أكسيوس: تحركات أمريكية لتهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
خشية أن تتحول إلى صراع أكبر بكثير، تكثف إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، جهودها لتهدئة التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، ومنع اندلاع أعمال عدائية على الحدود.
هكذا كشف تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، قال إن "أي حادث حدودي صغير بين إسرائيل وحزب الله سيتحول بسرعة إلى صراع أكبر بكثير، ومن المرجح أن يكون له آثار إقليمية أوسع".
وأضاف أن التوترات تصاعدت منذ أشهر بسبب خيمة نصبها حزب الله شمال الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان.
ويعيش جنوب لبنان توتراً ميدانياً منذ أيام، بين إسرائيل وحزب الله، بسبب تشييد الجيش الإسرائيلي سياجاً شائكاً وجداراً أسمنتياً في محيط الجزء اللبناني من قرية الغجر المتداخلة جغرافياً بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة.
ونقل التقرير عن مصادر أمريكية وإسرائيلية (لم يسمها)، القول إن كبير مستشاري بايدن لشؤون الطاقة والبنية التحتية عاموس هوشستين، سيصل إلى بيروت الأربعاء، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
فيما صرّح مصدر أمريكي مطلع على القضية، بأن هوشستين سيعمل على تهدئة التوترات على الحدود.
اقرأ أيضاً
خطير ومعقول.. إسرائيل تتوقع سيناريو الحرب المقبلة مع حزب الله
كما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وكبيرة دبلوماسيي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، التقيا بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، في نيويورك، الثلاثاء، وناقشا التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
كما كشف موقع "أكسيوس" أن واشنطن ظلت تضغط منذ أشهر على الحكومة والجيش اللبنانيين، لاتخاذ خطوات لتفكيك موقع حزب الله، وتمت إزالة جزء من الخيمة منذ ذلك الحين، لكن التوترات لا تزال مرتفعة، حيث يتبادل الجانبان التهديدات العلنية خاصة في الأسبوع الماضي.
من جهة أخرى، قال جالانت في بيان إنه التقى بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك، وشدد على الحاجة الملحة لتدخل الأمم المتحدة الفوري لتهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله، من خلال تعزيز سلطة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة، وضمان حريتهم في التنقل وتنفيذ مهامهم.
وأضاف جالانت أن إسرائيل لن تتسامح مع التهديدات المتزايدة لأمن مواطنيها، وستعمل على النحو المطلوب في الدفاع عنهم.
بينما شدد أمين عام حزب الله حسن نصر الله في تصريحات الإثنين، على أن أي عمل عسكري إسرائيلي في لبنان، بما في ذلك اغتيال مسؤولين لبنانيين أو فلسطينيين أو إيرانيين أو غيرهم، سيدفع الحزب إلى الرد.
اقرأ أيضاً
حزب الله يعلن جاهزيته لصد أي حماقة إسرائيلية ضد لبنان
سيناريو خطير معقول
ومن المقرر أن يناقش المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، في اجتماعه المرتقب مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، مخططات العسكرية الإسرائيلية للتعامل مع "معركة شاملة" محتملة، على عدة جبهات.
ويسعى الجيش الإسرائيلي، لوضع مخطط لسيناريو محتمل، يشمل تقديرات حول التهديدات المحتملة إذا ما اندلعت مواجهة عسكرية مع "حزب الله"، وتطورت لتشمل قطاع غزة، والمناطق الحدودية مع سوريا، والاستعدادات الإسرائيلية لمثل هذا السيناريو.
ووضع جهاز الأمن الإسرائيلي، سيناريو "خطير ومعقول" للحرب المقبلة مع حزب الله اللبناني، تطلق فيها آلاف المقذوفات يوميا، وتستهدف منشآت استراتيجية، ويقتل 500 مدني وتتعطل الاتصالات والإمدادات.
وفي إطار السيناريو ذاته، فإن التخوف الاستراتيجي في جهاز الأمن الإسرائيلي هو من استهداف شبكات الكهرباء، والاتصالات، وإمدادات الطاقة، وتزويد المواد الغذائية، والقدرة على توفير خدمات للمواطنين بسبب تغيب الكثيرين عن العمل.
وحسب التوقعات، فإن إسرائيل ستواجه في اليوم الأول للحرب إطلاق 6 آلاف قذيفة صاروخية باتجاه جبهتها الداخلية، وسيتراجع هذا العدد إلى 1500 – 2000 قذيفة صاروخية يوميا في الأيام التالية.
اقرأ أيضاً
تحليل إسرائيلي: حزب الله يتعمد التصعيد.. ومواجهة عسكرية محتملة على الحدود
ويصف الخبراء الأمنيون إصابة نحو 1500 موقع في إسرائيل يوميا، إضافة إلى قذائف صاروخية ستسقط في مناطق مفتوحة، بأنه سيؤثر على مجر الحياة، لافتين إلى أن منظومة "القبة الحديدية" لن تتمكن من تسجيل اعتراضات قذائف صاروخية بأعداد كبيرة، بسبب كثافة إطلاقها.
وأشارت الصحيفة، للمقارنة، أنه خلال العدوان الأخير على غزة، تم إطلاق 1470 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل، وفي عدوان مايو/أيار العام 2021 تم إطلاق قرابة 4500 قذيفة صاروخية خلال 10 أيام، وخلال عدوان العام 2014 تم إطلاق 3850 قذيفة تقريبا خلال أيام العدوان الخمسين.
وتشير آخر التقديرات في جهاز الأمن، إلى أنه في حرب مقبلة سيقتل حوالي 500 شخص في إسرائيل، عدا الجنود الذين سيقتلون.
ويتصاعد القلق في إسرائيل بسبب تحسين دقة الصواريخ التي ستستهدف إسرائيل في سيناريو حرب كهذه.
ويشير مسؤولون أمنيون إسرائيليون، إلى أن أحد الدروس الهامة من الحرب في أوكرانيا هي فاعلية الطائرات من دون طيار من صنع إيراني التي تستخدمها روسيا.
ولا يستبعد جهاز الأمن في إطار السيناريو، أن يتمكن حزب الله أو إيران أو ميليشيات إيرانية من استهداف منشآت استراتيجية إسرائيلية، مثل محطات توليد كهرباء، بشكل يغرق إسرائيل في الظلام لفترات تتراوح بين يومين إلى 3 أيام.
اقرأ أيضاً
قناة إسرائيلية: مبادرة أمريكية لإنهاء أزمة خيمة حزب الله على حدود لبنان
وفي حال استهداف محطات توليد كهرباء إسرائيلية بشكل يلحق ضررا شديدا بالقدرة على إنتاج كهرباء، فإنه ستتعطل الاتصالات والبنية التحتية للاتصالات الخليوية، والقدرة على التحذير من إطلاق صواريخ ومقذوفات.
ولا تتوفر لدى إسرائيل قدرة على الرد على وضع كهذا أو التعامل معه حتى الآن، وفقا للصحيفة، باستثناء نصب بطاريات "القبة الحديدية" إلى جانب المنشآت الإستراتيجية.
وأشارت مصادر في جهاز الأمن إلى أنه في سيناريو كهذا قد يتوقف دخول السفن إلى الموانئ، حركة الطيران، وحركة السير داخل إسرائيل.
وتشير التقديرات أيضا إلى أن 50% من المواطنين سيتغيبون عن العمل، وأن 60%-70% سيتغيبون عن المرافق الاقتصادية "الحيوية"، وأن 20% سيتغيبون عن "القطاع الحيوي".
وكذلك يسود تخوف من نزوح عشرات آلاف المواطنين في إسرائيل نحو جنوبها أو اللجوء إلى مواقع تحت الأرض، مثل أنفاق الكرمل.
ولا يستبعد هذا السيناريو اشتعال حرائق، وهجمات سيبرانية.
اقرأ أيضاً
على وقع توتر مع حزب الله.. إسرائيل تبدأ تدريبا عسكريا شمالي الجولان
الغاز واليونيفيل
وبالعودة إلى الجهود الأمريكية، فتتزامن رحلة هوشستين إلى لبنان تتزامن أيضاً مع وصول منصة حفر للغاز الطبيعي.
وكان هوكستاين قد ساعد في التوسط بالاتفاق بين إسرائيل ولبنان، بشأن الحدود البحرية خلال العام الماضي.
وقال مصدر أمريكي، إن إدارة بايدن تعتقد أن بدء التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية، يمكن أن يساعد في كبح جماح "حزب الله"، بينما تسعى البلاد إلى الخروج من أزمتها الاقتصادية المدمرة.
ويتفق مسؤولو الأمن الإسرائيليون مع هذا التقييم.
وقال نائب رئيس مجلس النواب (البرلمان) اللبناني إلياس بوصعب، إن هوشستين سيركز على محاولة حل النزاعات الحدودية البرية بين لبنان وإسرائيل في عدة نقاط مختلفة على طول الحدود.
وأضاف: "نأمل أن يتمكن هوشستين من حل النزاع الحدودي البري مثلما حل النزاع الحدودي البحري".
وسيصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع، على تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وتسعى الحكومة اللبنانية إلى إضعاف تفويض قوات اليونيفيل، والذي تم تعزيزه العام الماضي، وتقول بيروت إنه لا ينبغي لليونيفيل أن تقوم بدوريات لا يتم تنسيقها مع الجيش اللبناني.
ومع ذلك، تقول الولايات المتحدة وإسرائيل إن وصول قوات اليونيفيل وحركتها في جنوب لبنان لا ينبغي أن يكون محدودًا.
اقرأ أيضاً
جنرال إسرائيلي سابق يدعو للاستعداد لحرب مع حزب الله
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل حزب الله فلسطين إدارة بايدن بین إسرائیل وحزب الله مع حزب الله جهاز الأمن فی إسرائیل على الحدود اقرأ أیضا إلى أن
إقرأ أيضاً:
في قطاع غزة.. الموت من البرد أيضا وفق الأطباء
أمام خيمته في وسط قطاع غزة، أشعل يحيى البطران موقد نار للحصول على شيء من الدفء مع زوجته وأطفاله وسط برد قارس، بعد أيام على وفاة طفله الرضيع بسبب البرد، بحسب الأطباء.
يحمل بأسى ملابس الطفل جمعة الذي توفي في الخيمة الباردة في دير البلح بعد 20 يوما فقط على ولادته مع علي، شقيقه التوأم الذي يعالج في قسم العناية المركزة في مستشفى ناصر في جنوب القطاع المدمر.
إلى جانبه، تبكي زوجته نورا البطران (38 عاما) التي لم تتعاف تماما بعد الولادة، طفلها. وتقول "هربنا من القصف من بيت لاهيا، ليموتوا هنا بالبرد".
وتضيف "لا توجد عندنا أغطية كافية ولا ملابس. لاحظت أن الولد بدأ يتجمّد وصار لونه أزرق، ثم مات".
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في 29 ديسمبر/كانون الأول وفاة جمعة جراء "البرد الشديد".
علي وجمعة
وأعلنت الوزارة الاثنين ارتفاع عدد الأطفال الذين توفوا من البرد في قطاع غزة إلى 7 خلال أسبوع.
ويقول يحيى البطران (44 عاما) النازح مع زوجته وأطفاله ووالديه المقعدين من بيت لاهيا في الشمال، إنه أطلق على التوأمين اسمي علي وجمعة تيمنا باسمي ابن شقيقه وابن شقيق زوجته اللذين استشهدا في قصف إسرائيلي خلال العدوان المتواصل منذ أكثر من 14 شهرا في قطاع غزة. ويضيف بحسرة "نتفرّج على أولادنا يموتون".
إعلانوكما مئات الآلاف غيرهم من سكان قطاع، نزح أفراد عائلة البطران أكثر من مرة. وتعيش آلاف العائلات في خيم وفي ظروف مأساوية، وتعاني من نقص في الغذاء والوقود والدواء.
تتوسط خيمة البطران مئات الخيم البالية التي نصبت في بستان فيه عشرات أشجار النخيل في دير البلح.
يحتضن يحيى البطران 3 من أطفاله على حصيرة مبلولة بمياه الأمطار في زاوية من الخيمة المستحدثة من بطانيات وقماش مهترئ.
ثم يضع وعاء معدنيا صغيرا فيه ماء على الموقد ليعدّ الشاي الذي يخلطه بعد ذلك بالخبز اليابس، وتتناوله العائلة مع قليل من الجبن والزعتر كوجبة غداء.
وتقول زوجته باكية "أطفالي ماتوا من الجوع والبرد"، مضيفة "نعاني من سوء التغذية والبرد وعدم توفر ملابس".
كل شيء يقود إلى الموت
في خان يونس جنوبي القطاع، يروي محمود الفصيح أنه عثر على ابنته الرضيعة سيلا "متجمّدة من البرد" في خيمته الصغيرة قرب شاطئ البحر في منطقة المواصي التي نزح إليها من مدينة غزة. ونقلها مسرعا إلى المستشفى لكنها كانت قد توفيت.
وقال الطبيب أحمد الفرا لوكالة الصحافة الفرنسية يومها إن الطفلة "عمرها 3 أسابيع، وصلت إلى قسم الاستقبال مع انخفاض شديد في درجات الحرارة أدى إلى توقف العلامات الحيوية وتوقف القلب والوفاة".
كما توفيت الرضيعة عائشة القصاص البالغة 20 يوما، بسبب البرد القارس في منطقة مواصي خان يونس، وفق عائلتها.
ويقول عمّ الطفلة محمد القصاص "في غزة، كل شيء يقود إلى الموت. من لم يمت بالقصف الإسرائيلي مات بالجوع أو البرد".
وثمة مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في خيم مستحدثة وعشوائية قرب شاطئ البحر في منطقتي المواصي خان يونس والمواصي رفح اللتين أعلنتهما إسرائيل "منطقة إنسانية".
وتدنّت كثيرا درجات الحرارة في قطاع غزة في ديسمبر/كانون الأول، ويترافق فصل الشتاء إجمالا في القطاع مع أمطار غزيرة.
إعلانوحذّر الإعلام الحكومي في قطاع غزة في بيان الاثنين "من تأثير منخفض جوي عالي الفعالية خلال الساعات والأيام القادمة"، مشيرا إلى أنه يشكّل "تهديدا حقيقيا على مليوني نازح" يعيش معظمهم في الخيم.
ويحذّر الطبيب أحمد الفرا، مدير قسم الطوارئ والأطفال في مستشفى ناصر، من "وفاة أعداد أكبر من الأطفال والرضع وكبار السن".
ويضيف "الحياة في الخيم خطيرة بسبب البرد وشحّ مصادر الطاقة والتدفئة".