أعلن “إنسبشن”، مركز الذكاء الاصطناعي التابع لمجموعة “جي 42” (G42)، عن إطلاق الإصدار مفتوح المصدر من نموذج “جيس”، النموذج اللغوي الكبير للغة العربية الأعلى جودة على مستوى العالم. يستند “جيس” إلى 13 مليار مؤشر، وتم تدريبه على مجموعة بيانات جرى تطويرها حديثاً وتضم 395 مليار رمز باللغتين العربية والإنجليزية.


سيسخر نموذج “جيس”، وجاء تسميته تيمناً بأعلى قمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في العالم العربي. ويعد هذا النموذج ثمرة تعاون بين مركز “إنسبشن”؛ وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم؛ وشركة “سيريبراس سيستمز”. وتم تدريب النموذج باستخدام “كوندور جالاكسي”، الحاسوب الفائق المدعوم بالذكاء الاصطناعي بقدرة حوسبة متعددة الإكسافلوبس (مليون ترليون عملية حسابية في الثانية)، والذي تم تصميمه بالتعاون بين “جي 42″ و”سيريبراس سيستمز”.
ويعد إطلاق “جيس” محطة بالغة الأهمية في مضمار الذكاء الاصطناعي في العالم العربي؛ ذلك أن هذا النموذج، الذي تم تطويره في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يتيح لأكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية فرصة مهمة لاستكشاف القدرات الكامنة للذكاء الاصطناعي التوليدي، كما يعزز مكانة دولة الإمارات باعتبارها مركزاً رائداً للذكاء الاصطناعي، والابتكار، وصون الثقافة، والتعاون الدولي.
ويسعى مركز “إنسبشن”، من خلال فتح مصدر نموذج “جيس”، إلى حفز مشاركة المجتمعات العلمية والأكاديمية والمطورين في تسريع نمو منظومة حيوية للذكاء الاصطناعي باللغة العربية والارتقاء بمستوى االابتكار في هذا المجال، فقد يشكّل “جيس” نموذجاً يحتذى به للغات أخرى لا تحظى حالياً بدرجة كافية من التمثيل في بيئات الذكاء الاصطناعي الرائجة.
وبهذه المناسبة، قال أندرو جاكسون، الرئيس التنفيذي لمركز “إنسبشن” للذكاء الاصطناعي: “نؤمن في ’إنسبشن‘ بأن التعاون هو أساس الازدهار. ونرسي اليوم معياراً جديداً لتقدم الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط مع ضمان مكانة متميزة للغة العربية بكل ثرائها وإرثها في مشهد الذكاء الاصطناعي. ويعكس ’جيس‘ التزامنا الراسخ بالتميز والابتكار ونشر منظومة الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع”.
يبين تقييم أداء “جيس” تفوقه على النماذج اللغوية العربية الحالية بهامش كبير، ومنافسته للنماذج اللغوية الإنجليزية المشابهة على الرغم من تلقيه تدريباً أقل على بيانات اللغة الإنجليزية. وتُظهر هذه النتائج أن جزء اللغة الإنجليزية من النموذج تعلّم من بيانات اللغة العربية والعكس صحيح، مما يفتح آفاق حقبة جديدة في تطوير وتدريب النماذج اللغوية الكبيرة.
من جانبه، قال البروفيسور إيريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي: “تطلّب تطوير نموذج لغوي كبير للغة العربية من هذا المستوى إجراء أبحاث متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، واكتساب فهم عميق للغة العربية بتنوعها وإرثها الغني وللأهمية المتنامية للنماذج اللغوية الكبيرة في مختلف جوانب المجتمع. وستواصل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ريادة النماذج اللغوية الكبيرة التي تتميز بالكفاءة والفاعلية والدقة”.
وبالتزامن مع إصدار النموذج، عقد مركز “إنسبشن” وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي شراكة أكاديمية لإتاحة استخدام “جيس” من قبل الفرق المطورة لنماذج اللغة العربية الحالية والمستقبلية بهدف اختباره. وتضمنت قائمة الشركاء الأكاديميين لمركز “إنسبشن” في إطلاق نموذج “جيس” كل من جامعة كارنيغي ميلون، ومدرسة البوليتكنيك الفرنسية، وجامعة حمد بن خليفة، ومختبر المعلوماتية في جامعة شمال باريس، ومختبر “كامل” التابع لجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة إدنبرة. وسوف تبدأ العديد من الهيئات والمؤسسات الإماراتية بالفعل في استخدام النموذج بما فيها وزارة الخارجية، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ودائرة الصحة – أبوظبي، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وطيران الاتحاد، وبنك أبوظبي الأول، ومجموعة e&؛ الأمر يوفر رؤى قيّمة تساهم في تحسين النموذج.
تطوير وتدريب نموذج “جيس”
يعد “جيس” نموذجاً لغوياً كبيراً قائماً على المحولات يستخدم العديد من المزايا المتطورة ، بما فيها ميزة الانتباه للتحيزات الخطية (ALiBi) التي تمكّن النموذج من استقراء تسلسل طويل لتوفير سياق أفضل وأدق. ومن التقنيات الرائدة التي يستخدمها النموذج أيضاً دالة تنشط الوحدات الخطية المسورة (SwiGLU)، وتحديد معلمات الحد الأقصى للتحديث بغية تعزيز كفاءة تدريب النموذج ودقته.
وعمل فريقي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومركز “إنسبشن” على تقييم وتعديل نموذج “جيس” مفتوح المصدر، الذي تم تدريبه على مجموعة بيانات مخصصة تضم 116 مليار رمز مميز (tokens) باللغة العربية لاستيعاب تعقيد وتنوع وغنى هذه اللغة، وذلك باستخدام “كوندور جالاكسي 1” (CG-1)، حاسوب الذكاء الاصطناعي الفائق الذي تم الإعلان عن تطويره مؤخراً بالتعاون بين “جي 42” وشركة “سيريبراس سيستمز”. وتضمنت مجموعة البيانات أيضاً 279 مليار رمز مميز باللغة الإنجليزية لضمان الارتقاء بأداء النموذج عبر التحويل ثنائي اللغة. وسيواصل مركز “إنسبشن” وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تحسين نموذج “جيس” وتوسيع نطاقه لمواكبة نمو مجتمع مستخدميه.
وبهذه المناسبة، قال أندرو فيلدمان، الرئيس التنفيذي لشركة “سيريبراس سيستمز”: “حققت شراكتنا الاستراتيجية مع ’جي 42‘ نتائج متميزة بالفعل، حيث قدمنا منذ بضعة أسابيع حاسوب ’كوندور جالاكسي‘ الفائق المدعوم بالذكاء الاصطناعي مع قدرة حوسبة متعددة الإكسافلوبس. واليوم تقدم هذه الشراكة إنجازاً استثنائياً آخر يتمثل بالنموذج اللغوي الكبير للغة العربية الموجه إلى مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر. ولطالما حرصنا في ’سيريبراس‘ على تصميم تقنيات متطورة واستكشاف السبل المبتكرة لاستخدامها. ويشكّل ’جيس‘ مساهمة كبيرة إلى مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر العالمي، ودليلاً ملموساً على سهولة استخدام حاسوب ’كوندور جالاكسي 1‘ وقدرته على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي بسرعة فائقة”.
يعد “إنسبشن” المركز الرائد في دولة الإمارات لأبحاث الذكاء الاصطناعي النظرية منها والتطبيقية بمخزونه الغني من مئات الأوراق البحثية المنشورة تحت اسمه، ويتبوأ اليوم مكانة رائدة تتيح له إطلاق العنان للتكامل بين القطاعات الأكاديمية والتجارية والتنظيمية لتوفير بيئة تعاونية تدعم الاستخدام التجاري لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
يمكن تنزيل نموذج “جيس” من موقع “Hugging Face”. كما يمكن للمستخدمين تجربة النموذج عبر الإنترنت من خلال التسجيل عبر الموقع الإلكتروني لجيس وتلقي دعوة للوصول إليه. لمعرفة المزيد حول نموذج “جيس” ومقارنته بالنماذج الأخرى، يمكن قراءة ورقة عمل “جيس” عبر الموقع الإلكتروني.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: جامعة محمد بن زاید للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی باللغة العربیة اللغة العربیة للغة العربیة

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: تدشين أول مركز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر

 التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، وفد شركة (BCG) Boston Consulting Group للاستشارات الإدارية وممثلي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، يأتي ذلك في دعم جهود التعاون المصري الياباني لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية في مختلف القطاعات، لا سيما القطاع الصحي.


وقال الدكتور أحمد السبكي إن الاجتماع تناول سبل التعاون التقني والفني بين هيئة الرعاية الصحية وشركة BCG وجايكا لتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، وأوضح أن الهيئة تمتلك قاعدة بيانات ضخمة تشمل أكثر من 6 ملايين ملف طبي إلكتروني و500 مليون صورة أشعة مؤرشفة، مما يعزز قدرتها على تحسين جودة الخدمات الصحية وتطوير منظومة الرعاية الصحية في مصر.


وأوضح السبكي أنه تم الاتفاق مبدئيًا على توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الرعاية الصحية وشركة BCG لتحديد أولويات الهيئة والمشروعات ذات القيمة، بما يتماشى مع تطلعات منتفعي التأمين الصحي الشامل. وأكد البدء الفوري في تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم التخطيط الصحي، إدارة الأشعة، التطبيب عن بُعد، إدارة العمليات غير الطبية داخل المنشآت، والاكتشاف المبكر للأمراض.


وأكد السبكي أن الهيئة تمتلك بنية تحتية مؤهلة وثقافة رقمية متقدمة تمكنها من تفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي في منشآتها الصحية. وأضاف أن التوسع المرحلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل بحلول عام 2030 سيشمل إنشاء 6000 وحدة ومركز لطب الأسرة و1000 مستشفى، مما سيمكن الهيئة من إدارة المنشآت الصحية بفعالية عالية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.


وأشار إلى أن الهيئة بصدد تدشين أول مركز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر وإفريقيا بمحافظة الإسماعيلية خلال العام الجاري. وسيتم تشغيل المركز على ثلاث مراحل أساسية تشمل الاستعانة بالخبراء والمبرمجين، ثم بناء القدرات البشرية اللازمة لتشغيل المركز، وصولًا إلى إنشاء مركز تميز للهيئة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال خمس سنوات، ليكون منصة لعرض قصص النجاح الملهمة ونقل الخبرات.


وأضاف السبكي أن أنظمة إدارة المباني باستخدام الذكاء الاصطناعي حققت نتائج ملموسة بالفعل، حيث أسهمت في تخفيض تكاليف استخدام الطاقة بمجمع السويس الطبي بنسبة 25%، وأكد أن الهيئة تمتلك مخزونًا معلوماتيًا ضخمًا وبنية تحتية متطورة تجعلها مؤهلة لتفعيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي فورًا داخل منشآتها الصحية.


وثمّن رئيس هيئة الرعاية الصحية دور شركة BCG في دعم المشروعات الكبرى التي تتطلب نماذج أعمال مبتكرة وخططًا استراتيجية لتحقيق الأهداف المرجوة ، مشيدًا بدور الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) كشريك نجاح في تحديث النظام الصحي المصري، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون مع جايكا لتوطين أحدث الخبرات الدولية في القطاع الصحي، باعتبار اليابان أحد أبرز شركاء التنمية في مصر.


من جانبهم، أكدوا وفد شركة BCG التزامهم الكامل بدعم خطط تحسين الأداء في مختلف القطاعات، لا سيما القطاع الصحي، من خلال تقديم استشارات وحلول مبتكرة تعزز الاستدامة وتحسن الخدمات. 


فيما أعرب ممثلو جايكا عن سعادتهم بجودة تنفيذ المشروعات الصحية اليابانية في مصر، مشيدين بالطرق المبتكرة التي تم اعتمادها لتطوير النظام الصحي وتحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات المقدمة.


هذا، وشارك الاجتماع من هيئة الرعاية الصحية كل من الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، الدكتور مجدي بكر، مستشار رئيس الهيئة للشؤون الفنية، الدكتور محمود الشحات، مدير عام الإدارة العامة للمراجعة الداخلية، الدكتور مصطفى شعبان، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية والعلاجية، الدكتور محمد سامي، مساعد المدير التنفيذي لشؤون التشغيل، الدكتورة مي مليجي، مدير عام الإدارة العامة لنظم المعلومات والتحول الرقمي، الدكتور شادي فرحات، رئيس وحدة التطوير والابتكار وريادة الأعمال، الدكتور مهند عاطف، مدير إدارة الدراسات والبحوث، الدكتورة هبة عبد العزيز، مدير إدارة الإحصاء والتقارير، الدكتورة مي أبو الفتوح، المشرف العام على الرقابة على سلامة المرضى.


فيما شارك في الاجتماع عدد من قيادات شركة BCG مصر، من بينهم فرانسيسكو بوذي وأدهم أبو زيد، مديري مكتب شركة BCG في مصر، وفريد عبد الرحمن، استشاري بالشركة، كما حضر الاجتماع عبر تقنية الزووم كل من أحمد عبد العظيم، مدير المشروع بـ BCG، وملك مصطفى، استشاري بالشركة، إلى جانب أحمد الجيزي، مسؤول برامج الصحة في الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).

مقالات مشابهة

  • الرعاية الصحية: تدشين أول مركز لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر
  • جامعة الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي “العين سات -1”
  • “الداخلية” تستخدم الذكاء الاصطناعي في خدمات الحج.. المملكة نموذج عالمي في تسخير التقنية لخدمة الإنسانية
  • “مانيج إنجن”: الذكاء الاصطناعي المستدام محرك لرؤية السعودية 2030
  • جامعة القاهرة تعلن سياسة الاستخدام المسئول للذكاء الاصطناعي
  • جامعة القاهرة تعلن سياسة الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.. تستهدف 4 فئات
  • مدير مركز المعلومات الوطني بـ “سدايا”: تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي لها دور محوري في إثراء تجربة ضيوف الرحمن
  • فتح باب التسجيل في مبادرة “مليون خبير لأوامر الذكاء الاصطناعي”
  • بحضور خالد بن محمد بن زايد ورئيس وزراء ماليزيا وطحنون بن زايد.. الإمارات وماليزيا توقعان اتفاقية للتعاون في إطار مبادرة “ماليزيا مدني للذكاء الاصطناعي”
  • “تقويم التعليم” تنفذ اختبارات جاهزية لأكثر من (860) برنامجًا أكاديميًا في (50) جامعة