موقع 24:
2024-11-07@16:49:53 GMT

الغرب سيدفع ثمناً باهظاً لتجاهله الساحل الإفريقي

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

الغرب سيدفع ثمناً باهظاً لتجاهله الساحل الإفريقي

حذر وزير الخارجية البريطاني الأسبق وليام هيغ، من أن الوضع المتوتر بمنطقة الساحل الإفريقي بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في النيجر في يوليو (تموز) الماضي، يهدد الاستقرار في أوروبا ويتطلب توفير الأمن والاستثمار والتعليم لتلك المنطقة.

يجب توفير التعليم وخاصة للنساء إلى جانب ضخ الاستثمارات في القطاع الخاص

وكتب هيغ في مقاله بصحيفة "ذا تايمز" أن الدول الغربية ستدفع ثمناً باهظاً إذا لم تولِ هذه المنطقة الاهتمام اللازم، مشيراً إلى أن الغرب كان قد ترك هذه المنطقة لفرنسا، كونها الدولة الاستعمارية السابقة، على افتراض أن لديها الخبرة الكافية للتعامل معها، لكن باريس التي اعتمدت الحل الأمني والعسكري فقط تقريباً، حققت نتيجة كارثية، وقررت العام الماضي وقف تدخلها.

وقال: "رأينا في الأسبوع الماضي أنه حتى لو كنت أمير حرب لا يرحم وذا نفوذ عالمي وموارد ضخمة، فلا يزال من الممكن أن تتعرض للخديعة وأن تغتال بصورة تصعق الألباب"، في إشارة إلى مقتل بريغوجين، زعيم فاغنر، مبدياً أسفه لأن هذا الحدث لن يغير المسار الحالي للحرب في أوكرانيا، كما يؤكد أيضاً أن الإطاحة ببوتين أمر بعيد المنال إلا إذا تمرد الجيش الروسي ضده.

حزام الانقلابات

أما أكثر ما يُثير القلق نتيجة مقتل بريغوجين فهو ما يدور على بعد آلاف الأميال عبر مساحة شاسعة من شمال إفريقيا والمعروفة باسم الساحل. هناك، صار مرتزقته فاغنر الشريك المفضل لعدد متزايد من الطغم العسكرية فيما أصبح يُعرف بمسمى "حزام الانقلابات" في القارة. 

“The West will pay a heavy price if we ignore the Sahel” - wise words in the wake of Wagner and recent assassinations. Share token. https://t.co/SGASBsbIx7

— Homunculus ???????????? (@tryingattimes) August 29, 2023

وتابع هيغ: "هيمنت الأوضاع في روسيا وأوكرانيا والصين وإيران على الشؤون الخارجية في الفترة الماضية وحتى وقتنا الحالي، أما مستقبلاً، فستتحول أنظار أنظار العالم تجاه منطقة الساحل".

تشمل تلك المنطقة كل من مالي وموريتانيا والسنغال والنيجر وتشاد والسودان وبوركينا فاسو، إلى جانب أجزاء من بلدان أخرى، ويواجه سكانها أحلك الظروف التي تعرفها البشرية.. حيث يعاني عشرات الملايين من فقر مدقع، يقاسون الأمرين في مناطق متاخمة للصحراء التي تتسع رقعتها دون توقف نتيجة تغير المناخ.. وفي العام الماضي، سجلت نصف الوفيات الناجمة عن الإرهاب في العالم في تلك المنطقة.

النيجر أعلى معدل خصوبة عالمياً

تتمتع النيجر، التي أُطيح برئيسها المنتخب في انقلاب عسكري الشهر الماضي، بأعلى معدل للخصوبة على هذا الكوكب.. ومن المتوقع أن يصل السكان البالغ عددهم 26 مليوناً حالياً إلى 67 مليون نسمة بحلول عام 2050.

أعظم فرصة للتنمية البشرية

وتمثل منطقة الساحل أعظم فرصة للتنمية البشرية والنمو الاقتصادي -فالنيجر، على سبيل المثال، غنية باليورانيوم ويمكنها توليد الطاقة الشمسية على نطاق واسع- ولكنها تشكل أيضاً خطراً كبيراً على الدول الغربية.. ومن دون الاستقرار في منطقة الساحل، ستتكاثر الجماعات الإرهابية ونتيجة لذلك سيشهد العالم أكبر موجات للهجرة عرفتها الإنسانية. 

وحتى وقت قريب، كانت منطقة الساحل مصدر قلق محدود بالنسبة للغرب، ذلك أن باريس كانت تسيطر على الأمور في هذه المنطقة.. وكانت العلاقات الاستعمارية القديمة تعني أن الفرنسيين هم أدرى الناس بشعاب المنطقة ويعرفون كيفية إدارة دفة الأمور بها.. وفي العقد الماضي، كانت فرنسا بالفعل على قدر المسؤولية عندما تصاعد العنف في جميع أنحاء المنطقة، حيث أطلق الرئيس ماكرون "عملية برخان" التي نشر بموجبها 5000 جندي فرنسي لمكافحة الإرهاب.

ومع اعتماد العملية على القوة العسكرية بشكل مفرط من دون أن تصاحبها جهود لتعزيز الحكم ومؤسسات الدولة، أصبحت فرنسا الآن محط استياء شديد في مختلف أنحاء المنطقة بسبب فشلها في هزيمة الجماعات العنيفة، وإقامة تحالفات مشبوهة وإيلائها القليل من الاهتمام لأوضاع عامة السكان.. وفي هذا الفراغ، تحركت شبكة فاغنر، فجنت من ذلك الأرباح والموارد الطبيعية لروسيا واكتسبت الخبرة القتالية في بلدان تاهت دفة الأوضاع فيها على غير هدى.

الأزمة أكبر من فرنسا

وكما أثارت العواصم الغربية إعجاب العالم في الشأن الأوكراني، فمن الضروري، حسب ويليام هيغ، أن تتضافر جهودها وأن تتوحد كلمتها في إستراتيجية جديدة بشأن منطقة الساحل، وعليها كذلك التخلي عن الافتراض بأن فرنسا قادرة على التعامل مع الأزمة بمفردها. 

وأكد هيغ أن هذه الإستراتيجية ينبغي أن تشمل توفير التعليم، وخاصة للنساء، إلى جانب ضخ الاستثمارات في القطاع الخاص ودعم المجتمع المدني والحكم الديمقراطي.. كما ينبغي أن تشتمل المساعدة الأمنية على دعم تلك الأهداف على المدى الطويل، بدلاً من القيام بعملية سريعة لمكافحة الإرهاب.

ومن شأن ذلك أن يمثل شراكة حقيقية، بدلاً من سلب خيرات البلدان الفقيرة من قبل مرتزقة لا يهتمون بحقوق الإنسان أو الديمقراطية أو التنمية.. ويمكن أن تحظى مثل تلك الإستراتيجية بالمصداقية إذا ما دعمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بأكمله، وفق هيغ.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني منطقة الساحل الأفريقي انقلاب النيجر منطقة الساحل

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم

الكاتبان: د. بلال الخليفة وحسنين تحسين

تستحوذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 على اهتمام عالمي واسع؛ حيث ان اليوم هو موعد الانتخابات الامريكية وانظار العالم اجمع نحو صندوق الانتخابات وما سيفرزه من نتيجة حول فوز من؟ هل سيكون الفائز هو ترامب او هاريس؟، حيث نشر في صحيفة لوموند إن الصين تتابع الحملة الانتخابية الأميركية بأقصى درجات الاهتمام، وهي لا تتساءل عن المرشح الأفضل لمصالحها، لأنها مقتنعة أنه لا وجود له، لكنها تبحث عن "أفضل السيئيْن".

والسبب في ذلك هو لما للولايات المتحدة الامريكية من تأثير كبير في العالم كقوة عسكرية وسياسية واقتصادية، والذي يعنينا الان هو ما للولايات المتحدة الامريكية من قوة اقتصادية كبية، لقد تطور الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير بسبب معدلات الإنتاج الضخمة والتكنولوجيا الرائدة، والهيكل الإداري الكامل، واحتلت منذ فترة طويلة المرتبة الأولى في العالم اقتصاديا، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 50000 دولار أمريكي.

تحتل أمريكا المرتبة الثانية عالميًا في إجمالي الصادرات، وتعد أكبر مُصدر للخدمات في العالم، حيث تمثل الخدمات ثلث إجمالي صادراتها بشكل عام، وأبرز ما تصدر هو: البترول المتكرر، البترول الخام، السيارات، قطع غيار المركبات والدوائر المتكاملة.

بالعموم، ان الاقتصاد والانتخابات مرتبطان فيما بينهما، الأول يتحكم بالثاني والعكس صحيح، خصوصا، فالوضع الاقتصادي يفرض على المرشحين ان يتناغموا مع متطلبات المواطن وبالتالي تحكم الاقتصاد بالانتخابات، اما العكس فيكون البرنامج الاقتصادي للمرشح سيرسم الخارطة الاقتصادية للبلد وفي حال أمريكا سيؤثر في اقتصاد العالم.

كما أن الاقتصاد يمكن أن يكون عاملًا محوريًا في نجاح أو فشل الرؤساء المرشحين، على سبيل المثال؛ كان للأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008 تأثيرًا كبيرًا على نتائج انتخابات 2008، حيث ساهمت في فوز باراك أوباما على جون ماكين، لذلك يركز المرشحين على اهم الأمور التي تكزن مهمه في راي الناخب.

مثلا، ترامب أوضح توجهاته على الصعيد الاقتصادي من خلال طرح الأجندة وتتضمن تعزيز الحمائية التجارية من خلال فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، وتعريفة بنسبة 60% على الواردات من الصين، بالإضافة إلى خفض تكلفة استهلاك الطاقة والكهرباء.

اما هاريس، فقد ركزت على بناء النظام الضريبي، ورفع معدل ضريبة الدخل على الشركات الأمريكية إلى 28%.

هذا فيما يخص الداخل ، اما المهم بالنسبة لبقية العالم هو سياسة المرشح الخارجية، بالحقيقة ان نتائج الانتخابات ستكون بثلاث سيناريوات 

الأول: فوز ترامب

1 -  وهذا له رؤية خاصة بالمنطقة وصرح عنها عند لقاءه بالأمريكان المسلمين وهي ضرورة انهاء الحرب بالمنطقة .

2 -  اما فيما يخص الصين او القوى الشرقية فله قول (قال دونالد ترامب إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإن الصين لن تجرؤ على استفزازه لأن الرئيس شي جين بينغ يعرف أنه "مجنون"، وأوضح ترامب: "أود أن أقول إنه إذا ذهبت إلى تايوان، فأنا آسف لفعل هذا، سأفرض عليك ضريبة بنسبة 150 في المئة، إلى 200 في المئة)". ومثلما قلنا أعلاه انه سيفرض رسوماً جمركية على الصين وخصوصا إذا سعت إلى حصار تايوان.

ومع العرض ان تايوان هي واحدة من اهم نقاط الخلاف لانها تحتوي على اهم المصانع في العالم تصنع المعالجات الرقمية وصناعة اشباه الموصلات التي تستخدم في الصناعة الالكترونية ونحن نعلم ان المعارك الان تدار الكترونيا وتكنلوجيا وبالتالي ان الخطوة الواحدة التي ستشعل الحرب العالمية الثالثة هي تايوان وخصوصا ان بوادرها موجودة وهي حرب اوكرانيا وغزة ولبنان.

3 - اما فيما يخص روسيا فلترامب قول في الرئيس بوتين وهو "لقد كنت على وفاق معه بشكل رائع". وبالتالي انه سيعمل على انهاء الحرب ومحاولة استمالة روسيا بدل استعدائها.

4- فيما يخص الشرق الأوسط فان ترامب واضح بعدم العودة للاتفاق النووي السابق مع ايران و لهذا ترغب دول الخليج العربي بفوزه كونه اشد وضوحًا و مراعاة لحقوق طرف الاتفاق، و يصر ترامب على انه سيحقق صفقة كبيرة مع ايران تُنهي الأزمات معها.

الثاني: فوز هاريس: 

1 - ان هاريس صرحت مؤخرا انها مع السلام وانتهاء الحرب أيضا في غزة ولبنان (تفاصيل ذلك توضح لاحقا) .

2 - اما فيما يخص الصين ، انها قد تواصل الخط الدبلوماسي لبايدن، الذي حث حلفاء الولايات المتحدة على رص الصفوف ضد الصين وحاول دفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى إدراج التهديد الصيني على جدول أعماله. كما ان اختيارها لفيليب جوردون كمستشار للأمن القومي يشير إلى تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه الصين، حيث قد يختلف نهج جوردون البراجماتي عن الموقف الأكثر مواجهة لإدارة بايدن.

3 – فيما يخص روسيا: حيث صرحت هاريس أنها لن تلتقي حال فوزها، الرئيس فلاديمير بوتين لبحث الحرب في أوكرانيا، من دون حضور ممثل عن كييف، ان موقفها اكثر تشددا وقالت أيضا قالت المرشحة الديمقراطية "نحن ندعم قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي غير المبرّر".

4- فيما يخص الشرق الأوسط تميل هآريس كما يميل الديمقراطيون إلى عدم كسر ايران و السعي للعودة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني و هو ما لا يفضله عرب الخليج كون ان أمريكا هنا لا تراعي مصالحهم. 

ثالثا: هو الحرب الاهلية او الفوضى في أمريكا

 حتى وان كان الامر مستبعد لكنه محتمل خصوصا ان ترامب صرح عدة مرات بانه سيفوز حتما وغير ذلك يعني تزوير وهذا تصريح برفض نتيجة الخسارة نهائيا، مع العلم بوجود استطلاعات الرأي تشير إلى قلق 27% من الأمريكيين من هذا السيناريو، مما يعكس الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي، وكما قال السيناتور الجمهوري جورج لانغ إن "الحرب الأهلية قد تكون ضرورية إذا خسر الجمهوريون الانتخابات الرئاسية في نوفمبر"

خلاصة الامر فيما يخص المنطقة هي ان الحرب ستنتهي بعد الانتخابات لان إسرائيل لا تستطيع ان تتحمل الحرب اكثر ، لكن تؤجل توقف الحراب وتماطل بالمفاوضات كي يكون وقف الحرب هدية للرئيس المقبل بانها نزلت بالسلام لرغبة الرئيس وهو بالتالي قد اوفى بوعوده الانتخابية

وان انتهاء الحرب يعني عودة الاستقرار النسبي لاهم منطقة في العالم من حيث الإنتاج والامتلاك للثروة الهيدروكاربونية وهي اللاعب الأول في الاقتصاد العالمي وكما ان الهدوء سيعم أيضا مضيق باب المندب الذي يؤثر أيضا على خط مهم جدا للتجارة العالمية.

اما المواجهة الاقتصادية مع روسيا والصين فالأمر لن ينتهي وخصوا ان سر قوة أمريكا في عولمة الدولار (او دولرة الاقتصاد العالمي) وان الجبهة الشرقية وبعدما أسست تجمع بريكس وطرحهم لفكرة عملة جديدة للتعامل بينهم (بريكس) فهذا يعني مزيد من التوتر الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • تسجيل أكثر من 3.5 مليون براءة اختراع عالميًا خلال العام الماضي
  • مجلس الأمن الروسي: الغرب يجب أن يتفاوض لإنهاء الصراع في أوكرانيا
  • موريتانيا وأمريكا تتفقان على تعزيز التعاون العسكري في الساحل الأفريقي
  • من الشرق إلى الغرب.. زعماء العالم يتسابقون لتهنئة ترامب
  • هل سقط الغرب أخلاقيا في امتحان غزة؟.. ضيفا فيصل القاسم يجيبان
  • الإمارات تعرقل خطة سعودية للسيطرة على الساحل الغربي اليمني
  • السودان يشكو تشاد لدى الاتحاد الإفريقي بتهمة تسليح “المتمردين” .. تشاد نفت الشهر الماضي تورطها في الأمر
  • "النفوذ الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر" يرصد سياقات وتداعيات توغل طهران بشرق القارة
  • الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم
  • الغرب سيدفع ثمنا باهظا إذا تجاهل دول البريكس