بعد تصاعد التوترات.. هل اقتربت "الحرب الشاملة" بين إسرائيل وحزب الله؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
تزايد التوتر بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، في الفترة الأخيرة، بعد تهديدات لزعيم الميليشيا حسن نصرالله من تعديل مهام قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، في وقت حذر وزير الأمن الإسرائيلي من تصعيد عنيف على الجبهة اللبنانية المتوترة أصلاً، بسبب ما وصفه بـ"انتهاكات صارخة" للحزب المدعوم من إيران"، داعياً الأمم المتحدة إلى "أن تتحرك على الفور".
وتشهد الحدود الإسرائيلية - اللبنانية تصاعداً لحالة التوترات بشكل كبير، بسبب موقع أنشأته الميليشيا على بعد 100 قدم جنوبي الحدود، في إشارة للخيمة في منطقة مزارع شبعا.
وفي أواخر الشهر الماضي، قدمت تل أبيب شكوى رسمية ضد لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبة بإلزام بيروت بـ"تحرك"، وفي المقابل، قدم لبنان، في 11 يوليو (تموز) الماضي، شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة ضد إسرائيل على خلفية "تكريس" احتلالها الجزء اللبناني من بلدة "الغجر" الحدودية، بحسب نص الشكوى.
ومن جهتها، تسعى الولايات المتحدة منذ أشهر للضغط على الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، لاتخاذ خطوات لتفكيك موقع "حزب الله"، ومنذ ذلك الحين أزيل جزء من الموقع، لكن التوتر لا يزال مرتفعاً مع تبادل الجانبين التهديدات العلنية، خاصة في الأسبوع الماضي.
وأمس الثلاثاء، حذر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال اللقاء الذي حضره عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين، من أن "احتمالات المواجهة على الحدود الشمالية تتزايد"، في أعقاب تحركات "حزب الله"، معتبراً أن إيران تدفع "حزب الله" إلى عمل عسكري، كما دعا الأمم المتحدة للحذر والحفاظ على قدرتها على العمل بشكل مستقل في جنوب لبنان.
وشدد غالانت على الحاجة الملحة إلى تدخل الأمم المتحدة فوراً لتهدئة التوترات من خلال تعزيز سلطة اليونيفيل في المنطقة، مشيراً إلى أن "إسرائيل لن تتسامح مع التهديدات المتزايدة لأمن مواطنيها، وستعمل على النحو المطلوب في الدفاع عنهم".
وغداً، الخميس، ينتهي تفويض لمدة سنة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" الموجودة في جنوب لبنان منذ عقود، وتنتشر في المنطقة الحدودية للفصل بين لبنان وإسرائيل، وسيصوت مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع على تمديد ولاية اليونيفيل.
وحذر زعيم "حزب الله"، الإثنين، من تمديد تفويض قوة " اليونيفيل" بصيغته الحالية المعروضة أمام مجلس الأمن الدولي، والتي ترفضها الحكومة اللبنانية.
وترفض الحكومة اللبنانية الصيغة الحالية لمشروع قرار التمديد المطروح في مجلس الأمن، "كونها لا تشير إلى ضرورة وأهمية تنسيق اليونيفيل في عملياتها مع الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني"، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، الأسبوع الماضي، مضيفةً أن على اليونيفيل ألا تقوم بدوريات غير منسقة مع الجيش اللبناني.
وزير إسرائيلي يطالب #الأمم_المتحدة بالتدخل فوراً لتجنب التصعيد مع #حزب_الله https://t.co/mcs8gnYZgn
— 24.ae (@20fourMedia) August 29, 2023 "سيناريوهات"وإلى ذلك، أفادت وسائل إعلامية عبرية، أن "الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية " الكابينت"، ستجري اجتماعاً خلال أيام لمناقشة سيناريوهات الحرب الشاملة على أكثر من جبهة".
وأضافت القناة "13" الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، أن "كبار ضباط الجيش الإسرائيلي سيطرحون على القيادة السياسية في البلاد الوضع العسكري على كل الجبهات العسكرية، خاصة الجبهة الشمالية، وسيجرون تقييماً للوضع الأمني في إسرائيل، بدعوى الاستعداد العسكري لـ"سيناريوهات العمليات" بحلول نهاية العام".
وأشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي يتوقع 3 سيناريوهات للحرب خلال الحرب مع "حزب الله"، أخطرها تعرض إسرائيل لصواريخ بعيدة المدى، وإطلاق مكثف وواسع للصواريخ من الأراضي اللبنانية".
وذكرت أن "هناك سيناريو آخر يدور حول انضمام جبهات أخرى بجانب "حزب الله"، مثل الحرب في قطاع غزة وسوريا ضد إسرائيل، إضافة إلى وقوع مواجهات في المدن المختلطة داخل أراضي 48، على غرار ما حدث في الحرب الإسرائيلية على غزة، عملية "حارس الأسوار".
ولفتت القناة إلى أنه "من المحتمل تعرض الداخل الإسرائيلي لإطلاق صواريخ دقيقة من لبنان، وتشبيه الوضع الحالي بالوضع في العام 2006، عشية الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان، والتي دارت رحاها بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله".
هوكستين في بيروتولتهدئة التوترات، وصل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، آموس هوكستين، اليوم الأربعاء، إلى لبنان في زيارة تستمر يومين.
وفي وقت سابق، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر أمريكية وإسرائيلية التي وصفها بالمطلعة على هذه القضية، أن الولايات المتحدة تعمل على تكثيف جهودها لتهدئة التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله، مضيفاً أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعمل على منع "اندلاع الأعمال العدائية" بين الطرفين.
وقالت المصادر إن "كبير مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون الطاقة والبنى التحتية آموس هوكستين، سيصل إلى بيروت، اليوم الأربعاء، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين"، مشيرةً إلى أنه يمكن لأي حادث حدودي صغير بين إسرائيل و"حزب الله"، أن يتحول بسرعة إلى صراع أكبر بكثير في لبنان، من المرجح أن تكون آثاره الإقليمية أوسع.
وأضاف مصدر أمريكي أن "هوكستين سيعمل على تهدئة التوترات على الحدود".
ومن جهتها، أعلنت السفارة الأمريكية في لبنان، في بيان اليوم، أن هوكستين يزور لبنان لمتابعة اتفاق الحدود البحرية التاريخي الذي جرى التوصل اليه في 2022، وسوف يبحث كبير المستشارين هوكستين أيضاً في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي".
وتتزامن رحلة هوكستين الذي كان قد ساعد في التوسط في الاتفاق بين بيروت وتل أبيب بشأن الحدود البحرية العام الماضي، مع وصول منصة تنقيب عن الغاز الطبيعي إلى المياه اللبنانية.
وقال المصدر الأمريكي لـ"أكسيوس"، إن إدارة بايدن تعتقد أن بدء التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية، يمكن أن يساعد في كبح جماح أطراف مثل "حزب الله"، في وقت تسعى بيروت إلى إيجاد مخرج من أزمتها الاقتصادية المدمرة.. ويتفق مسؤولو الأمن الإسرائيليون مع هذا التقييم.
وذكر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، لقناة "MTV" اللبنانية، أن هوكستين سيركز على محاولة حل النزاعات الحدودية البرية بين لبنان وإسرائيل، في عدة نقاط مختلفة على طول الحدود.
وصرح مسؤولون إسرائيليون، أمس الثلاثاء، أن "كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وكبيرة دبلوماسيي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، التقيا بوزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في نيويورك، وناقشا التوترات على الحدود"، فهل تنجح واشنطن في تحركاتها لتهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله؟!
U.S. ramps up efforts to de-escalate growing Israel-Hezbollah tensions. My story on @axios https://t.co/1s0lMPBxK4
— Barak Ravid (@BarakRavid) August 29, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني حزب الله لبنان اليونيفيل إسرائيل واشنطن الأمم المتحدة الحکومة اللبنانیة الأمن الإسرائیلی الأمم المتحدة بین إسرائیل مجلس الأمن حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
نقطة تحوّل... هكذا تنظر إسرائيل إلى زيارة الرئيس عون للسعوديّة
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست"مقالاً، تناول الزيارة التي قام بها رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون إلى المملكة العربيّة السعوديّة.
وتحت عنوان "ما وراء زيارة الرئيس اللبناني الأولى إلى السعودية"، أشارت الصحيفة الإسرائيليّة في مقال ترجمه "لبنان 24"، إلى أنّ زيارة عون إلى المملكة، "تأتي في نقطة تحوّل بالنسبة للبنان بسبب ضعف "حزب الله".
ولفتت إلى أنّ "المملكة العربيّة السعوديّة تستعرض عضلاتها الديبلوماسيّة، فاستضافت مؤخراً الرئيس السوريّ الجديد أحمد الشرع، وتستعرض ريادتها في العالم العربيّ والإسلاميّ".
أضافت الصحيفة الإسرائيليّة أنّ "زيارة عون إلى السعوديّة تأتي بعد أسابيع فقط من سعي "حزب الله" إلى إثارة الشغب في المطار، وبعد أسبوع فقط من جنازة حسن نصرالله".
ووفق الصحيفة، "أشاد عون بالعلاقات التاريخية بين الرياض وبيروت. فالمملكة ساعدت في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية في اتّفاق يعود إلى عام 1989".
وتابعت" إن ذلك قد ساعد على تحويل السياسة اللبنانية إلى الشكل الذي اتّخذته خلال العقود الثلاثة الماضية. لكن "حزب الله" سعى إلى قلب ذلك الوضع مؤخراً من خلال منع انتخاب رئيس". واعتبرت أنّ "عون ورئيس الوزراء الجديد نواف سلام هما مثالان على تجاوز المنعطف".
ووصفت الصحيفة الإسرائيليّة زيارة عون إلى السعودية بـ"المهمة"، وقالت "جاء عون إلى السعودية بعد دعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان". وأضافت: "أشارت صحيفة "عرب نيوز" السعوديّة إلى أن الرئيس اللبناني قال عن الزيارة إنّها "فرصة للتعبير عن الامتنان للمملكة لاستضافتها أفراداً لبنانيين قدموا إليها منذ سنوات وساهموا في تنميتها الحضرية والاقتصادية".
وتطرّقت أيضاً "جيروزاليم بوست" للزيارة التي قام بها رئيس الحكومة نواف سلام، لدار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة الشيخ عبداللطيف دريان، وقالت إنّ "سلام أكّد أنّ المواطنين سيختبرون مستوى جديداً من الأداء والخدمات الحكومية في الأشهر المقبلة، وأنّ همّ الحكومة الأساسيّ هو رفاهية الشعب اللبنانيّ، وتخفيف أعبائه، واستعادة لبنان لدوره القياديّ، وتعزيز أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب والدول الصديقة الملتزمة بدولة لبنان ومؤسساته وشعبه". المصدر: خاص "لبنان 24"