أبوظبي في 30 أغسطس /وام/ أعلن "إنسبشن"، مركز الذكاء الاصطناعي التابع لمجموعة "جي 42"، إطلاق الإصدار مفتوح المصدر من نموذج "جيس"، النموذج اللغوي الكبير للغة العربية الأعلى جودة على مستوى العالم.

ويستند "جيس" إلى 13 مليار مؤشر، وتم تدريبه على مجموعة بيانات جرى تطويرها حديثاً وتضم 395 مليار رمز باللغتين العربية والإنجليزية.

وسيسخر نموذج “جيس” الذي تمت تسميته تيمناً بأعلى قمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في العالم العربي.

ويعد هذا النموذج ثمرة تعاون بين مركز "إنسبشن"؛ وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم؛ وشركة "سيريبراس سيستمز".

وتم تدريب النموذج باستخدام "كوندور جالاكسي"، الحاسوب الفائق المدعوم بالذكاء الاصطناعي بقدرة حوسبة متعددة الإكسافلوبس (مليون ترليون عملية حسابية في الثانية)، والذي تم تصميمه بالتعاون بين "جي 42" و"سيريبراس سيستمز".

ويعد إطلاق "جيس" محطة بالغة الأهمية في مضمار الذكاء الاصطناعي في العالم العربي؛ ذلك أن هذا النموذج، الذي تم تطويره في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يتيح لأكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية فرصة مهمة لاستكشاف القدرات الكامنة للذكاء الاصطناعي التوليدي، كما يعزز مكانة دولة الإمارات باعتبارها مركزاً رائداً للذكاء الاصطناعي، والابتكار، وصون الثقافة، والتعاون الدولي.

ويسعى مركز "إنسبشن"، من خلال فتح مصدر نموذج "جيس"، إلى حفز مشاركة المجتمعات العلمية والأكاديمية والمطورين في تسريع نمو منظومة حيوية للذكاء الاصطناعي باللغة العربية والارتقاء بمستوى االابتكار في هذا المجال، فقد يشكّل "جيس" نموذجاً يحتذى به للغات أخرى لا تحظى حالياً بدرجة كافية من التمثيل في بيئات الذكاء الاصطناعي الرائجة.

وقال أندرو جاكسون، الرئيس التنفيذي لمركز "إنسبشن" للذكاء الاصطناعي: "نؤمن في "إنسبشن" بأن التعاون هو أساس الازدهار. ونرسي اليوم معياراً جديداً لتقدم الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط مع ضمان مكانة متميزة للغة العربية بكل ثرائها وإرثها في مشهد الذكاء الاصطناعي. ويعكس "جيس" التزامنا الراسخ بالتميز والابتكار ونشر منظومة الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع".

من جانبه، قال البروفيسور إيريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: "تطلّب تطوير نموذج لغوي كبير للغة العربية من هذا المستوى إجراء أبحاث متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، واكتساب فهم عميق للغة العربية بتنوعها وإرثها الغني وللأهمية المتنامية للنماذج اللغوية الكبيرة في مختلف جوانب المجتمع. وستواصل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ريادة النماذج اللغوية الكبيرة التي تتميز بالكفاءة والفاعلية والدقة".

ويعد "جيس" نموذجاً لغوياً كبيراً قائماً على المحولات يستخدم العديد من المزايا المتطورة، بما فيها ميزة الانتباه للتحيزات الخطية "ALiBi" التي تمكّن النموذج من استقراء تسلسل طويل لتوفير سياق أفضل وأدق. ومن التقنيات الرائدة التي يستخدمها النموذج أيضاً دالة تنشط الوحدات الخطية المسورة "SwiGLU"، وتحديد معلمات الحد الأقصى للتحديث بغية تعزيز كفاءة تدريب النموذج ودقته.

وعمل فريقا جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومركز "إنسبشن" على تقييم وتعديل نموذج "جيس" مفتوح المصدر، الذي تم تدريبه على مجموعة بيانات مخصصة تضم 116 مليار رمز مميز "tokens" باللغة العربية لاستيعاب تعقيد وتنوع وغنى هذه اللغة، وذلك باستخدام "كوندور جالاكسي 1" (CG-1)، حاسوب الذكاء الاصطناعي الفائق الذي تم الإعلان عن تطويره مؤخراً بالتعاون بين "جي 42" وشركة "سيريبراس سيستمز". وتضمنت مجموعة البيانات أيضاً 279 مليار رمز مميز باللغة الإنجليزية لضمان الارتقاء بأداء النموذج عبر التحويل ثنائي اللغة. وسيواصل مركز "إنسبشن" وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تحسين نموذج "جيس" وتوسيع نطاقه لمواكبة نمو مجتمع مستخدميه.

وقال أندرو فيلدمان، الرئيس التنفيذي لشركة "سيريبراس سيستمز": “حققت شراكتنا الاستراتيجية مع "جي 42" نتائج متميزة بالفعل، حيث قدمنا منذ بضعة أسابيع حاسوب "كوندور جالاكسي" الفائق المدعوم بالذكاء الاصطناعي مع قدرة حوسبة متعددة الإكسافلوبس. واليوم تقدم هذه الشراكة إنجازاً استثنائياً آخر يتمثل بالنموذج اللغوي الكبير للغة العربية الموجه إلى مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر. ولطالما حرصنا في "سيريبراس" على تصميم تقنيات متطورة واستكشاف السبل المبتكرة لاستخدامها. ويشكّل "جيس" مساهمة كبيرة إلى مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر العالمي، ودليلاً ملموساً على سهولة استخدام حاسوب "كوندور جالاكسي 1" وقدرته على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي بسرعة فائقة".

رامي سميح/ إبراهيم نصيرات

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: جامعة محمد بن زاید للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی باللغة العربیة للغة العربیة الذی تم

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات: نعمل على إعداد المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مصر تعمل حاليًا على إعداد المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية العالمية، خاصة مع الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وجاء ذلك خلال جلسة مباحثات عقدها الدكتور عمرو طلعت، مع السفير أمانديب جيل، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتكنولوجيا، حيث تناولت المباحثات أحدث التطورات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الصعيد العالمي، وسبل تعزيز التعاون المشترك في هذه المجالات، وذلك على هامش فعاليات القمة العالمية الأولى للبنية التحتية الرقمية التي عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، في الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر الجاري.

خلال اللقاء، أشاد الدكتور عمرو طلعت بالجهود المبذولة لإصدار الاتفاق الرقمي العالمي، والذي يمثل مرحلة جديدة في الأجندة العالمية للتحول الرقمي. وأكد أن أولويات استراتيجية مصر الرقمية تتماشى مع أولويات الأمم المتحدة، بما في ذلك حوكمة البيانات، والذكاء الاصطناعي، واستخدام تقنيات التعلم الآلي، وإتاحة النفاذ إلى الإنترنت. كما شدد على أهمية الإطار العالمي لضمانات إدارة البنية التحتية الرقمية الذي أصدرته الأمم المتحدة، والذي يقدم توصيات لضمان تنفيذ البنية التحتية الرقمية بشكل آمن وشامل.

وأكد الدكتور طلعت حرص الدولة على تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية، مشيرًا إلى أن مصر تعمل حاليًا على إعداد المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية العالمية، خاصة مع الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

من جانبه، أشار السفير أمانديب جيل إلى أهمية الإطار العالمي لضمانات إدارة البنية التحتية الرقمية في تعزيز بناء اقتصاد رقمي عالمي. وأكد أهمية الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لتسريع الرقمنة. كما أشاد بالمشاركة الفعالة لمصر في المحافل الدولية، ومنها القمة العالمية الأولى للبنية التحتية الرقمية، والمشاركة المصرية في "أيام عمل قمة الأمم المتحدة للمستقبل" الشهر الماضي.

عقد الدكتور عمرو طلعت اجتماعًا مع  سيلفيا سولف، مديرة الممارسات في البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وناقش الاجتماع مشروعات التعاون الحالية والمستقبلية في مجال تطوير البنية التحتية وبناء القدرات الرقمية.

وأكد الوزير خلال اللقاء أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد تحول من قطاع خدمى إلى قطاع خدمى إنتاجي، مشيرًا إلى تحسن تصنيف مصر في العديد من المؤشرات الدولية، مثل تصنيفها ضمن مجموعة الدول الرائدة في "مؤشر جاهزية الحكومة الرقمية" الصادر عن البنك الدولي لعام 2022.

كما استعرض الوزير جهود الوزارة في بناء القدرات الرقمية عبر منصة "مهارة تك"، وأهمية دعم المهنيين المستقلين وصقل مهاراتهم لتعزيز قدراتهم التنافسية في سو ق العمل الحر العالمي. وأكد أيضًا على جهود الوزارة في مشروعات "حياة كريمة"، والتي تشمل مد كابلات الألياف الضوئية وإنشاء أبراج محمول وتطوير مكاتب البريد.

أشادت سيلفيا سولف بالتطورات التي يشهدها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، مؤكدة على الجهود المبذولة لتحسين خدمات الاتصالات وتنمية قدرات المواطنين في قرى "حياة كريمة". كما وجهت التهنئة للدكتور عمرو طلعت على نجاح مصر في استضافة القمة العالمية الأولى للبنية التحتية الرقمية.

حضر الاجتماعات عدد من كبار المسؤولين، منهم السفير عمرو الجويلى، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي، والسفير خالد طه، مستشار وزير الاتصالات لشؤون العلاقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يطلق برنامج شهر اللغة العربية في فرنسا
  • مصر للمعلوماتية تنظم ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي
  • وزير الاتصالات: نعمل على إعداد المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي
  • جديد الذكاء الاصطناعي.. يمكنه اكتشاف المشاعر!
  • «مايكروسوفت» تطلق حواسيب جديدة مدعومة بـ«الذكاء الاصطناعي»
  • موبيليس توقع اتفاقية شراكة مع المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي
  • "أبوظبي للغة العربية" يوقّع مذكّرة تفاهم مع "مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية"
  • تجربة المستقبل ..كشف النقاب عن رؤية  TECNO للذكاء الاصطناعي في IFA Berlin 2024!
  • "التعليم".. تفاصيل النموذج الإشرافي المحدث لتطوير جودة العملية التعليمية
  • وزارة الرياضة تطلق أول أكاديمية متخصصة في تدريب الذكاء الاصطناعي "أكاديمية شباب مبتكرون