"الحديقة الوطنية".. مخطط يخترق أراضي العيسوية والطور ويمنع تمددهما عمرانيًا
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
دائمًا ما تُسخر بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة كل وسائلها لأجل الاستيلاء على ما تبقى من أراضي المقدسيين، لصالح تنفيذ مشاريعها الاستيطانية والتهويدية، بما فيها "الحدائق الوطنية التوراتية"، مما يحرم الأهالي من أراضيهم، ويمنع تطويرها وتوسعها عمرانيًا.
وقبل يومين، علقت طواقم بلدية الاحتلال وما تسمى "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية إخطارات لمصادرة عشرات الدونمات من الأراضي الشرقية لبلدة العيسوية شمالي شرقي القدس، وبلدة الطور، لصالح مشروع "الحديقة الوطنية" المنوي إقامتها على أراضي البلدتين.
ويعود هذا المخطط الاستيطاني إلى عام 2007، عندما قدمته البلدية و"سلطة الطبيعة"، لكنه مر بعدة مراحل من المصادقة كان آخرها عام 2013، عندما صادقت "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" التابعة لوزارة داخلية الاحتلال على إقامة "الحديقة الوطنية" على منحدرات جبل المشارف.
وفي عام 2014، قررت "اللجنة القطرية للتخطيط البناء" تجميد المخطط، واشترطت على بلدية الاحتلال و"سلطة الطبيعة" عدم العمل لإنشاء حدائق في المنطقة قبل دراسة وتوفير احتياجات الأهالي من المدارس ورياض الأطفال والمنازل والمراكز الصحية في الطور والعيسوية.
لكن اليوم يعود المخطط للواجهة من جديد، بعدما أخطرت بلدية الاحتلال عشرات الدونمات من أراضي البلدتين بالمصادرة، لصالح إقامة الحديقة.
استهداف ومصادرة
عضو لجنة الدفاع عن أراضي العيسوية هاني العيساوي يقول: إن "بلدية الاحتلال تعتزم منذ سنوات طويلة، إقامة تلك الحديقة على المنحدرات الشرقية لبلدتي العيسوية والطور، وحينها قدمنا للجنة اللوائية عدة اعتراضات عليه، وجرى تجميده، لكننا تفاجئنا بتعليق إخطارات جديدة على الأراضي المستهدفة".
ويوضح في حديث لوكالة "صفا" أن الحديقة تمتد على مساحة نحو 730 دونمًا على السفوح الشمالية الشرقية لجبل المشارف على تخوم أراضي العيسوية والطور، وتهدف لإبقاء المنطقة فارغة من أجل ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس بمنطقة شارع النفق قرب الجامعة العبرية.
وخلال سنوات سابقة، تعرضت الأراضي المستهدفة المزروع بعضها بالأشجار كالزيتون والتين واللوزيات، إلى عمليات تجريف إسرائيلية وهدم للمنشآت الزراعية في العيسوية، ومنعت قوات الاحتلال أصحابها من الوصول إليها واستخدامها.
ويشير العيساوي إلى أن "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" أمهلت أهالي العيسوية والطور 54 يومًا لتقديم اعتراضات جديدة على إقامة "الحديقة الوطنية" على أراضيهم.
وبحسب مركز عدالة الحقوقي، فإن الأراضي التي سيقام عليها المخطط هي أراض فلسطينية محتلّة منذ العام 1967، وهذا ما يتناقض كليًا مع القانون الإنساني الدولي والذي يمنع إحداث تغييرات جوهريّة على الأراضي المحتلة، كما يشترط استخدام الأراضي لمصلحة السكّان المحليين في المنطقة.
مخاطر المشروع
وتشكل "الحديقة الوطنية" كارثة تخطيطيّة على البلدتين، وتعمل على تطويقهما ومحاصرتهما، وتحدّ من تطوّرهما مستقبلًا، وتمنع أيّ حل لضائقة السكن والتوسع العمراني، ناهيك عن تقييد الأحياء المقدسية بتجمعات استيطانية.
ووفقًا للمخطط، فإن الحديقة تهدف إلى ربط الجامعة العبرية غربًا بالشارع الرئيس لمستوطنة "معاليه أدوميم" شرقًا، وبلدة الطور جنوبًا إلى العيسوية شمالًا.
ويحذر العيساوي من مخاطر المشروع على البلدتين، كونه يحول دون إمكانية التوسع العمراني لهما مستقبلًا، ويمنع التواصل الجغرافي ما بين الأحياء والبلدات العربية المحيطة بالقدس، فضلًا عن ربط جزء من مخطط (E1) الاستيطاني شرقي المدينة بالمنطقة المستهدفة.
ويلفت إلى أن العيسوية تعاني نقصًا حادًا في المساحات المخصصة للبناء والسكن، بسبب إحاطتها من جميع الجهات بالمستوطنات والمؤسسات الاحتلالية، ومنع تمددها العمراني سيؤدي إلى زيادة الاكتظاظ السكاني.
وتحتل الأراضي التي يستهدفها المخطط موقعًا جغرافيًا مهمًا، باعتبارها البوابة الرئيسة التي سيتم من خلالها وصل الجيب الاستيطاني لـ"معاليه أدوميم" مع مدينة القدس.
وتحتاج بلدة الطور حتى العام 2030، إلى أكثر من 1700 دونمًا إضافيًا، بينما تحتاج العيسويّة لأكثر من 1100 دونمًا إضافيًا على مساحتها الحاليّة.
ولمواجهة مخطط "الحديقة الوطنية"، يؤكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي العيسوية أن الأهالي سيقدمون اعتراضات على المشروع، وسيبذلون كل ما بوسعهم لأجل وقفه، كما حدث سابقًا، بالإضافة إلى التحرك الشعبي على الأرض.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الحديقة الوطنية العيسوية الطور القدس تهويد القدس بلدیة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقصف طوباس ويعتزم بناء حي استيطاني في القدس
قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية موقعا في بلدة طمون جنوب طوباس شمال الضفة الغربية، بينما كشفت صحيفة هآرتس عن مخطط إسرائيلي لإقامة حي استيطاني بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وطرد عشرات العائلات الفلسطينية.
وقال شهود عيان للجزيرة إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي دفع بقوات مشاة إلى طمون تحت غطاء جوي، ودَهَمَ الجنود منازل الفلسطينيين وحولوا بعضها إلى ثكنات عسكرية واعتقلوا عددا من الفلسطينيين".
كما يواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية في مخيم الفارعة جنوب محافظة طوباس، وأفادت مصادر محلية فلسطينية أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات إضافية إلى المخيم، وشنت عمليات دهم لعدد من منازل المواطنين.
كما قامت جرافات الاحتلال بعمليات تجريف للبنى التحتية ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء عن مناطق واسعة في المخيم.
????شاهد | تحركات مستمرة لمدرعات الاحتلال في بلدة طمون جنوب طوباس pic.twitter.com/qmBpuZboou
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 4, 2025
وفي مخيم طولكرم، وثقت مشاهد حصلت عليها الجزيرة آثار الدمار الذي خلّفه جيش الاحتلال جراء عدوانه المتواصل منذ أيام على المخيم.
وفي 21 يناير/كانون الثاني المنصرم، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها، أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينيا، قبل أن يوسع عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية لتصل إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه حيث استشهد 4 فلسطينيين، فيما بدأ الأحد عملية عسكرية في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس.
إعلانوأمس الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال أنه قتل 55 فلسطينيا واعتقل 380 آخرين في الضفة الغربية خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مشيرا إلى أن عمليته العسكرية في شمال الضفة الغربية مستمرة.
اعتقالات واسعةوفي الأثناء، قالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال اقتحمت فجر الأربعاء مخيم الفوار جنوبي الخليل بالضفة الغربية، وشنت حملات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حزما شمال شرقي القدس المحتلة وقرية قوصين وخيم عسكر في نابلس، وبلدات ترمسعيا وبرقا وكُفر مالك شرق مدينة رام الله، ودير نظام وعجول وأم صفا ودير السودان شمال غرب المدينة، بالإضافة إلى بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم.
جانب من اقتحام قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد شرق نابلس pic.twitter.com/HM6n6T0ZnR
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 5, 2025
كما اعتقل جيش الاحتلال مساء الثلاثاء، متضامنة فرنسية في مدينة الخليل جنوبي الضفة.
وقال الناشط في توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ومؤسس تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو للأناضول إن الجيش الإسرائيلي اعتقل المتضامنة الفرنسية كاميليا (24 عاما) من بيت الصمود في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل.
ووفق عمرو، فإن المتضامنة الفرنسية وصلت المدينة قبل أسبوع وتراقب وتوثق انتهاكات الاحتلال في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وتم اعتقالها دون سابق إنذار دون مزيد من التفاصيل عن مكان اعتقالها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 905 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
حي استيطانيوفي القدس المحتلة، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الحكومة تعتزم إقامة حي استيطاني في منطقة الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وطرد عشرات العائلات الفلسطينية.
إعلانوأضافت الصحيفة أن بلدية القدس (التابعة لسلطات الاحتلال)، بدأت بالترويج لمخطط بناء لإقامة حي سكني لليهود في حي الشيخ جراح، يتكون من 316 وحدة سكنية ومبنى عاما في المنطقة.
وسيتم بناء الحي الاستيطاني على أرض كانت في السنوات الأخيرة محور معارك قانونية بين سكان الحي الفلسطينيين والمنظمات الاستيطانية، والتي رافقتها أيضا مظاهرات ومواجهات عنيفة، وفق المصدر ذاته.
وبحسب الخطة، سيتم بناء الحي في المنطقة التي يعرفها الفلسطينيون باسم أم هارون، وسيغطي مساحة تبلغ نحو 17 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وتضم نحو 40 مبنى، وموقف سيارات كبير، ومساحة مفتوحة، وفق هآرتس.
وتابعت "تضاف هذه الخطة إلى عدة خطط أخرى بدأت إسرائيل الترويج لها في القدس الشرقية، خلف الخط الأخضر (حدود 1948)، بالتوازي مع تغيير الإدارة في الولايات المتحدة وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".
وخلال فترته الرئاسية الأولى (2017-2021)، أظهر ترامب دعما كبيرا لتل أبيب، لاسيما بإعلانه في 2017 اعتراف واشنطن بالقدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي المحتلة نشاطا غير قانوني، وتدعو دون جدوى منذ عقود إلى إيقافه، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).