قال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة د. أحمد بحر :"إن اتفاقية سيداو تهدف لتدمير البناء الأسري وهي مرفوضة شرعيًا وأخلاقيًا وقانونيًا، حيث تتناقض مع التعاليم الإسلامية والقانون الفلسطيني"، مؤكدًا أن المجلس التشريعي لن يقبل تمرير أي أفكار لا تنسجم مع الشريعة الإسلامية والقيم والأخلاق في مجتمعنا.

وطالب د. بحر في كلمة له خلال المؤتمر العملي الدعوي بعنوان "المكائد الدولية لهدم الأسرة المسلمة .

. اتفاقية سيداو نموذجًا"، السلطة ب رام الله إلى إعادة النظر في موقفها من اتفاقية "سيداو" التي تخالف الشريعة الإسلامية وقيم وأخلاق المجتمع والقوانين الوطنية الفلسطينية.

وأكد أن أي قانون تشرعه سلطة رام الله استنادا إلى اتفاقية "سيداو" يعتبر في حكم المنعدم قانوناً كونه صدر عن جهة غير ذات اختصاص دستوري، ويشكل تغوّلاً سياسياً وقانونياً على النظام السياسي الفلسطيني والقانون الأساسي الفلسطيني، وإمعانا في اغتصاب الحق والمكانة القانونية والدستورية التي منحها القانون الأساسي الفلسطيني للمجلس التشريعي، ويمثل تعطيلا لعمل المجلس التشريعي ومهامه وواجباته البرلمانية المنصوص عليها حسب القانون.

وقال د. بحر "تتعارض بعض بنود الاتفاقية مع المواد (1، 2، 10، 16، 24) من القانون الأساسي الفلسطيني، ومن أمثلة ذلك الفقرة (2) من المادة (4) من القانون الأساسي لسنة 2003م وتعديلاته التي أكدت على أن (مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع)".

وأضاف "الأخطر أنه سيترتب على السلطة بموجب المصادقة على اتفاقية سيداو بلا تحفظات، التزامات وجوبية في إطار تفعيل الاتفاقية؛ حيث أوجبت المادة (24) من الاتفاقية التزاما صريحاً من الدول الأطراف باتخاذ التدابير اللازمة لإنفاذ هذه المعاهدة في بلدانهم؛ ومنها التعديلات الدستورية والقانونية واللوائح والانظمة والقرارات، وإلا فإنها ستتعرض عقوبات مثل الحد من المساعدات وإعادة النظر في برامج الدعم المقدمة من الأمم المتحدة.

دعا د. بحر إلى تشكيل لجنة وطنية شاملة لكافة الأطياف الدينية والعلمية والأكاديمية والقانونية والاجتماعية وغيرها، بهدف صياغة برامج وطنية واجتماعية بما يعزز تماسك الأسرة الفلسطينية ويقوي بنيانها ونسيجها الداخلي ويعلي من شأن رسالتها القيمية والأخلاقية والوطنية، ويكرس مكانتها الفاعلة في المجتمع.

وقال د. بحر :"إن رؤيتنا وتقييمنا لاتفاقية "سيداو" تنطلق من محددات شرعية وأخلاقية وإنسانية متكاملة الأركان، وتتأسس على الأسس والقواعد الصلبة التي تمنح الأسرة المسلمة دورها ومكانتها السامية في المجتمع، وتحول دون الحطّ من شأن المرأة والعلاقات الأسرية في ظل النظرة الدونية التي لا زالت تحكم علاقة وتعامل الدول الغربية".

وأضاف "إننا نرى في اتفاقية "سيداو" عملاً خبيثاً وجهداً دولياً موجهاً لتخريب المجتمعات العربية والإسلامية، وتدمير البناء الأسري فيها تحت شعارات براقة مثل المساواة بين الجنسين وتحرير المرأة واستعادة حقوقها ونشر الحرية الاجتماعية وغيرها من معاول الهدم والتخريب"، مشيرًا إلى أن تعاليم الإسلام التي تؤسس لمجتمع نظيف وصان المرأة ورفع قدرها في كل المجالات والميادين، مؤكداً أن الإسلام يعمل على انفاذ قيم الحق والعدالة.

وأكد د. بحر الانحياز لأي اتفاقيات أو تشريعات تُنصف المرأة والأسرة الفلسطينية؛ بشرط عدم التعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية والقيم الاجتماعية والتقاليد السارية؛ مع التنويه إلى أن التشريعات الفلسطينية -في عموميتها- لم تُجحف بحق المرأة والأسرة وتبنت توجهات تتناغم مع مبادئ العدالة والإنصاف، وهو ما يجعلنا بمنأى عن أي تدخل أو عبث خارجي ذو أجندات مشبوهة.

وقال :"إن رفضنا لاتفاقية "سيداو" ينبع من تضمّنها للكثير من المواد والنصوص التي تتناقض مع الشريعة الإسلامية والقيم والمبادئ الأخلاقية، بما يقود إلى تشريع ممارسات وسلوكيات شاذة تفضي إلى هدم الأسرة وخلخلة بنيانها الشخصي وكيانها الاجتماعي بوصفها اللبنة الأولى لقوة وتماسك المجتمع الفلسطيني والسد المنيع في وجه الاحتلال".

وأضاف"إن اتفاقية "سيداو"، تؤدي بعض بنودها إلى نسف بعض الأحكام الشرعية في قانون الأحوال الشخصية، ومنها إلغاء الولي في عقد الزواج، والمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وإلغاء القوامة للرجل على المرأة، والمساواة في الطلاق والزواج، وإلغاء العدة في الطلاق، ومنع تعدد الزوجات والسماح للمسلمة بالزواج من الكافر وإباحة الزواج المثلي، وإلغاء تجريم الإجهاض وضمان الحصول الآمن والقانوني على حق الإجهاض؛ والعديد من الأفكار المسمومة التي تسلخ المسلمين عن دينهم".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الشریعة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

اتفاقية سلام جوبا: التمادي في بذل العهود المستحيلة (5-7)

عاد اتفاق سلام جوبا إلى واجهة خطاب السياسة والحرب في يومنا هذا. وأنشر نص ورقة كنت قدمتها لمؤتمر انعقد في مركز الدوحة في العام الماضي ما وسعني لكي يدور النقاش المتجدد عن الاتفاقية فوق علم باتفاق قل من اطلع على نصوصه.
لزوم ما لا يلزم في اتفاق سلام جوبا
ومن خمج الاتفاقية وهزلها أنها لا تترفع عن تضمين معالجات لقضايا ليس مكانها اتفاقية سلام بعد عقود من الحرب. فكنت خلال قراءتي لنصوص اتفاقية جوبا أُعَلم على بعض بنودها بعبارة من أبي العلاء المعري "لزوم ما لا يلزم". فاحتوت الاتفاقية على مطالب من الخفوت مما تتوقعه في برنامج لمرشح لمجلس ريفي أو بلدي أو تشريعي على أحسن الفروض لا في وثيقة ل"حدار الدم" نعلق عليها أمراً جسيماً هو إخراجنا من حرجنا مع أنفسنا إلى رحاب التعافي.
وهذه البنود من لزوم ما لا يلزم مما ينطبق عليه قولنا "عدم الموضوع". وما جر هـذه الوثيقة العصماء (أو هكذا من المفروض أن تكون) إلى هـذه الترهات إلا التطفل على مباحثات السلام من قبل مسارات في الوسط والشمال والشرق ممن جاءت بهم الحركات المسلحة كحلفاء لا شركاء في الحرب، أي صحبة مسلح كما مر. وستجد في الحركة الشعبية قطاع الشمال (الحلو) نسخاً أخرى من صحبة المسلح هؤلاء ينتظرون يومهم في مفاوضات مستدركة مع الدولة. وما أن أمِن صحبة المسلح إلى حصتهم في المسار من الوظيفة في ولاياتهم غير المحاربة حتى حار بهم الدليل وصاروا يلقون المطالب على عواهنها. وبعضها سخريات.
لا أطيل. وتجد أدناه عينة منها:
*تلتزم الإدارة الأهلية في الشرق على حث المواطنين وتشجيعهم على التعليم.
*وأن تهتم ولايات الشرق بالصناعات الصغيرة.
*إنشاء صندوق خاص في الوسط (مسار الوسط) لدعم السلام لتمويل المشروعات الزراعية.
*إنشاء مراكز متخصصة في الوسط لمكافحة الأوبئة والأمراض المستوطنة في المناطق الحارة، ومراكز الأمومة والطفولة.
*تقديم خدمات القضاء وتطبيق قانون الشرطة والقوانين الأخرى لضمان السلام الاجتماعي والمجتمعي في الوسط.
*تذليل كافة المعوقات التي تقف أمام استخراج الشهادات الجامعية للطلاب الذين اكملوا دراستهم بالجامعات والمعاهد عبر اتفاقية السلام السابقة في دارفور.
*النظر في قضية مشروع أبو حراز الزراعي وإقامة مثل مشروع شرق حجر العسل (بالضبط كده).
وآخر لزوم ما لا يلزم في اتفاقية جوبا مما أبدع فيه مسار الشرق:
*إزالة آفات المسكيت.
ويبدو أن الآفات التي حان قطافها كثيرة.
من هو الدارفوري؟ وحتاما؟
ستواجه تنفيذ الاتفاقية جملة تعقيدات مرتبطة بتعريف مصطلح الاتفاق أو آجاله. ونبدأ بمن هو الدافوري المقصود في مسار دارفور، ناهيك عمن هو الوسطي في مسار الوسط للتمتع بما ورد من تمييز إيجابي. فليس في تقاليدنا الإدارية أعراف لتعيين منشأ الفرد منا بعد شهادة الميلاد مما نراه في دول غيرنا مثل موقع تسجيل الواحد منا للانتخابات، أو إيصال دفع الأسرة للضرائب مثلاً. ناهيك أن التمييز الإيجابي، حيث نشأ في الولايات المتحدة، كان لون المستفيد منه يكفي تقريباً. فاتفاق دارفور حجز لطلابها ١٥٪ في الكليات العلمية والطبية والهندسية في كل جامعات السودان بعد حجز ٥٠٪ لهم في الجامعات بدارفور. فما هو تعريف الدافوري القاطع الذي يمنع التبذل ويحفظ الحق لمستحقه؟
مما نحتاج إلى التدقيق فيه أيضاً هل هذا الاتفاق مع الحكومة الانتقالية، أم أنه مع الحكومة السودانية بإطلاق. فجاء في اتفاق دارفور أن يتمتع الطالب منها بإعفاء الرسوم وغيرها لمدة ١٠ سنوات تبدأ من توقيع الاتفاق. وهذا بالطبع عهد ملزم لحكومات ما بعد الانتقالية التي في رحم الغيب. وقد يمتد الإعفاء إلى ١٤ سنة وأكثر لأن الطالب الذي دخل الجامعة في السنة العاشرة، سنة نهاية العهد، سيظل يتمتع بالإعفاء حتى تخرجه.
وتتحرج مسألة التعاقد مع الحكومة الانتقالية كثيراً في النص الذي قضى بتمثيل تفضيلي لأبناء جبال النوبة والنيل الأزرق وغرب كردفان في المركز لمدة عشر سنوات من توقيع الاتفاق. وواضح أن هذا اتفاق متعد يطال الانتقالية وحكومات سودانية لنحو سبع سنوات قادمة.
ونوهنا من قبل بالارتباك في النص الخاص باستعادة الحكم الإقليمي (بين المركز والولاية) على غرار ما كان سائداً قبل انحلاله في الولايات. فسيستعاد بالاتفاقية نظام الأقاليم في ظرف ٦٠ يوماً من توقيع الاتفاق. وسينظر في ذلك مؤتمر ما. ولن تتقيد دافور بقراره استعاد الأقاليم أم لم يستعدها. فهي ستكون إقليماً خلال ٧ شهور بغض النظر. وهكذا فرضت الجبهة الثورية دارفور إقليماً بمن حضر. ناهيك من هذه المجازفة لإعادة شك نظام إداري بحاله بتوقيت عجول كأن الدنيا طايرة.
ووجدت، من الجهة الأخرى، خلطاً معيباً في اختصاصات مستويات الحكم المختلفة: الفدرالي والإقليمي والولائي. ولاحظ أن الاتفاق رسم سياسات للمستوى الإقليمي المعروض للنقاش (عدا دارفور) كما رأينا وسبق له بسلطات وهو في علم الغيب.
ونظرت في سلطات المستويات ووجدتها مرتجلة جداً فيما تعلق بمسؤولية كل منها تجاه التعداد السكاني مثلاً. ففي فقرات متفرقة من نص الوثيقة ستجد دم التعداد مفرقاً بين تلك المستويات جميعاً. ففي فقرات متفرقة منه أعطى الاتفاق حكومة الولاية والإقليم والمركز صلاحيات إجراء التعداد السكاني (٩-٢١ و١٠-١٤ و١١-٢٤). وهذا خلط لا يجوز. وكتب من قال إن هذا الخلط عائد إلى خلاف نشأ على مائدة التفاوض بين من رأوا أن يبدأ النقاش بالمسارات وبين من مالوا للبدء بالقضايا القومية. ثم استقر التفاوض على البدء بالمسارات قبل القضايا القومية. وكانت النتيجة تطابق بعض الأحكام في المقامين بصورة مربكة.
ونواصل

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • عباس داهوك: الهجمات الأميركية قد تستمر حتى القضاء على الحوثـ.يين أو تحقيق مكاسب في ملف إيـ.ران النووي
  • حميدتي في خطاب جديد: كنا مغشوشين في “العلمانية” وفقدنا الجنوب بسبب الشريعة ولن نخرج من القصر
  • الولايات المتحدة تشن هجوما واسع النطاق على مواقع للحوثيين في اليمن
  • منصور بن زايد: الاستثمار في الطفل هو استثمار في مستقبل الوطن
  • اتفاقية سلام جوبا: التمادي في بذل العهود المستحيلة (5-7)
  • في 15 نقطة .. تعرف على أهم أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية
  • “الأندلس للتطوير العقاري” توقع اتفاقية شراكة لتصنيع مواد البناء تحت شعار “بوتيغا”
  • فيه رجالة بتلبس حلقان هل هذا حرام شرعا؟.. علي جمعة: من علامات الشذوذ
  • فنلندا وأوكرانيا توقعان اتفاقية تعاون دفاعي
  • وزارة الشباب تُطلق فعاليات مخيم «بصائر الأمل» للخطباء والأئمة بمدينة بني وليد