جريدة الوطن:
2024-10-05@00:19:24 GMT

مواضع الألف الفارقة فـي الرسم الإملائي «2»

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

نستعرض هنا كلمة مختصرة عن رسم لفظ (مائة)، وقصتها: نلاحظ أنه يزاد قبل الهمزة ألفٌ في نحو:(مائة ـ مائتان ـ مائتين)، سواء أكانت مفردة (مائة)، أم مركبة، نحو:(أربعمائة ـ خمسمائة ـ .. وهكذا)؛ حتى لا تشتبه بـكلمتيْ:(فئة، أو منه) عند القراءة قديما قبل وضع واختراع النقط والضبط والهمز، وعند النسب إليها فنقول:(مئويّ ـ فئويّ)، وقد زادوا تلك الألف بعد ميم (مائة)؛ لعدم وجود أي نقط، ولا وجود أيّ ضبط قديمًا، حيث كانت الكلمات الثلاث:(مائة، ومنه، ومنة) تشتبه ببعضها، ولا فاصلَ يفصل بينهما، يوضح، ويميِّز أحدَها من الآخر إلا السياق، والمسرح اللغوي الذي فيه الكلمة تُسَاق، فجاءت هذه الألفُ، فضبطت لنا هذا الأمرَ، ولا يُحْتَجّ هنا أحدُهم بأنه لا داعيَ لها اليومَ بعد اختراع الضبط، ومعرفة النقط؛ لأننا نحرص على كلِّ جهود أسلافنا، وتَعَبِهم بشأن دقة الكتابة، ومراحل كتابتِها، وما اعتراها من تطور، وأنه من الخير الإبقاء على جهودهم، وبيان مدى حرصهم على وضع ما يحول دون وقوع لبس في رسم الكلمات، ولا نخطِّئ مطلقًا من يرسم كلمة (مائة) دون ألف، فالقاعدة في الهمزة المتوسطة ـ كما سبق ـ أنه يُقارَن بين حركتِها، وحركةِ ما قبلها، وتُرسَم على الحركة الأقوى، فمن رسمها (مئة) دون ألف فلا غبار عليه، فقد راعى القاعدة، وعمل بمقتضاها، لكنه افتقد الاستنانَ برسم السلف من علماء الرسم والأداء، وضرب بتاريخ الكلمة عُرْضَ الحائط، فهم قد وضعوا الألفَ لتكون مانعة من اللبس بين (مئة، وفئة، ومنه)، حيث لم يكن ثَمَّ نقط، ولا ضبط، ولا همز، فكان رسم هذه الكلمات كلها واحدًا، فوضعوا تلك الألفَ؛ ليفرِّقوا بين (منه)، وهو شبه جملة جار ومجرور، و(مئة)، وهي مفرد يحتاج إلى تمييز بعده، كما أنه بتركها يكون قد ترك الاستنان بسلفنا الصالح، وهو أمرٌ نحرص عليه جيدًا؛ حتى لا ننسى جهودَهم المباركةَ، وتعبَهم المتواصلَ من أجل إملاء دقيق، ورسم متبصر، وتعبير بعيد عن اللحنِ واع، يعرف الكاتب فيه موضع قدميْه، ولنا في دينِنا أسوة، فإنَّ السعي بسن الصفا والمروة يذكِّرنا بما فعلته أمنا السيدة هاجر (عليها السلام) عندما كانت تسعى بين الصفا والمروة مجتهدة في إيجاد بعض الماء لوليدها إسماعيل (عليه السلام)، واجتهدت ساعيةً سبعة أشواط في هذا المكان الذي كان صحراءَ قاحلة، شديدةَ الحرارة، وفي النهاية نزلتْ رحمة الله بأن تفجَّرت العين من تحت قدميْه الشريفتين، فصارت تقول:(زم زم، زم زم)، أي تجمعي، تجمعي، فسُمِّيَتْ لذلك زمزم، وبقيتْ إلى الآن، وإلى قيام الساعة تتفجَّر للناس، ولا تغيض، والآن صار الماء مثلجا في صنابيرَ جميلة، تكاد تندفع إلى فم العطشان من قوتها، وهي منتشرة في كل مكان في المسعى، يمين، ويسار الساعي، فهل نسي الحجاج والمعتمرون، والساعون ذلك، ولم يعودوا يهرولون بين الميلين الأخضري؟!، أم استمروا في الهرولة استنانا، وتذكرا لكل ما قامت به أم إسماعيل سعيا لإطفاء لهيب الطفل العطشان حتى استقر، وأمن، واستراح، وهدأت نفسه؟!، هكذا نحن كذلك نستصحب جهود علماء الإملاء، ونقف على مدى حرصهم لاستقرار المكتوب، وإزالة اللبس، وهدوء كل من القارئ والكاتب بدقة المكتوب، وسلامته الإملائية.

د.جمال عبدالعزيز أحمد
كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة – جمهورية مصر العربية
Drgamal2020@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يعلن دعمه غوتيريش بعد الهجوم الإسرائيلي عليه

أكد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس دعمه “الكامل” للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعدما اعتبرته "إسرائيل" شخصا غير مرغوب فيه” لأنه لم يدن في الحال الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها الثلاثاء.

وقال أعضاء مجلس الأمن، إنّهم “يؤكدون على ضرورة أن تكون لدى كل الدول الأعضاء (في الأمم المتحدة) علاقة مثمرة وفعّالة مع الأمين العام وأن تمتنع عن أيّ إجراء من شأنه أن يقوّض عمله وعمل أجهزته”.



وحذرت الدول، من أن “أيّ قرار لا يشمل الأمين العام للأمم المتحدة أو الأمم المتحدة يأتي بنتائج عكسية، خاصة في سياق تصاعد التوترات في الشرق الأوسط”.

وصدر البيان عن الرئاسة السويسرية لمجلس الأمن باسم أعضاء المجلس أجمعين.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أعلن غوتيريش “شخصا غير مرغوب فيه”، ما يعني منعه من دخول دولة الاحتلال، منتقدا عدم إدانة الأمين العام الهجوم الصاروخي الإيراني على الاحتلال.

وقال كاتس إنّ “أيّ شخص لا يمكنه إدانة الهجوم الإيراني الشنيع على إسرائيل لا يستحق أن يُسمح بأن تطأ قدماه التراب الإسرائيلي. هذا أمين عام معاد لإسرائيل يدعم الإرهابيين والمغتصبين والقتلة”.

وحرص غوتيريش خلال جلسة متوترة عقدها مجلس الأمن الأربعاء وشارك فيها سفيرا إسرائيل وإيران، على القول “أدين مجددا وبقوة الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنّته إيران على إسرائيل”.
لكنّ الأمين العام عاد وانتقد كلا الطرفين، الإسرائيلي والإيراني، مندّدا بـ”دوامة العنف المقززة” في منطقة تقف على حافة “الهاوية”.

وسبق أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وضع حد لـ "دورة التصعيد المروعة" في الشرق الأوسط، وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.

وأكد غوتيريش على ضرورة إنهاء هذه "الدورة القاتلة من العنف المتبادل" التي تدفع شعوب الشرق الأوسط نحو الهاوية، مطالباً بوقف فوري للعنف.

وأشار إلى أن إسرائيل تشن منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حملة عسكرية في غزة تعد الأكثر دموية وتدميراً خلال فترة خدمته كأمين عام للأمم المتحدة.



كما كشف الأمين العام عن رفض إسرائيل لمقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا بشأن لبنان، مع تصعيد الضربات الإسرائيلية التي شملت اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.

وشدد غوتيريش على أهمية ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة في مناطق النزاع.

مقالات مشابهة

  • صلاح عبد الله يتضامن مع الشعب اللبناني بهذه الكلمات (صورة)
  • "القومي للمسرح" يحتفي بعيد ميلاد صابرين بهذه الكلمات
  • "منتدى الإعلاميين" يستهجن التحريض على الصحفي ليث جعار والاعتداء عليه
  • منتدى الإعلاميين يستهجن التحريض على الصحفي جعار والاعتداء عليه
  • مجلس الأمن يعلن دعمه لغوتيريش بعد الهجوم الإسرائيلي عليه
  • مجلس الأمن يعلن دعمه غوتيريش بعد الهجوم الإسرائيلي عليه
  • عمل بسيط يوم الجمعة يجلب نوراً لوجهك يوم القيامة..تعرف عليه
  • جرتق النيل ومحكات القيود ٣
  • جريمة في ساحة الشهداء.. تجمعوا عليه وقتلوه
  • مدير تعليم أبوتشت يكرم مريم الموهوبة في مجال الرسم وإسلام لحسن خلقه