سودانايل:
2024-07-03@01:24:53 GMT

ما بين الذهاب والعودة !!

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

أطياف -
يبدو أن الفريق عبد الفتاح البرهان في زيارته القصيرة لمصر حمّلَ الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة شفهية للوساطة الأمريكية السعودية ، وكشفت الزيارة وماتبعها من تصريحات أن السيسي لايملك مايقدمه للبرهان وأنه قد يلعب فقط دور الوسيط بين الوساطة الأمريكية السعودية وبين قيادة الجيش في السودان ، يتجلى ذلك في تبرير البرهان للزيارة بقوله : (قصدنا من هذه الزيارة أن نضع القيادة المصرية في الصورة الصحيحة، وإطلاعها على تطورات الموقف)، وقد يأتي هذا لخشية البرهان من التعامل مباشرة مع المنبر التفاوضي او السفر للسعودية في هذا التوقيت، خوفا من ردة الفعل الميداني في المعركة التي لازالت تسيطر عليها الفلول وتمسك بزمام أمرها القيادة الإسلامية ، وقد تكون للجنرال رحلة خارجية ثانية
والبرهان الذي (زار وخف) كشف أن الساعات القليلة التي قضاها في حضرة السيسي أن المجتمع الدولي تجاوزه تماما وإن حرصه عليه لايتعدى كونه (عتبة) للوصول الي ماهو مخطط له
والمستمع لحديث البرهان بالقاهرة يجد أنه تحدث بصفته رئيس مجلس سيادة، لا قائد للجيش ترك خلفه معركة مشتعلة، وذهب بأحلامه الي الحديث عن الحكم والإنتقال حديث مابعد الحرب ، وتخلى عن خطاب الميدان الذي قاله في بورتسودان كما توقعنا أن حديثه أمام قواته غير مأخوذ به، و إن لكل مكان ومناسبة حديث ، فأول خطاب داخلي بعد عودته سيعود البرهان لخطاب الحسم العسكري طالما أنه يقيم على أرض ملغومة بالإسلاميين
فالقائد قدم تصريحات مختلفة في مصر تصب في مصلحة السلام و ضرورة وقف إطلاق النار والعودة للحكم الديمقراطي وقال في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، (نحن حريصون على أن نضع حدا لهذه الحرب ونسعى لإقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة من خلال انتخابات حرة نزيهة) ، فالبرهان حتى عندما تحدث عن الذي أشعل الحرب لم يتهم صراحة قوات الدعم السريع وسماها مجموعات أشعلت الحرب من أجل العودة للسلطة ، كما أسقط القائد في خطاب القاهرة عدد من الكلمات العدائية التي جاءت في خطاب بورتسودان اهمها أنه قلل من استخدام مصطلح التمرد ولم يتحدث عن ضرورة الحسم ، ولم يقل أنه لن يتفاوض مع الدعم السريع،
كل هذا يؤكد أن رحلة الذهاب والعودة الي جمهورية مصر العربية لاتعني أن الرجل لن يختار التفاوض لأن الزيارة لم تكشف عن ملامح واضحة لإستمرار الحسم العسكري لا في حديث البرهان ولافي حديث عبد الفتاح السيسي الذي قال (ناقشنا تطورات الأوضاع في السودان والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن الشعب السوداني) فكلاهما كان اقرب في تصريحاته للحلول السلمية أكثر من الحسم العسكري، لذلك بالرغم من رحلة الذهاب عن المعركة، لا تبقى العودة إلا للتفاوض ، وهذا ليس من الضرورة أن يكون برغبة أكيدة من البرهان ولكن سيظل المجتمع الدولي يحاصره الي أن يتحقق الهدف بعدها سيذهب الرجل غير مأسوف عليه.


طيف أخير:
#لا_للحرب
من سخرية القدر أن الدعم السريع يطرح رؤية سياسية للحل والبرهان يتحدث عن فترة انتقالية جديدة وكأن شي لم يكن وكأنهما لا يعلمان أن وجودهما في المستقبل السياسي بات مستحيلا.
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الميليشيا رغم وضاعتها إلا أنها تحتاج من يشرعن ويعقلن ما تقوم به من جرائم

الميليشيا رغم وضاعتها إلا أنها تحتاج من يشرعن ويعقلن ما تقوم به من جرائم، خطاب المظلومية المزعوم هو الشماعة الساهلة لهذا الخطاب. كانت الميليشيا جاهزة لإنقلاب اليوم الواحد، لكنها لم تكن مستعدة لحرب طويلة تحتاج لمسوغات وتأسيس نظري، لهذا قامت وحدة “الشفشفة الفلسفية” على عجل بشفشة خطاب “دولة 56” من طرف سوق الفضاء السياسي وأعادت استخدامه لتقول أنها لم تجد من “دولة 56 إلا العسف والعنف والتهميش”
مصطلح 56 من المصطلحات التي عانت من الفوضى التداولية، فبعد انتاجه في سياق خطاب السودان الجديد، استلفته جماعة النهر والبحر وأعادته للسوق “وعملت ليهو ريبراند” من أجل تسويقه مرة أخرى، ولأن عمسيب “باطل ساي” تمت شفشفة المصطلح من قبل الميليشيا من جديد وبيعه محلياً وخارجياً.
طبعاً لا يجيد أحد مهمة التسويق هذه مثل المثقفين..

مثقفان يشتغلان في حقل الفلسفة وصاحبا دراسات عليا من الخارج وأحدهما أستاذ للفلسفة.
لم يستخدم المثقفين هاذين مصطلح “دولة 56م” قبل حرب أبريل على الإطلاق، ولم يعلقا عيه مشاكل السودان من قبل ولكن ما أن نطق به دعامي ما، حتى انبريا كمفسرين وشارحين لسردية كبرى في التاريخ سموها دولة 56م.

عند عبد الله علي ابراهيم نقد شهير لمثقف الحزب، يشبهه بالكلب الذي يهوهو متى ما صرخ فيه الحزب “اشكع” ويبدو أن تشبيه البروف ينزل كبس في مثقفي القبيلة شفشافي المصطلحات هؤلاء، مع اختلاف أن للحزب رؤيته وأدبياته.

حضرت ندوة للاثنين جوز اللوز هاذين عن حداثة كانا يمدحانها أيام سوق انتقالية قحت تلك. قلت لصاحبي يوجد في الخرطوم عشرات ممن يحدثونك عن الحداثة أفضل منهما لكن صديقيك شاطرين في التسويق لنفسهما برمزية الكدمول. الكدمول الذي يتكلم عن الحداثة ويؤلف الروايات.. واااو.
سامح الشامي
سامح الشامي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل ينجح الانقلاب على البرهان هذه المرة؟
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • حزب مستقبل وطن: تكليف الرئيس بتشكيل حكومة جديدة يلبي رغبات المواطنين
  • ???? الجيوش والفرق التي لا يزورها البرهان هي التي تنتصر
  • حديث الاعتذارات الكثيرة.. والولادة المتعثرة للحكومة المصرية!
  • مخاوف فرنسية من حرب نتنياهو بعد خطاب الكونغرس
  • الميليشيا رغم وضاعتها إلا أنها تحتاج من يشرعن ويعقلن ما تقوم به من جرائم
  • قبل جولة الحسم في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود
  • النائبة حياة خطاب: لا أحد ينكر إنجازات الرئيس السيسي طوال 11 عاما
  • برلمانية: لا أحد ينكر إنجازات الرئيس السيسي من البناء وإقامة المشروعات القومية