ليس دفاعا عن الدعم السريع ولكن ردا على الإسلاميين الداعمين لاستمرار الحرب
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
ليس خافيا على السودانيين ان النظام البائد كان يقوم على فئة و جماعه و حزب واحد يتحكم في الدولة السودانية باعتراف الرئيس البشير و قيادات الصف الأول من الإسلاميين في التسريبات التي نشرتها قناة العربية عقب سقوط الإنقاذ وهذه الفئة كانت تحتضن عدة مليشيات في صفوفها من مجاهدين و دبابين و دفاع الشعبي وامن شعبي و كتائب ظل وشرطة الشعبية و خدمة الوطنية والتنظيمات سرية أخرى لا نعلمها وكانت كل هذه المليشيات ينفق عليها من خزينة الدولة و يعتمد تمويلها على الجبايات التي اثقل بها كاهل المواطن المعدم .
اما الانتهاكات واغتصاب الحرائر و اقتحام بيوت المواطنين والسرقة والنهب و النزوح والتهجير فهذا شهدناه مسبقا ابان حكم الإسلاميين حيث ابيدت قرى و بلدات بأكملها في الجنوب و دارفور و كردفان و سبيت النساء و شاع ملك اليمين وكسر البيت في مناطق العمليات فكم من أطفال ولدو في مدن الجنوب و معسكرات دارفور لا يعرفون ابائهم وكم من صبايا تم اختطافهن من بيوتهن و جرهن إلى معسكرات الدعم السريع و ثكنات الجيش بالقوة و كم من الأسر التي أخرجت من بيوتها و اضطرت للعيش في معسكرات النزوح عشرات السنيين لا يعرف عن آلامها احد.
ولكن رغم المآسي و الجراح حين ما جنح المتقاتلين للسلام فرح اؤلائك الناس به وتناسوا جراح الماضي و الالام من اجل غد افضل . لذا حين يحاول نافخي الكير و دعاة الحرب طرح الأسئلة الخبيثة من شاكلة.. هل بعد هذا الخراب و الدمار يمكن أن نضع أيدينا في ايدي المليشيا ؟ بغرض اثارة الراي العام و قطع الطريق امام اي دعوات السلام..نقول لهم بمليء الفم نعم ....نعم يمكن ان نضع أيدينا في ايدي المليشيا اذا كان الثمن هو إيقاف الحرب واحلال السلام فالذي يحدث الان في الخرطوم ليس بأفظع مما حدث في الجنوب الحبيب لقد حاربنا فيه سنين وفقدنا فيه فلذات اكبادنا واحبابنا و الغالي والنفيس ولكن حين كانت المصلحة العامة هي إيقاف الحرب كما رأيناها نحن و صفقة لاستمرار الحكم كما راها الإسلاميين توافقت مصالحنا فسالمناهم و تعافينا معهم و رضينا بأن يذهبوا بنصف الوطن بطيب خاطر وتحملنا عبء ذلك من ظروف اقتصادية طاحنة فقط من أجل أن يتوقف الموت ويحقن الدم .... واليوم نحن على استعداد ان نفعل ذلك مرة أخرى.
و للذين يستنكرون عودة حميدتي نائبا للرئيس مرة أخرى نقول لهم لقد استقبلتم دكتور جون قرن - الذي كانت الة اعلامكم تلعنه في الراديو و التلفزيون والجرائد صباح و مساء - استقبال الفاتحين وجعلتموه نائبا اول للرئيس واتيتم بقيادات الحركة الشعبية وشاركتموهم في الحكم بعد حرب دامت ضدهم 20 عاما فلماذا اذا نستبعد نحن ان يعود الدعم السريع وقائده الى حضن الوطن و حربنا معه لم تكمل شهرها الخامس بعد .
ان الاستغفال والتضليل الذي يسعى اليه اعلام الإسلاميين بطمس الحقيقية و هو محاولة لجرنا لتبني مواقفنا بروح القطيع و التفكير بعقلية الانصرافي في بحثنا عن الإجابات للأسئلة الصعبة - بعد ان جففوا عند قصد مصادر المعلومات لدى الاعلام الرسمي كي تبقى الحقيقة ضائعة ومائعة – و نحن نعلم ان ذلك ليس سوى حلقة من حلقات .مسلسل طويل يسعى الى إعادة النسخة المعدلة من الإنقاذ لكن ام جركم ما بتأكل خريفين
يوسف عيسى عبدالكريم.
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مقال الرزيقي
كتب الصادق الرزيقي مقالا (طويل عريض) مؤخرا عن الحرب الحالية. طوفنا بنا في سفر التاريخ وخطوط الطول والعرض الجغرافية وتقاطعات علم الاجتماع. ولنا وقفة مع جزء من مقاله بخصوص المصالحة المجتمعية بين عرب دارفور وبقية قبائل السودان. هذا ما دعونا له مرارا وتكرارا. ولكن يا غالي لا أظن في القريب العاجل والمتوسط أن يتناسى الشعب تلك المآسي. قد يتجاوز الشعب عن جرائم القتل والنهب والسلب. أما الاغتصاب وبيع الحرائر في الضعين ودول الجوار. فتلك من الصعب تجاوزها. وفي تقديرنا أن جدار العزل المجتمعي الذي شيدته تداعيات الحرب بين عرب دارفور عامة والرزيقات والمسيرية خاصة مع بقية قبائل السودان لا يمكن بأي حال من الأحوال القفز من فوقه. أما هدمه نهائيا فذاك ضرب من المستحيل. ولست متشائما ولكن قراءة ما بين سطور الحقيقة أجزم بأن دفع فاتورة الحرب سوف تبدأ بعد رفع تمام إسكات البندقية. هنا المقاطعة المجتمعية تماما. عليه نطالب مثقفي عرب دارفور تهيئة مجتمعاتهم للتعايش مع الواقع المر الذي ينتطرهم. ومن ثم رويدا رويدا يمكنهم كسر حاجز العزل مع الشارع السوداني. خلاف ذلك مزيدا من العزل. وخلاصة الأمر نرى بأن عقلية عرب دارفور وبُعدها عن المدنية وقبول الآخر سوف يدفعها للتهور أيضا. وهي غير قابلة لدفع الفاتورة. عليه مستقبلهم سوف يكون خصما على جغرافيتهم (الحواكير). أي: الهروب خارج السودان لدول الحوار بفعل الضربات الموجعة من قبائل أم زرقة الدارفورية مباشرة وبقية قبائل السودان بطريقة غير مباشرة.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٥/١/٣٠