بتجرد:
2024-09-30@18:49:12 GMT

مسلسل “غسيل”.. معالجة مشوقة لقضية شائكة

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

مسلسل “غسيل”.. معالجة مشوقة لقضية شائكة

متابعة بتجــرد: يطرح مسلسل “غسيل”، الذي بدأ عرضه على منصة “شاهد” بداية أغسطس، قضية اقتصادية وسياسية واجتماعية في غاية الأهمية، وهي غسيل الأموال، بما تحمله من أضرار ودمار للدول ولبسطاء الناس، فيما تحمل الخير الوافر دون حساب، للقلة المنتفعة من ورائه، سواء أصحاب الأموال غير الشرعية الأصليين، الذين حصلوا عليها غالباً من تجارة سلاح أو مخدرات أو بشر، وحتى المنتفعين الصغار الذين يغسلون هذه الأموال مقابل عمولات كبيرة.

لا يتعرض “غسيل” من قريب أو بعيد لهذه الخلفيات المعروفة سلفاً، ولكنه يرسم صورة درامية نابضة بالحياة لتأثير هذا الـ”غسيل” على بعض الأفراد البسطاء، الذين صعدوا إلى قمة الثراء الفاحش، والشهرة الأكثر فحشاً، فجأة، لكنهم باتوا مهددين بالسقوط من أعلى هذه القمة في أي لحظة.

الشخصيتان الرئيستان في المسلسل هما حنين (شجون الهاجري)، وحسن (عبد الله بو شهري)، زوجان شابان متحابان، تزوجا رغم اعتراضات الأهل من الجانبين، وكانا يعتقدان أن الحب يكفي لكي يعيشا سعيدين إلى الأبد.

لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تزداد سوءاً كل يوم، وتصل إلى ذروتها باحتراق شقتهما، وإفلاسهما، تدفعانهما لقبول عرض “فاوستي” (نسبة إلى فاوست، الذي باع روحه للشيطان).

ذات ليلة مريبة (يتضح لاحقا أنها مدبرة)، يلتقي الإثنان بصديق قديم لحسن (عبد الله عبد الرضا)، وزوجته مريم (زينب أحمد)، اللذين يبدو عليهما الثراء بشكل لافت، والناتج، على حد زعمهما، عن بعض الأعمال الصغيرة التي يديرانها.  https://cdn.iframe.ly/XSRmzKO

وتحت وطأة الظروف السيئة من ناحية، وملاحقات الصديقين الأفعوانية، يقبل كل من حسن وحنين بعد تردد أن يعملا في غسيل الأموال، أملا في تجاوز أزماتهما وتحقيق أحلامهما، وبالتحديد حلم حنين بأن تصبح مصممة أزياء مشهورة.

ويتضح أن كل من حنين وحسن وعبد الله ومريم “عرائس” تحركها يد واحدة، هي سيدة الأعمال حصة (عبير أحمد) التي تلعب دور الشيطان “مفيستوليس” في هذه النسخة الكويتية المعاصرة من “فاوست”.

يبرع الكاتب فهد العليوة والمخرج أحمد عبد الواحد في اقناعنا بإمكانية وقوع أكثر الناس براءة ونزاهة في غواية الثراء والسعادة، وبفضل اختيار الممثلين الموفق، خاصة الهاجري وبوشهري اللذين، بجانب موهبتيهما وحضورهما التمثيلي اللافت، تجمعهما كيمياء جذابة، تدفع المشاهد للتعاطف معهما والتمني بأن ينجح حبهما في التغلب على العقبات، وحتى عندما يسقطان في الجانب المظلم، يظل المشاهد متعاطفاً وراغباً في رؤيتهما ناجحين، رغم إدراكه أنهما تحولا إلى مجرمين.

هذه المشكلة نجدها في معظم الأعمال التي تدور حول أبطال “ساقطين” يؤدي أدوارهم نجوم محبوبين.

ولكن صنّاع “غسيل” لجأوا إلى حيلة درامية ذكية لتقليل هذا التعاطف، وتذكير المشاهد طوال الوقت بخطورة ما يحدث، ورغم أن هذه الحيلة تم استخدامها في الكثير من المسلسلات في الآونة الأخيرة، إلا أنها موفقة ومتوافقة تماماً هنا.

تتمثل هذه الحيلة في بدء كل حلقة بـ”مشهد مستقبلي”   Flash Forward لما يحدث للأبطال من تداعيات اختيارهما وعواقبه، وهو ما يبقي المشاهد دوماً في حالة شك في سعادتهما ونجاحهما الغامر، الذي يستمر عدة حلقات، قبل أن يبدأ عالمهما في الانهيار.

من ناحية ثانية ينتقل المسلسل، مع انتقال بطليه إلى عالم الأثرياء، إلى موضوع آخر هو مواقع التواصل الاجتماعي، والدور الذي تلعبه في صنع أسماء بعينها والترويج لها، واستخدام هذه الشهرة كغطاء لأعمال مشبوهة مثل غسيل الأموال.

ورغم أن عالم الـ”سوشيال ميديا” أصبح محوراً للكثير من الأفلام والمسلسلات في السنوات الأخيرة، إلا أن فكرة الربط بين هذا العالم وغسيل الأموال وغيره من الجرائم المنظمة فكرة جد جديدة، كنت أتمنى لو أن المسلسل أعطاها مزيد من التركيز، ليكشف للمشاهدين قدر الزيف والخداع الذي يعيشون فيه أثناء جريهم وراء نجوم الـ”سوشيال ميديا”.

حنين التي نشاهد تصميماتها تفشل ولا تلقى اهتماماً يُذكر خلال الحلقات الأولى، تصبح بفضل ألاعيب الـ”سوشيال ميديا” أهم مصممة أزياء في الشرق الأوسط، وحسن الذي لم يدخل المطبخ في حياته يصبح أهم “شيف” على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن يأتون له بطباخين من الباطن!.

ومع أن كل حلقة تبدأ بالتنويه المعتاد أن أي تشابه بين المسلسل والواقع ليس مقصوداً، إلا أنه من الواضح أن صنّاع العمل اعتمدوا على بعض الشخصيات والوقائع المعروفة والشائعات المتداولة.

في 8 حلقات فقط (مدة الحلقة 45 دقيقة)، يحاول “غسيل” أن يقول أشياء كثيرة، ولكن ربما الوقت لم يخدمه، أو ربما تركيزه الزائد على قصة حسن وحنين.

ففي النهاية يخرج المرء غير مشبعاً تجاه بعض الشخصيات والأحداث التي كانت تستحق مزيداً من الاهتمام. من ذلك مثلاً شخصية حصة التي لا نعرف كيف أصبحت على هذه الدرجة من الشر ولماذا، ومن وراءها، وما قصة ارتباطها بشقيق حنين الضابط ثم هجرانها له فجأة، كذلك كواليس وتفاصيل عالم الـ”سوشيال ميديا” والتلاعب به من قبل من يملكون الأموال، لكي يجنوا مزيداً من الأموال، أو ليغسلوا بعضا من هذه الأموال، كانت تحتاج أيضاً إلى اشباع.

وتتجمع هذه المشاكل لتظهر في الحلقة الأخيرة التي تعاني من بعض الاضطراب الناتج إما عن الاضطرار إلى “تقفيل” العمل بسرعة، أو وجود تدخلات وآراء مختلفة أدت إلى وجود أكثر من نهاية، فمرة يموت أحد الأبطال، ويتبين أنه حي، ومرة تموت إحدى البطلات، ويبدو أن لا أحد يهتم، ومرة نرى الأبطال ينجون بفعلتهم، ومرة نسمع أنهم في الطريق لأن يلقوا جزائهم!

بشكل عام يتسم “غسيل” بسرعة الايقاع والتشويق وبالتمثيل الجيد من معظم الممثلين، ووسطهم تتألق شجون الهاجري بوجه وأداء طبيعي يؤكد اختلافها وموهبتها، وهي بالفعل أكثر شخصيات وعناصر العمل لمعاناً.

وإذا كان هذا أول عمل كويتي من انتاج منصة “شاهد”، فغالباً لن يكون الأخير، بعد أن أثبت فريق العمل أن في الكويت مواهب تستحق أن تعمل وقصص تستحق أن تروى.

main 2023-08-30 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: غسیل الأموال

إقرأ أيضاً:

حسن نصر الله.. حياة سرية ومسيرة شائكة ومقاومة لإسرائيل

يرحل حسن نصر الله بعد مسيرة أخذته يمنة ويسرة وظلت تعود كما يقول أنصاره إلى قبلتها فلسطين.

تقرير: فاطمة التريكي

29/9/2024مقاطع حول هذه القصةفيديوغراف.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيلplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 44 seconds 01:44حزب الله وإسرائيلوجولات حروب متعاقبةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 13 seconds 02:13حسن نصر الله.. من هو وما تأثيره على حزب الله اللبناني؟play-arrowمدة الفيديو 02 minutes 35 seconds 02:35الخريطة التفاعلية لمواقع القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيلplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 55 seconds 03:55مياه الأمطار تجتاح خيام النازحين بقطاع غزة وتضاعف المعاناةplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 04 seconds 03:04ما الذي تريد إسرائيل أن تفعله بعيدا عن كاميرا الجزيرة بالضفة؟play-arrowمدة الفيديو 04 minutes 19 seconds 04:19حزب الله يرد صاروخيا على تفجيرات أجهزة الاتصالات واغتيال قادتهplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 02 seconds 02:02من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • “العقوري” يطلع على مسودة تقرير حقوق الإنسان التي أعدها الفريق المُشكل من ديوان مجلس النواب
  • ما القصة وراء منشور “وداعا للذكاء الاصطناعي” الذي تداوله الآلاف عبر “إنستغرام”؟
  • “جاسوس”.. من الذي استهدف نصر الله؟
  • حسن نصر الله.. حياة سرية ومسيرة شائكة ومقاومة لإسرائيل
  • وزير الخارجية يبحث مع المدير القطري لمنظمة “هانديكاب الدولي” المشاريع التي تنفذها في اليمن
  • بالصور – ماجد المصري بإطلالة مختلفة من كواليس “إش إش”
  • بالتفاصيل.. تعرف على تكنولوجيا القنابل الأميركية التي استخدمها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تحكي قصة “الحكامة” التي خلعت ملابسها الداخلية وعلقتها داخل متحرك للدعم السريع وإنصاف مدني تقاطعها: (قولي قلعت لباسها عادي ما فيها حاجة)
  • 24 عاما على “انتفاضة الأقصى”.. زيارة شارون التي أغضبت الملايين
  • ضمن الحملة التي أطلقها محافظ ميسان الاستاذ “حبيب ظاهر الفرطوسي” لإغاثة الشعب اللبناني الصابر المجاهد