عدن الغد:
2024-09-16@17:01:36 GMT

المهاجرون الأفارقة في اليمن... رحلة شاقّة ومفجعة

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

المهاجرون الأفارقة في اليمن... رحلة شاقّة ومفجعة

(عدن الغد)متابعات:

تتحدد بشاعة الجريمة في القصدية الكامنة في إزهاق أرواح الأبرياء، تجريدها من القيمة ومن ثم تحويلها إلى هدفٍ مشروع للقتل، إلى جانب ما تخفيه تلك الجرائم أحيانا من تمييز عرقي أو ديني أو اجتماعي. وإذا كانت أطراف الحرب في اليمن، من الجماعات المسلحة، على اختلافها، إلى الدول المتدخلة قد ارتكبت جرائم لاإنسانية في حق اليمنيين، فإن جرائمها في حقّ المهاجرين أكثر بشاعة، فإلى جانب تجريدهم من كل وسائل الحماية، والرعاية أيضا، فإنها جعلتهم أهدافا مباشرة للقتل.

ومع أن حالة الحرب في اليمن حوّلت المدن اليمنية إلى مسرح دائم للجريمة، فإن حدودها البرّية مع السعودية هي ساحة لجرائم أخرى تحدُث بعيدا عن أنظار العالم، جرائم عنصرية وتمييزية تطاول جماعات بشرية هاربة من الحرب، عزلاء، وجائعة.

على امتداد العقود الأخيرة، ظلت اليمن الوجهة الرئيسية للمهاجرين من دول القرن الأفريقي، وبوّابة تفضي إلى الأراضي السعودية، إذ إن استمرار النزاعات الأهلية وحالة الفقر في البلدان الأفريقية تدفع موجات متعاقبة ومستمرّة من المهاجرين لاجتياز ما عُرف بـ"طريق الشرق"، فعبر شبكات التهريب التي تمتد عبر الأراضي الصومالية والحدود الإثيوبية - الجيبوتية، ينتقل المهاجرون بحراً من الصومال إلى مدينة شبوة أو مدينة حضرموت شرقاً، أو غرباً إلى ميناء الحديدة على البحر الأحمر، هذا الواقع المأساوي أنتج مجالا نشطا اقتصادياً يتحرّك بين الحدود البحرية اليمنية - الأفريقية تديره شبكات التهريب العابرة للحدود ضمن اقتصاد التهريب والاتّجار بالبشر، مقابل مأساة يومية مستمرّة يعانيها المهاجرون الأفارقة من التخفّي في قوارب صيد في ظروف غير آدمية إلى المعاملة اللاإنسانية من المهرّبين، إلى الغرق في البحر، وأمام تدفّقات المهاجرين إلى اليمن، فإن السلطات اليمنية المتعاقبة، وإن ظلت قاصرةً في استيعاب جموعهم، ودمجهم مجتمعيا واقتصاديا، وأيضا ملاحقة شبكات عصابات التهريب، فإنها ظلّت السلطة السياسية المركزية المعنية بشؤون المهاجرين، وبمساعدة الجهات الأممية، وفرت لهم الحد الأدنى لهم من الإيواء في مخيّمات اللاجئين، وشكلا ما من الحماية، والاستقرار الاقتصادي النسبي قبل الحرب، جعلت بعض المهاجرين يفضّلون قسريا او اختياريا الاندماج في المجتمع والبحث عن فرص عمل، إلا أن حالة الحرب في اليمن، فاقمت أوضاع المهاجرين، فإلى جانب تجريدهم من الحماية، ومن ثم إهدار حقوقهم كمهاجرين، فإنهم أصبحوا عُرضةً لجرائم متنوعة من أطراف الحرب وشبكاتها سواء في أثناء مرور المهاجرين في الطرقات البرّية أو انتقالهم إلى وجهتم الأخيرة نحو الحدود اليمنية - السعودية.

تظهر تداعيات سقوط الدولة اليمنية المركزية في مأساة المهاجرين الأفارقة، فإلى جانب انتقال هذه المسؤولية إلى جهات دولية، فإن غياب سلطة مركزية تشرف على أراضيها البرّية أو البحرية أدّى إلى عدم رصد أعداد المهاجرين وحصر تدفقاتهم ومن ثم إشرافها على إيوائهم وتوفير الإغاثة والرعاية الصحّية، كما أن تحوّل سلطات الحرب نفسها إلى سلطات أمر واقع، ضاعف مأساتهم وإخضاعهم للعزل، وتحوّلهم إلى مجاميع غفل مجرّدة من أي حقوق اجتماعية أو اقتصادية، بما في ذلك أشكال الحماية، وحرمانهم من وسائل الإيواء والإغاثة والرعاية الصحية، ومن ثم تعرّضهم لجرائم عديدة، ففي حين يصل آلاف المهاجرين يوميا إلى السواحل اليمنية، إلى مدينة عدن، وشرقا إلى حضرموت وشبوة وغربا إلى مدينة الحديدة، بحيث تختلف محطّاتهم من صنعاء الخاضعة لجماعة الحوثي أو عبر البيضاء ثم صعدة في اتجاه الحدود، فإنهم يتعرّضون لجرائم وانتهاكات عديدة، من السجن من السلطات المحلية، إلى السرقة من العصابات، كما أن عدم وجود وسائل الإعاشة تجعلهم عرضة للموت جوعا.

ومع أن المهاجرين يلجأون أحيانا لأعمال منخفضة الأجر من الزراعة في المناطق الريفية إلى غسل السيارات في المدن لتأمين جزء من رحلتهم نحو الحدود السعودية، فإنهم قد يفشلون في العثور على العمل بسبب حاجز اللغة، وأيضا خوف السكّان المحليين منهم، وأحيانا يتعرّضون لأذى من هؤلاء، الى جانب قتل جماعة الحوثي عشرات من اللاجئين الإثيوبيين من إثنية الأورومو قبل ثلاث سنوات في صنعاء.
 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: إلى جانب فی الیمن

إقرأ أيضاً:

أبو عبيدة: نبارك العملية النوعية للقوات المسلحة اليمنية

يمانيون – متابعات
بارك الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية صباح اليوم، والتي استهدفت هدفًا عسكريًا قرب يافا “تل أبيب”.

وأثنى أبو عبيدة على وقفة الشعب اليمني العزيز إلى جانب إخوانه في فلسطين، مشيرًا إلى استعداده لتقديم التضحيات في سبيل ذلك.

وأكد أن طبيعة السلاح المستخدم في العملية ونوعية الهدف الذي استُهدف، بالإضافة إلى التفاصيل التي تم الاطلاع عليها من قبل الإخوان في اليمن، تشكل نقلة نوعية سيكون لها مفاعيل مهمة في مسار ومآلات معركة طوفان الأقصى.

وأعرب عن أهمية الوحدة بين جميع الأطراف المقاومة، مؤكدًا أن هذه العمليات تعكس التزام الجميع بتحقيق الأهداف المشتركة في مواجهة الاحتلال.

ولفت إلى أن الكيان الصهيوني الذي لا يزال غارقا في وحل غزة، والذي يفشل اليوم هو وحلفاؤه في إحباط أو اعتراض صاروخ واحد، لهو أعجز من أن يوسع الحرب في جبهات جديدة

وحذر أبو عبيدة الكيان الصهيوني من توسيع الحرب في جبهات جديدة، مؤكدًا أنه إذا فعل ذلك سيتلقى آلاف الصواريخ والكثير من المفاجآت، وأن هذه الخطوة ستعني أن نتنياهو يقود كيانه المهترئ نحو كارثة محققة.

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية باركت العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بصاروخ فرط صوتي جديد استهدف هدف عسكري صهيوني في منطقة يافا “تل أبيب” بفلسطين المحتلة.

مقالات مشابهة

  • رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة
  • مقابل إقامة وراتب.. تجنيد أفارقة في الجيش الإسرائيلي
  • جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تبارك الضربة الصاروخية اليمنية في مدينة يافا المحتلة
  • بعد إيقاف النقل لطيران بلقيس.. الخطوط الجوية اليمنية تعلن جدولة رحلة اضافية عدن - القاهرة لنقل العالقين
  • أبو عبيدة: نبارك العملية النوعية للقوات المسلحة اليمنية
  • لجان المقاومة تبارك استهداف القوات اليمنية هدفًا عسكريًا في مدينة يافا
  • الخطوط الجوية اليمنية تسير رحلة إضافية إلى القاهرة لإنقاذ العالقين من ركاب طيران بلقيس
  • «تحرير السودان – قيادة عبد الواحد» و«البعث – الأصل» يتفقان على توحيد جهود السلام
  • وزارة الدفاع الروسية: تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا يشمل 103 عسكريين من كل جانب
  • دولة خليجية تؤكد استمرار اعتقال 5 من مواطنيها في مدينة مأرب اليمنية من قبل سلطات الشرعية والسبب صادم!