من يستطيع وقف مواجهة محتملة بين إسرائيل و "حزب الله"؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن الساحة الشمالية تزداد سخونة، بسبب تنظيم "حزب الله" اللبناني المستعد لتحدي إسرائيل بدعم من طهران، ووصلت الأمور إلى أن الاحتكاكات على السياج الحدودي قد تتحول في أي لحظة إلى صراع مسلح، لافتة إلى أن هذا الوقت "مناسب" لتجنب التصريحات الصاخبة وتهدئة المنطقة.
وقالت يسرائيل هيوم إن الصيف بطبيعته هو موسم للكوارث، حتى على الساحة العسكرية، وتميل الجيوش بطبيعتها إلى تجنب الحروب في الشتاء، ليس فقط بسبب الصعوبات الموضوعية المتعلقة بالطقس، ولكن أيضاً خوفاً من "الوقوع في مستنقع من الطين يصعب تخليص نفسها منه"، ولهذا السبب نشهد كل عام تقريباً تهديدات وتحذيرات من التصعيد والحرب في كل ساحة ممكنة تقريباً.
מתיחות שיא
התלקחות מעבר לגדר: ארה"ב מאבדת עניין באזור, רוסיה מתקרבת לאיראן - ואין מי שירסן את נסראללה@LimorYoav
צילום: א.פי.אי pic.twitter.com/aORZQWTrrh
وقالت الصحيفة، إن هناك سلسلة من الأمور والعمليات جعلت الواقع الأمني بشكل عام، وفي الساحة الشمالية بشكل خاص صعباً، لافتة إلى أن الأسباب معروفة، وهي شعور إيران المتزايد بالأمن بسبب تقاربها الواضح من روسيا والصين، واتفاقها غير الرسمي مع الولايات المتحدة الأمريكية، والعلاقات المتجددة التي أقامتها مع دول بالمنطقة، فضلاً عن العلاقات مع مختلف الجماعات والتنظيمات المسلحة التي تقودها وتدعمها، لدرجة التنسيق العملياتي وخصوصاً بين التنظيمات التي تتحدى إسرائيل، بالإضافة إلى الصدع الذي أصاب المجتمع الإسرائيلي نتيجة لأزمة التعديلات القضائية، والتهديد المتزايد للجيش الإسرائيلي وقدرته على العمل.
وفقاً للصحيفة، كل هذه الأمور تجعل أعداء إسرائيل يشعرون بأنها أصبحت أكثر هشاشة، ما دفعهم إلى محاولة تحديها من عدة جبهات في الوقت نفسه خلال عيد الفصح الماضي، حيث كان البعض من التحديات مألوفاً ويسهل التعامل معه نسبياً، مثل الضفة الغربية وغزة وسوريا، حيث تتمتع إسرائيل في كل منها بميزة الردع الواضح.
ترسانة أسلحة قويةوتقول الصحيفة، إنه خلافاً لموجة العنف في الضفة الغربية أو أي حملة أخرى من قطاع غزة مثلاً، فإن الحرب ضد حزب الله سوف تكون عملاً مختلفاً في ظل امتلاكه أكثر من 150 ألف صاروخ وقذائف صاروخية، وطائرات من دون طيار بما فيها طائرات هجومية، ووحدات خاصة للغارات البرية والبحرية.
ومع أن حزب الله لا يقارن في قوته بالجيش الإسرائيلي، ولكن الأمر يتعلق بقدرته على إلحاق أضرار بإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التوازن ظاهر ومعروف لدى الطرفين منذ حرب لبنان الثانية، ما ساعدهما على ضبط النفس، ومنع تدهور الأوضاع إلى حملة واسعة.
تغير في مفهوم الردعبحسب يسرائيل هيوم، شهدت الأشهر الأخيرة تغييراً في هذا الوضع، فحزب الله ليس مهتماً بالحرب بعد، لكنه مستعد للذهاب أبعد من قبل لتحدي إسرائيل، مشيرة إلى أن المسلح الذي أرسله التنظيم إلى مجدو في مارس (أذار) الماضي، كان دليلاً واضحاً على أن اعتبارات الأمين العام للتنظيم حسن نصر الله قد تغيرت أو أخطأت، ومن المؤكد أن حسرة حرب لبنان الثانية لم تعد قوية.
وتضاف إلى كل ذلك أحداث تكتيكية مختلفة، بدءاً من نصب الخيم على جبل الروس، مروراً بإنشاء سلسلة من المواقع العسكرية على طول الحدود بغطاء مدني، انتهاء بالاحتكاكات الاستباقية في عدة مواقع بالقرب من السياج، كل منها على حدة.
وذكرت الصحيفة، أنه إذا كان ما سبق ليس كافياً، فيضاف إليه التصريحات التصعيدية من الطرفين، سواء من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من جهة، أو من نصرالله من جهة أخرى، حيث يهدد كل جانب بتدمير الآخر وإعادته إلى العصر الحجري.
حزب الله وحماية حماسوتابعت: "لقد أوضح حزب الله بالفعل أنه لن يحمي شعبه فحسب، بل سيحمي أيضاً أي مصلحة أخرى محتملة في لبنان، بما في ذلك أعضاء حماس المختبئين في ظله، برئاسة القيادي صالح العاروري، الذي أصبح صداعاً كبيراً لإسرائيل بسبب البنية التحتية المسلحة التي يعمل عليها عن بعد في الضفة الغربية".
تخفيف القيودوتقول الصحيفة إنه في الوضع الراهن، من الصعب أن نرى كيف يمكن وقف عملية التصعيد هذه، ففي الماضي كان هناك عدداً غير قليل من العوامل المقيدة في المنطقة، حيث عرفت الولايات المتحدة وفرنسا كيف تكبح جماح لبنان، وكانت روسيا تعرف كيف تكبح جماح إيران، كما لعبت الأمم المتحدة أيضاً دوراً تتغير أهميته اعتماداً على من يرأسها، واليوم، تم تخفيف هذه القيود بشكل كبير.
נסראללה מזהיר את ישראל מלבצע התנקשות בשטחה. הרקע: איומים שנשמעים לאחרונה לכיוונו של מספר 2 בחמאס, סאלח אל-עארורי, אדריכל הפיגועים ביו"ש שפועל משטח לבנון@kaisos1987 #חדשותהערב pic.twitter.com/rOnJUhs7SC
— כאן חדשות (@kann_news) August 28, 2023 عودة الهدوءوأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تفقد اهتمامها بالمنطقة، واقتربت من إيران ونأت بنفسها عن تل أبيب، واقتربت روسيا من إيران وهي أيضاً مشغولة في أوكرانيا، ومن المؤكد أن الأمم المتحدة لن تنقذ إسرائيل وحزب الله من نفسيهما، لافتة إلى أنه من دون تدخل قوي ملموس، وأهمه تفعيل الروافع ضد طهران، فمن الصعب عودة الهدوء إلى الحدود الشمالية، مستطردة: "هذا يعني أن أي حدث يمكن أن يتطور على الفور إلى أبعاد خطيرة، ويجعل الجانبين يتصرفان ضد مصلحتهما الواضحة، ويدفع الشمال إلى الحرب".
وضع إشكالي لإسرائيلوبعيداً عن حقيقة أن هذه الحملة ستكون دموية بشكل وغير ضرورية، فإنها قد تضع إسرائيل في وضع أكثر إشكالية، على خلفية الأزمة الداخلية، حيث ستكون هناك عوامل من شأنها أن تشكك في دوافع وقرارات الحكومة الإسرائيلية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني التهديد الإيراني إيران حزب الله حماس حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تدخل تركيا وأميركا في مواجهة بسبب قسد بسوريا؟
واشنطن– أنقرة– مع اكتمال فصول مشهد إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، تقف تركيا والولايات المتحدة أمام استحقاقات سياسية وأمنية معقدة في مناطق شرق الفرات، حيث تتمركز قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي لطالما كانت محور الخلاف بين أنقرة وواشنطن.
وفي حين تقول تركيا إن هذه القوات تهدد أمنها القومي باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض صراعا مسلحا ضد الدولة التركية منذ ما يزيد عن 40 عاما، تعتبرها الولايات المتحدة شريكا أساسيا في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
سيناريوهات متعددة تفرضها حسابات المصالح الإقليمية والدولية، في وقت تسعى فيه الدولتان للحفاظ على توازن علاقاتهما رغم الخلافات العميقة حول مصير القوات الكردية ومستقبل النفوذ في سوريا.
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور (رويترز)وصعّدت تركيا لهجتها تجاه القوات الكردية في سوريا، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، أن بلاده "ستسحق المنظمات الإرهابية في أقرب وقت ممكن".
وفي السياق نفسه، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مقابلة تلفزيونية، أن هدف تركيا الإستراتيجي يتمثل في إنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية، معتبرا أنها أمام خيارين، إما أن تحل نفسها أو تواجه القضاء عليها بالقوة.
وأوضح فيدان أن الموقف التركي من التنظيمات الكردية في سوريا يمثل قضية "وجودية" تتعلق بالأمن القومي التركي.
إعلانفي المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، خلال مؤتمر صحفي لدى وصوله الأردن في مستهل جولته بالمنطقة، لبحث التطورات في سوريا، على أهمية الدور الذي تلعبه قوات سوريا الديمقراطية في منع عودة تنظيم الدولة، ووصف بلينكن هذا الدور بأنه "حيوي" لاستقرار سوريا بعد سنوات من الصراع مع التنظيم.
أوراق ضغطيرى الباحث السياسي أحمد أوزغور أن تركيا لا تراهن على المحادثات الجارية مع الإدارة الأميركية الحالية، بل تنتظر تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة، ولفت إلى أن تصريحات ترامب السابقة، التي قال فيها إن "هذه ليست معركتنا في سوريا"، فيها إشارة واضحة إلى أن واشنطن قد تتجه إلى تقليص دعمها للقوات الكردية.
وأوضح أوزغور -في حديث للجزيرة نت- أن قوات سوريا الديمقراطية باتت في موقف ضعيف، مستدلا على ذلك بالاتفاق الذي أُبرم بين تركيا والولايات المتحدة، والذي ضمن انسحابا آمنا لعناصر قسد من مدينة منبج شمال شرقي حلب، مؤكدا أن "تركيا لن تضحي بأمنها القومي لحساب علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولن تقبل ببقاء حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا كقوة دائمة".
وفي رأيه فإن تركيا تمتلك أوراق ضغط قوية في هذه المرحلة، لا سيما بعد سقوط النظام السوري، ما جعلها في موقع أكبر الرابحين إقليميا، وقد تتمكن من التفاهم مع القيادة السورية الجديدة لفرض كلمتها في مواجهة القوى الأخرى، يضيف.
ورجّح الباحث أن تتمكن تركيا من إقناع الولايات المتحدة بقدرتها على السيطرة على المنطقة وعدم السماح بعودة تنظيم الدولة، مما يتيح لها تأمين حدودها والقضاء على "القوات الإرهابية" هناك.
وختم أوزغور بأن تركيا قد تلجأ إلى الخيار العسكري في حال أصرت قوات قسد على البقاء في المنطقة، ولم يستبعد أن تستعين تركيا بقوات هيئة تحرير الشام لتنفيذ عملية عسكرية لتأمين مصالحها.
@aljazeera_mubasherالخارجية الأمريكية: ???? بلينكن ناقش هاتفيا مع نظيره التركي التطورات المتسارعة في سوريا والحاجة إلى خفض التصعيد وحماية أرواح المدنيين. ???? بلينكن بحث مع نظيره التركي الجهود الإنسانية الجارية في غزة والحاجة إلى إنهاء الحرب وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.♬ original sound – الجزيرة مباشر التعاون المطلوبوفي حديث مع الجزيرة نت، أشار السفير فريدريك هوف، البروفيسور بجامعة بارد بولاية نيويورك والخبير بالمجلس الأطلسي بواشنطن، إلى أن "التوترات بين تركيا والولايات المتحدة حول سوريا تتعلق بمليشيا ذات أغلبية كردية تساعد الولايات المتحدة في قمع جماعة داعش".
إعلانوبرأيه "يمكن إدارة هذه التوترات، بل يجب على أنقرة وواشنطن ببساطة التعاون لتشجيع نشوء نظام حكم جديد مناسب وشامل وشرعي في سوريا".
ويضيف "لكن الوضع في سوريا سيستمر في تشكيل تحديات لتركيا، ولن يكون من السهل إدارة انتقال ناجح ومنظم في بلد عانى لسنوات طويلة من الحرب".
وكان بعض المشرعين الأميركيين أعربوا عن مخاوفهم من احتمال توسيع نطاق الهجمات التركية على القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وطالبوا بالعمل على تحجيم النفوذ التركي داخل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد.
وقال السيناتور الجمهوري من ولاية أوكلاهوما، ماركواين مولين، إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة لديها دور تلعبه في تقرير ما إذا كانت قوات المعارضة التي أطاحت بالأسد ستبقى في السلطة.
ومع ذلك، يرى مولين -حسب تصريحات نشرها موقع "جويش إنسايدر"- أن مصلحة الأمن القومي لأميركا تتطلب منع تركيا من القضاء على القوات الكردية، التي تحتجز أكثر من 10 آلاف مقاتل من تنظيم الدولة في معسكرات شرقي البلاد.