مستعمرة فرنسية سابقة وغنية بالنفط ومعادن نادرة.. ماذا تعرف عن الغابون؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
تعد دولة الغابون، التي أطاحت مجموعة عسكرية فيها، بالرئيس علي بونغو، الذي صعد إلى السلطة، من العام 2009، من الدول الأفريقية الغنية بالعديد من الثروات والتنوع الجغرافي والعرقي، خاصة وأنها تطل على المحيط الأطلسي، وهي إحدى المستعمرات الفرنسية الهامة سابقا في أفريقيا، قبل نيلها الاستقلال.
وتقع الغابون غرب القارة الأفريقية، وتحدها من الشمال كل من الكاميرون وغينيا الاستوائية، ومن الشرق والجنوب جمهورية الكونغو أما إطلالتها الغربية فهي على المحيط الاطلسي، وتقابل سواحلها جزر ساو تومي وبريتنسيبي.
وتعتبر من الدول الاستوائية، وتشهد ارتفاعا بدرجات الحرارة والرطوبة على مدار العام، ومعدلات هطول مطري كبيرة، وتغطي البلاد طبقة من الغابات الاستوائية الكثيفة، والتي تحتوي على 3 آلاف نوع من النباتات وخاصة شجرة الأوكومي، والتي تشكل موردا اقتصاديا هاما والعمود الفقري لصناعة الأخشاب في البلاد، بسبب صلابتها.
وتمتلك الغابون ثروة حيوانية برية كبيرة، من أنواع من الفيلة، والطيور الاستوائية، والقرود والغوريلات والظباء. وتضم محمية برية كبيرة، وسط البلاد، وتم تصنيفها والمواقع الأثرية، كمواقع للتراث العالمي التابعة لليونسكو.
المجموعات العرقية
تضم الغابون العديد من العرقيات والقوميات، ويتحدث سكان البلاد لغات البانتو، التي تصنف إلى 10 مجموعات لغوية، ومن العرقيات التي تتكون منها البلاد، مجموعة "مين" وتعيش على طول السواحل الشمالية، وكذلك الفانغ بمحاذاة جنوب الكاميرون وغينيا الاستوائية، ويشكلون أكثر من ربع سكان البلاد، إضافة إلى أكبر المجموعات العرقية، وهي "السيرا" والنزيبي والمبيتي، ويقدرون بثلث سكان البلاد.
ومن بين العرقيات الأخرى الأقزام، وهم بضعة آلاف، وقبيلتا بينغا وسيكي، في أقصى الشمال الغربي، وكوتا وتيكي في الشرق، وفيلي على طول الساحل الجنوبي الأقصى للبلاد.
وبسبب المد الاستعماري في البلاد، ضعفت اللغات الأصلية مثل البانتو، ولم يكن لها نماذج مكتوبة، وساهم المبشرون المسيحيون، في إدخال اللاتينية إلى الغابون، لكن الفرنسيين، قصروا استخدام اللغات الأصلية على التعليم الديني، لكن في الحياة العامة واليومية، أدخلت اللغة الفرنسية بكثافة، وتعد الغابون من الدول التي يتحدث سكانها بالكامل اللغة الفرنسية.
الانتماءات الدينية والتعداد السكاني
وفقا لإحصاءات السكان، تعتنق الغالبية العظمى من السكان في الغابون، الديانة المسيحيون، ويمثل الروم الكاثوليك أكثر من النصف منهم، ومن بين الكنائس الناشطة في البلاد، الكنيسة الإنجيلية، والكنيسة السبتية، إضافة إلى تعداد صغير للمسلمين في البلاد، كما يوجد دين محلي يدعى بويتي يعتنقه أفراد قبيلة فانغ.
ووفقا لأحداث الإحصاءات السكانية، يبلغ تعداد السكان في البلاد، 2.443.951 نسمة، بمعدل نمو منخفض سنويا يقدر بنحو 1.953 بالمئة.
ويتفوق تعداد الذكور على الإناث في الغابون، ويبلغ عددهم 1.242.332 بنسبة 50.833 بالمئة، في حين يبلغ تعداد الإناث، 1.201.623 بنسبة 49.167 بالمئة.
والمجتمع في الغابون من المجتمعات الشابة، وتبلغ فئة الشباب ما نسبته ثلاثة أرباع السكان، ويبلغون أقل من 30 عاما من القمر، ويبلغ متوسط الأعمار للسكان أكثر من 50 عاما.
اقتصاد الغابون
ترتبط الغابون بصلات اقتصادية مع أسواق الولايات المتحدة وأوروبا، والداخل الأفريقي، لكنه الارتباط الأكبر مع القوة الاستعمارية السابق، في مجالات الاستثمار وجلب الفنيين الأجانب.
وتعد الزراعة مساهما ضعيفا في اقتصاد الغابون، رغم أنها تستهلك ثلث القوى العاملة، لكن السكان يتجهون نحو التعليم العالي والعمل في المدن، والهجرة من الريف، وخاصة فئة الشباب.
وعلى مدار العقود الماضية، تراجعت جهود تنسيط زراعة الكاكاو والبن، في حين نشطت صناعات زيت النخيل، والصيد التجاري للأسماك في البحر وقدمت مساهمات كبيرة في الاقتصاد.
وتعد الغابون من أكبر منتجي المنغنيز حول العالم، فضلا عن استغلال ثروات اليورانيوم ومعالجته، كما تمتلك مخزونا من الماس والذهب، واحتياطيات كبيرة من خام الحديد عالي الجودة في شمال شرق البلاد.
ودخل النفط منذ اكتشاف في الغابون أواخر الستينيات، كرافد أساسي للاقتصاد، ولعبت عائدات النفط، دورا كبيرا في تطوير البنية التحتية للبلاد، والتوسع بخدمات التعليم والصحة، وتسبب في تضاعف الميزانية على مدار عقود، وبات يمثل أكثر من 70 بالمئة من صادرات البلاد.
الحقبة الاستعمارية
بدأ التمدد الاستعماري تجاه ما يعرف اليوم في الغابون، عام 1844، عبر جلب فرنسا مبشرين كاثوليكيين، للتأثير على شعب مبونغي، وتشكلت في السنوات اللاحقة، مستوطنة صغيرة، من العبيد المحررين في منطقة أطلق عليها ليبريفيل والتي باتت عاصمة الغابون لاحقا.
وفي حقبة الخمسينيات والستينيات، من القرن التاسع عشر، توسعت السيطرة الفرنسية على طول الساحل، وأنشئت العديد من المدن، وتم ضم أراضي الغابون إلى الكونغو الفرنسية عام 1886.
وفي عام 1910، أصبحت الغابون واحدة من المستعمرات الأربع، ضمن ما يعرف باتحاد أفريقيا الاستوائية الفرنسية، وجرى ترسيم حدودها، وعقب حراك رافض للاستعمار، نالت الجابون حكما ذاتيا عام 1958، وبعد إبرام اتفاقيات مع فرنسا، حصلت على الاستقلال، في 17 آب/أغسطس 1960.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الغابون فرنسا فرنسا الإستعمار الغابون انقلاب الغابون سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الغابون فی البلاد أکثر من
إقرأ أيضاً:
رحل ساجدا في خيمته.. ماذا تعرف عن القيادي في حماس صلاح البردويل؟ (بروفايل)
اغتالت قوات الاحتلال فجر الأحد، القيادي في حركة حماس، ونائبها في المجلس التشريعي الفلسطيني، صلاح البردويل، رفقة زوجته، عقب قصف غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقالت مصادر خاصة لـ"عربي21" إن البردويل قضى رفقة زوجته داخل خيمة كانت تؤويه في منطقة مواصي خانيونس، أثناء صلاة قيام ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان.
يعتبر البردويل من الشخصيات البارزة في حركة حماس، وقد تولى مناصب قيادية عليا فيها، بينها عضو مكتبها السياسي، لدورات عدة، إضافة إلى تكليفه بملفات مهمة داخل الحركة.
ولد صلاح البردويل في آب/ أغسطس عام 1959 في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين، جنوب قطاع غزة، وهو المكان ذاته الذي شهد ميلاد رئيس حركة حماس السابق، في قطاع غزة، الشهيد يحيي السنوار، والقائد العام لكتائب القسام، الشهيد محمد الضيف، ما أضفى لاحقا علاقة عميقة ومميزة بين الرجال الثلاثة.
ينحدر البردويل من قرية الجورة الفلسطينية المحتلة قضاء عسقلان، وهي نفس البلدة التي ينحدر منها رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، إسماعيل هنية، والذي اغتيل في طهران في تموز/ يوليو 2024.
حصل البردويل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية دار العلوم التابعة جامعة القاهرة عام 1982م.
ثم حصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة أيضا عام 1987م، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الأدب الفلسطيني عام 2001.
عمل البردويل في القطاع الصحفي والإعلامي منذ تسعينيات القرن الماضي، بالتوازي مع عمله مدرسا للثانوية، ثم محاضرا في قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في غزة.
كتب البردويل عمودا ساخرا في صحيفة الرسالة الأسبوعية التي تصدر من قطاع غزة، تحت عنوان "من شوارع الوطن"، والتي كان أحد مؤسسيها، ورئيسا لهيئة تحريرها.
تناول البردويل مقاله الأسبوعي "من شوارع الوطن" المشاكل الداخلية، وانتقد من خلاله مرارا تصرفات وسلوك السلطة الفلسطينية.
على الصعيد السياسي، أسس البردويل حزب الخلاص الوطني الإسلامي، كواجهة سياسية لحركة حماس، وذلك في أعقاب حملة القمع العنيفة التي شهدتها الحركة من السلطة الفلسطينية عام 1996، ليصبح بذلك عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، نيابة عن الحزب.
عام 2006 انتخب صلاح البردويل عضوا في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح في دائرة خان يونس، وعين لاحقا مسؤولا عن ملف العلاقات الخارجية بالكتلة، ومقرر اللجنة السياسية بالمجلس التشريعي، وعضو لجنة الرقابة بالمجلس التشريعي الفلسطيني.
البردويل عضو في اتحاد الكتاب الفلسطينيين بغزة، وعضو في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وأسس وشغل منصب رئيس جمعية التجمع الوطني للفكر والثقافة، وعضو في العديد من الجمعيات الخيرية، كما أنه يعمل مصلحا اجتماعيا في محافظة خانيونس، ومن الوجوه التي لها تأثير في رعاية السلم الاجتماعي في قطاع غزة عموما.
تعرض البردويل للاعتقال من قبل الاحتلال عام 1993، وتم التحقيق معه لمدة 70 يوما متوالية في سجن غزة المركزي، وسجن عسقلان، وذلك بتهم قيادة حركة حماس في خانيونس، لكن الاحتلال اضطر إلى إطلاق سراحه، لأنه لم يستطع اثبات أي تهم ضده.
شغل البردويل عدة مناصب في الحركة، منها رئيس الدائرة الإعلامية، وتولى دائرة العلاقات الوطنية والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، ثم تولى مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج، وكان الناطق الإعلامي الرسمي لحركة حماس في خانيونس حتى استشهاده.
نعت حركة حماس البردويل، قائلة في بيان: "لقد كان الشهيد الدكتور صلاح البردويل علماً من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني، ورمزاً في الصدق والثبات والتضحية، لم يتخلّف يوماً عن واجب أو موقف أو ساحة من ساحات الجهاد وخدمة القضية، وبقي ثابتاً على درب المقاومة حتى نال شرف الشهادة في أحبّ الليالي إلى الله".
وأضافت: "إننا إذ نودّع هذا القائد الكبير، نؤكد أن دماءه ودماء زوجته وسائر الشهداء الأبرار، ستبقى وقوداً لمعركة التحرير والعودة، وأن هذا العدو المجرم لن ينال من عزيمتنا ولا من ثباتنا، فكلّما ارتقى شهيدٌ، ازدادت جذوة المقاومة اشتعالاً حتى زوال".