قاعدة السودان البحرية فلامنغو.. محطة التنافس الروسي الأميركي
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
"فلامنغو" أكبر قاعدة للبحرية السودانية، أنشئت مطلع ستينيات القرن الماضي، وتقع على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، واستلهمت شعارها من طائر الفلامنغو الذي يعيش بأعداد كبيرة في الساحل البحري ومدينة بورتسودان.
تعد البحرية السودانية إحدى الوحدات المهمة التابعة للجيش السوداني، وتضم مرابض للسفن الحربية وكتيبة للضفادع البشرية ووحدات الرادار والمراقبة التي تخضع المياه الإقليمية للمتابعة الدائمة، بجانب سفن حربية وسفن مهام وقوارب حربية وقوارب إنقاذ واتصالات.
مثل ظهور القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في قاعدة فلامنغو البحرية يوم 28 أغسطس/آب 2023 بولاية البحر الأحمر الساحلية حدثا مهما سلط الأضواء على أهمية المكان الذي اتخذه منصة لتوجيه حزمة من الرسائل المهمة في خضم الحرب ضد قوات الدعم السريع، وكانت المرة الأولى التي يتحدث فيها البرهان في خطاب مباشر ومفتوح منذ بدء القتال منتصف أبريل/نيسان 2023.
ولأنها مثلت ساحة صراع روسي أميركي قوي، فإن البرهان حرص على القول -من قاعدة فلامنغو- إن الجيش السوداني يقاتل في هذه الحرب دون ظهير، في إشارة لعدم تلقيه أي دعم خارجي، بينما تتحدث تقارير عن تلقي الدعم السريع عونا عسكريا من قوات فاغنر الروسية ودول أخرى.
النشأة والتأسيسأنشأت قاعدة فلامنغو البحرية مطلع الستينيات إبان حكم الرئيس الأسبق إبراهيم عبود الذي كان أيضا قائدا عاما للجيش، وهو أول رئيس عسكري يحكم السودان بعد الاستقلال، الذي ناله عام 1956. وقد جرى تحديثها سبعينيات القرن الماضي على يد يوغسلافيا.
أبرز المحطاتعكس الصراع الروسي الأميركي للسيطرة على البحر الأحمر قدرا كبيرا من أهمية هذه القاعدة البحرية، إذ كانت مسرحا لشد وجذب قوي بينهما منذ عام 2021.
ففي أوائل مارس/آذار 2021 وصلت سفن من البحريتين الأميركية والروسية إلى السواحل السودانية. وعمدت السلطات البحرية السودانية وقتها لتخصيص مرسى للمدمرة الأميركية "يو إس إس ونستون تشرشل" التي وصلت بورتسودان بعيدا عن الفرقاطة الروسية "أدميرال غريغوروفيتش" التي وصلت الميناء ذاته قبلها بأيام وبدأت في إنزال معداتها لإنشاء قاعدة عسكرية.
البرهان يلقي أول خطاب مباشر منذ بدء الصراع السوداني منتصف أبريل/نيسان 2023 (الجزيرة)ووقعت موسكو مع حكومة الرئيس المعزول عمر البشير عام 2017 اتفاقية تسمح للبحرية الروسية بإقامة قاعدة عسكرية في بورتسودان والاحتفاظ بها لمدة 25 عاما، مع تمديد تلقائي لمدة 10 سنوات في حال لم يعترض أي من الجانبين.
وبعد إنزال الفرقاطة المعدات وصلت رتب رفيعة من الجيش الروسي مطار بورتسودان، وأنزلت مزيدا من الآليات وسيارات الحماية وقوات بين 70 و80 عنصرا، وبدأ العمل بالقاعدة مباشرة بإنشاء مبان سكنية ومكاتب وتسوير المنطقة الشمالية من قاعدة فلامنغو.
وبعد الإطاحة بالبشير عام 2019، تم تجميد الصفقة، لكن أواخر 2020 نشرت موسكو من جانب واحد نسخة من اتفاقية إنشاء القاعدة، في محاولة للضغط على السودان لتنفيذها.
وبالفعل نشرت الجريدة الرسمية الروسية يوم 9 ديسمبر/كانون الأول 2020 نص اتفاقية الجانبين حول إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر، بهدف "تعزيز السلام والأمن في المنطقة".
وحسب ما جاء بمقدمة الاتفاقية، فإنها لا تستهدف أطرافا أخرى، كما تقرر أن يحصل السودان مقابلها على أسلحة ومعدات عسكرية.
مضمون الاتفاقيةونصت هذه الاتفاقية على إقامة منشأة بحرية روسية بالسودان قادرة على استقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية، وقادرة على استيعاب ما يصل إلى 300 عسكري ومدني.
كما يسمح للمنشأة استقبال 4 سفن في وقت واحد، وتستخدم القاعدة كذلك في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين، وتكون مكانا يمكن أن يرتاح فيه أفراد البحرية الروسية.
وبموجب الاتفاق، تقدم الخرطوم الأرض مجانا ولموسكو الحق في جلب أي أسلحة وذخيرة وغيرها من المعدات التي تحتاجها عبر مطارات وموانئ السودان لدعم المنشأة. ويمكن لحكومة السودان استعمال أرصفة المنشأة بموافقة الجانب الروسي.
ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية الحكومية وقتها أن هذه المنشأة الجديدة ستسهل كثيرا عمليات الأسطول البحري الروسي بالمحيط الهندي، إذ سيكون بمقدورها تبديل طواقم القطع البحرية المنتشرة بالمحيط الهندي عبر نقلهم جوا إلى السودان.
وحسب الوكالة، يمكن لروسيا نشر أنظمة دفاع جوي في المنشأة بهدف حمايتها ومنع تحليق الطيران بأجواء القاعدة. وأواخر أبريل/نيسان 2021 أعلن السودان على لسان رئيس هيئة أركان الجيش الفريق محمد عثمان الحسين تعليق العمل بالاتفاق مع موسكو حول القاعدة البحرية لحين مصادقة الهيئة التشريعية عليه، كما تحدث عن أن هذه الاتفاقية تخضع للمراجعة.
وبالفعل، تم تفكيك المنشأة الروسية وسحب جميع معداتها من قاعدة فلامنغو البحرية. لكن حين زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخرطوم في فبراير/شباط 2023 قال إن موسكو مازالت في انتظار موافقة المؤسسة التشريعية بالسودان على إنشاء القاعدة البحرية الروسية في البحر الأحمر.
وكان البرهان قال -في مقابلة تلفزيونية خلال يونيو/حزيران 2021- إن الخرطوم لم تلغ الاتفاق على إنشاء القاعدة البحرية الروسية بالبحر الأحمر، كما تحدث عن عدم وجود ضغوط أميركية بهذا الصدد.
وقال أيضا "يجري التفاهم على كيفية صياغة هذا الاتفاق، في كيفية اعتماده بواسطة الجهات المسؤولة، كالمجلس التشريعي والسلطات الأخرى المشاركة في الفترة الانتقالية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القاعدة البحریة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
تعليم المنشأة يشهد ضربة البداية لدوري كرة القدم بين فرق مدارس الإدارة
شهد اليوم الأربعاء أيمن تمام عبدالرحيم مدير عام إدارة المنشاه التعليمية جنوب محافظة سوهاج إنطلاق فعاليات دوري كرة القدم بين فرق مدارس الإدارة والمقام على ملعب مدرسة المنشاه الإعدادية الحديثة بنين وذلك بهدف تعزيز الروح الرياضية والتواصل بين جميع طلاب المؤسسات التعليمية بمركز ومدينة المنشاه وتفعيل الأنشطة التربوية والرياضية وذلك في إطار حرص الإدارة على تعزيز الرياضة وتشجيع الأنشطة التربوية الرياضية منها والبدنية بين طلاب المدارس بمراحلها المختلفة .
حضر بداية وانطلاق الدورة محمود عيد أبو عراقي مدير إدارة الخدمات والأنشطة وحسان كمال عباس مدير مدرسة المنشاه الإعدادية الحديثة بنين وجمال عاشور أبو حبيشي وعثمان عبد الفتاح وكيلا المدرسة ومحمود أحمد علي موجه أول التربية الرياضية وفواز عبد الله محمد موجه التربية الرياضية وعمرو النقيب رئيس قسم المدرسة المنتجة ومحمد عز رئيس قسم الموهوبين والتعلم الذكي وحسني محمود محمد كبير معلمي التربية الرياضية وكوكبة متميزة من مشرفي التربية الرياضية بالمدارس المشاركة ومدربي الفرق.
وقال مدير عام الإدارة أنَّ دوري كرة القدم بين مدارس الإدارة يأتي ضمن جهود تعليم المنشاه لدعم الأنشطة الرياضية كجزء من استراتيجيته لتحسين بيئة العمل وتعزيز اللياقة البدنية والصحة العامة لطلاب المدارس مشيراً إلى أنَّ هذه الفعاليات تساهم في رفع الروح المعنوية للطلاب والمعلمين وتعزز العمل الجماعي بينهم .
ولفت إلى أنَّ تعليم المنشاه سيواصل دعم مثل هكذا أنشطة لما لها من تأثير إيجابي على الأداء العام للطلاب والمعلمين على حدٍ سواء مضيفاً أنَّ تفعيل الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية بالمدارس سيفجر العديد من المواهب والابتكارات واكتشاف الطلاب لأنفسهم من خلال تلك الأنشطة وتنمية الطالب الموهوب ورعايته بشكلٍ صحيح.
شهدت مباريات اليوم الأول من دوري كرة القدم بين فريقي مدرستي الكوامل قبلي الإعدادية وأولاد حمزة للتعليم الاساسي في المبارة الأولى ومدرستي اللغات الرسمية والإعدادية الحديثة بنين خلال المبارة الثانية وفي المبارة الثالثة لعب فريقي مدرستي النصر والحريزات الغربية وشمس الغد الخاصة وكانت أجواءً المباريات حماسية وتنافسية قوية وسط دعم وتشجيع كبير من زملائهم ومعلميهم.
وفي ختام منافسات اليوم الأول أثنى مدير عام الإدارة على حسن تنظيم دوري المدارس لكرة القدم والذي يستهدف تحقيق التنافس الشريف بين جميع الفرق المشاركة واكتشاف المواهب الرياضية بالمدارس مقدماً شكره وتقديره للمعنيين بتنظيم الدوري من كوادر وقيادات توجيه التربية الرياضية بتعليم المنشاه وإدارة مدرسة المنشاه الإعدادية الحديثة بنين والعاملين بها على جهودهم المبذولة وعطائهم المخلص لإنجاز هذا الدوري المتميز وظهورهم بهذا المظهر اللائق المشرف وتم تكريم الفرق الفائزة اليوم وكذلك أفضل اللاعبين، وسط فرحة وسعادة تعكس إلتزام الجميع بتشجيع الرياضة كوسيلة لتحفيز الطلاب والمعلمين وتعزيز بيئة عمل إيجابية وتم التقاط الصور التذكارية مع الجميع.