الأسرية ويسهم في بناء أواصر قوية بين أفراد العائلة.

مقالات مشابهة

  • حزب المؤتمر يوصي بتعديل قانون الإيجار القديم.. ويدعو الأحزاب لصالون عن المواطنة
  • عبدالمنعم سعيد يكشف أبرز التحديات التي تواجه الحكومة.. وهذه حقيقة مشروع التوريث - (حوار)
  • الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي يهنئ الرئيس الشرع بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية
  • وزير الاستثمار يبحث مع وفد جون آفريك ترتيبات إقامة المنتدى الأفريقي للاستثمار والتمويل
  • وزير الشؤون الاجتماعية يبحث مع ممثلي بطريركيتي‏ الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس تعزيز التعاون في المجالات الاجتماعية والتنموية
  • أساطير الكرة الخليجية
  • الصحة: السياسات الصحية والسكانية ساهمت في تحقيق الانخفاض الملحوظ بمعدلات النمو السكاني
  • الصحة: السياسات الصحية والسكانية ساهمت في انخفاض معدلات النمو السكاني
  • تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية في العصر الرقمي.. خبيرة توضح
  • المنتدى السعودي للإعلام يطلق مبادرة “جسور الإعلام” التي تجمع Netflix وSony وShondaland بالمواهب السعودية