بمساعدة أميركا.. ظهر "حلف ناتو آسيا" وانهار سريعا
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
بعد مضي أقل من 5 سنوات على نهاية الحرب العالمية الثانية، شهد العالم اندلاع الحرب الكورية التي استمرت لأكثر من 3 سنوات متسببة في مقتل ملايين الأشخاص. وفي خضم هذه الحرب، لم تتردد الولايات المتحدة الأميركية، وحلفاؤها، في التدخل بشكل مباشر أملا في طرد الكوريين الشماليين الذين تمكنوا في وقت سابق من التقدم بعمق أراضي جيرانهم الجنوبيين.
مع نهاية الحرب الكورية وتزايد حدة التوتر بمستعمرة الهند الصينية الفرنسية السابقة، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية، ضمن سياسة إبرام المعاهدات الدفاعية، لإنشاء حلف جديد بآسيا، شبيه بحلف شمال الأطلسي، لكبح جموح النفوذ السوفيتي والصيني المتزايد بالمنطقة.
مادة اعلانيةومع مع افتتاح مؤتمر مانيلا يوم 6 أيلول/سبتمبر 1954، أجرت عدة دول جملة من المفاوضات السريعة التي أدت بعد يومين فقط لإعلان تشكيل منظمة معاهدة جنوب شرق آسيا المعروفة أيضا بسياتو (SEATO). وقد ضمت هذه المنظمة دولا عدة، معارضة للنفوذ الشيوعي بالمنطقة، كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا ونيوزيلندا وأستراليا والفلبين وتايلند وباكستان. وبسبب بنود معاهدة جنيف المبرة عام 1954، لم تستدع فيتنام الجنوبية ومملكة كمبوديا ومملكة لاوس للانضمام لهذا التحالف العسكري والأمني الذي اكتسب مكانة هامة بداية من العام 1955 ضمن سياسة احتواء التوسع السوفيتي بآسيا.
من 2 (2 صور) شارك تم نسخ الرابط جانب من القوات الأميركية المشاركة بحرب فيتنام صورة لإحدى الدبابات الأميركية بالحرب الكوريةإلى ذلك، نصت البنود الأساسية لهذا الحلف على ضرورة تسوية الخلافات السياسية والاقتصادية بين أعضائه بشكل سلمي كما دعت لتشكيل تعاون اقتصادي وعسكري داخل الحلف بهدف مواجهة المد الشيوعي. من جهة ثانية، احتفظت الولايات المتحدة الأميركية بحق التدخل عسكريا لصالح هذه الدول لمواجهة أي هجوم محتمل من الشيوعيين. وبتلك الفترة، وافقت كل من تايلند والفلبين وباكستان على الانضمام لهذا الحلف بسبب مخاوفهم المتزايدة عقب قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949. وبينما أكدت كندا على اكتفائها بحلف الناتو فقط، فضلت الهند الحفاظ على موقف الحياد والابتعاد عن النزاعات التي قد تنجر للمشاركة بها بسبب هذا الحلف.
نهاية الحلفعلى الصعيد الدولي، سجلت منظمة معاهدة جنوب شرق آسيا حضورا ضئيلا وضعيفا. فمطلع الستينات، لم يتدخل الحلف لوقف زحف الشيوعيين المنتمين للباثيت لاو (Pathet Lao) بالحرب الأهلية بلاوس كما نأى بنفسه عن مساعدة باكستان بالحروب الهندية الباكستانية متسببا بذلك في غضب السلطات الباكستانية التي فضلت الخروج منه. وبحرب فيتنام، شهدت منظمة معاهدة جنوب شرق آسيا أزمة بسبب الخلاف الأميركي الفرنسي حول التدخل بهذه الحرب. فبتلك الفترة، عارض الفرنسيون التدخل الأميركي بفيتنام واتجهوا منذ منتصف الستينات لوقف دعمهم لهذا الحلف قبل مغادرته بشكل نهائي.
جنود أميركيون أثناء تقدمهم بفيتنام
وبحلول منتصف السبعينات، خططت الدول المشاركة بهذا الحلف لحلّه عقب بداية سياسة التقارب مع المعسكر الشيوعي حيث شهدت العلاقات الأميركية السوفيتية من جهة والأميركية الصينية من جهة ثانية تحسنا واضحا مقارنة بما كانت عليه بالسابق.
وعقب مناورة عسكرية مشتركة أخيرة، تم حلّ هذا الحلف بشكل نهائي يوم 30 حزيران/يونيو 1977.
المصدر: العربية
كلمات دلالية: المتحدة الأمیرکیة
إقرأ أيضاً:
بلومبيرغ: رسوم ترامب الجمركية ستحدث ألما كبيرا لشركات السيارات الأميركية
وسط تهديدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك، أظهرت تحليلات جديدة أن صناعة السيارات في أميركا قد تكون أولى ضحايا هذه السياسات التجارية.
ووفقا لما نقلته وكالة بلومبيرغ تشير التوقعات إلى أن الضرائب الجمركية المقترحة ستُحدث "ألمًا كبيرًا" لشركات السيارات الأميركية التي تعتمد بشكل كبير على سلسلة الإمدادات عبر أميركا الشمالية.
واردات كبيرة من كندا والمكسيكوبحسب التحليل الذي أجرته الخبيرة الاقتصادية نيكول غورتون-كاراتيلي من بلومبيرغ إيكونوميكس، فإن نصف واردات الولايات المتحدة من السيارات المجمّعة تأتي من كندا والمكسيك.
أما بالنسبة لقطع الغيار، فإن حوالي 80% من مكونات حيوية مثل أحزمة الأمان والوسائد الهوائية تعتمد على الموردين في هاتين الدولتين.
هذا الاعتماد المتبادل -وفق بلومبيرغ- يهدد بتقويض الطلب على مكونات السيارات الأميركية، حيث سيتم فرض ضرائب على السيارات المجمّعة القادمة من كندا والمكسيك، مما يضر بمشاركة الأجزاء الأميركية الصنع المدمجة في هذه السيارات.
وتشير غورتون-كاراتيلي إلى أنه: "بتهديد كندا والمكسيك بالرسوم الجمركية، فإن ترامب يهدد بشكل مباشر القطاع الصناعي للسيارات في الولايات المتحدة".
نصف واردات الولايات المتحدة من السيارات المجمّعة تأتي من كندا والمكسيك (الفرنسية) تأثير على الشركات المحلية والدوليةوترى بلومبيرغ أن المفارقة هنا أن هذه الرسوم قد تؤثر على الشركات الأميركية التي تنتج سياراتها داخل الولايات المتحدة أكثر من منافساتها الأجنبية التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية.
إعلانشركات مثل فولكس فاغن وبورشه، التي تعاني بالفعل في السوق الصيني، ستواجه تحديًا مضاعفًا إذا تم فرض رسوم إضافية على وارداتها إلى السوق الأميركي، وفق بلومبيرغ.
بالإضافة إلى ذلك، أبدت شركات أخرى مثل مازدا في المكسيك قلقها من التوجهات المقبلة، وصرّح مديرها الإقليمي أن الشركة ستعيد النظر في إستراتيجيات الاستثمار إذا استمرت التهديدات الجمركية دون وضوح.
تداعيات محتملةوإلى جانب الولايات المتحدة، بدأت الشركات العالمية بالفعل بالاستعداد لمواجهة حرب تجارية جديدة.
ووفقًا لتقارير بلومبيرغ، قامت بعض المصانع الصينية بتحويل الإنتاج إلى فيتنام أو الأسواق الأوروبية لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية.
من ناحية أخرى، تشكّل هذه التهديدات قلقًا إضافيًا وسط تباطؤ الإنتاج الصناعي العالمي وتزايد المنافسة الصينية في قطاعات رئيسية.
ومع استمرار هذه التطورات، يواجه قطاع السيارات الأميركي مستقبلًا مضطربًا تحت سياسات ترامب التجارية.