عندما نتحدث عن العراق، فلا بُد أن نعرف أننا نتحدث عن دولة عربية لها حضارة عريقة، ومن أشهر الدول في العالم، حيث تقع العراق في قارة آسيا، وميزتها أنها تُطل على الخليج العربي، وتشتهر ببعض الأسماء مثل بلاد ما بين النهرين، وبلاد ما بين الرافدين، والمقصود بهما نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى سحرها الشرقي وثقافتها المتنوعة.

وعندما خطت قدماي دولة العراق، وجدتها تشبه الصبية الناعمة مُنفردة بثقافتها، بها مخزون وفير من الطيبة في شعبها، والترحاب سمتهم الأولى، شعب مضياف ويحب المصريين، وهذا ما جعل «الأرثوذكس» يؤسسون إيبارشية هناك وبمستوى عالٍ.

تحدثت مع الراهب القمص مينا الأورشليمى، كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعراق، الذى يتبع إيبارشية القدس، وهو يُشرف حاليًا على بناء الكنيسة القبطية في بغداد إلى جانب خدمته للأسر القبطية في العراق وكردستان، وأجرينا الحوار التالي..

* كيف تتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى؟
- لا ننفصل عنها، ولكن هي ليست مصدر معلومات لنا، فإذا أخبرني أحد عن حدث ما، فأسأله من أين مصدرك فيقول «فيسبوك»، فأقول له هذا غير معترف به كمصدر معلومات.

* كيف ترى محبة العراقيين المُشددة للبابا كيرلس؟
- البابا كيرلس طبعًا، الناس هنا لما بيعمل لهم معجزة بيقدموا له تاج ذهب ويضعه على رأس البابا كرولوس، ومن عدد التيجان تعرفين عدد المعجزات له، ويُسمى هنا البابا كرولوس فى العراق أعمال مجيدة، لأنه اشتغل مع المسلمين والمسيحيين، وهذه الكنيسة تسمى الآباء الرسل وهى نفس نظام الكنائس المصرية.

* وما محتويات الكنيسة؟
- وهنا توجد مكتبة للاطلاع ومفهرسة على الحاسب الآلى وتضم كتبا كثيرة وتخدم حتى من يقوم بالدراسات العليا الماجستير والدكتوراة، ويتم الآن بناء مبنى خدمى آخر، ويوجد مبنى تابع للكنيسة هنا لتقام فيه نشاطات مختلفة متبادلة بين الإيبارشيات.

* هل الموجود فى العراق بطريركية والبقية إيبارشيات؟
- نحن هنا يعتبر كاتدرائية فهى تعتبر مقر إيبارشية كامل، بالإضافة إلى المبنى الخدمى كضيافة للجميع وقام رسامون بالإقامة هنا لمدة عام للرسم على جدران الكنيسة وطلب البابا تواضرس بأن الرسم يكون بالطابع القبطى وليس الإيطالى.

* مصاريف إنهاء الكنيسة وتزيينها من أين؟
- يوجد جزء من الدولة وجزء من التبرعات وجزء من تبرع الأنبا أنطونيوس فلدينا امتيازات جيدة من المساعدين.

* هل يوجد مبانٍ جديدة؟
- طبعا المعمار هو موجود والكنيسة من السبعينيات من أيام الملكية موجودة فى العراق، وكأى طائفة أخرى الحمد لله موجودة فى العالم كله، فالأقباط موجودون يثبتون وجودهم فى كل مكان ويتعايشون مع البلد التى يقيمون فيها.

وفى العراق نحن كطائفة معترف بنا فى الدستور العراقى طائفة رقم 13 فى الدستور العراقى وموجود فى اعتراف رسمى، والكنيسة التى تبنى طبعا، فالمبنى الذى نقف فيه هو مبنى خدمى تم بناؤه فى 2001.

وكان لنا كنيسة أخرى وبسبب الأحداث انتقلنا إلى بغداد الجديدة، وتم تعمير المكان والكنيسة يصلى بها الطائفة التى تعتبر مزيجا من العراقيين والمصريين، فالأقباط الموجودون هنا تزوجوا هنا فصارت الكنيسة عراقية من أصل مصرى.

* هل تتم إجراءات البناء كمصر أم أسهل؟
- نفس الإجراءات والقوانين والبلدية والأمانة والتصاريح، الكنيسة التى نبنيها هى كاتدرائية العذراء مريم والأنبا بولا نفس الاسم الذى كان موجودا على الكنيسة السابقة لم نحب تغير اسمها.

وسوف يأتى البابا تواضروس الثاني فى افتتاحها فى القريب العاجل، ولم يتم تحديد المواعيد ونحن نقوم بتشطيب الكنيسة وستكون معلما فى العراق كساحة التحرير فى بغداد، طبعا فى مساهمة من الدولة فى التشطيب والبناء وكانت لها مناقصة من الحكومة لأننا تابعون لديوان اسمه ديوان الوقف المسيحى هو الذى ينسق العمل واحتياجات الطوائف.

* ما ديوان الوقف المسيحى؟
- عندما أتى الريمر والتدخل الأمريكى أقام أوقاف سنة وشيعة والمسيحيون، والديانات الأخرى وهى 14 طائفة لها حقوق وواجبات مثل وزارة الأوقاف سابقا وهى بديلة لها فهى تعتبر وزارة قائمة بذاتها مع الحكومة والطوائف وفيها أقسام كثيرة كالمالية والمعمار وغير ذلك.

* منذ متى وأنت هنا؟.. وكيف تتأقلم مع أوضاع السنة والشيعة؟
- منذ 4 سنوات، والفكرة أن العراق سابقا أيام صدام كان لا أحد يعرف سنة أو شيعة ومسيحى ودخلت الحرب الطائفية لفترة معينة، والشعب العراقى شعب مسالم، شعب قريب من الشعب المصرى، ونقدر أن نتعايش مع بعض بسهولة أكثر من شعب آخر بالمنطقة.

* هل الاختلافات ما بين السنة والشيعة تؤثر عليكم؟
- لا تؤثر لأنهم تزوجوا من بعضهم البعض منذ زمن، وممكن تجد من هو والده سنى وأمه شيعية والعكس، وما زالت موجودة والحلو فى البلد إنه بعد كل هذه الأحداث الأخيرة أصبح لديهم وعى ولا أحد يتحدث عن السنة والشيعة.

* هل تتابع أخبار مصر؟
- طبعا لازم وكل ماهو مصرى نتابعه فنحن ننتمى لها.

* كيف ترى وضع الأقباط؟
- الحمد لله، الأوضاع الآن أفضل وأحسن فى عهد السيسى، التيارات صعبة والأوضاع صعبة فى العالم كله، فنرى أوروبا وضعها صعب وأصبح الوضع ليس سهلا فى العالم كله، ونحن نقول إنه طالما نأكل ونشرب ونتحرك فى الشوارع بحرية فى مصر عكس العراق وسوريا ولبنان فأملنا وطن آمن أفضل من الأكل والشرب.. والسوريون مرة قالوا لنا: نحن نملك أرزا وسكرا ولا نملك وطنا.. أما أنتم تملكون وطنا وهذا أهم من الأرز والسكر.

* الحياة فى العراق مختلفة عن مصر؟
- لما بتخدمى مصريين أو من أصل مصرى فلا يوجد اختلاف كثير، فكأنك فى مصر.

* هل تأتى مساعدات للكنيسة؟
- نحن نعتمد على الناس فقط هم يساعدون بعضهم البعض لكن كمساعدات أو منظمات لا يوجد لكن الحمد لله وضعنا بخير وجيد.

* هل نفس الأشياء التى تحدث فى مصر تحدث هنا؟.. فعندما يأتى أحد يريد «التناول» هل تركز أن يكون نفس طائفتك؟
- مفيش اختلاف قوى، لأننا عندنا نفس نظام الأرثوذكس وهم يقولون علينا متعصبين ولكننا متمسكون، فلابد مثلا للتناول أن يكون صائما 9 ساعات، فكيف إذا أتى وهو شارب حليب لم يكن صائما ولا يتم «التناول» ونرفض فلابد من أن يكون على السياق.

* هل لو شخص كاثوليك صائم 9 ساعات هل يتم تناوله؟
- لا لكن ممكن يأتى لأخذ البركة مثل احتفال البابا كرولوس، فالكل يأتى يوم 9 و10 مارس وكل العراقيين يحبونه والمسلمين والمسيحيين على حد سواء فهو له معجزات معهم.

* لماذا أرى المسلمين يأتون لزيارة الأماكن المسيحية؟
- الشيعة كذلك يحبون العذراء ويؤمنون بها جدا ويحبونها، والسنة كذلك فهم تعودوا على زيارتها وكذلك عدد المسلمين أكثر من المسيحيين، وستلاحظين أن عدد المسلمين فى الزيارات أكثر من المسيحيين.

* كم عدد الرعية هنا؟
- حوالى 200 أسرة أى 2000 فرد.

* هل الجميع يحضر القداس؟
- نعم الجميع.

* هل البابا تواضروس يرسل مساعدات؟
- لا لكن المطران أطونيس هو المسئول المباشر وبعده البابا تواضروس وعنده فكرة عن بناء الكنيسة وعقد النية على تشطيبها وسوف نأخذ الموافقة بالتنسيق مع الدولة على زيارة البابا تواضروس لافتتاح الكنيسة.

* هل حضرت زيارة البابا فرنسيس؟
- نعم وأثرت زيارته جدا علينا، فكل من كان يسمع كلمة العراق يقول يا ساتر يارب، لكن الوضع غير الكلام، ولا يوجد أى قلق والوضع سابقا كان صعبا فمن 14 سنة غير الآن، فالكل يتحرك بسهولة فى الشوراع وكان سابقا الأمن صعب.

* هل تزور مصر؟
- نعم كل 3 شهور مثلًا

* هل تريد أن تقول شيئا للمصريين من هنا؟
- نعم مصر جميلة بكم وستكون أجمل ولابد أن نكون مع بعضنا ونتحمل بعض ومع القادة وهى عل خطى ووتيرة جيدة للتقدم وبإذن الله ستكون أفضل.

مصر حلوة وكل من يزورها يقول كذلك بأهلها والنسيج الوطنى بها هتفضل جميلة وخلوا بالكم عليها وكل ما تطلعوا خارج مصرهتقولوا وقتها عاشت مصر.

* كيف تكون علاقتك بالحكومة المصرية؟
- بالفعل هناك تواصل دائم قبل بدء القداس الخاص بالأعياد الرئيسية أجد رسالتى التهنئة التى يرسلها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الجالية المصرية بالعراق، وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثانى بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح ومن الرئيس العراقى أيضا ونائب رئيس مجلس النواب العراقى ورئيس ديوان الوقف المسيحى والأيزيدى والصابئة وعدد من الشخصيات العراقية.. فعلاقتى بالجميع رائعة.

* ما أكثر طائفة فى العراق؟
- الكلدان هم أكثر الطوائف عددا بين مسيحيى العراق، إذ يشكلون ما يبلغ 80% من الإجمالى والكنيسة الكلدانية هى كنيسة تنتمى للمذهب الشرقى للكاثوليكية، لكن تحتفظ بشعائرها وطقوسها.

وتأسست فى بلاد ما بين النهرين «العراق» فى القرن الأول الميلادى ويوجد 110 كنائس كلدانية فى أنحاء العراق ويشكل السريان نحو 10% من المسيحيين بالعراق ومنهم كاثوليك، وهم الأغلبية، وأرثوذكس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا تواضروس التواصل الاجتماعي الرئيس السيسي الشعب العراقي الشعب المصرى البابا تواضروس فى العراق ما بین

إقرأ أيضاً:

الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ سلطنة عمان بذكرى العيد الوطني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هنأ الأب القس فيلوباتير نبيه، سكرتير البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لشئون المهجر، السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان بمصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بمناسبة العيد الوطني الـ 54، معربًا عن خالص أمنيات قداسة البابا لعمان حكومة وشعبًا بمزيد من التقدم والرخاء.

 

وأناب قداسة البابا تواضروس الثاني، الأب القس فيلوباتير نبيه، لحضور الحفل الذي أقامته سفارة سلطنة عمان بهذه المناسبة.

وفي سياق آخر، ترأس الأنبا تادرس، مطران محافظة بورسعيد، صباح اليوم، القداس الإلهي بكنيسة الأنبا بيشوى ببورسعيد الكائنة بميدان المنشية، بحضور لفيف من الشخصيات العامة والقيادات، وشعب الكنيسة وسط فرحة الشعب القبطي في بورسعيد، حيث أجريت الصلوات الطقسية لسيامة اثنين من شمامسة الكنيسة فى درجة القسيسية وإعلانهما كاهنين جديدين بمطرانية بورسعيد.

وأعلن مطران بورسعيد كلًا من: الشماس مينا مجدى بشرى، قساً باسم بيشوي للخدمة بكنيسة القديس الأنبا بيشوى ببورسعيد، والشماس بولا سمير ابو الغيط، قساً باسم يونان كاهنا عاما بسكرتارية مطرانية بورسعيد.

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية تشارك في العيد الوطني لسلطنة عُمان
  • الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ سلطنة عمان بذكرى العيد الوطني
  • البابا تواضروس الثاني يستقبل وفدًا من الكنيسة الإريترية
  • البابا تواضروس يستقبل وفدا من الكنيسة الإريترية
  • الرئيس السيسى خلال اجتماعه مع رجال القوات المسلحة: أنتم خط الدفاع الأول
  • الأقباط يحتفلون بعيد الملاك ميخائيل بكنيسته في غربال بالإسكندرية (صور)
  • البابا تواضروس يستقبل عددا من الأساقفة لمتابعة أوضاع الكنيسة
  • في ذكرى تجليسه الـ12.. البابا تواضروس الثاني رائد العمل الرعوي في الكنيسة القبطية
  • الكنيسة الأرثوذكسية تطلق الموقع الإلكتروني للرعاية الاجتماعية
  • الكنيسة الأرثوذكسية تطلق الموقع الإلكتروني الأول للرعاية الاجتماعية