في ظل انتشار وسائل وساحات التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل على أي شخص أن ينشئ حسابا ويضع اسم مستخدم صريحا أو رمزيا ويبدأ في التغريد بما يشاء، بغض النظر عن كون ذلك الشخص مثقفا أو مدعيا للثقافة، واعيا بلغ مرحلة النضج أو مراهقا، مزدحما بالأعمال أو خاملا ينتظر أن تمطر عليه السماء ذهبا.
وهذا الأمر لا توجد به مشكلة، فحرية التعبير مكفولة للجميع، إلا أنه من الملاحظ أن هذه الساحات أصبحت تتجلى فيها معاني "الانتقاد" التي تأتينا من أشخاص لا علم ولا خبرة لهم في ما يطرح، نتيجة تبنيهم أفكارا مسبقة ومعلبة، بناء عليها يطرحون آراءهم بغرض تشويه أي عمل أو فكرة مطروحة، وهذا هو الانتقاد الرخيص.
أقول هذا الكلام، بمناسبة ما شاهدناه على ساحات التواصل من جانب البعض "الذين تعودوا السير في طريق الانتقاد والسخرية" من منشورات وتغريدات تشكيك وسخرية، فور الإعلان عن انضمام مصر إلى تجمع " بريكس " اعتبارا من يناير 2024، تدور في معظمها حول أن مصر تهدف فقط من الانضمام إلى هذا التجمع إلى الحصول على المزيد من القروض، في حين أن الدول الأخرى في التجمع تهدف إلى دفع رسوم عبور قناة السويس بالصيني والهندي والروسي.
ولهؤلاء المغرمين بمتعة الانتقاد الرخيص، أقول، هل تعلموا أن حجم الواردات المصرية من الصين بلغ 13.2 مليار دولار خلال ال 11 شهر الأولى من العام 2022، وذلك وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وحجم الواردات من الهند بلغ نحو 4.1 مليار دولار خلال العام نفسه، في حين أن حجم الواردات من روسيا بلغ 3.7 مليار دولار خلال ال 11 شهر الأولى من العام 2022.. .أي أن إجمالي الواردات من هذه الدول الثلاث يبلغ 21 مليار دولار، بينما تبلغ عائدات قناة السويس من عبور جميع السفن من مختلف دول العالم نحو 9.4 مليار دولار في العام المالي 2022/2023. فبأي منطق تتحدثون؟
ألم تعلموا أيها الجهلاء والمتآمرين، أن تجمع البريكس يتحكم في 31% من اقتصاد العالم، وحوالي 19.5% من تجارة العالم، وأن انضمام مصر إلى هذا التجمع يحقق لها الكثير من المكاسب مثل: جذب الاستثمارات، توطين التكنولوجيا والصناعة، وفتح أسواق جديدة للسياحة مثل السياحة البرازيلية والإيرانية وغيرها، خاصة وأن هذه الدول ستتعامل في مصر بالعملات المحلية خلال الفترة المقبلة.
ألم تعلموا أيها الجهلاء أن هذا التجمع يتحكم في 30% من حبوب العالم، وأن مصر تستورد نصف احتياجاتها السنوية من القمح، وانضمامها إلى هذا التجمع يقلل من اعتمادها على الدولار، وتوفير سلع عالمية بعملة محلية.
نعلم جيدا هدفكم، ونعلم أيضا أن سهام الانتقادات دائما تصوب نحو الناجحين، وأن الساعي للنجاح يدرك أن للفوز مفاتيح أهمها الصبر والعزيمة والإصرار والوقوف في وجه المحبطات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات حرية التعبير دول البريكس تجمع البريكس مجموعة البريكس البريكس اقتصاد العالم ملیار دولار هذا التجمع
إقرأ أيضاً: