القضاء يصدر أوامر قبض بحق مغتصبي أراضي المواطنين
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
آخر تحديث: 30 غشت 2023 - 9:51 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أصدر مجلس القضاء الأعلى، امس الثلاثاء، توضيحًا بشأن أراضي منطقة الجادرية، فيما اشار الى صدور أوامر قبض واستقدام لعدد من الأشخاص بشأن القضية.وذكر المركز الاعلامي للمجلس في بيان ، أنه”بعد لقاء رئيس المجلس فائق زيدان بعدد من المواطنين من اهالي منطقة الكرادة/ الجادرية والاستماع الى تفاصيل الاشكالية الخاصة بالاراضي العائدة لهم، بينت رئاسة محكمة استئناف بغداد الرصافة أنه تم تكليف احد القضاة المختصين لاجراء الكشف على قطع الاراضي موضوع الشكوى وتبين أنها ملك شائع يملك فيها المشتكون حصص مع شركاء أخرين باع قسم منهم حصته الى عدد من المواطنين”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
(حاجة شينة)
(حاجة شينة) و(ود النور) و(محمد علي المندراوي) لا يذكرون متي وصل أجدادهم من نيجريا ولا يعرفون غير بلدهم السودان وقد عاشوا فيه مواطنين لهم قيمة وفلحوا الأرض واشتهرت نسائهم بالاستقامة وبيع الفول ( المدمس ) و ( التسالي ) والصبر والاعتماد على النفس !!.
( حاجة شينة ) لم تكن شينة بالمعني الحرفي للكلمة ويتجلي جمالها من خلال جلستها علي ( البنبر ) الأنيق وهي تستند باستقامة علي العمود الاسمنتي برشاقة بائنة رغم أن قطار الشباب متوقع أن يبارح محطتها بين أي لحظة وحين ... وبما أن صاحب الدكان المشهور الذي سمح لها باحتلال حيز من ( برندته ) وان هذا الدكان المبروك يتحرك نحوه الزبائن بأعداد هائلة منذ الصباح الباكر وحتي المساء ... وكان من حسن حظ رواد المكان أن يقع بصرهم علي طبق الفول المدمس الذي اتخذ مكانه بعناية علي أريكة مزدانة بالوان قوس قزح وقربه زميله طبق التسالي الخالي من الشوائب والذي يلمع مثل السيف وطعم الملح منه يدغدغ المشاعر ويحرك كوامن الفرح ... المعجزة أن حبيبات الفول تبدو كالاليء يكاد يخرج منها ضياء رغم انف هذا اللون الرمادي الذي يغطيها وليس هنالك من ثغرات هنا وهنالك ولو قدر لهذا الطبق أن يعبر الأطلنطي لتدافعت عليه ايادي الامريكان وقد عرف عنهم هيامهم لدرجة الوله بزبدة الفول السوداني ويستخدمونها في سندوتشات فطور الصباح ... هذه السيدة الفاضلة التقية الورعة المحجبة لا تزيد علي كلمة ( لالي ) وهي رد علي سلام من يحييها ... والغريب أن المدة الطويلة الممتدة من الصباح الباكر وحتي المساء تظل هذه الإنسانة ثابتة في مكانها كالطود ويستغرب من يشاهدها علي هذه الحال ويسأل نفسه هل هي صائمة عن الطعام والشراب وعن الحركة فهي تظل مشدودة علي بنبرها وظهرها مسنود علي العمود الاسمنتي وكأنها علي مقعد طائرة وحولها حزام الامان في رحلة دون توقف لمدة عشر ساعات وحتي الأشياء الضرورية مثل الذهاب للحمام ... كيف تتحملها ومتي تؤدي صلواتها ... كل هذه كانت الغاز محيرة تحيط بحياتها وهي تبيع بضاعتها بكل احترام وتقدم سلعتها المنتقاة بعناية تتجلى فيها الجودة والمواصفات العالمية !!..
وقربها علي العمود الاسمنتي الآخر كان يرابط شيخ وقور من بني جلدتها يجلس القرفصاء علي جزء من مفرش تحتل بضاعته معظم هذا المفرش وهي عبارة عن ( قورو ) و ( عروق ) كل عرق له مواصفات ويختص بعلاج مرض معين ومع التعليمات التي إذا اتبعت بصورة سليمة يمكن لهذه العروق أن تعالج حتي المشاكل المستعصية التي يعجز جهابذة علم النفس والاجتماع عن الاقتراب منها ... هذا الشيخ الوقور درج الناس علي مناداته باسم ( حاج إبرة ) وعندما تقل عنه حركة البيع او ينقطع الزبائن يمسك بكتاب ويقرا بصوت عال ولكن الي الان لم يعرف المارة ماذا يقول هذا الرجل لكنه يكون في قمة الانسجام ولا يحس بمن حوله وهو غارق في المطالعة ...
اتضح أن حاج ( إبرة ) هذا ليس مجرد تاجر ممن يسمونهم بالفريشة لأن بضاعتهم تنام علي الأرض وليس علي الارفف ... أنه بعد المغيب وحلول المساء لابد أن يجتمع برعاياه في هذه الحي الصغير عند أطراف المدينة الريفية الجميلة التي تتوسط المشروع الكبير ... أنه ( فريق فلاتة ) وقد تميز بحسن التخطيط... ويبدأ اجتماع المساء اليومي بحضور كل أفراد الفريق شيبا وشبابا ونساءا واطفالا وفي هذا الاجتماع الذي يترأسه حاج ( إبرة ) كبير القوم وهو بمثابة أمير المنطقة وكلمته مسموعة يتم تداول احداث اليوم ولكل شخص من الحضور إذا حصلت له مشكلة يمكن أن يبسطها بكل أريحية ومن أراد أن يقدم اقتراحا فعلي الرحب والسعة ويكون الحديث واعطاء الفرص في حرية تامة وديمقراطية عالية المستوي وبادب جم وتخاطب يراعي احترام الصغير وتوفير الكريم واحترام المرأة وفي الختام يستمعون الي آيات من الذكر الحكيم والدعاء بأن ينعموا بالأمن والأمان مع أهلهم في السودان الذين استضافوا أجدادهم منذ قديم الزمان واليوم أصبحوا جزء من نسيجه وصاروا معه كتلة واحدة وساهموا في الزراعة والثروة الحيوانية والصالح العام وتقريبا شاركوا في كافة الأنشطة ودخل أبناؤهم المدارس ومنهم من وصل إلي درجة الأستاذية وصاروا وزراء ووكلاء وأساتذة جامعات وسفراء .
نعود ل ( ود النور ) و ( محمد علي المندراوي ) وحاجة ( شينة ) وكل منهم تخصص في مهنته واجادها واخلص فيها خاصة في الزراعة التي تحتاج إلي الصبر والايمان والعزيمة الصادقة ورعي الحيوان ... كانوا زملاء لجدي حمزة محمد حمزة عملوا معه في مزرعة الأسرة التي كان مشرفا عليها وقد صاروا أكثر من أشقاء ولايري منهم غير الوفاء النادر والحب الكبير ...
وأهلنا هؤلاء الطيبون تجد في قلب السوق الكبير وفي جناح الحلاقين وفي عشته الجميلة الأنيقة المبنية بقش ( النال ) الذي يقطر عطرا إذا إصابته مياه الأمطار نجد عمنا حاج ( باكو ) وقد سجل التاريخ عنه أنه كان من امهر الحلاقين بالسوق وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه كان قصيرا وممتليء الجسم مثل باكو السجائر.
وقربه زميله حاج ادريس الذي جمع مابين الحلاقة وختان الاطفال وقد وثق فيه الآباء وقالوا إنه يجيد عمله في هذا المجال أكثر من المساعد الطبي في البلدة إضافة إلي أنه كان ورعا جميل الخصال .
كانت هنالك فريق من ضمن فرقان بلدتنا الريفية الجميلة التي تتوسط المشروع الكبير وسكنه أهل لنا نزح أجدادهم من زمان الي سوداننا الحبيب ونشأت منهم اجيال وأجيال هي منا ونحن منهم وقد تميزوا بالجد والاجتهاد وعشق الزراعة وتربية الحيوان ولهم كثير من المواهب ويدعم ممتدة مع أهلهم السودانيين في كل مكان بالبناء والتعمير ولا ننسي أن معظمهم يحبذون أن يرسلوا أبنائهم الي الخلاوي لحفظ القران الكريم ولذا نجد منهم الكثير من الأئمة والدعاء .
هذا هو سوداننا متنوع وقد أتته الهجرات منذ قديم الزمان وهذا التنوع فيه الثراء والقوة والنماء ولا بد لنا أن نكون كلنا علي قلب رجل واحد وكفانا هذه العنصريات وهذا التباغص فكلكم يا اهل التقوي والصلاح من سيدنا ادم و ادم من تراب فعلام هذه الضجة المفتعلة التي ليس لها أساس ... عودوا إلي طيبتكم واتركوا العنحهية وحلوا مشاكلكم علي هدي القران الكريم وسنة نبينا سيدنا محمد المطهرة ويجب أن نعيش جميعا في حب ووئام كمواطنين متساويين في الحقوق والواجبات .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com