صحيفة صينية: بريكس تمهد طريقا نحو المساواة والعدالة
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
علقت صحيفة جلوبال تايمز الصينية على توسع مجموعة بريكس الذي تم الإعلان عنه في ختام قمة البريكس الخامسة عشرة التي عقدت الأسبوع الماضي في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، عندما وافقت المجموعة على توسيع عضويتها، ودعت مصر والأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للانضمام.
وطرحت الصحيفة تساؤلا عن أسباب توسع مجموعة البريكس الآن، ولماذا بات الطلب على التوسع ضخم للغاية؟ حيث تقدمت مجموعة من الدول الأخرى، بما في ذلك إندونيسيا، بطلب للحصول على العضوية.
وقالت الصحيفة - في مقال للرأي أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إنه تم تصميم مجموعة البريكس -في جوهرها - لتمثيل مصالح الجنوب العالمي النامي والتعاون بشأنها، أو -على نطاق أوسع- الدول التي تقع خارج المجال الغربي، بما في ذلك بنيتها الأمنية.
وأضافت الصحيفة أنه على النقيض من مؤسسة مثل حلف شمال الأطلنطي، فإن مجموعة البريكس ليست تحالفا أو كتلة أيديولوجية. ولا يجبر أعضاءه على الانحياز لطرف ما. بل هي مصممة لتمثيل واستكمال مجموعة مشتركة من المصالح مع الهدف المشترك المتمثل في تعزيز التنمية، والحفاظ على السيادة الوطنية وتوسيع الحوكمة العالمية نحو بيئة متعددة الأقطاب. باختصار فإن مفهوم مجموعة البريكس هو عكس الهيمنة.
وأشارت جلوبال تايمز إلى أنه على مدار الأربعمائة عام الماضية، كان النظام الدولي خاضعا لسيطرة مجموعة مختارة من البلدان المعروفة باسم "الغرب". وقد تمكنت هذه البلدان من الحفاظ على موقعها المهيمن الذي سمح لها -من خلال الاستعمار- باحتكار التمويل العالمي والتجارة العالمية. والاستثمار والتكنولوجيا والقوة العسكرية. لقد استخدموا كل هذا للحفاظ على موقفهم وإبقاء الدول الأخرى في الأسفل.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن هذا بدأ مع الإمبراطوريات الاستعمارية البريطانية والإسبانية والفرنسية والهولندية والبرتغالية والألمانية، إلا أنه في القرن العشرين انتقلت القيادة إلى الولايات المتحدة، التي بنت نظاما عالميا يتمحور حولها وأصبحت قوة مهيمنة.
ورأت الصحيفة أنه في ظل النظام الذي أنشأته الولايات المتحدة، فإن البلدان لن تكون قادرة على تحقيق التنمية -التي تستلزم الوصول إلى أسواق رأس المال والتصدير- إلا إذا أخضعت نفسها للأهداف العسكرية والاستراتيجية للولايات المتحدة ذاتها.
ومن ناحية أخرى، فإن البلدان التي لا تتبع أجندة الولايات المتحدة قد تخضع لعقوبات متزايدة وضوابط التصدير التي تسعى للضغط عليها والحيلولة دون تنميتها، من أجل وقف أي تهديدات للهيمنة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك تمخض عن العالم الذي نعيشه اليوم، حيث تعمل الولايات المتحدة على إنهاء عصر عولمة السوق الحرة بالقوة وإعادة التأكيد على مناخ المنافسة الجيوسياسية. وترغب واشنطن في الحفاظ على هيمنتها أحادية القطب على كل الدول الأخرى، والمعاملة التي تلقاها الصين بشكل خاص تمثل تحذيرا لكيفية رد الولايات المتحدة على أي دولة لا تخضع لسيطرتها.
ومضت الصحيفة تقول إنه بسبب هذه البيئة، تتوسع مجموعة البريكس، حيث ترغب العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم في البقاء مستقلة عن الهيمنة الأمريكية وتأمين الاستقلال السياسي لمواصلة تنميتها الاقتصادية.
ورأت أن إعادة تأكيد الهيمنة الأمريكية ومحاولة سحق التنمية في الصين تشكل تهديدا للجنوب العالمي برمته حيث تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الامتيازات الاقتصادية والمالية والتجارية والتكنولوجية للغرب ضد البقية. ومن ثم، باتت البريكس منتدى أساسيا لدول عدم الانحياز لتأمين مصالحها الخاصة وتعزيز التعاون فيما بينها.
ونتيجة لذلك فإن مجموعة البريكس لا تهدف إلى تشكيل "تحالف"، بل تسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة. وهي تطمح إلى وضع متعدد الأطراف للحوكمة العالمية حيث يكون لكل الدول صوت، بدلا من الاضطرار إلى التنازل عن الاستقلال الاستراتيجي والسياسي كشرط للتنمية الاقتصادية.
واختتمت الصحيفة الصينية مقالها قائلة إن دول البريكس ترغب في نهاية المطاف في أن تكون قادرة على التنمية مع الحفاظ على سيادتها الوطنية. وبالتالي فإن مجموعة البريكس تشكل طريقا نحو الانفتاح العالمي والتكامل الاقتصادي في وقت تبذل بعض البلدان جهودا شديدة ترمي إلى عكس هذا الاتجاه.
اقرأ أيضاًبعد انضمام مصر لـ بريكس.. هل تنخفض أسعار السيارات الجديدة 2023؟
روسيا: انضمام أعضاء جدد لمجموعة البريكس يعزز مكانتها في مجموعة العشرين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر السعودية الصين دول البريكس بريكس مجموعة البريكس انضمام مصر لبريكس انضمام السعودية لبريكس انضمام الإمارات لمجموعة بريكس المساواة والعدالة الولایات المتحدة مجموعة البریکس الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
من هي الأردنية مرشحة ترامب لمنصب جراح الولايات المتحدة؟
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عن ترشيح الطبيبة الأردنية جانيت نشيوات، لمنصب جراح عام الولايات المتحدة، في خطوة لاقت اهتماماً واسعاً.
ووصف ترامب نشيوات بأنها "مدافعة شرسة" عن الطب الوقائي والصحة العامة، مؤكداً أنها ستكون خياراً مثالياً لهذا المنصب المهم الذي يتيح لصاحبته اتخاذ قرارات حاسمة في مجال الرعاية الصحية.
Excellent pick for Surgeon General @DoctorJanette ????????In addition to being a kind & thoughtful woman who truly goes beyond, Janette Nesheiwat is a skilled MD & top notch communicator for preventive medicine & public health. We will be a healthier nation as a result. Brava! ???????? pic.twitter.com/NRuBxrVotf
— heather nauert (@HeatherNauert) November 23, 2024 من هي؟ونشيوات أكاديمية أمريكية ومسؤولة حكومية سابقة، حيث شغلت عدة مناصب بارزة، بما في ذلك مستشارة الأمن الداخلي في إدارة ترامب بين 2020 إلى 2021 كما شغلت منصب نائب مساعد وزير الخارجية في إدارة ريكس تيلرسون.
وُلدت نشيوات في الولايات المتحدة عام 1975 لعائلة أردنية، وحصلت على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة ستيتسون الأمريكية، ثم درجة الماجستير من جامعة جورج تاون، تلتها درجة الدكتوراه من معهد طوكيو للتكنولوجيا في اليابان.
وكانت نشيوات مساهماً طبياً سابقاً في قناة "فوكس نيوز"، وقال ترامب عن ترشيحها:" أنا فخور جداً بأن أعلن اليوم أن الطبيبة نشيوات، ستكون طبيبة الأمة، جراحة عامة للولايات المتحدة، وتؤمن بتمكين الأفراد من تولي مسؤولية صحتهم ليعيشوا حياة أطول وأكثر صحة".
I am deeply honored and humbled by this nomination to serve as Surgeon General of the United States. Thank you, Mr. President, for your trust. I pledge to work tirelessly to promote health, inspire hope, and serve our nation with dedication and compassion @realDonaldTrump #MAHA pic.twitter.com/anKuzkYNcz
— Dr Janette Nesheiwat (@DoctorJanette) November 23, 2024 عملهانشيوات حاصلة على البورد المزدوج ولديها سجل حافل في إنقاذ وعلاج آلاف الأرواح، وهي مناصرة قوية في مجال الطب الوقائي والصحة العامة، وملتزمة بضمان حصول الأمريكيين على رعاية صحية ميسورة التكلفة وعالية الجودة في نفس الوقت.
لعبت الطبيبة دوراً بارزاً خلال جائحة كوفيد19، وشاركت في رعاية ضحايا إعصار كاترينا وأعاصير غوبلين، كما عملت ضمن فريق منظمة الإغاثة "سمريتانز بورس" لتقديم الرعاية الصحية في المغرب وهايتي وبولندا.
ومنصب الجراح العام للولايات المتحدة يُعد من أرفع المناصب الطبية في البلاد، حيث يُخول شاغله اتخاذ القرارات بشأن إجازة الأدوية لمواجهة الأوبئة العالمية، ويرتبط مباشرة بالرئيس الأمريكي.
تجدر الإشارة إلى جانيت هي شقيقة جوليا نشيوات زوجة مستشار الأمن القومي لدونالد ترامب مايك والتز، والتي تتمتع بخبرة واسعة في مجال الأمن الداخلي والسياسات الحكومية.