يزين سماء مصر الليلة.. كل ما تريد معرفته عن القمر الأزرق

تحمل لنا سماء الكون دائمًا أحداثًا ساحرة وظواهرًا فلكية استثنائية تلهم فضولنا وتجذب أنظارنا نحو عظمة الكون. في هذا السياق، يأتينا مشهد فلكي نادر ورائع يُسمى "القمر الأزرق". سيشهد عشاق الفلك والمهتمون بعلم الفلك هذه الليلة حدثًا استثنائيًا يعرف بظاهرة "القمر الأزرق"، حيث يظهر القمر بلونه الفضي الساحر وبحجم أكبر من المعتاد.

الظاهرة الفلكية وتعريفها

مصطلح "القمر الأزرق" يُستخدم لوصف الوقت الذي يشهد فيه شهر ميلادي واحد وجود اكتمالين للقمر، أي اثنان من الأقمار الكاملة في شهر واحد. ويرتبط هذا المصطلح بتوقيت مدار القمر حول الأرض، حيث يحدث عندما يكون مدار القمر في أقرب نقطة من الأرض في الوقت الذي يكتمل فيه القمر تمامًا. وعلى الرغم من تسميته "القمر الأزرق"، إلا أنه لا يتغير لون القمر بالفعل، بل يبقى بلونه الفضي الذي نعرفه.

تفسير الظاهرة

لتفسير ظاهرة "القمر الأزرق"، لنلقِ نظرة على الشرح الذي قدمه الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية. يُوضح الدكتور تادرس أن هذه الظاهرة تحدث عندما يكتمل القمر تمامًا في الليلة الثالثة والثلاثين من الشهر، ثم يتبعه في الليلة التالية شهر جديد ويكتمل مرة أخرى. وبالتالي، يصبح هناك اكتمالين للقمر في نفس الشهر.

توقيت وموعد الرؤية

 تتجلى ظاهرة "القمر الأزرق" هذه الليلة، يمكن للمهتمين بالفلك وعلم الفلك متابعتها ومشاهدتها بوضوح. من المتوقع أن يكتمل القمر تمامًا في الساعة الثالثة و37 دقيقة صباحًا، وسيكون مشرقًا في السماء بعد غروب الشمس مباشرة. وستظل رؤيته واضحة ولامعة طوال الليل حتى شروق الشمس في اليوم التالي.

أهمية الرصد والمشاهدة

يعتبر هذا الليل هو الوقت المثلى لرؤية التضاريس والتفاصيل على سطح القمر بوضوح. توفر لنا ظاهرة "القمر الأزرق" فرصة فريدة للاستمتاع بمشاهدة الأماكن المرتفعة والأخاديد والفوهات البركانية بكل تفاصيلها الرائعة. ويُنصح بشدة الفلكيين والهواة باستخدام التلسكوبات والنظارات المعظمة للاستفادة القصوى من هذه اللحظة الفلكية النادرة.

الاكتمال والأبعاد:

وفقًا للدكتور أشرف تادرس، يأتي "القمر الأزرق" بأبعاد مميزة. يظهر القمر بحجم أكبر بنسبة تصل إلى 16% من حجمه العادي. ويرجع ذلك إلى موقع مدار القمر القريب نسبيًا من الأرض في هذا التوقيت، مما يجعله يبدو أكبر وأكثر إشراقًا.

ندرة الظاهرة  

يُعتبر "القمر الأزرق" ظاهرة نادرة ومميزة. حيث تكون هناك حوالي 25% من الأقمار الكاملة هي أقمار عملاقة، ولكن معظمها لا يتزامن مع اكتمال آخر في نفس الشهر. وتكون 3% فقط من الأقمار الكاملة زرقاء، وهي نسبة قليلة تجعل هذه اللحظة تستحق الانتظار والاستمتاع بها.

المستقبل 

إذا لم تتمكن من مشاهدة ظاهرة "القمر الأزرق" هذه المرة، فلا داعي للقلق. ستعود الظاهرة مرة أخرى في مايو 2026، حيث يُتوقع أن يحدث اكتمالان للقمر خلال نفس الشهر.

تجسد ظاهرة "القمر الأزرق" جمال الكون وتذكيرنا بعظمة الظواهر الفلكية. لذا، دعونا نستمتع بهذه اللحظة النادرة ونرفع أعيننا نحو السماء بأعين مليئة بالدهشة والإعجاب. استخدموا التلسكوبات والنظارات المعظمة للاستفادة القصوى من هذه التجربة الفلكية المذهلة والتي تمنحنا نافذة مميزة لاستكشاف أعماق الكون وسحره اللامتناهي.

المصدر: البوابة نيوز