القدس المحتلة - خاص صفا

دائمًا ما تُسخر بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة كل وسائلها لأجل الاستيلاء على ما تبقى من أراضي المقدسيين، لصالح تنفيذ مشاريعها الاستيطانية والتهويدية، بما فيها "الحدائق الوطنية التوراتية"، مما يحرم الأهالي من أراضيهم، ويمنع تطويرها وتوسعها عمرانيًا.

وقبل يومين، علقت طواقم بلدية الاحتلال وما تسمى "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية إخطارات لمصادرة عشرات الدونمات من الأراضي الشرقية لبلدة العيسوية شمالي شرقي القدس، وبلدة الطور، لصالح مشروع "الحديقة الوطنية" المنوي إقامتها على أراضي البلدتين.

ويعود هذا المخطط الاستيطاني إلى عام 2007، عندما قدمته البلدية و"سلطة الطبيعة"، لكنه مر بعدة مراحل من المصادقة كان آخرها عام 2013، عندما صادقت "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" التابعة لوزارة داخلية الاحتلال على إقامة "الحديقة الوطنية" على منحدرات جبل المشارف.

وفي عام 2014، قررت "اللجنة القطرية للتخطيط البناء" تجميد المخطط، واشترطت على بلدية الاحتلال و"سلطة الطبيعة" عدم العمل لإنشاء حدائق في المنطقة قبل دراسة وتوفير احتياجات الأهالي من المدارس ورياض الأطفال والمنازل والمراكز الصحية في الطور والعيسوية.

لكن اليوم يعود المخطط للواجهة من جديد، بعدما أخطرت بلدية الاحتلال عشرات الدونمات من أراضي البلدتين بالمصادرة، لصالح إقامة الحديقة.

استهداف ومصادرة

عضو لجنة الدفاع عن أراضي العيسوية هاني العيساوي يقول: إن "بلدية الاحتلال تعتزم منذ سنوات طويلة، إقامة تلك الحديقة على المنحدرات الشرقية لبلدتي العيسوية والطور، وحينها قدمنا للجنة اللوائية عدة اعتراضات عليه، وجرى تجميده، لكننا تفاجئنا بتعليق إخطارات جديدة على الأراضي المستهدفة".

ويوضح في حديث لوكالة "صفا" أن الحديقة تمتد على مساحة نحو 730 دونمًا على السفوح الشمالية الشرقية لجبل المشارف على تخوم أراضي العيسوية والطور، وتهدف لإبقاء المنطقة فارغة من أجل ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس بمنطقة شارع النفق قرب الجامعة العبرية.

وخلال سنوات سابقة، تعرضت الأراضي المستهدفة المزروع بعضها بالأشجار كالزيتون والتين واللوزيات، إلى عمليات تجريف إسرائيلية وهدم للمنشآت الزراعية في العيسوية، ومنعت قوات الاحتلال أصحابها من الوصول إليها واستخدامها.

ويشير العيساوي إلى أن "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" أمهلت أهالي العيسوية والطور 54 يومًا لتقديم اعتراضات جديدة على إقامة "الحديقة الوطنية" على أراضيهم.

وبحسب مركز عدالة الحقوقي، فإن الأراضي التي سيقام عليها المخطط هي أراض فلسطينية محتلّة منذ العام 1967، وهذا ما يتناقض كليًا مع القانون الإنساني الدولي والذي يمنع إحداث تغييرات جوهريّة على الأراضي المحتلة، كما يشترط استخدام الأراضي لمصلحة السكّان المحليين في المنطقة.

مخاطر المشروع

وتشكل "الحديقة الوطنية" كارثة تخطيطيّة على البلدتين، وتعمل على تطويقهما ومحاصرتهما، وتحدّ من تطوّرهما مستقبلًا، وتمنع أيّ حل لضائقة السكن والتوسع العمراني، ناهيك عن تقييد الأحياء المقدسية بتجمعات استيطانية.

ووفقًا للمخطط، فإن الحديقة تهدف إلى ربط الجامعة العبرية غربًا بالشارع الرئيس لمستوطنة "معاليه أدوميم" شرقًا، وبلدة الطور جنوبًا إلى العيسوية شمالًا.

ويحذر العيساوي من مخاطر المشروع على البلدتين، كونه يحول دون إمكانية التوسع العمراني لهما مستقبلًا، ويمنع التواصل الجغرافي ما بين الأحياء والبلدات العربية المحيطة بالقدس، فضلًا عن ربط جزء من مخطط (E1) الاستيطاني شرقي المدينة بالمنطقة المستهدفة.

ويلفت إلى أن العيسوية تعاني نقصًا حادًا في المساحات المخصصة للبناء والسكن، بسبب إحاطتها من جميع الجهات بالمستوطنات والمؤسسات الاحتلالية، ومنع تمددها العمراني سيؤدي إلى زيادة الاكتظاظ السكاني.

وتحتل الأراضي التي يستهدفها المخطط موقعًا جغرافيًا مهمًا، باعتبارها البوابة الرئيسة التي سيتم من خلالها وصل الجيب الاستيطاني لـ"معاليه أدوميم" مع مدينة القدس.

وتحتاج بلدة الطور حتى العام 2030، إلى أكثر من 1700 دونمًا إضافيًا، بينما تحتاج العيسويّة لأكثر من 1100 دونمًا إضافيًا على مساحتها الحاليّة.

ولمواجهة مخطط "الحديقة الوطنية"، يؤكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي العيسوية أن الأهالي سيقدمون اعتراضات على المشروع، وسيبذلون كل ما بوسعهم لأجل وقفه، كما حدث سابقًا، بالإضافة إلى التحرك الشعبي على الأرض.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الحديقة الوطنية العيسوية الطور القدس تهويد القدس بلدیة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يستهل 2025 بمجزرة بشعة في جباليا.. والمقاومة توقع رتلا لآلياته في حقل ألغام وتقصف «نتيفوت» 

الثورة /قاسم الشاوش

استقبل الفلسطينيون بقطاع غزة العام الجديد بمجزرة صهيونية بشعة في جباليا راح ضحيتها 53 فلسطيني بين شهيد وجريح، جعلت الدفاع المدني يعجز عن تلبية نداءات الاستغاثة بسبب تواصل القصف الصهيوني الذي أوقف خدماته مما أثر بشكل كامل على حياة المواطنين الذين يتعرضون للقصف الصهيوني دون توقف، ولم يسلم النازحون من القصف والاستهداف، والموت حرقاً داخل خيامهم.

وأعلنت وزارة الفلسطينية في غزة، أمس بأن العدو الصهيوني ارتكبت مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 15 شهيدا و46 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 17 فلسطينيا جراء غارات جوية صهيونية على جباليا البلد شمال القطاع ومخيم البريج في وسطه.

ونسفت قوات العدو الصهيوني مربعات سكنية في بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا ومحيطه شمال قطاع غزة.

وأطلقت آليات العدو الصهيوني النار في المنطقة الشمالية الغربية لمدينة غزة، كما استهدفت مدفعية العدو الأحياء الجنوبية الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة.

ولايزال قطاع غزة يرزح تحت أتون حرب صهيونية مدمرة مستمرة منذ أكثر من 14 شهراً، أتت على كل شيء في القطاع المحاصر أساساً منذ 17 عاماً، إذ استشهد الآلاف فيه، وواصل معظم سكانه البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة النزوح مرات عدة، بسبب أوامر صهيونية تجبرهم على ذلك.

وردا على تلك الجرائم أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أنها أطلقت أمس، رشقة صاروخية تجاه مستوطنة نتيفوت بغلاف غزة؛ ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.

واعترف جيش العدو الصهيوني، أنه رصد صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه منطقة نتيفوت، زاعما اعتراض أحدهما دون إصابات، بينما سقط الثاني في منطقة مفتوحة.

وتواترت في الأيام القليلة الماضية عمليات إطلاق الصواريخ من مناطق يتمركز فيها جيش العدو الصهيوني شمال قطاع غزة، وبينها بيت حانون، مما شكل «مفاجأة»، بحسب وسائل إعلام العدو الصهيوني.

بدورها، أعلنت سرايا القدس الليلة الماضية، أنها أوقعت رتلا من الآليات الصهيونية في حقل من العبوات المضادة للدروع وسط مخيم جباليا.

كما نشرت سرايا القدس مشاهد قالت إنها لقصف القوة الصاروخية مدينتي القدس المحتلة و«تل أبيب».. مشيرة إلى أن الاستهدافات تأتي ردا على استمرار العدوان واقتحام المسجد الأقصى.

من جهته أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، أن عام 2024 كان الأكثر تصعيدا في انتهاكات العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية.

ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن الشيخ صبري في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، قوله: إنّ «العدو الصهيوني استهدف خلال العام الماضي الأبرياء والمقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك».. مُضيفاً: إنه «رغم كل هذه الجرائم يظل شعبنا صامدا متمسكا بحقوقه واثقا بالله عز وجل».

وأوضح أن العام المنصرم كان قاسيا ومؤلما بكثرة الأحداث المتوالية والمتعاقبة، وبخاصة فيما يتعلق بمدينة القدس والمسجد الأقصى، وما تضمنته من زيادة في وتيرة الاقتحامات وأعداد المقتحمين المستوطنين ونوعيتهم من وزراء وأعضاء كنيست.

وتابع قائلا: «هذا يؤكد أن الأطماع بحق الأقصى ليست مقصورة على الجماعات اليهودية المتطرفة، لكنه موقف سياسي وديني لدى اليهود، وسبق أن أصدرنا عدة فتاوى وبيانات بهذا الخصوص».

وأشار إلى أن الهيئة الإسلامية عقدت مؤخرا مؤتمرا أكاديميا بعنوان (الأقصى تاريخ وحضارة)، للتأكيد على أهمية الأقصى ومدى ارتباط المسلمين بهذا المسجد.

من جهة أخرى كشف معطيات تقرير فلسطيني أمس عن تصاعد ممارسات العدو الصهيوني خلال عام 2024، حيث هدم 970 مسكنًا ومنشأة في الضفة الغربية والقدس، في حين هدد بهدم 765 منشأة أخرى.

ووفقًا لتقرير مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية، فقد قام الاحتلال ومستوطنيه باقتلاع واعتداء على 59,163 شجرة، تم إعدام 52,373 منها بشكل كامل.

كما أشار التقرير إلى أن الاحتلال استولى على 53,055 دونمًا من الأراضي في الضفة والقدس خلال العام الماضي، وأغلق 955 طريقًا ومدخلًا في مختلف مناطق الضفة، بما في ذلك 76 إغلاقًا باستخدام بوابات حديدية.

وفي إطار تهجير الفلسطينيين، ذكر التقرير أن الاحتلال رحل 38 تجمعًا فلسطينيًا، يضم 355 أسرة (2209 أفراد)، بالإضافة إلى تصاعد البؤر الاستيطانية الرعوية بواقع 25 بؤرة، تهدد آلاف الدونمات بالمصادرة. وتناول التقرير أيضًا خطة ضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها، عبر قرارات ضم أولية لمناطق مثل جنوب وشرق الخليل، الأغوار، ومحيط التجمعات الاستيطانية مثل أرئيل- محافظة سلفيت، ومعاليه أدوميم- شرقي محافظة القدس، وكفر عصيون الواقعة بين محافظتي بيت لحم والخليل، وكذلك الأراضي الواقعة خلف جدار الضم.

كما تم إصدار قرار استملاك أراضٍ جنوب الخليل من وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، ما يعد تجسيدًا عمليًا لسياسة الضم، ثم إقامة حوالي سبع بؤر استيطانية على الأراضي المصنفة «ب»، خمس بؤر منها على أراضي برية بيت لحم، وهي ضمن أراضي المحمية الطبيعية حسب اتفاقية أوسلو وملحقاتها.

اقتحمت قوات العدو الصهيوني، فجر أمس الأربعاء، مخيم بلاطة شرق نابلس.

وأفادت مصادر أمنية وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم بلاطة برفقة جرافة عسكرية، وانتشرت في عدة حارات داخل المخيم وسط إطلاق كثيف للرصاص، ومداهمة عدة منازل وتفتيشها والعبث في محتوياتها.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وداهمت منزلين فيها.

وأفادت مصادر أمنية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وداهمت منزلي الشقيقين علي، وخالد عيسى طقاطقة وفتشتهما وعبثت بمحتوياتهما دون أن يبلغ عن اعتقالات.

من جهتها أكدت مديرة الإسناد والمناصرة في مؤسسة «أكشن ايد» رهام الجعفري، إن 77% من المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة لا يحصلون على حاجتهم من المواد الإغاثية، التي تدخل بكميات قليلة جدا.

وأشارت الجعفري في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، إلى أن الأشهر الثلاثة الماضية كانت الأقسى على أبناء شعبنا في ظل تفشّي المجاعة والأمراض وانهيار القطاع الصحي، واهتراء الخيام ونقص ملابس الشتاء.

في حين قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا) إن المستوطنين «تورطوا في حوالي 1400 حادثة عنف ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، خلال عام 2024».

وأضاف المكتب في بيان له، مساء أمس، أن الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتم توثيقها منذ نحو 20 عاما، مشيرا إلى تورط المستوطنين في حوالي 1400 حادثة خلال 2024.

وذكر أن الاعتداءات تضمنت اعتداءات جسدية، وإشعال حرائق، واقتحامات لتجمعات فلسطينية، بالإضافة إلى الإضرار بالأشجار المثمرة وتدمير الممتلكات.

ولفت إلى أن المستوطنين متورطون في حوالي أربع حوادث يومية في الضفة بما ذلك القدس الشرقية عام 2024، وأن ذلك تسبب في تهجير العديد من الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • تفسير حلم الحديقة الخضراء في المنام .. وعلاقته بالاستقرار العاطفي والمهني
  • اعتقل بسببه 160 مرة.. ناشط مقدسي يضطر للتوقف عن رفع علم فلسطين
  • لبنان يخضع طائرة إيرانية للتفتيش ويمنع دبلوماسيين من الدخول
  • سرايا القدس تستهدف تجمعات جنود الاحتلال وتقصف مستوطنة في "غلاف غزة"
  • سرايا القدس تكشف تفاصيل محاولة انتحار أحد أسرى الاحتلال في غزة
  • سرايا القدس تُفجّر عبوة ناسفة بآلية للاحتلال في طولكرم
  • الاحتلال يستهل 2025 بمجزرة بشعة في جباليا.. والمقاومة توقع رتلا لآلياته في حقل ألغام وتقصف «نتيفوت» 
  • وزير دفاع إسرائيل: إذا لم تفرج حماس عن الأسرى فإنها ستتلقى ضربات غير مسبوقة
  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى في سابع أيام عيد الأنوار اليهودي
  • القسام تقصف بالصواريخ مستوطنة “نتيفوت” في غلاف غزة والاحتلال يعترف