بعد ذهاب البرهان.. هل ينقل مقر الحكم من الخرطوم إلى بورتسودان؟|القصة الكاملة
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
تحركات مفاجئة وخطيرة تهشدها الساحة السياسية في السودان منذ إعلان مليشيا الدعم السريع الانقلاب على الحكم في البلاد والتي تصدت لها القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، ومازالت المناوشات العسكرية دائرة بين الطرفين.
وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة على الساحة السودانية، زار عبد الفتاح البرهان مدينة بورتسودان لأول مرة منذ إندلاع الاشتباكات في البلاد، حيث تعتبر المدينة تقع شمال شرق السودان على الساحل الغربي للبحر الأحمر، الأمثر هدوئا وأمننا في السودان وتسيطر عليها القوات المسلحة السودانية.
ولكن هذه الخطوة فسرها البعض بأنها استعدادا نقل كامل مقرات الحكم، حيث تداول بعض الأنباء عن نقل الحكومة السودانية وقوات المسلحة مقراتها من العاصمة الخرطوم إلى بورتسودان، وهو ما تزامن مع زيارة البرهان إلى المدينة.
ولكن حتي الآن لم يتم الإعلان رسميا عن إذا كانت هناك نوايا حقيقية لدي الحكومة السودانية بنقل مقرات الحكم إلى ميدينة بورتسودان الساحلة والتابعة لمحافظة البحر الأحمر.
الطيران المصري إلى بورتسودانومن ضمن الفرضيات التي رجحت نقل المقرات الحكومية في السودان من العاصمة الخرطوم إلى ميدنة بورتسودان، هي زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى مصر، ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي الزيارة التي تعتبر الأولي له منذ بداية الحرب في السودان.
وحملت الزيارة العديد من المضامين السياسية، كما اعتبر البعض أن الزيارة كانت عبارة عن ترتيب لما سيجري من نقل المقرات الحكومة إلى بورتسودان، وتم التدليل على ذلك بقرار شركة مصر للطيران الحكومية تسيير أولى رحلاتها الجوية المباشرة من مدينة القاهرة إلى مدينة بورتسودان اعتبارا من أول سبتمبر القادم وبواقع رحلة واحدة يوميا، حيث جاء القرار بعد انتهاء المفاوضات بين الرئيس السيسي والفريق أول عبد الفتاح البرهان.
كلمة عبد الفتاح البرهانوخلال الزيارة، قال عبد الفتاح البرهان في كلمة له، الجيش السوداني ملتزم ويسعى إلى إقامة فترة انتقالية حقيقية يستطيع بعدها الشعب السوداني أن يؤسس دولته من خلال انتخابات حرة نزيهة، يختار فيها الشعب السوداني من يريد أن يحكمه.
وأضاف البرهان، أن هناك بعض الأكاذيب التي تروج من النظام السابق والجماعات الإسلامية والإرهابية بأن القوات المسلحة أصبحت حاضنة له، وهذا كلام مردود على كل من يروجه وأصبح فزاعة يستعين بها كل من يريد أن يستأسد على الشعب ويريد تدميره.
وتابع: "نؤكد أن القوات المسلحة السودانية قوات قومية، وليس لديها أي نزعة للاستيلاء على السلطة أو أن تحكم السودان، ونطمئن كل جيران السودان وأصدقائه، ونؤكد أننا ماضون إلى إيقاف هذه الحرب ونهايتها واستمرار المسار الانتقالي الديمقراطي، ونسعى إلى إقامة انتخابات حرة ونزيهة في نهاية المسار الانتقالي حتى يختار الشعب السوداني من يحكمه".
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني، إن القوات المسلحة السودانية لا تسعى إلى الاستمرار في حكم السودان.
وأضاف: "أننا نواجه جماعات متمردة، ارتكبت جرائم حرب، من أجل الاستيلاء على السلطة، متابعا: نسعى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، يقرر فيها شعب السودان ما يشاء".
البرهان يعود إلى بورتسودانوبعد انتهاء زيارته إلى مصر، لم يعد رئيس مجلس السيادة السوداني إلى العاصمة السودانية الخرطوم بل عاد إلى مدينة بورتسودان، في إشارة إلى مزيد من التكهنات التي تفيد بنقل المقرات الحكومة إلى المدينة الساحلية.
كما تعتبر بورتسودان وخاصة مطار المدينة هو الأمثر تشغيلا منذ بدء الأزمة ترسل من خلاله الدول الأخري المساعدات الإنسانية إلى السودان، وتجلي من خلاله رعاياها، حيث خصص مجلس الوزراء السوداني مطار وميناء بورتسودان ومطار وادي سيدنا ومطار الخرطوم الدولي بعد إصلاحهم لاستقبال المساعدات الإنسانية القادمة للبلاد.
وأيضا أعلنت كل من تركيا وروسيا والعديد من الدول الأخرى نقل سفاراتها من العاصمة الخرطوم إلى مدينة بورتسودان منذ بداية الاشتباكات المسلحة بين القوات السودانية ومليشيا الدعم السريع.
أول سبتمبر .. مصر للطيران تشغل رحلات جوية إلى بورتسودان البرهان يصل مطار بورتسودان لأول مرة منذ بدء الاقتتال بين الجيش والدعم السريع|صورالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مليشيا الدعم السريع القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني بورتسودان الخرطوم الرئيس عبد الفتاح السيسي السودان رئیس مجلس السیادة السودانی القوات المسلحة السودانیة عبد الفتاح البرهان مدینة بورتسودان إلى بورتسودان الخرطوم إلى فی السودان
إقرأ أيضاً:
مسؤول سعودي يلتقي البرهان في ثاني زيارة رسمية منذ اندلاع الحرب
التقى مسؤول سعودي كبير، برئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، خلال ثاني زيارة رسمية سعودية منذ اندلاع الحرب السودانية في نيسان/ أبريل لعام 2023.
واستقبل البرهان نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، والتي اتخذتها قيادة الجيش السوداني، عاصمة إدارية بعد اندلاع الحرب.
وعقد رئيس مجلس السيادة السوداني اجتماع مع نائب وزير الخارجية السعودي، بحضور وزير الخارجية السوداني علي يوسف.
وتطرق اللقاء لمسيرة العلاقات السودانية السعودية وسبل تعزيزها وترقيتها ومجالات التعاون المشترك بين السودان والمملكة العربية السعودية، خاصة أن البلدين تربطهما علاقات تعاون وثيقة في مختلف المجالات بحسب بيان لمجلس السيادة الانتقالي في السودان.
وأكد نائب وزير الخارجية السعودي حرص المملكة على استتباب الأمن والاستقرار في السودان.
وكانت المملكة العربية السعودية مع تفجر المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، طرحت مبادرة لإيقاف الحرب، إذ وقع الطرفان في 11 مايو 2023، بمدينة جدة، اتفاقا ينص على "حماية المدنيين والامتناع عن استخدام المرافق العامة والخاصة لأغراض عسكرية".
لكن لم يتم تنفيذ الاتفاق إذ يتهم كل طرف الآخر بعدم التنفيذ في حين فشلت دعوات ومطالبات دولية وإقليمية في إعادة الطرفين إلى منبر جدة.
وفي وقت سابق، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن عام 2024 كان عامًا مميتًا على كافة الأصعدة بالنسبة للسودانيين، بما تخلله من تصاعد خطير للجرائم والانتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي تشهد نزاعات مسلّحة في السّودان، وما رافقه من تفاقم للأوضاع الإنسانيّة فيها نتيجة الحرب المستمرّة منذ 19 شهرًا، في ظل انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي.
وأضاف المرصد الأورومتوسطي أن مناطق النّزاع في السّودان، لا سيّما دارفور وكردفان، تشهد منذ أشهر انتهاكات جسيمة للقانون الدّولي الإنساني والقانون الدّولي لحقوق الإنسان، بحيث يتعرّض المدنيون فيها للقتل العمد، والتهجير القسري والتّجويع، ويرتكب المقاتلون بحقّهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة وسط صمت دولي، وهو ما ساهم على مدار السنوات الماضية في استمرار هذه الانتهاكات وتفاقم الأزمة الإنسانية، وضاعف من معاناة ملايين المدنيين في السودان.
وأشار الأورومتوسطي إلى أنّ التّقديرات تبيّن أنّ عدد الأشخاص الذين قتلوا في السّودان نتيجة الصراع الداخلي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، يقدّر بـأكثر من 130 ألف شخص، ما يجعل هذا النّزاع من أكثر الصّراعات الدّمويّة في العالم في العصر الحديث.