توسعة عضوية بريكس.. هل هي شهادة فشل للقيادة الأمريكية للعالم؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
في القمة الأخيرة لتجمع بريكس بمدينة جوهانسبرغ الجنوب إفريقية في الأسبوع الماضي، قررت الدول الخمس الأعضاء دعوة 6 دول أخرى للانضمام إلى التجمع.. ولا يبدو أن ضم الإمارات العربية المتحدة والأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية إلى التجمع الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، سيكون نهاية المطاف بالنسبة له، خاصة مع وجود 16 دولة أخرى قدمت طلبات رسمية للانضمام إليه.
تفكك النظام العالمي حالياً أمر بالغ الخطورة
وبحسب قمة جوهانسبرغ فإن ضم الدول الست يمثل مرحلة أولى من توسيع أكبر لعضوية بريكس بهدف منح الدول النامية نصيب أكبر في صناعة القرار العالمي.
وفي مقالة افتتاحية قالت وكالة بلومبرغ للأنباء إن التجمع الجديد المكون من 11 دولة، لن يجد التوفيق بين مصالح وسياسات الدول الأعضاء أقل صعوبة مما واجهه التجمع وهو يضم 5 دول فقط.. والاحتمال الأكبر أن يؤدي توسيع بريكس إلى زيادة صعوبة التنسيق بين مواقف الأعضاء، معنى هذا أن إعلان ضم الأعضاء الجدد أقل أهمية مما يتم محاولة الإيحاء به.
وعلى الرغم من ذلك من الصعب تجاهل ما حدث، فالتجمع بتشكيلته الجديدة يمكن أن يضعف قنوات التواصل الدولي القائمة، في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى تحرك جماعي لمواجهة المخاطر التي لم يواجهها العالم من قبل.. فالرغبة المتزايدة من جانب دول العالم لإيجاد بديل للنظام العالمي السائد حالياً هو تطور مهم في حد ذاته، ويمثل فشلاً للقيادة الأمريكية للعالم.
Nobody cares about what #USA and its puppets & lapdogs such as #Macron #France or #EU & #NATO whines about. #BRICS+ will prevail & grow.
The Bully and his small old lands thieves are all falling because the World is tired of being enslaved & robbed by them. Cry me a river! pic.twitter.com/x91A0xK42e
وبحسب افتتاحية بلومبرغ فإن الصين وهي المهندس الرئيسي والمؤيد الدائم لتوسيع التجمع، ترى فيه وسيلة لممارسة قيادتها الاقتصادية والجيوسياسية على المسرح العالمي.
كما أن روسيا التي تبحث عن شركاء اقتصاديين جدد وتخفيف تكلفة حربها في أوكرانيا، متحمسة أيضاً لضم دول جديدة إلى بريكس، وعلى الرغم من أن الدول الأخرى الأعضاء في بريكس كانت متشككة في البداية، ولا ترغب في رؤية التجمع يناوئ بشدة الولايات المتحدة وشركاءها في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، فإنها وافقت على توسيع التجمع بغض النظر عن ذلك.
وعلى الرغم من كل التباينات بين دول بريكس الـ 11، فإنها تتفق بوضوح على أن القواعد والمؤسسات العالمية الحالية، لا تخدم مصالحها بالطريقة الصحيحة.
وفي أفضل الأحوال فإن احتمالات تحقيق التجمع لنتائج إيجابية تظل محدودة، ففي عام 2016 أسست الدول الأعضاء آلية مشتركة للسيولة المالية، تسمح له بإقراض بعضها البعض في حالات الطوارئ، وتقديم بديل لصندوق النقد الدولي.. كما أسسوا بنك التنمية الجديد على غرار البنك الدولي، ومولت الصين برامج للبنية التحتية في الدول الأعضاء ودول نامية أخرى كجزء من مبادرة الحزام والطريق، كما تأمل الدول الأعضاء في تطوير ترتيبات تجارية جديدة خارج نطاق منظمة التجارة العالمية، وتتحدث هذه الدول أيضاً عن إطلاق عملة جديدة تحررهم بدرجة ما من سيطرة الدولار الأمريكي.
USA ???????? #BRICS message taking on dollar. @abcnews #lbc #GBNews pic.twitter.com/CPvUcwWApB
— Outspoken. ???????? (@ExploringAlway) August 28, 2023 إضعاف المؤسسات الدوليةوترى بلومبرغ أن تجمع بريكس لم يحقق حتى الآن شيئاً مهماً على صعيد دعم الاستقرار وزيادة القدرات الاقتصادية للدول الأعضاء، في المقابل فإن إضعاف المؤسسات الدولية القائمة ستجعل التعاون متعدد الأطراف الحقيقي أشد صعوبة.
وتعترف وكالة بلومبرغ بأن السخط على المؤسسات الدولية والقيادة الأمريكية للعالم له ما يبرره، وليس من قبيل المصادفة أن يتزامن وصول أعضاء بريكس إلى 11 دولة، مع ابتعاد الولايات المتحدة عن القيادة الاقتصادية للعالم، والذي تسارع في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وتأكد في عهد خلفه الرئيس الحالي جو بايدن.
ويفقد صندوق النقد والبنك الدوليان بوصلتيهما بصورة متزايدة، كما أصبحت منظمة التجارة العالمية شبه ميتة، بعد أن عرقلت الولايات المتحدة عملها بدرجة كبيرة.. كما أن المبدأ الحاكم للسياسة الأمريكية لم يعد "الرخاء العالمي" وإنما "صنع في أمريكا"، لذلك يمكن التسامح مع رغبة الاقتصادات الناشئة في إيجاد بدائل للنظام العالمي،الذي يبدو أنه يضع مصالحها في المرتبة الأخيرة.
المأساة أن هذا الانقسام العالمي يأتي في أسوأ وقت ممكن.. فأسعار الفائدة المرتفعة تزيد الضغوط المالية التي تواجهها الكثير من الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، وإذا حدثت أزمة ديون عالمية جديدة، فلن يمكن محاصرتها في نطاق ضيق.. كما أن تكلفة التغير المناخي تتزايد، وجهود دول بريكس لمواجهة هذا التحدي ستكون حيوية سواء الآن أو في المستقبل.. فهذه التحديات حتمية وتحتاج إلى تعاون عالمي لمواجهتها.
ومعنى هذا أن تفكك النظام العالمي متعدد الأطراف حالياً أمر بالغ الخطورة، وعلى الولايات المتحدة وشركائها التحرك بشكل عاجل لإصلاح هذا النظام، مدفوعين بالقلق من تداعيات توسيع تجمع بريكس.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني بريكس أمريكا الدول الأعضاء
إقرأ أيضاً:
الرئيس محمود عباس يدعو لتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة ويدين جرائم الاحتلال خلال كلمته بالقمة العربية الإسلامية في الرياض
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته أمام القمة العربية الإسلامية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، أن الأوضاع الراهنة تتطلب أعلى درجات التضامن والتعاون العربي والإسلامي.
وأشار إلى فشل المجتمع الدولي في وضع حد للعدوان وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام.
ودعا عباس الدول العربية والإسلامية إلى العمل الجاد لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735، الذي ينص على وقف العدوان وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى انسحاب الاحتلال من قطاع غزة ورفض محاولات فصل القطاع عن الضفة الغربية، مع تأكيد دور دولة فلسطين في تحمل مسؤولياتها السيادية.
كما شدد عباس على أهمية مطالبة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بتعليق عضوية إسرائيل إذا لم تلتزم بالقانون الدولي وتنهي اعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن استمرار انتهاكات الاحتلال يستدعي من الدول إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل، وفرض عقوبات عليها وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، مطالبًا بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان في غضون عام، بناءً على فتوى محكمة العدل الدولية.
ووجّه عباس نداءً للقادة الحاضرين لحماية القدس ودعم صمود أهلها، ومنع الاعتداءات على المسجد الأقصى، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة.
كما دعا إلى تعزيز التحالف الدولي لدعم فلسطين في الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة وتطبيق مبادرة السلام العربية.
وفي ختام كلمته، طالب عباس الدول العربية والإسلامية بالضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن الأموال الفلسطينية، وتأمين شبكة الأمان المالي لدولة فلسطين، ودعم وكالة الأونروا في مواصلة مهامها.
وأكد أن هناك جهودًا جارية لتنظيم الآليات واللجان اللازمة لإدارة قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية.