مسح تاريخي يظهر أن بريطانيا لم تعد دولة مسيحية
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
لم يعد ممكناً وصف بريطانيا بأنها دولة مسيحية، بحسب ثلاثة أرباع كهنة كنيسة إنكلترا، الذين يرغبون في إحداث تغييرات جذرية في العقيدة بشأن قضايا، مثل الجنس والزواج ودور المرأة.
أجاب الربع فقط (24.2%) نعم يمكن وصف بريطانيا بأنها دولة مسيحية اليوم
هذا ما يظهره استطلاع تاريخي أجرته صحيفة "التايمز" هو الأوسع بين رجال الدين الأنغليكانيين في الخطوط الأمامية، والأول لرجال دين في كنيسة إنكلترا منذ ما يقرب من عقد من الزمن.
ويكشف الاستطلاع رغبة قوية بين الكهنة العاديين في إجراء تغييرات كبيرة في عقيدة الكنيسة، بشأن قضايا مثل الجنس والمثلية والزواج ودور المرأة لجعلها أكثر انسجاماً مع الرأي العام.
وتريد غالبية الكهنة أن تبدأ الكنيسة في إقامة حفلات زفاف المثليين، والتخلي عن معارضتها لممارسة الجنس قبل الزواج وممارسة الجنس بين المثليين، في نتائج وصفها النشطاء بأنها "ضخمة للغاية".
وكشف الاستطلاع أيضاً عن مستويات عالية من التوتر بين الكهنة، حيث يشعر الكثير منهم بالإرهاق.. وهم يخشون أن تفشل جهود الكنيسة لوقف تراجع الحضور، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى "اندثارها".
وحلل الاستطلاع ردود 1200 كاهن في الخدمة، وهو المصطلح الشامل لجميع الأشخاص الذين يمكنهم الاحتفال بالأسرار المقدسة مثل المناولة المقدسة.. وكان من بين المشاركين بشكل رئيسي القساوسة، ورؤساء الكهنة، والكهنة المتقاعدون الذين لايزالون في الخدمة، وهو ما يمثل حوالي 6 في المائة من رجال الدين النشطين.
فعندما سئلوا عما إذا كانوا يعتقدون أنه "يمكن أو لا، وصف بريطانيا بأنها دولة مسيحية"، أجاب الربع فقط (24.2%): "نعم، يمكن وصف بريطانيا بأنها دولة مسيحية اليوم"، بينما قال ما يقرب من الثلثين (64.2 في المائة) إنه يمكن وصف بريطانيا بأنها مسيحية "ولكن تاريخياً فقط، وليس حالياً"، بينما أجاب 9.2 في المائة بـ "لا".
وأظهرت أرقام التعداد السكاني لعام 2021 أن نسبة الأشخاص الذين عرفوا بأنهم مسيحيون في إنكلترا وويلز، انخفضت إلى أقل من النصف للمرة الأولى -إلى 46.2 في المائة- مع أقوى نمو بين أولئك الذين يقولون إنهم "ليس لديهم دين"، وقد تضاعف هذا الرقم ثلاث مرات منذ عام 2001 ليصل إلى 37.5 في المائة.
وعندما سئلوا عن سبب شعورهم بالضغط، أشار أحد الكهنة إلى "الضغط الناتج عن تبرير موقف كنيسة إنكلترا أمام الجماهير العلمانية والمتشككة بشكل متزايد".
وقالت البروفسور ليندا وودهيد، رئيسة قسم اللاهوت والدراسات الدينية في جامعة كينغز كوليدج في لندن: "من المهم للغاية الاستماع إلى آراء رجال الدين، من الصعب إجراء هذه الاستطلاعات، ولهذا السبب لدينا عدد قليل جداً منها، وهو أمر مثير للاهتمام للغاية".
ولفتت الى أن الكنيسة وجدت نفسها في العقود الأخيرة "بعيدة عن الرأي العام بشأن ما هو صواب وما هو خطأ" في قضايا تشمل الجنس والمثلية، وقالت إن القساوسة يمثلون "حلاً وسطاً" بين تعاليم الكنيسة التقليدية ووجهات النظر العامة الأوسع.
وأضافت وودهيد: "يظهر هذا الاستطلاع أن رجال الدين يتخذون موقفاً أكثر اعتدالاً من قادتهم، (كهنة الخطوط الأمامية) هم على اتصال أكبر مع رعاياهم والناس العاديين.. لو تم الاستماع إليهم أكثر من قبل القادة.. لكانت الكنيسة في وضع أفضل اليوم".
Britain is no longer a Christian country, say frontline clergy. Survey shows priests’ desire for dramatic shifts in doctrine on issues such as sex, sexuality, marriage and the role of womenhttps://t.co/MYxo9hI49t
— Lotus Eaters News (@lotuseatersnews) August 30, 2023واختارت صحيفة التايمز 5000 قس بشكل عشوائي، وتلقت 1436 رداً، وحللت بيانات 1185، ولم يتم إجراء أي محاولة لاستقصاء كهنة كنيسة إنكلترا على مستوى البلاد منذ عام 2014.
وسألت الصحيفة المستطلَعين وجهات نظرهم في مواضيع تتراوح بين زواج المثليين في الكنيسة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسياسة الهجرة، والجنس قبل الزواج، والسباق من أجل تحقيق صافي صفر، إلى ما إذا كانوا سيدعمون امرأة كرئيس أساقفة كانتربري، وكيف سيصوتون في الانتخابات العامة؟ وماذا سيفعلون مع التماثيل التي تخلد ذكرى تجار الرقيق؟.
ورداً على الاستطلاع، قال أسقف ليدز، القس نيك بينز، نيابة عن الكنيسة: "الكنيسة هي الكنيسة، وبالتالي ليست نادياً". وأضاف: "التوبة تعني الانفتاح على تغيير الفكر حتى يجد المجتمع المحبة والعدالة معاً.. وهذا يعني في بعض الأحيان السير عكس اتجاه الثقافة الشعبية، مهما كان ذلك غير مريح"، ورأى أن استطلاع التايمز أظهر أن الكهنة "ليسوا منعزلين في برج عاجي، ولكنهم يواجهون -بشكل مدروس وبروح الصلاة- أنواع الأسئلة المطروحة في مجتمعنا أيضاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني بريطانيا رجال الدین فی المائة
إقرأ أيضاً:
استطلاع: ثلثا الإسرائيليين لا يثقون بإدارة حكومة نتنياهو خلال الحرب على غزة
أظهر استطلاع للرأي العامّ الإسرائيليّ، أن نحو ثلثي الإسرائيليين، لا يثقون بطريقة إدارة حكومة بنيامين نتنياهو ، للبلاد، في ظلّ الحرب على غزة ، وأن أغلبية إسرائيلية ساحقة، تؤيّد تشكيل لجنة تحقيق مستقلّة في فشل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وبحسب استطلاع نشرت نتائجه القناة الإسرائيلية 12، فإن 54% من الإسرائيليين يؤيدون التوصّل لاتفاق ينهي الحرب في لبنان، فيما عارض 24% فقط ذلك، بينما قال 22% من المشاركين في الاستطلاع إنهم "لا يعرفون".
ووفق الاستطلاع، تؤيّد أغلبية كبيرة بلغت 79% من المشاركين في الاستطلاع، تشكيل لجنة تحقيق مستقلّة في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وما رافقها من فشل إسرائيلي على جميع المستويات، فيما عارض 8% إنشاء لجنة مستقلّة، بينما أجاب 13% بـ"لا أعلم".
وسُئل المشاركون في الاستطلاع عمّا إذا كانوا يثقون في الطريقة التي تدير بها حكومة نتنياهو البلاد، في ظلّ الحرب، ليؤكد 64% أنهم لا يثقون بالحكومة، فيما قال 30% إنهم يثقون بالطريقة التي تدار بها إسرائيل خلال الحرب.
وجاءت النتائج عكسيةبين ناخبي الائتلاف الحكوميّ، إذ قال 61% إنهم يثقون بحكومة نتنياهو، مقابل 30% ذكروا أنهم لا يثقون بها.
وفي ما يتعلق بمسألة الملاءمة لرئاسة الحكومة، حصل نتنياهو على تأييد 38% من المشاركين في الاستطلاع، مقارنة بزعيم المعارضة الإسرائيليّة يائير لبيد، الذي حصل على 28%.
ومقابل رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس ، حصل نتنياهو على 37% من الذين رأوا أنه أنسب لشغل المنصب، فيما حصل الأوّل على تأييد 29% من المشاركين في الاستطلاع.
وفي ما يتعلّق بالمقارنة مع رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت، فقد تفوّق الأخير وحظي بنسبة 38% من المشاركين في الاستطلاع، بينما رأى 34% أن نتنياهو هو الأنسب لتولّي المنصب.
وفي السؤال عن أيهما أكثر ملاءمة للمنصب، نتنياهو أم عضو كابينيت الحرب السابق، عضو الكنيست غادي آيزنكوت، فقد تفوق نتنياهو بفارق بسيط إذ تحصّل على تأييد 35% من المشاركين في الاستطلاع، بينما تحصّل آيزنكوت على 33%.
المصدر : وكالة سوا