أطياف -
يبدو أن الفريق عبد الفتاح البرهان في زيارته القصيرة لمصر حمّلَ الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة شفهية للوساطة الأمريكية السعودية ، وكشفت الزيارة وماتبعها من تصريحات أن السيسي لايملك مايقدمه للبرهان وأنه قد يلعب فقط دور الوسيط بين الوساطة الأمريكية السعودية وبين قيادة الجيش في السودان ، يتجلى ذلك في تبرير البرهان للزيارة بقوله : (قصدنا من هذه الزيارة أن نضع القيادة المصرية في الصورة الصحيحة، وإطلاعها على تطورات الموقف)، وقد يأتي هذا لخشية البرهان من التعامل مباشرة مع المنبر التفاوضي او السفر للسعودية في هذا التوقيت، خوفا من ردة الفعل الميداني في المعركة التي لازالت تسيطر عليها الفلول وتمسك بزمام أمرها القيادة الإسلامية ، وقد تكون للجنرال رحلة خارجية ثانية
والبرهان الذي (زار وخف) كشف أن الساعات القليلة التي قضاها في حضرة السيسي أن المجتمع الدولي تجاوزه تماما وإن حرصه عليه لايتعدى كونه (عتبة) للوصول الي ماهو مخطط له
والمستمع لحديث البرهان بالقاهرة يجد أنه تحدث بصفته رئيس مجلس سيادة، لا قائد للجيش ترك خلفه معركة مشتعلة، وذهب بأحلامه الي الحديث عن الحكم والإنتقال حديث مابعد الحرب ، وتخلى عن خطاب الميدان الذي قاله في بورتسودان كما توقعنا أن حديثه أمام قواته غير مأخوذ به، و إن لكل مكان ومناسبة حديث ، فأول خطاب داخلي بعد عودته سيعود البرهان لخطاب الحسم العسكري طالما أنه يقيم على أرض ملغومة بالإسلاميين
فالقائد قدم تصريحات مختلفة في مصر تصب في مصلحة السلام و ضرورة وقف إطلاق النار والعودة للحكم الديمقراطي وقال في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، (نحن حريصون على أن نضع حدا لهذه الحرب ونسعى لإقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة من خلال انتخابات حرة نزيهة) ، فالبرهان حتى عندما تحدث عن الذي أشعل الحرب لم يتهم صراحة قوات الدعم السريع وسماها مجموعات أشعلت الحرب من أجل العودة للسلطة ، كما أسقط القائد في خطاب القاهرة عدد من الكلمات العدائية التي جاءت في خطاب بورتسودان اهمها أنه قلل من استخدام مصطلح التمرد ولم يتحدث عن ضرورة الحسم ، ولم يقل أنه لن يتفاوض مع الدعم السريع،
كل هذا يؤكد أن رحلة الذهاب والعودة الي جمهورية مصر العربية لاتعني أن الرجل لن يختار التفاوض لأن الزيارة لم تكشف عن ملامح واضحة لإستمرار الحسم العسكري لا في حديث البرهان ولافي حديث عبد الفتاح السيسي الذي قال (ناقشنا تطورات الأوضاع في السودان والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن الشعب السوداني) فكلاهما كان اقرب في تصريحاته للحلول السلمية أكثر من الحسم العسكري، لذلك بالرغم من رحلة الذهاب عن المعركة، لا تبقى العودة إلا للتفاوض ، وهذا ليس من الضرورة أن يكون برغبة أكيدة من البرهان ولكن سيظل المجتمع الدولي يحاصره الي أن يتحقق الهدف بعدها سيذهب الرجل غير مأسوف عليه.
طيف أخير:
#لا_للحرب
من سخرية القدر أن الدعم السريع يطرح رؤية سياسية للحل والبرهان يتحدث عن فترة انتقالية جديدة وكأن شي لم يكن وكأنهما لا يعلمان أن وجودهما في المستقبل السياسي بات مستحيلا.
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
بين مرشحين مؤيدين لإسرائيل بشكل عام يتسابقان للوصول إلى البيت الأبيض، تلعب حربا غزة ولبنان دورا مهما في تقرير الرئيس الأميركي المقبل، كما تحدد تفضيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخليفة جو بايدن.
الناخبون الأمريكيون بالأراضى المحتلة يطالبون الفائز بإنهاء حرب غزة مدير برنامج الأغذية العالمي يحذر من أزمة إنسانية في قطاع غزةفي مناسبات سابقة، صرح نتنياهو أن الإدارات الأميركية الديمقراطية، بما في ذلك الإدارة الحالية، عملت خلف الكواليس لإسقاطه، فهناك دائما توترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه المقربين من جهة والحزب الديمقراطي الأميركي من جهة أخرى.
وعلى هذا الأساس يأمل نتنياهو عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة، وذلك وفقا لتحليل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ومع ذلك، ورغم أمل نتنياهو في فوز ترامب، فقد يتعين عليه توخي الحذر بشأن ما يتمناه، فالرئيس الأميركي السابق شخصية لا يمكن التنبؤ بها، ويمكن أن يسبب لنتنياهو المتاعب أكثر من منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وكتب ترامب على حسابه بمنصة "إكس"، الثلاثاء: "نحن نبني أكبر وأوسع تحالف في التاريخ السياسي الأميركي. هذا يشمل أعدادا قياسية من الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان الذين يريدون السلام. إنهم يعرفون أن كامالا وحكومتها المحرضة على الحرب ستغزو الشرق الأوسط، وستتسبب في مقتل الملايين من المسلمين، وستبدأ الحرب العالمية الثالثة. صوتوا لترامب، وأعيدوا السلام!".
وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنه "إذا تم انتخاب ترامب فستكون هذه ولايته الثانية والأخيرة كرئيس، مما يعني أنه لن يحتاج إلى التفكير في الآخرين وسيعمل فقط لصالحه"، في تلميح إلى أنه قد يسلك مسارا مغايرا لما يريده نتنياهو.
فقد يحاول ترامب إحياء "صفقة القرن" التي تركز على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو وائتلافه بشكل قاطع، مقابل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية.
وفي الصفقة المقترحة، ستوجد دولتان جنبا إلى جنب، مع 70 بالمئة من الضفة الغربية و100 بالمئة من غزة تحت الحكم الفلسطيني.
وسبق أن قال كل من ترامب وهاريس بالفعل إنهما سيدفعان لإنهاء الحرب وتأمين عودة الرهائن.
ضغوط وعقوبات
أما إذا انتخبت هاريس، فسوف تتعرض لضغوط متعاكسة في ولايتها الأولى، بين مطالبات بوقف حربي غزة ولبنان من جهة، وأخرى لدعم إسرائيل من جهة أخرى.
وتقول "يديعوت أحرونوت" إن المنظمات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة قد تتحد للضغط على المرشحة الديمقراطية من أجل الاستمرار في دعم إسرائيل، لكن من المتوقع أن تكون هاريس أقل دعما من بايدن.
ومن المرجح أن تضغط الإدارة الديمقراطية على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، سواء من خلال الترويج لحل الدولتين أو الدفع نحو تحقيق اختراقات دبلوماسية تسمح بدرجة معينة من الانفصال، وهو ما سيثير غضب نتنياهو.
وبشكل عام، من المتوقع أن تتخذ هاريس وحزبها موقفا أكثر تأييدا للفلسطينيين، والعمل على تنشيط السلطة وتوليها إدارة غزة بعد الحرب.
وكما تخشى الحكومة الإسرائيلية تشديد العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين العنيفين في ظل إدارة هاريس، كما تتوقع أن تتخذ الرئيسة إجراءات ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية، بل قد تفكر في فرض عقوبات على الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.