تدشين المرحلة الثانية من مبادرة "العمر الذهبي" لكبار السن
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
شهدت محافظة الدقهلية إطلاق فعاليات المرحلة الثانية لمبادرة وزارة التضامن الاجتماعي لكبار السن «العمر الذهبي» تح رعاية الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي.
وشارك في تدشين المرحلة الثانية 200 مسن من دور وأندية المسنين بمحافظات القليوبية والدقهلية والشرقية والغربية.
وشهد فعاليات إطلاق المبادرة وائل عبد العزيز مدير مديرية التضامن الاجتماعى بالدقهلية، ومجدى حسين رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، ومحمود شعبان مدير الإدارة العامة لرعاية المسنين بوزارة التضامن الاجتماعي.
وأقيمت الاحتفالية التى نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي بقاعة نادي السعادة بطلخا بمشاركة الفرق الاستعراضية والتى قدمت العديد من الفقرات الفنية والثقافية وتم توزيع الهدايا التذكارية على المشاركين وعروض لمواهب المسنين من شعر وغناء، وقام متطوعو صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والهلال الأحمر المصري بنشر التوعية بين الحضور حول التدخين والمخدرات، كما شهد الاحتفال افتتاح معرض المنتجات لكبار السن من المشغولات اليدوية والحرفية من انتاج المسنين والمسنات.
وتأتي مبادرة العمر الذهبي لكبار السن فى إطار تحسين سياسات رعاية كبار السن التى تنتهجها وزارة التضامن الاجتماعي عبر تعزيز قدرتها المؤسسية، حيث شهد كبار السن اهتماما متزايدًا من الدولة، وتضمنت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان سبتمبر 2021 حقوق المسنين بها ضمن المحور الثالث تحت عنوان "تعزيز حقوق الإنسان للمرأة والطفل وذوي الإعاقة والشباب وكبار السن"، إضافة إلى أن الوزارة تقوم بضمان حقوق المسنين، صحياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وترفيهيًا، وتوفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة، من خلال معاش كرامة، وتقوم بإعداد الاستراتيجية الوطنية لكبار السن.
وتهدف مبادرة «العمر الذهبي» إلى تحقيق مبادئ الدمج المجتمعي للفئات الأولي بالرعاية ومنهم فئة كبار السن، وتنفيذ رؤية وسياسة وزارة التضامن الاجتماعي في تقديم كافة أنواع الرعاية والخدمات من خلال تقديم أنشطة ثقافية ودينية وترفيهية وإبراز مواهب وقدرات كبار السن، بالإضافة إلى تصحيح النظرة المجتمعية لدور وأندية المسنين، ونشر الوعي المجتمعي بقضايا كبار السن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كبار السن نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي التضامن وزارة التضامن الاجتماعی لکبار السن کبار السن
إقرأ أيضاً:
المسنّون وبيئة الابتكار الاجتماعي
هزّ خبر رحيل الممثل الأمريكي الشهير جين هاكمان الفائز بالأوسكار عن (95) سنة، مع زوجته وكلبهما، الأوساط الفنية، خصوصا أن الشرطة علمت بخبر رحيلهم بعد مرور أكثر من أسبوع على الوفاة، وشكّل هذا الخبر الحزين صدمة لمحبي النجم السينمائي المعروف، ولغزا غامضا لرجال الشرطة الذين لم يعثروا على أثر لجريمة، أو انتحار، أو تسمّم بأول أوكسيد الكربون بسبب تسرّب الغاز، وبعد أيام من ذلك ظهر تقرير الطب الشرعي ليحلّ لغز الوفاة، ويقول: إن «زوجة هاكمان (65 عاما) كانت قد أصيبت بفـيروس قاتل، وتوفـيت قبل أيام قليلة من وفاته، فقد كان يعاني من أعراض متقدمة لمرض الزهايمر، فلم يدرك أن زوجته توفـيت داخل المنزل» فـيما عثرت الشرطة على الجثامين بعد (8) أيام من الوفاة.
ولنا أن نتخيّل المشهد الدرامي المأساوي: الزوجة تموت، والزوج لم يعرف، بسبب الزهايمر، فـينقطع عنه الطعام والدواء ويموت جوعا، وكذلك الكلب المحبوس فـي قفص، فقد نفق جوعا أيضا، والغريب أن المحيطين بالممثل لم يفتقدوه رغم شهرته، ولا أولاده سألوا عنه، ولم يتّصل أحد به وبزوجته للاطمئنان على عجوزين، وربما هذا وضع طبيعي كونهما يعيشان فـي بيئة ألغت من قاموسها شيئا اسمه (صلة الرحم)، وهو أمر لا إنساني، فـي مجتمعات تدّعي أنها حريصة على حياة الإنسان وكرامته.
وهذا الحدث يُظهر معاناة كبار السن فـي تلك المجتمعات، رغم أن حكوماتها توفّر لهذه الشريحة من المجتمع مراكز رعاية خاصّة، وتمنحهم خدمات مجانية، وامتيازات فـي وسائط النقل، ولكن خارج ذلك مع ضعف الروابط العائلية، يعيش كبار السن حالة قسرية من العزلة، وهذا يعجّل فـي نهايتهم، فالركن العائلي والركن الاجتماعي من أهم الأركان السبعة التي حدّدها د. إبراهيم الفقي لبناء النفس البشرية بناء صحيحا، وتجعل هذه الأركان الشيخ يتمتع بصحّة جيدة، مهما طال عمره، مع إيماننا أنّ «الأعمار بيد الله» والأركان الخمسة الباقية هي: الروحي (العلاقة بالله)، والصحي (الأفكار الصحية، والأكل الصحي، وتحرّكات الجسم)، والشخصي (التقدير الذاتي، والصورة الذاتية، والإنجاز) والمهني (الرغبة فـي التميز) والمادي (القدرة على خلق نوع من أنواع التوازن بين الاحتياجات والموجودات).
وقد انتبهت منظمة الأمم المتحدة إلى وضع المسنّين، والإهمال الذي يعانون منه، فأقرّت المنظّمة الدوليّة يوما عالميا للمسنّين هو الأول من أكتوبر من كل عام بهدف «دعم المسنين فـي جميع أنحاء العالم، والحفاظ على كرامة الإنسان مع التقدّم فـي السن، فـي وقت يشهد فـيه العالم نموّا فـي نسبة كبار السن بين السكان».
وبحمد الله، هذه المشكلة لا تواجه المسنّين فـي مجتمعاتنا التي تكثر فـيها الأنشطة الاجتماعية، كونها ما زالت تحتفظ بالكثير من العادات، كما أن الآداب الإسلامية تراعي المسنّين، وتملأ عليهم الفراغ وتنقذهم من عزلتهم، وتوقّرهم، عملا بالحديث الشريف: «ما أكرم شاب شيخا لسنّه إلّا قيّض الله له من يكرمه عند سنّه» .
وكم كانت سعادتي كبيرة عندما قرأت خبرا عن فوز مبادرة (المخيم السنوي لكبار السن) التابعة لفرع جمعية إحسان بمحافظة جنوب الباطنة، بجائزة الابتكار الاجتماعي على مستوى عربي، فـي منافسة أقيمت فـي البحرين، بهدف «تحسين حياة كبار السن، وتعزيز دورهم فـي المجتمع» كما قال يوسف اللمكي المشرف على المبادرة التي مثّلت سلطنة عمان فـي مخيم شمل حلقات عمل تدريبية، وجلسات توعوية، وأنشطة رياضية، وفقرات ترفـيهية، كما جاء فـي الخبر.
ومن الجميل أن تزداد هذه الأنشطة فـي مثل هذه الأيام الرمضانية المباركة، التي ينبغي أن نجعل منها فرصة للالتفات إلى هذه الشريحة من مجتمعنا الذي يقوى بها، ويستفـيد من خبرتها فـي الحياة، سعيا للابتكار الاجتماعي.