في 25 أغسطس الجاري، أي قبل 5 أيام من الانقلاب على حكم الرئيس علي بونغو في الغابون، أصدرت الخارجية الأميركية بيانا بشأن هذه الدولة في وسط غرب إفريقيا.

وحث البيان المقتضب المنشور على موقع الخارجية الأميركية شعب الغابون على "ممارسة حقه في التصويت وجعل أصواته مسموعة".
وجاء في البيان أيضا:

الانتخابات جزء رئيسي من الديمقراطية الفعّالة.

كل الغابونيين يستحقون فرصة تحديد مستقبلهم من دون خوف أو اضطهاد أو تهديد. أكدت الخارجية الأميركية أهمية مراقبة الانتخابات ودعوة الفاعلين كافة بالالتزام بانتخابات حرة ونزيهة وسليمة.

ورغم طغيان اللغة الدبلوماسية وعدم الوضوح على بيان الخارجية، إلا أنه حمل في طياته انتقادا مبطنا للرئيس بونغو الذي يحكم البلاد منذ عام 2009، ووقع الانقلاب عليه بعد لحظات من إعلان فوزه بفترة رئاسية ثالثة.

لكن طريقة الحكم لا تشكل الأمر المحوري في الغابون بالنسبة إلى المصالح الأميركية.

تدريبات مشتركة

أجرت أفرع عدة من القوات الأميركية في أبريل الماضي مناورات مشتركة مع قوات جيش الغابون.

وسعت المناورات إلى اختبار قدرات القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا في الاستجابة للأزمات خاصة في حالة احتياج الأفراد والاستثمارات الأميركية لتدخل طارئ، وتطوير العلاقات الدفاعية مع الدولة المضيفة أي الغابون، من خلال تبادل المعرفة.

 أول صفقة من نوعها

وفي منتصف أغسطس الجاري، أجرت الغابون ومؤسسات أميركية أول صفقة قايضت فيها الدولة الإفريقية بين ديونها وحماية الطبيعة.

وشملت الصفقة إعادة شراء ما يعدل 500 مليون دولار من ديونها الدولية.

والأمر عبارة شراء ديون الدولة من قبل بنك أو مؤسسة استثمارية، على أن تستبدل بقروض أرخص ذات فائدة أقل تسمى سندات زرقاء، مع ضمان ائتماني، وتسثمر الأموال المتوفرة في برامج حفظ الطبيعة.

واعتبرت هذه أول صفقة في القارة الإفريقية جمعت بين الديون وحماية الطبيعة.

وشاركت مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية في دعم الصفقة عبر التأمين لها ضد المخاطر السياسية.

ويعزز هذا الأمر جهود الغابون في حماية أنظمتها البيئية البحرية.

وتعد شواطئ الغابون ومياهها الإقليمية أكبر موطن في العالم لحيوانات مهددة بالانقراض مثل السلاحف الجلدية الظهر
والدلافين الحدباء الأطلسية.

مخاوف ومصالح أميركية في الغابون

وتقول وثيقة صادرة عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي عام 2019 إن الغابون المستعمرة الفرنسية السابقة الغنية بالنفط تقع في خليج غينيا الجيواستراتيجي.

وترى الوثيقة، التي تكون مصدرا رئيسيا للمشرعين الأميركيين، أن الغابون دولة مستقرة منذ فترة طويلة في منطقة مضطربة، وإن كانت ذات ميول استبدادية.

والمصالح الأميركية وفقا للوثيقة تتركز على حول دور الغابون في:

حل الصراعات الإقليمية. الأمن البحري، حيث تنتشر عصابات القراصنة في خليج بشكل يؤرق التجارة الدولية في المنطقة، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة.

ويمكن أن تحدث الاضطرابات الطويلة المدى في الغابون تحديا للولايات المتحدة وتزيد من احتمالات عدم الاستقرار في وسط إفريقيا، التي تواجه بالفعل أزمات عدة.

ولم تشر الوثيقة الأميركية إلى تغلغل صيني أو روسي في الغابون، لكن ذلك لا يعني أنه غير موجود، خاصة أن الانقلابات الأخرى في القارة الإفريقية ذهبت نحو بكين وموسكو.

أهمية الأمن البحري

ووفقا للخارجية الأميركية، فإن ليبرفيل وواشنطن تشتركان في تنويع وتعزيز اقتصاد الغابون، وتوسيع التجارة الثنائية، وضمان الأمن في خليج غينيا، ومحاربة الاتجار بالحياة البرية.

وتعد الغابون (قبل صفقة الـ500 مليون دولار) متلقيا ثانويا للمساعدات الأميركية، إذ نالت الغابون 614 ألف دولار عن طريق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عام 2017،

وفي عام 2019، طلبت الغابون 200 ألف دولار من الولايات المتحدة وكلها خصصت للتدريب العسكري، واستفادت هذه الدولة الإفريقية أيضا من الدعم الأميركي المقدم إقليميا ودوليا للحفاظ على الأمن المائي في خليج غينيا وقوات حفظ السلام والحفاظ على البيئة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الخارجية الأميركية الغابون الخارجية الأميركية بونغو شؤون إفريقية أميركا الولايات المتحدة الخارجية الأميركية الغابون الخارجية الأميركية بونغو أخبار أميركا فی الغابون فی خلیج

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي روسي: "بريكس" تعزز أهمية الدول النامية على الساحة الدولية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المبعوث الروسي الخاص لشؤون "بريكس" ونائب رئيس مجموعة البريكس بافيل كنيازيف إن الدور المتنامي لمجموعة البريكس في تعزيز مصالح الجنوب العالمي يعزز أهمية الدول النامية في الساحة الدولية. 

وقال كنيازيف -خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي "مستقبل الدبلوماسية والخدمات الدبلوماسية" المنعقد في موسكو- "في الوقت الحالي يتم توزيع الإمكانات إلى حد كبير لصالح مراكز القوة الجديدة ويتم تجنيد مراكز جديدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا والشرق الأوسط"، وفقا لما أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية. 

وذكر الدبلوماسي الروسي أن "مجموعة البريكس تلعب دورا متناميا في تعزيز مصالح منطقة الجنوب العالمي مما يعزز أهمية صوت الدول النامية في العلاقات الدولية".

وأكد أن "ممثلي مختلف الدول والحضارات والأديان والثقافات يتعاونون في إطار مجموعة البريكس على أساس مبادئ مجموعة البريكس المتمثلة في الاحترام المتبادل والانفتاح والتضامن".مشيرا إلى أن الظروف الجيوسياسية الجديدة الراهنة تسلط الضوء على أهمية الدبلوماسية.
 

مقالات مشابهة

  • الصين للولايات المتحدة: مستعدون أن نكون شركاء وأصدقاء
  • تراجع رهانات خفض الفائدة الأميركية يطيح بأسعار الذهب
  • على غير المتوقع.. أسعار الواردات الأميركية ترتفع في أكتوبر
  • دبلوماسي روسي: "بريكس" تعزز أهمية الدول النامية على الساحة الدولية
  • قانونيا.. هل يمكن أن يصبح ماسك رئيسا للولايات المتحدة؟
  • رويترز: ترامب يعين وزير شؤون المحاربين القدامى والمحامي العالم للولايات المتحدة
  • انخفاض طفيف للأسهم الأميركية خلال تعاملات الخميس وسط محاولات لاستعادة الزخم
  • وزير الخارجية: حالة الاستقطاب العالمي تتطلب ضرورة العمل المشترك لمصلحة القارة الإفريقية
  • الصين تبيع سندات دولارية في السعودية بعائد يقارب نظيرتها الأميركية
  • السيسي يؤكد أهمية العمل مع جنوب إفريقيا لدعم أولويات التنمية الإفريقية عالمياً