لا إمام سوي العقل (٤-٩)

القاسم المشترك الأعظم بين د جون غرانق والفيلسوف الهولندي باروخ اسبينوزا هو (التهميش) وهو الذي قادهما الى مطلب العلمانية:
++ الفلسفة هي التي اخرجت باروخ اسبينوزا من (نفق التدين المظلم) الي رحاب العقلانية والاستنارة:

++ التراكم الفلسفي لدي إسبينوزا.. من موسي بن ميمون.. الي ابن رشد .. الي ديكارت: كيف تفوقت عقلانية إسبينوزا علىعقلانية ديكارت ؟
++ حان الوقت لنقد (التدين الكيزاني) الذي تسبب في خراب وحريق الدولة السودانية !
++ هذا هو إله اسبينوزا الذي يؤمن به أنشتاين.

. وناقل الكفر ليس بكافر - فتوى شهيرة-)
++ الدكتور عدنان ابراهيم الفلسطينى الغزاوي السني علي مذهب خالد مشعل/وضاح خنفر/الترابي/القرضاوي/الغنوشي/اردوغان.. وإمام مسجد بفينا عاصمة النمسا .. الجغرافيا جعلته مفكرًا مستنيرًا!!

(١) الموعد الرباني بين إسبينوزا الشاب وبين معلمه (الطبيب ) فان دن انده (Van Den Ende ) ليخرجه من (نفق التدين المظلمالي رحاب الفلسفة والعقلانية النيرة) :

في هذا الفصل الرابع من سلسلة مقالاتنا المترابطة مع بعضها البعض ، والتي تحمل عنوان: (لا امام سوي العقل) سوف نتناولبحول الله الفيلسوف الهولندي باروخ إسبينوزا(١٦٣٢ -١٦٧٧) ، المولود في مدينة امستردام.. وهو برتقالي الاصل .. وقد تعرض اسلافه للتهجير القسري مع الاضطهاد الديني الكاثوليكي لكونهم ينتمون الى طائفة يهودية ، وقد اضطرت هذه الطائفة الي إعلانتحولها للديانة المسيحية تحت اكراه محاكم تفتيش الضمير ، وحين استقر اسلافه في هولندا رجعوا الى ديانتهم وطائفتهم اليهودية .
كانت اسرة إسبينوزا تامل في ان يصير حاخاما ، لذلك ادخلته في مدرسة تلمودية ، ولكن حياة إسبينوزا تغيرت (١٨٠ درجة ) حينتتلمذ على يد احد معلمي اللغةٍ اللاتينية والذي كان طبيبًا يدعي فان دن انده . ومن تجربتنا المتواضعة مع فلاسفة الاسلام ابن سيناوابن رشد وغيرهم ، نعلم ان الطبيب هو (الحكيم أي الفيلسوف الشامل الملم بجميع علوم عصره. هذا الطبيب الحكيم هو الذي احدثالنقلة النوعية في حياة إسبينوزا .. فمن هذا الطبيب تعلم إسبينوزا الحكمة والفلسفة.. المقتطف أدناه يبين نشأة إسبينوزا:

(بدأ سبينوزا تعليمه في المدرسة التلمودية المحلية بأمستردام؛ إذ رغب بها أهله لكي تزيد ارتباطاته بطائفتهاليهودية بتعلم لغتها العبرية وتراثها. ومما لا شك فيه أن هذا العمل لم يحقق إلا نتيجة عكسية؛ لكنه لاحقاًرفض الطابع اللاهوتي المحافظ، فاضطرت عائلته إلى البحث عن معلمين آخرين له، لكي يدرس لغات العلمالحديث، ولا سيما اللاتينية، وكان أشهر هؤلاء المعلمين هو (فان دن إنده Van den Ende ا) لذي كان معلماًوطبيباً في أمستردام، وبلغ مستو كبيراً من الشهرة، وكان هذا الاستاذ ثائراً على التقاليد، وأن اسپینوزا تأثربثورته هذه منذ صباه (ينظر: فؤاد زكريا: " سبينوزا"، مؤسسة هنداوي، وندسور، المملكة المتحدة، 2017،ص 19 – 20). إنتهى. المصدر: رواء محمود حسين/إسبينوزا ومنهج إصلاح العقل/قراءة ناقدة )ومقارنة/الحوار المتمدن/ ٢٧/ديسمبر/٢٠٢٠ .

(٢) التراكم الفلسفي والمعرفي لدي إسبينوزا.. من موسي بن ميمون.. الي ابن رشد.. الي ديكارت :

اضطلع إسبينوزا على التراث الإنساني كله في زمانه والذي له صلة بالعقلانية والفلسفة ، لا سيما المدرسة الديكارتية. المقتطف ادناهيوضح لنا (روافد) فلسفة إسبينوزا وتعرفه المعمق بفلسفة ديكارت لدرجة انه كتب كتابا عن (مبادئ فلسفة ديكارت). فالي المقتطف:
( روافد فلسفة اسبينوزا عديدة: منها روافد يهودية نابعة من الثقافة اليهودية والفلاسفة اليهود في العصور الوسطى، وخصوصاًموسى بن ميمون وابن جبرول، وهؤلاء بدورهم قد تأثروا بالفلاسفة الإسلاميين الذين جمعوا في تصوراتهم للخلق والكون والله بينالإسلام والافلاطونية المحدثة والفلسفة المشائية.
ومن هذه الروافد أيضاً فلسفة ديكارت، وقد اطلع عليها اسبينوزا اطلاعاً دقيقاً عميقاً وألف فيها كتاباً بعنوان: «مبادىء فلسفةديكارت» نشر كما قلنا سنة ١٦٦٣. لكن اسبينوزا لم يأخذ بآراء ديكارت الفلسفية.) انتهي. المرجع: موسوعة عارف علي الشبكة / فلسفة باروخ إسبينوزا .

(٣) كيف تميزت فلسفة إسبينوزا عن غيرها من الفلاسفة لاسيما ديكارت ؟

إسبينوزا الذي تعلم الحكمة والعقلانية منذ نعومة اظفاره على يدي الطبيب الحكيم فان دن انده قد نشأت معه ملكة الابداع والقدرةعلي الخلق ، فقد كان ابعد ما يكون عن القرود والببغاوات ، وسوف نتعرف على شخصيته المبدعة الخلاقة لاحقا في هذا الفصل حيننضطلع علي (استنطاقه ل -الله -) فيما عرف عند انشتاين ب (إله اسبينوزا) .. وسوف نبين في المقتطف ادناه كيف تميزت فلسفةإسبينوزا عن غيره من الفلاسفة لاسيما ديكارت:

( وفلسفة اسبينوزا تبدأ من الله ثم تنزل منه إلى سائر الموجودات، بعكس المألوف عند سائر الفلاسفة وهذا ما أخذه عليهم اسبينوزافقال:
إنهم «لم يتبعوا الترتيب المطلوب من أجل التفلسف. لقد اعتقدوا أن الطبيعة الإلهية تعرف في آخر الأمر، وأن الأمور المحسوسة تأتيفي أول الأمر - مع أنه كان ينبغي عليهم أن يبدأوا بتأمل الطبيعة الإلهية قبل غيرها لأنها هي الأولى سواء من وجهة نظر المعرفة ومنحيث الطبيعة. ثم إنهم لما عنوا بهذه الطبيعة الإلهية كان من المستحيل عليهم أن يفكروا في الأوهام الأولى التي أقاموا عليها معرفةالامور الطبيعية لأنها كانت بغير فائدة لمعرفة الطبيعة الإلهية» (« الأخلاق» ف٢)
ولهذا نجد اسبينوزا يبدأ كتابه في «الأخلاق » - وهو جماع فلسفته كلها - بالله.) انتهي. المرجع السابق: موسوعة عارف /فلسفةباروخ سبنوزا على الشبكة.

(٤) حان وقت تجاوز التابوهات (المحرمات ) الثلاثة..وهي (الكلام في الدين/الجنس /السياسة) يجب الحديث بعمق عن اسباب فشلدولة ١٩٥٦ .. والكلام عن (الفرق بين الدين والتدين.. وضرورة نقد التدين الكيزاني .. وتحرير العقول من اجل إعادة بناء الوطن!

لابد من عودة العسكريين للثكنات رغم انف الكيزان مهمًا طال امد الحرب العبثية التي اندلعت في ١٥/ابريل ٢٠٢٣ بين الجيشالسوداني وقوات الدعم السريع ، وهما جيش واحد يمثل الدعم السريع سلاح المشاة في الجيش السوداني.. وكلهم دواعش منصنيعة الحركة الإسلامية السودانية ومن خلفها التنظيم الدولي للإسلام السياسي.. المشكلة عبر التاريخ وحتى في اوروبا لم تكن في(دين الله النقي - دين الفطرة السليمة) .. وإنما كانت المشكلة في (التدين) .. ونعني به (الاستغلال التجاري والسياسي للدينبواسطة رجال الدين وفقهاء السلطان المستبد ) .. بالتحليل .. واستقراء التاريخ الإنساني بعد الحروب.. سوف تكون ردة فعل سكانالعاصمة لاسيما امدرمان قوية ضد التدين الكيزاني الذي تسبب في حريق الوطن السوداني.. وردة الفعل العنيفة ضد احزابالطائفية السياسية والأخوان المسلمين هي قانون طبيعي:(لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد له في الاتجاه) .. فالإسلامالسياسي السوداني هو الذي تسبب في تمزق الوطن بفصل جنوب السودان.. وحريق دارفور واخيرا حريق العاصمة المثلثة . السودان بعد حرب ١٥/ابريل سيختلف (اختلاف نوع ) عن دولة ١٩٥٦ .. دولة مشروع الاسلاموعروبي .
فكرة (نقل الصراع بين الهامش والمركز الي الخرطوم) هي فكرة الشهيد د خليل إبراهيم من حيث المبدا مع إختلاف في التفاصيل.. فقد دخل د خليل بجيشه امدرمان عصر العاشر من مايو ٢٠٠٨ ولم يعتد علي مال او عرض وقد كانت معه أسلحة تضرب على بعد50 كيلو متر ولديه إحداثيات المواقع الإستراتيجية في العاصمة المثلثة.. ولم يستخدمها لان لديه رؤية وطنية لإصلاح الدولة السودانيةوليس تدميرها .للحقيقة والتأريخ فقد كان د خليل يعتقد ان مجرد نقل المعركة للخرطوم كفيل بوقف الحرب اعتقادًا منه ومن كافةأعضاء حركة العدل والمساواة السودانية ان الجيش السوداني لن يستخدم سلاح الجو والضرب العشوائي بالطائرات داخل ولايةالخرطوم لأن هذه هي الحاضنة المدنية للجيش فلا يعقل ان يفعل الجيش باهله في الخرطوم ماظل يفعله من إبادة في الهامشالسوداني في الجنوب الذي ذهب وجبال النوبة ودارفور.. ولكن تبين لنا ان (الجيش والكيزان لا دين لهم .. ولا عقل لهم .. لذلك فإنهمعلى استعداد لابادة (ثلث ألشعب السوداني.. او نصفه .. او زد عليه ) من أجل عودة الكيزان للسلطة.. وهيهات!!

(٥) مقاومة الفلاسفة وأهل العقول لمحاكم التفتيش الكاثوليكية التي حاكمت غاليليو عام ١٦٣٣م بالنفي حتى الموت :

في عام ١٦٣٣ قضت محكمة تفتيش كاثوليكية بالحكم على العالم الفلكي جاليليو بالإدانة بالزندقة لقوله بمركزية الشمس وانالكواكب تدور حول الشمس ، وقد اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية هذه النظرية العلمية الفلكية مخالفة لتعاليم وحقائق الدياثة المسيحيةومن ثم حكمت محكمة التفتيش على العالم جاليليو بالحبس في منزله حتي الموت .. وقد بقي جاليليو بالفعل بالمنفي القسري حتيموته عام ١٦٤٢ . ادخل هذا الحكم الجائر الرعب في نفوس العلماء والفلاسفة في ذلك الوقت ومنهم ديكارت الذي توقف عن الكتابةلمدة . كان لزامًا على الفلاسفة مقاومة الكنيسة ورجال الدين. إسبينوزا الذي تزامنت ولادته مع تاريخ صدور حكم محكمة التفتيشضد جاليليو وضد العقل والعلم التجريبي كان من اقوي واقدم المناهضين لرجال الدين.
المقتطف ادناه يبين لنا مناهضة إسبينوزا لرجال الدين:

(ولما كان اسبينوزا لا يرى الدين عقلانيًا، وأنه محض خطاب عاطفي يبتغي إخضاع الناس، وأنه لا يمتلك من التشريعات إلا مايتعلق بـ "حب الجار"، فإنَّ اسبينوزا يصل إلى قناعةٍ تقتضي منع رجال الدين ليس من التدخل في السياسة فقط، بل حتى منالتدخل في الدين نفسه.[6] فلا يحق لهم امتلاك خاصية الفصل في تحديد مراد النص الديني، وإنما هذا الأمر موكول للسلطةالسياسية، فهي المخوّلة بتحديد مناطات الإحسان والعدل الذي لا يرى إسبينوزا الدين يطالب بشيء أكثر منهما. فاسبينوزا إذن لايطالب بفصل رجال الدين عن السياسة فقط، بل يطالب بفصل رجال الدين عن الدين نفسه.) انتهي المرجع: دكتور نايف بن نهار/هلكان اسبينوزا علمانيًا ؟/ موقع وعي علي الشبكة.
وهكذا جنت الكنيسة على نفسها بهذه المحاكمة الظالمة لجاليليو وحبسه حتي الموت الأمر الذي شكل تهديداً مباشرًا لحرية التعبيروالفكر والبحث العلمي مما حدا (غريزيًا) بأهل العقل والعلماء والكتاب والأدباء والمسرح لمناهضة محاكم التفتيش وتحدي الكنيسةورجال الدين وابعادهم تماما عن السياسة وامور الدولة.

(٦) هذا هو إله اسبينوزا الذي يؤمن به انشتاين.. وناقل الكفر ليس بكافر (فتوى شهيرة) :

لقد اعاد البرت انشتاين عالم النسبة الاعتبار للفيلسوف الهولندي اليهودي الذي كان منبوذًا من طائفته اليهودية بسبب افكاره الجريئةالتي يطالب فيها بتاويل المعجزات التلمودية التي لا تتماشى مع الاكتشافات العلمية.. أقدم بكل احترام لمشاعر القارئ السودانيالذي تربي وعاش تحت الآلة الاعلامية الضخمة لدولة الانقاذ خلال فترة حكم الانقاذ .. والتي كانت تستهدف دماغ الانسانالسوداني.. بغرض إعادة صياغته .. اقدم له الوجه الآخر من العقلية الفلسفية التي لا تتقيد بالتابوهات (الممنوعات الثلاثة: الدين /السياسية/الجنس) . واستسمح القارئ عذرا اني سوف اقدم (رؤية إسبينوزا كاملة دون تقطيع او تلخيص) :

(حينما كان اينشتاين يلقي محاضراته في العديد من الجامعات الامريكية ، كان السؤال الذي يتكرر من طرف الطلاب هو : سيديأينشتاين ، هل تؤمن بالله ؟كان دائما جواب اينشتاين هو : أومن بإله سبينوزا! وحدهم الذين قرأوا سبينوزا هم الذين يفهمون! ‏ألايمكن لهذه الجوهرة التاريخية ان تحفزنا على القراءة عن الله عند سبينوزا ؟ قضى سبينوزا حياته قارئا للكتب المقدسة و للفلسفة،فقد كتب: ” لا أعرف إن كان الله فعلا قد تكلم ،،، لكنه إن فعل ، فما قد يكون قاله لكل مؤمن هو كالآتي : توقف عن الصلاة و عنضرب صدرك.. اريدك ان تخرج الى العالم و ان تتمتع بالحياة ..اريدك ان تتمتع و تغني و تعمل ..اريدك ان تستمتع بكل ما قمت بهمن اجلك..توقف عن الذهاب الى تلك المعابد المظلمة والباردة.. التي بنيتها و قلت عنها إنها مسكني !مسكني في الجبال والاشجاروالوديان والبحيرات والانهار ..هناك حيث اعيش معكم و حيث اعبر عن حبي لكم..
‏توقف عن اتهامي بالمسؤولية عن فقرك لم اقل لك ابدا إن هناك شيئا ما شريرا بداخلك..كما لم يسبق لي ان قلت لك انك ارتكبتالخطيئة..ولم يسبق لي ان قلت ان ممارستك الجنسية او ان فرحك يشكل عملا قبيحا !اذن لا توبخني على كل ما قيل لك ان تؤمنبه..
توقف عن ترديد القراءات المقدسة التي لا علاقة لي بها ، فإذا لم تتمكن من قراءتي اثناء الفجر.. في منظر طبيعي.. في نظرةصديق.. في زوجتك.. في زوجك.. في نظر طفلك.. فلن تتمكن من ان تجدني في اي كتاب !‏توقف عن الخوف مني فلن احاكمك ولنانتقدك ..انا لا اغضب و لا اعاقب ..انا الحب الخالص ..ملئت قلبك بالانفعالات ، بالرغبات ، بالاحاسيس ، و بالحاجيات غيرالمنسجمة ..و في نفس الوقت منحتك الارادة الحرة فكيف يمكن لي ان اوبخك حين تستجيب لما وضعته انا فيك ؟
‏كيف يمكن لي ان اعاقبك و انت على هذا الحال الذي جعلتك عليه ؟هل تفكر بشكل حقيقي و واقعي انه يمكن لي ان اخلق مكانالأحرق فيه كل ابنائي الذين يتصرفون بشكل قبيح إلى الأبد ؟ اي نوع من الإله هذا القادر على أن يقوم بذلك ؟ احترم المختلف و لاتفعل ما لا تريده لنفسك ..كل ما اطلبه منك هو ان تنتبه لحياتك وأن تكون ارادتك الحرة هي موجهك انت تشكل مع الطبيعة عنصراواحدا، اذن لا تعتقد ان لك سلطة عليها ، انت جزء منها اعتني بها وستعتني بك .. ‏لقد وضعت فيك كل ما هو خير لك و جعلته فيمتناولك كما اني جعلت من الصعب الوصول الى ما ليس كذلك فلا توظف عبقريتك عن ما هو سيء فيها لأجل الحفاظ على توازنهالصالحك عليك بالحفاظ على هذا التوازن متماسكا ، فالطبيعة نفسها تعرف جيدا الحفاظ عليه ، فقط ينبغي عليك عدم ازعاجها !

‏لقد جعلتك حرا بشكل مطلق ..انت حر في ان تخلق من حياتك جنة او جحيما..لا استطيع ان اقول لك إن كان شيء بعد هذهالحياة.. لكن استطيع ان اعطيك نصيحة :توقف عن الايمان بي بهذا الشكل فأن تؤمن هو ان تفترض ان تتخيل و ان تتكهن… لااريدك ان تؤمن بي ، اريدك ان تحس بي في ذاتك ، حين تهتم بالحيوانات ، وحين تحتضن طفلك الصغير..عبر عن فرحك و تعود علىأن تاخد فقط ما تحتاجه.. إن الشيء الوحيد اليقيني هو انك هنا و انك حي و ان هذا العالم مليء بالعجائب التي بامكانك ان تتعرفو بشكل حقيقي ، على ما تحتاجه فيها..لا تبحث عني بعيدا ، فلن تجدني .. انني هنا .. في الطبيعة، إن الكوسموس ( الكون ) هوانا!)
–
سبينوزا في علم الأخلاق) انتهي: المرجع: موقع سوسشال / هذا هو الله الذي يؤمن به العالم الشهير البيرت انشتاين/٨ / يناير٢٠١٩

(٧) كيف ينظر إمام مسجد فينًا /الدكتور عدنان ابراهيم المسلم النمساوي الأوروبي ( الي المعجزات في الاديان الإبراهيميةالثلاثة)؟
في مقابل (رؤية إسبينوزا عن الله). . سوف أقدم (رؤية د. عدنان ابراهيم) من خلالخطبة له من مسجده في فينًا .. وهو يتحدث عن إسبينوزا بكل ادب واحترام دون انيلعنه او يكفره او يشيطنه .. بل يوجد له العذر المديد حين يقر ويعترف بان (معظمالناس على الإطلاق صاروا مثل باروخ اسبينوزا) .. لم يشيطن د عدنان ابراهيمإسبينوزا وأفكاره التي قادت الى هزيمة الكنيسة وتهميشها تمامآ من الحياة فياوروبا والي انتصار الليبرالية والعلمانية في حدها الادنى التي تعني (وقوف ألدولةعلى مسافة واحدة من جميع الأديان) .. الإسلام الأوروبي هو المستفيد المباشر منكفاح إسبينوزا وغيره من المفكرين خاصةً (اليهود) .. الدكتور عدنان ابراهيم المسلمالسني الفلسطينى الغزاوي الإسلامي السياسي علي شاكلة خالد مشعل وحسنالترابي والغنوشي واردوغان..(مع مراعاة فروق الوقت) .. د عدنان النمساوي هذا(علماني حقيقي جغرافيا.. اي مادام بالنمسا ) يعمل بوظيفة (إمام مسجد) .. لأنالليبرالية والعلمانية ، وأفكار إسبينوزا حول (قبول الاخر كما هو.. وحق الآخر في انيكون أخرًا ) .. هي المظلة الشرعية التي توفر حق (البقاء والوجود) في النمسا واوروبالدكتور عدنان ، بل ان جواز سفره النمساوي هو الذي يوفر له الحصانة من الاستبدادالعربي/ الإسلامي حين يتجول في وطنه ومعقل عقيدته السنية في الشرق الاوسط.. فالي رؤية دكتور عدنان ابراهيم من خطبته علي قناته علي اليوتيوب لنري التسامحالأوروبي لدي د. عدنان تجاه باروخ اسبينوزا:

(علماؤنا آثروا أن يُعبِّروا عن المُعجِزة بأنها خرقٌ للعادة لا للعقل، وظن بعض العلماءالأفاضل أن هذا الاحتراز وهذا التعريف العلمي الذكي والدقيق يكفي في تفسيرالمُعجِزة، لكن في عصرنا هذا بالذات ما عاد يكفي، لماذا؟ لأن مُعظم الناس على الإطلاقصاروا مثل باروخ سبينوزا Baruch Spinoza ومَن جاء بعده، فكانط Kant نفسهرفض المعاجز – الفيلسوف النقدي العقلاني الكبير كانط Kant الألماني رفض المعاجز – وله كتاب إسمه الدين في حدود العقل وحده Die Religion innerhalb der Grenzen der bloßen Vernunft، وقال لا تقل لي خوارق ومعاجز، لكن ماذا قال كانط Kant فيهذا الكتاب؟ سأُلخِّص لكم تلخيصاً طبعاً مُخِلاً لكلام طويل مُعمَّق أتى به الفيلسوفالهائل هذا، قال أولاً المعاجز تتعارض مع العقل، ونُخالِفه في هذا، فهذا غير صحيحوسنُوضِّح، المعاجز لا تتعارض مع العقل، فهى تتعارض مع القوانين الطبيعية لكنليس مع العقل، فغير صحيح أنها تتعارض مع العقل، لكنه قال هى تتعارض مع العقل،ثانياً المعاجز تتعارض مع قوانين الطبيعة ومع دساتير الطبيعة، وهذا إلى حدٍ ما نُريدأن نُناقِشه وهو مُهِم جداً، الأول سهل ويُمكِن دحضه مُباشَرةً، لكن هذا صعب فنُريد هناأن نقف، والخُطبة نُقطتان بإذن الله تعالى، هذه النُقطة ونُقطة ثانية عن الاصطلاحالقرآني في تعريف وتوصيف الخوارق والمعاجز، أي الآيات، فلماذا؟ ونرجو أن يكونفيها شيئٌ من إضافة بإذن الله تبارك وتعالى، قال والمعاجز تُستخدَم وتُستثمَر غلافاًللقيم وتبريراً للأخلاق، تلكم الأخلاق والقيم التي لم تجد مُبرِّرا لها إلا في حدوث حادثاستثنائي لقوانين الطبيعة، إذن لا قيمة لها.) انتهي: المرجع: الدكتور عدنان إبراهيم/خطبة علي اليوتيوب بتاريخ 09/03/2012
اجزم وبكل ثقة ويقين لو ان عشرة فقط من الاسر الاسلامية من احفاد ابن رشد الذينطردوا من الاندلس (مع اليهود أسلاف اسبينوزا) قد توجهوا الى هولندا بلد التسامحألديني انذاك .. لساهم المفكرون المسلمون الهولنديون بالميلاد بالتعاون مع اخوانهماليهود (المصائب تجمع المصابين).. لساهموا في انتاج الأفكار الداعية للعقلانية ،وقبول الآخر ، خاصةً وان هذا التراث العقلاني موجود منذ عصر الخليفة المامون وفيتراث المعتزلة واخوان الصفا وخلان الوفا .. وبدليل ان المشرق العربي الإسلامي قدانتج فلاسفة عقلانيين بقامة ابن سينا والفارابي وابن الراوندي .

(٨) القاسم المشترك الأعظم بين دكتور جون غرانق والفيلسوف الهولندي باروخ اسبينوزا هو (التهميش الديني ) وهو الذي قادهماالى مطلب العلمانية كل حسب ظرفه التأريخي:

في عام ١٩٥٦ كانت الفيدرالية هي مطلب الجنوبيين ، وكان هذا المطلب البسيط كفيل بتحقيق السلام والوحدة بدليل ان اتفاقيةالحكم الذاتي لعام ١٩٧٢ المعروفة باتفاقية اديس ابابا قد حققت سلامًا حقيقيا لمدة ١٠ سنوات بسبب اشتمالها على الحكم الذاتيلجنوب السودان . وفي عام ٢٠٠٢ في إتفاقية مشاكوس التي قادت الى إتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥ ارتفع مطلب الجنوبيين الى تقريرالمصير. .. لقد ظل الدكتور جون غرانق يشرح ويبين ان (الدين الاسلامي لا يوحدنا من نملي الي حلفا ، وان ألدين المسيحي كذلك لايوحدنا.. وان العروبة لا توحدنا وان الافريكانية كذلك لا توحدنا .. وخلص د جون الي ان السودانوية هي التي توحدنا. لقد كان دجون غرانق يعبر عن تظلمه ضد الهيمنة الاسلاموية العروبية بكل اريحية وابتسامة والتعبير بلغة الجسد لتوصيل رسالته ، لأن ظروفد جون غرانق الميدانية تختلف تماما عن ظروف الفيلسوف إسبينوزا ، فدكتور جون غرانق كان لديه السلاح والأرض ، والجيشالشعبي لتحرير شعوب السودان ، وحاضنة قبلية واخرى مسيحية محلية واقليمية ودولية. بالمقابل فان اسبينوزا كان (رهين المحبسين) بصورة مختلفةً عن فيلسوفنا المعري .. ويتمثل محبسا إسبينوزا في كونه قد كان منبوذًا من حاضنته اليهودية التي كانت تنظر اليهكهرطقي ومجدف .. وكذلك كان منبوذا من البيئة المسيحية غير المتقبله في ذلك الوقت لليهودية.. لذلك كان على (إسبينوزا اقناعاوروبا والعالم بضرورة الاخذ بقيم التسامح وفصل الدين عن الدولة. وقد لخص د نايف بن نهار موقف إسبينوزا من الدين بطريقةرائعة في المقتطف التالي:

(لا يمكن لأحدٍ أن يفهم موقف اسبينوزا من العلمانية إلا إذا فهم موقفه من الدين نفسه، أي كيف يتصوّر اسبينوزا الدين من حيثالمصدر والغاية.
يرى اسبينوزا أنَّ للدين مسارًا موازيًا للمسار العقلي، فالدين لا ينطلق من العقل ولا يتجه إليه، وبتعبير اسبينوزا الصريح: "اللاهوتليس خادمًا للعقل، والعقل ليس خادمًا للاهوت، بل إنَّ لكل منهما مملكته الخاصة، للعقل مملكة الحقيقة والحكمة، وللاهوت مملكةالخضوع والطاعة".[1] بل إنه لا حاجة عند نياسبينوزا للشريعة نفسها إذا كان الإنسان يمتلك نورا فطريًا، فله أن يكتفي به عنها؛لأنَّ "الشريعة وُضِعت للذين لا يتمتّعون بالعقل وبتعاليم النور الفطري".[2]
وبناءً على هذا الفصل الصريح بين العقل والنقل، فإنَّ اسبينوزا يعتقد أنَّ الدين يهدف إلى إخضاع الناس وتحويلهم إلى كائناتمطيعة، ولذلك يتوجه إلى قلوبهم دون عقولهم. أما الفلسفة فإنها تهدف إلى إيصال الناس إلى الحق، ولذلك هي تتوجه إلى عقولهم. وهذا ما عبّر عنه اسبينوزا صراحةً حين قال: "الإيمان لا يتطلّب عقائد صحيحة، بل عقائد تؤدي إلى الطاعة".[3]).إنتهي. المرجع: د. نايف بن نهار/هل كان إسبينوزا علمانيًا ؟/ موقع وعي علي الشبكة.

(٩) الشماليون كلهم باستثناء الحزب الشيوعى (كيزان) ضد الجنوبيون .. والعلمانيون منهم أكثر تطرفًا في تطبيق (الاسلمةوالتعريب ) من الكيزان وهذا هو الدليل من الواقع و التاريخ :

(أ) نقضت احزاب الطائفية السياسية- الأنصار والختمية - نقضت عهدها للجنوبيين بالفيدرالية الذي قطعوه للجنوبيين ليصوتوا فيالبرلمان لصالح الانفصال عن مصر ليكون (قرار الانفصال بالاجماع) !
(ب) نظام ثورة ١٧ نوفمبر (إنقلاب عبود) هو اول من طبق (مشروع الأسلمة والتعريب) في جنوب السودان وجبال النوبة وهو نظامعلماني لكن (بعقلية كيزانية ١٠٠٪؜) !
(ج) بعد ثورة أكتوبر ١٩٦٤ لبي الجنوبيون دعوة السيد سر الختم الخليفة رئيس الوزراء الانتقالي آنذاك ولكن الشماليين مجتمعينفشلوا في مؤتمر المائدة المستديرة في التوافق مع الجنوبيين رغم مطالبهم البسيطة (الفيدرالية) .. أكثر من ذلك فقد قتل الجيشالسوداني (وليم دينق ) الذي اتي الى الخرطوم برغبة حقيقية للتعايش مع الشماليين بدليل تحالفه مع الإسلاميين (حزب الامة-الصادق المهدي- وحسن الترابي في جبهة مؤتمر القوى الجديدة) ..شاهدنا هو مؤتمر المائده المستديرة قد فشل لان الشماليينمجتمعين قد فشلوا في تقديم تنازلات بسيطة تجاه مطالب الجنوبيين التي لم تتجاوز في ذلك الوقت (الفيدرالية) .. وتعاملوا بنفسعقلية الكيزان في نيفاشا ٢٠٠٥ حين رفض الكيزان العلمانية مقابل الوحدة!
(د) شارك حزبا الأمة والإتحادي بقوة في فترة الديموقراطية الثانية في المظاهرات الشعبوية ضد الحزب الشيوعى جنبًا الى جنب معالكيزان ، وانتقل الموضوع الي الجمعية التاسيسية التي عدلت الدستور من اجل طرد نواب الحزب الشيوعى من البرلمان بتهمةالإلحاد والردة ، ورفض الصادق المهدي تنفيذ حكم القضاء السوداني الذي قضى ببطلان قرار حل الحزب الشيوعى مما يدل علىان البرلمان والحكومة الكل كان يتعامل بعقلية رجل الدين الكوز الذي لا عقل له حسب وصف إسبينوزا لرجال الدين .
(د) الحزب الجمهوري بقيادة الأستاذ محمود محمد طه طرح الفيدرالية منذ عام ١٩٥٥ لكل أقاليم السودان آنذاك (ولكنها فيدراليةملغومة بدستور مستمد من القرءان وحده) في بلد متعدد الديانات!
(ه) بعد إنقلاب مايو ١٩٦٩ الذي دبرته أحزاب اليسار ، طرح نظام مايو بيان ٩ يونيو ١٩٦٩ بشان جنوب السودان من صياغةالشهيد جوزيف غرنق وقد كآن مقبولا لدي الجنوبيين.. ولاحقًا قامت إتفاقية اديس ابابا ١٩٧٢ على مبادئ بيان ٩ يونيو ١٩٦٩ .. ممايدل على ان حرب الجنوب منذ ١٩٥٦ ليس لها لزوم لو ان الشماليين قد وفوا بوعد الفيدرالية للجنوبيين مقابل تصويتهم لصالحالانفصال من مصر ليكون قرار الانفصال بالإجماع.
(و) قوانين سبتمبر ١٩٨٣ المسمى بقوانين الشريعة اتي بها نظام مايو وكان نظامًا علمانيًا.. وقد رفض النميري إشراك د الترابي فيصياغة هذه القوانين (حتي لا يعطى الحركة الاسلامية اي فضل في الإتيان بالشريعة) .
(ي) في عام ١٩٨٨ رفض الصادق المهدي/ حزب الامة رفض تنفيذ إتفاقية الميرغني/غرانق التي تنص على (تجميد/إلغاء قوانينسبتمبر ١٩٨٣) ممهدا الطريق لانقلاب الإنقاذ في يونيو ١٩٨٩ .

هذه هي عقلية الاحزاب السياسية الشمالية.. كلها بعقلية (رجل الدين في القرون الوسطى ، وعقلية الكوز الداعشي ) .. فالمشكلةليست في المؤتمر الوطني والكيزان وحدهم.. احزاب النخبة النيلية كلها - باسثناء اليسار-بذات العقلية الاقصائية لرجل ألدين المسلمالكوز .. كلهم (بكل اسف بما فيهم الأستاذ محمود محمد طه) عجزوا عن طرح (العلمانية) بأعتبارها القادرة علي إدارة التنوعالديني والعرقي والثقافي في السودان .. والقادرة على خلق (المواطنة المتساوية في السودان.. (ان اي مستوى من الإسلام .. سواءبالرسالة الثانية التي يطرحها الجمهوريون او العاشرة-هذا شأن داخلي بين المسلمين ) .. لذلك فان جميع احزاب المركز التي فشلتفي (طرح العلمانية كحل لإدارة التنوع السوداني) وتري الحل في الإسلام (فانهم كيزان بوعي او بغير وعي .) .
شكرًا لدكتور جون غرانق الذي أرشده التهميش إلي الطريق المعبد المجرب الذي سلكه المهمش السابق لنا (اسبينوزا ) قبل 4 قرون.. وهو طريق (العلمانية) التي تعني وقوف الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان .. وقد اخذت بها أوروبا وكل الشعوبالمتحضرة.. بما في ذلك تركيا التي يدين شعبها (كرد وترك بالإسلام السني) .. وفي أثناء عنفوان ثورات الربيع العربي اتي اردغانالي مصر ونصح إسلاميي مصر بالاخذ بالعلمانية فرفضوا فتجاوزهم التاريخ .. لقد انتصرت رؤية إسبينوزا الداعية الى ابعاد الدينعن الدولة.. لان الدولة الدينية لا تعرف غير إثارة الكراهية ضد (الآخر الذي ليس من دينه) .. مرة اخرى اقول : لقد جنت الكنيسة علىنفسها حين حكمت على العالم جاليليو بالحبس حتي الموت ، فقد منح هذا الحكم السيء الفلاسفة واهل العقل الجرأة لمواجهةالكنيسة ومحاكم تفتيش الضمير ، حتي صارت حرية التعبير وحرية الفكر والبحث العلمي ضمن الميثاق العالمي لحقوق الانسان.. وذات المصير البائس للكنيسة في أوروبا بعد محاكمة وحبس جاليليو (وغيره ) حتي الموت من الهجران ينتظر الطائفية السياسيةالسودانية والتدين الانقاذي الضلالي الظلامي .. ولا مفر في السودان الجديد القادم بعد حرب ١٥/ ابريل - لا مفر من الدولةالعلمانية المدنية وان طال السفر.

ابوبكر القاضي
نيوبورت /ويلز/ UK
٢٨ /أغسطس ٢٠٢٣

aboubakrelgadi@hotmail.com  

المصدر: سودانايل