حذر "التجمع اللبناني في فرنسا" من "الصفقة المشبوهة التي ينسجها" رئيس التيار الوطني الحر النائب باسيل والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والقائمة على معادلة "الجمهورية مقابل الرئاسة" ولفت الى انه لن يأسف ان كان شهر ايلول سيشهد على "سقوط المبادرة الفرنسية بصيغتها الراهنة المتجاهلة لقوة الأمر الواقع التي أخذت لبنان رهينة للمصالح الإيرانية وسياسة الهيمنة على المنطقة".

وحدد بعض "الشروط الموضوعية" المؤدية إلى "تحسين شروط المواجهة وتجميع نقاط القوة في الداخل والخارج لإفشال صفقة العار ".
جاء ذلك في بيان اصدره التجمع في باريس على شكل نداء وجهه الى "أهلنا في الوطن والإغتراب" وهنا نصه:
يطل شهر أيلول حافلا بالاستحقاقات التي تنطوي على مخاطر جمّة قد تطيح بما تبقى للدولة من سيادة وللمواطن الحد الأدنى في العيش الكريم. في شهر أيلول تكون قد اكتملت على الأرجح فصول الصفقة المشبوهة التي ينسجها باسيل - نصر الله والقائمة على معادلة : الجمهورية مقابل الرئاسة !
في شهر أيلول لن نتأسف على سقوط المبادرة الفرنسية بصيغتها الراهنة المتجاهلة لقوة الأمر الواقع التي أخذت لبنان رهينة للمصالح الإيرانية وسياسة الهيمنة على المنطقة. 
بالرغم من هذه الصورة القاتمة هناك شروط موضوعية متوفرة، لو أحسن اللبنانيون استخدامها لمكنتهم من تحسين شروط المواجهة وتجميع نقاط القوة في الداخل والخارج لإفشال صفقة العار ومنها :
- تشكيل أوسع تحالف وطني بالتعاون والتنسيق مع قوى الأغتراب الفاعلة في عواصم القرار.
- إعتبار اتفاق الطائف بما فيه إلغاء الطائفية السياسية ولا مركزية موسعة وحصرية السلاح بيد القوى الشرعية، معطوفة على تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وبالأخص 1559 و 1701، وابتعاد لبنان عن سياسة المحاور، بمثابة الدستور النهائي الممهد لاطلاق ورشة الأصلاح البنيوي في سائر المجلات.
- الحؤول دون تجدد الحرب الأهلية والنزاعات الطائفية واعتبارها شرًا مطلقا.
- رفع مستوى التنسيق بين المجموعات الإغترابية وتشكيل قوى ضغط في عواصم القرار لمساعدة اللبنانيبن على بناء دولتهم المستقلة وعلى استعادة دورهم الريادي والرسولي في المنطقة والعالم.
يا أهلنا في لبنان وفي الأغتراب،
إن التجمع اللبناني في فرنسا الذي ولد من رحم ثورة 17 تشرين ورفع مطالبها في السيادة والعدالة والدولة المدنية، هذا التجمع اللبناني الذي أسهم مؤخرا في تأسيس وإطلاق لجنة التنسيق اللبنانية – الفرنسية (CCLF) لتشكل رافعة لنضال اللبنانيين في الداخل وقوة ضغط في الخارج، يناشد أصحاب الفكر والرأي الحر من سياسيين ومثقفين ونقابيين وكل الشرفاء من أبناء وبنات شعبنا الصابر السعي دون هوادة للإنخراط في جبهة سيادية تغييرية مستقلة، تقود مواجهةً سياسية شعبية على امتداد ربوع الوطن لوأد هذه الصفقة - المؤامرة والحؤول دون التحاق لبنان رسميًا بالمحور الإيراني، وللحفاظ على صيغة العيش معًا في دولة مستقلة ومحايدة وعادلة تتسع للجميع. 
معًا نغيّر الحاضر. معًا نبني الغد. 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قراءة.. ماذا سيغيّر اغتيال حسن نصرالله بالمنطقة؟

أعلنَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن نصرٍ كبير بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي أمضى فترةً طويلة في قيادة الحزب، قائلاً إن عملية اغتياله ستغير "موازين القوى في المنطقة لسنوات قادمة".

مقتل نصر الله انتصار شخصي لنتانياهو

ومع ذلك، قد يكون تصريحه هذا مبالغاً فيه، حسب إيان بارميتر، باحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية، الجامعة الوطنية الأسترالية، مؤكداً أن مقتل نصر الله انتصار شخصي لنتانياهو الذي أمرَ بتنفيذ الضربة كي يتمكن من إعلان مسؤوليته المباشرة عن العملية، فيقطع بذلك شوطاً كبيراً نحو استعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي به بوصفه ضامناً لأمن لإسرائيل.


حزب الله في أضعف حالاته

وأضاف الباحث في مقاله بموقع "ذي كونفرسيشن" أن "ثمة أسئلة كثيرة تتبع هذه العملية الآن. هل ستشن إسرائيل عملية برية ضد حزب الله في لبنان؟ وإن فعلت، فمن المؤكد أنها ستجد حزب الله في أضعف حالاته بسبب تدمير شبكة اتصالاته في الهجوم الإسرائيلي على أجهزة البيجر الخاصة به في وقت سابق من الشهر الجاري. وقتلت إسرائيل أيضاً ثمانية من كبار القادة العسكريين التسعة في حزب الله ونحو نصف مجلس قيادته".
وتابع الباحث: "لضمان أن يكون هذا انتصاراً دائماً، تحتاج إسرائيل حقاً إلى المضي قدماً بطريقةٍ ما. وعليها أن تغتنم فرصة الفوضى التي يعاني منها حزب الله لتدمير أكبر قدر ممكن من ترسانته المكونة من 150 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة".

#TheInterview | Killing Nasrallah Gives Netanyahu 'Upper Hand' but Hezbollah Will Regroup, Challenge Israel Again

'From Israel's point of view, it is a major, major victory,' @NavtejSarna tells Karan Thapar.

Watch Now: https://t.co/UmOElaW16R pic.twitter.com/bpMEvd1is1

— The Wire (@thewire_in) September 30, 2024

وبالمنطق ذاته، من المؤكد أن حزب الله سيكون قادراً على إلحاق خسائر جسيمة بالقوات البرية الإسرائيلية إذا ما اقتحمت جنوب لبنان، لا سيما وأن التقارير تفيد بأن حزب الله يملك شبكة أنفاق عملاقة في المنطقة الحدودية.
إن حزب الله منظمة كبيرة تدّعي أن عدد مقاتليها يصل إلى 100 ألف مقاتل، رغم أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن عددهم ربما يتراوح بين 40 ألف و50 ألف مقاتل. ومع ذلك، فإن هذا عدد هائل من المقاتلين. ومع ذلك، لا يريد حزب الله التورط في مزيدٍ من الأعمال القتالية مع إسرائيل في هذه المرحلة، إذا كان بإمكانه تجنب ذلك. ومن المهم أن حزب الله، حتى بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، لم يبادر إلى إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة يومياً على إسرائيل، وهو ما يُعتقَد أنه قادر عليه.


هل يستطيع حزب الله إعادة حشد قواته؟

وأكد الباحث أن هذه ضربة غير مسبوقة لقيادة حزب الله وللمنظمة نفسها. وأول ما تحتاج المنظمة إلى إنجازه هو إعادة ترسيخ قيادتها. وهناك اسمان مطروحان بالفعل على طاولة النقاش، ألا وهما هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله، ونعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله.

A lot can be said in an image. Below is a famous shot of Nasrallah with a captured Israeli M4 type carbine. Below is Safi al-Din, mimicking this type of shot. Albeit, this time it's with an AK74U the Russians likely gave Leb. Hizballah during the Syria war. https://t.co/s1fEXprfhY pic.twitter.com/hz0UBcT0m9

— Phillip Smyth (@PhillipSmyth) September 29, 2024

وبعد ذلك، تحتاج القيادة الجديدة إلى التحقيق في مدى اختراق المخابرات الإسرائيلية لحزب الله. ويوضح مقتل نصر الله وانفجار أجهزة البيجر أنَّ إسرائيل لديها معلومات استخباراتية قوية للغاية عن الأعمال الداخلية لحزب الله. وأخيراً، خسر حزب الله كثيراً من وجاهته في أعين الشعب اللبناني. فأولئك الذين يعارضون في لبنان مكانة حزب الله كدولة داخل الدولة سيعارضونه أكثر الآن لأنهم سيزعمون أنه ببساطة لا ينجز ما يدعيه، ألا وهو حماية لبنان من إسرائيل.
ولم يواجه حزب الله وضعاً حرجاً كهذا من قبل، يقول الباحث، ولهذا السبب سيكون أمام مَن سيتولى زمام الأمور مهمة جسيمة تتمثل في إعادة ترسيخ مصداقية الحزب بوصفه قوة مقاتلة. ولكن مع ذلك، فإن حزب الله لديه القدرة على إعادة ترسيخ أقدامه لأنه منظمة كبيرة وجزء كبير من المشهد السياسي اللبناني. فالتحالف الذي يقوده حزب الله لديه كتلة تضم أكثر من 60 مقعداً في البرلمان اللبناني. وهي ليست أغلبية، لكنها مهمة رغم ذلك. كما أنه يُقدِّم خدمات اجتماعية للسكان الفقراء في جنوب بيروت وجنوب لبنان.
والسؤال الرئيس الآخر يتعلق بما إذا كانت إيران، الداعم العسكري لحزب الله، ستقتص لمقتل نصر الله. وتُظهر ردود الفعل الأخيرة على مقتل هنية وقبله قاسم سليماني أنه ليس من مصلحة إيران أن تندلع حرب واسعة النطاق في الوقت الراهن.


منطقة الشرق الأوسط الآن... إلى أين؟


ومضى الباحث يقول: ليس لدى حزب الله أصدقاء كُثر في منطقة الشرق الأوسط، ويرجع ذلك أساساً إلى أنه فصيل متشددة من الأقلية.
باختصارٍ شديد، بعد حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، كان نصر الله أكثر شعبية في العالم العربي، وفقاً لاستطلاعات الرأي. ولم تستمر شعبيته طويلاً، لكنه ظل مؤثراً في جميع أنحاء المنطقة. والجانب الآخر الذي من شأنه أن يجعل الدول والقادة العرب السَّنَّة مرتاحين لإزاحة نصر الله والفوضى (ولو مؤقتاً) التي يعاني منها حزب الله هو أن أعمال القتال كلها في منطقة الشرق الأوسط – بما في ذلك الحرب الدائرة في غزة والآن الصراع في لبنان – تثير غضباً شعبياً في دول مثل مصر والأردن وغيرها من دول المنطقة.
وفي هذه المرحلة، تقتصر العناصر التي قد تكون مستعدة لدعم حزب الله على المتمردين الحوثيين في اليمن والميليشيات المتمركزة في العراق. لكنهما طرفان بعيدان عن بعضهما بعضاً وغير قادرين على التأثير بشكلٍ جوهري على الصراع في المنطقة.
وفي ظل رفض إيران لاندلاع حرب شاملة في المنطقة، يستبعد الباحث أن يشجع قادتها هذه الجماعات الوكيلة على التورط في وضع قد يخرج عن السيطرة. لذلك هناك كثير من الأطراف المعنية التي تريد أن تعود الحياة إلى طبيعتها في المنطقة. ومن بين تلك الأطراف إدارة بايدن التي تخشى أن تؤدي الصراعات الجارية إلى تقسيم أصوات الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني).
ويصبُّ ذلك في مصلحة نتانياهو، إذ أنه قادر على التصرف بشكلٍ مستقل عن المحاولات الأمريكية لكبح جماحه. ومهما فعل، فسيستمر في تلقي الدعم العسكري الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • باسيل يتحرك سياسيا.. لا فرنجية ولا عون
  • فرنسا تدخل على خط صفقة طلب المغرب لغواصات “تايب” من ألمانيا
  • فرنسا تعلن مشاركتها في التصدي للصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل
  • «الخارجية الفرنسية» تطالب إسرائيل بإنهاء عملياتها العسكرية في لبنان بأسرع وقت
  • الرئاسة الفرنسية: نحشد مواردنا العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني
  • قراءة.. ماذا سيغيّر اغتيال حسن نصرالله بالمنطقة؟
  • بدء محاكمة زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا
  • طالبت إسرائيل بالامتناع عن غزو لبنان..فرنسا: سندعم الجيش اللبناني
  • ما أبرز التحديات التي ستواجهها إيران وحزب الله في مرحلة ما بعد نصر الله؟
  • وزير خارجية فرنسا: ندعم الجيش اللبناني للحفاظ على الوحدة الوطنية (فيديو)