جريدة الوطن:
2024-11-14@03:38:38 GMT

مواضع الألف الفارقة فـي الرسم الإملائي «2»

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

نستعرض هنا كلمة مختصرة عن رسم لفظ (مائة)، وقصتها: نلاحظ أنه يزاد قبل الهمزة ألفٌ في نحو:(مائة ـ مائتان ـ مائتين)، سواء أكانت مفردة (مائة)، أم مركبة، نحو:(أربعمائة ـ خمسمائة ـ .. وهكذا)؛ حتى لا تشتبه بـكلمتيْ:(فئة، أو منه) عند القراءة قديما قبل وضع واختراع النقط والضبط والهمز، وعند النسب إليها فنقول:(مئويّ ـ فئويّ)، وقد زادوا تلك الألف بعد ميم (مائة)؛ لعدم وجود أي نقط، ولا وجود أيّ ضبط قديمًا، حيث كانت الكلمات الثلاث:(مائة، ومنه، ومنة) تشتبه ببعضها، ولا فاصلَ يفصل بينهما، يوضح، ويميِّز أحدَها من الآخر إلا السياق، والمسرح اللغوي الذي فيه الكلمة تُسَاق، فجاءت هذه الألفُ، فضبطت لنا هذا الأمرَ، ولا يُحْتَجّ هنا أحدُهم بأنه لا داعيَ لها اليومَ بعد اختراع الضبط، ومعرفة النقط؛ لأننا نحرص على كلِّ جهود أسلافنا، وتَعَبِهم بشأن دقة الكتابة، ومراحل كتابتِها، وما اعتراها من تطور، وأنه من الخير الإبقاء على جهودهم، وبيان مدى حرصهم على وضع ما يحول دون وقوع لبس في رسم الكلمات، ولا نخطِّئ مطلقًا من يرسم كلمة (مائة) دون ألف، فالقاعدة في الهمزة المتوسطة ـ كما سبق ـ أنه يُقارَن بين حركتِها، وحركةِ ما قبلها، وتُرسَم على الحركة الأقوى، فمن رسمها (مئة) دون ألف فلا غبار عليه، فقد راعى القاعدة، وعمل بمقتضاها، لكنه افتقد الاستنانَ برسم السلف من علماء الرسم والأداء، وضرب بتاريخ الكلمة عُرْضَ الحائط، فهم قد وضعوا الألفَ لتكون مانعة من اللبس بين (مئة، وفئة، ومنه)، حيث لم يكن ثَمَّ نقط، ولا ضبط، ولا همز، فكان رسم هذه الكلمات كلها واحدًا، فوضعوا تلك الألفَ؛ ليفرِّقوا بين (منه)، وهو شبه جملة جار ومجرور، و(مئة)، وهي مفرد يحتاج إلى تمييز بعده، كما أنه بتركها يكون قد ترك الاستنان بسلفنا الصالح، وهو أمرٌ نحرص عليه جيدًا؛ حتى لا ننسى جهودَهم المباركةَ، وتعبَهم المتواصلَ من أجل إملاء دقيق، ورسم متبصر، وتعبير بعيد عن اللحنِ واع، يعرف الكاتب فيه موضع قدميْه، ولنا في دينِنا أسوة، فإنَّ السعي بسن الصفا والمروة يذكِّرنا بما فعلته أمنا السيدة هاجر (عليها السلام) عندما كانت تسعى بين الصفا والمروة مجتهدة في إيجاد بعض الماء لوليدها إسماعيل (عليه السلام)، واجتهدت ساعيةً سبعة أشواط في هذا المكان الذي كان صحراءَ قاحلة، شديدةَ الحرارة، وفي النهاية نزلتْ رحمة الله بأن تفجَّرت العين من تحت قدميْه الشريفتين، فصارت تقول:(زم زم، زم زم)، أي تجمعي، تجمعي، فسُمِّيَتْ لذلك زمزم، وبقيتْ إلى الآن، وإلى قيام الساعة تتفجَّر للناس، ولا تغيض، والآن صار الماء مثلجا في صنابيرَ جميلة، تكاد تندفع إلى فم العطشان من قوتها، وهي منتشرة في كل مكان في المسعى، يمين، ويسار الساعي، فهل نسي الحجاج والمعتمرون، والساعون ذلك، ولم يعودوا يهرولون بين الميلين الأخضري؟!، أم استمروا في الهرولة استنانا، وتذكرا لكل ما قامت به أم إسماعيل سعيا لإطفاء لهيب الطفل العطشان حتى استقر، وأمن، واستراح، وهدأت نفسه؟!، هكذا نحن كذلك نستصحب جهود علماء الإملاء، ونقف على مدى حرصهم لاستقرار المكتوب، وإزالة اللبس، وهدوء كل من القارئ والكاتب بدقة المكتوب، وسلامته الإملائية.

د.جمال عبدالعزيز أحمد
كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة – جمهورية مصر العربية
Drgamal2020@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

احذر.. قد تتعرض للقرصنة الإلكترونية بسبب هذه الكلمات

أصدر خبراء الأمن السيبراني تحذيرًا جديدًا بشأن كلمات قد تعرض مستخدمي الإنترنت لمخاطر كبيرة إذا تم البحث عنها على محرك جوجل.

وتشير التحذيرات إلى أن هذه الكلمات قد تكون مدخلًا لعمليات احتيال إلكتروني أو تهديدات أمنية خطيرة، بما في ذلك هجمات التصيد الإلكتروني وتنزيل برامج ضارة.

كيف تؤدي الكلمات إلى تهديدات؟

تتضمن هذه الكلمات عادةً عبارات تتعلق بالخدمات المالية أو الهويات الشخصية، ويمكن أن تكون بوابة للاحتيال الإلكتروني.

عند البحث عن هذه الكلمات، قد تظهر نتائج تحتوي على روابط وهمية أو صفحات مزيفة تهدف إلى سرقة البيانات الشخصية، مثل «كلمات المرور، أو أرقام البطاقات الائتمانية».

وأشارت «SOPHOS» إلى أن استخدام مصطلحات بحث غير ضارة مثل القطط البنغالية يجعل هذا التهديد أكثر خطورة، حيث لا يحتاج المستخدم إلى البحث عن شيء مشبوه ليصبح ضحية لهذه الهجمات.

وأوضحت الشركة أن القراصنة باتوا يعتمدون على تكتيك يُعرف باسم «تسمم محرك البحث» لاختراق عمليات البحث غير الضارة، وهو ما يتيح لهم الوصول إلى بيانات المستخدمين بسهولة.

كيف تحمي نفسك؟

ينصح الخبراء بعدم الضغط على أي رابط يظهر في نتائج البحث المرتبطة بالكلمات المشبوهة، والتأكد من أمان المواقع التي يتم زيارتها.

كما يشددون على أهمية استخدام برامج الحماية من الفيروسات والتحديثات الأمنية لضمان سلامة الأجهزة.

اقرأ أيضاًمتطلبات تحسين محركات البحث SEO التي لا تعرفها.. اكتشف سر تصدر نتائج البحث

معلومات الوزراء: محركات البحث التقليدية لن تكون الخيار الأول للمستخدمين في المستقبل

ظهور جامعة طيبة التكنولوجية بمحركات البحث العلمي الدولية والمحلية

مقالات مشابهة

  • لماذا نجحت أغنية "أنا من غيرك" .. الكلمات وحدها لا تكفي
  • مدارس خليج عدن تحتضن مسابقة الرسم الحر برعاية الداودي
  • احذر.. قد تتعرض للقرصنة الإلكترونية بسبب هذه الكلمات
  • السودان يطرح أوراقًا نقدية من فئتي الـ500 والـ1000 جنيه
  • العملة السودانية الجديدة.. «الخرطوم» تطرح فئة الألف جنيه لمواجهة السوق الموازية
  • الحكم في إعادة محاكمة متهم بـ أحداث ألف مسكن 25 نوفمبر
  • عاجل.. حجز إعادة إجراءات محاكمة متهم بـ "تظاهرات الألف مسكن" للنطق بالحكم
  • تأجيل محاكمة متهم بأحداث الألف مسكن للحكم في 25 نوفمبر
  • 25 نوفمبر.. الحكم على متهمين بـأحداث عنف الألف مسكن
  • أحمد أبو الغيط: الكلمات لم تعد تكفي لوصف مأساة أهل فلسطين