بعد زيارة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى مصر التي استغرقت يوما، ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحدث خبراء ومراقبون سودانيون عن دلالات الرحلة القصيرة، التي تعد الأولى للبرهان خارج البلاد منذ بدء الحرب منتصف أبريل الماضي.

وكانت مساعي إنهاء الحرب وبدء حوار سياسي بين طرفي الصراع في السودان، على رأس أولويات زيارة البرهان إلى مصر، فضلا عن تأكيد دور القاهرة كقناة للتواصل بين الجيش والأطراف الدولية من أجل التوصل لصيغة تسدل الستار على الأزمة.


شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك السودان ويصون مصالح شعبها، وفق بيان للرئاسة المصرية عقب المباحثات.
تناول تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب البرهان بالمسار الذي انعقدت عبره قمته الأولى مؤخرا في مصر، فضلا عن مناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني، لا سيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة.
أكد السيسي موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصة خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذا في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين.
أشاد البرهان بالمساندة المصرية “الصادقة والحثيثة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التأريخي الذي يمر به”.
أكد قائد الجيش السوداني في كلمة له عقب اللقاء، أن “القوات المسلحة لا تسعى للاستمرار في الحكم”، وأن “ما يسعى له الجيش هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة”.
أضاف: “نسعى لاستكمال المسار الانتقالي الديمقراطي إلى أن يختار الشعب السودان من سيحكمه”.
استضافت مصر مؤخرا مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على المنطقة.
خلال هذه القمة، أكد الرئيس المصري بذل بلاده كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني، مطالبا الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد والبدء في مفاوضات لإنهاء القتال، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية.

واعتبر الكاتب الباحث السياسي السوداني ماهر أبو الجوخ، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اختيار البرهان مصر لزيارته الخارجية الأولى منذ بدء الحرب “به العديد من الإشارات، على رأسها تأكيد الترابط الوثيق الذي يجمعه مع القيادة المصرية”.

وحدد أبو الجوخ عددا من الدلالات وراء زيارة البرهان، قائلا:

القاهرة باتت فعليا ضمن الأطراف المتحركة العاملة لإنهاء الصراع في السودان، والحيلولة دون تحوله لحرب أهلية.

بالنظر إلى التحركات المصرية الأخيرة خاصة بعد قمة دول جوار السودان التي دعت لها القاهرة، والتنسيق الأميركي المصري مؤخرا في ملف السودان، من الواضح أن القاهرة ستكون قناة للتواصل بين الجيش والأطراف الدولية من أجل التوصل لصيغة تنهي الحرب.
في ذات الوقت، يتوقع أن تلعب القاهرة دورا إضافيا في تقريب الخلاف بين طرفي الحرب، باستثمار الصلة والثقة المتوفرة بينها وبين قيادات الجيش خاصة البرهان، بغرض تشجيعهم وتقليل مخاوفهم من المضي قدما في أي إجراءات تفضي لإنهاء الصراع.
بدء حوار سياسي بين البرهان والمجموعات السياسية، خاصة قوى الحرية والتغيير، بواسطة وتنسيق مصري، حاضر ضمن الأجندة حاليا، إلا أن المسألة الأساسية التي تم التركيز عليها ومنحها الأولوية في الوقت الحالي وفي هذه الزيارة تحديدا، التركيز على الجوانب المرتبطة بإنهاء الحرب أكثر من القضايا السياسية.

أما المحلل السياسي السوداني المثنى عبد القادر الفحل، فيرى في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الزيارة الخارجية الأولى للبرهان “لها دلالة واضحة للتأكيد على عودة انفتاح السودان على العالم لتعزيز وضعه الإقليمي والدولي، بعد الحرب التي دمرت العاصمة وشردت ملايين المدنيين في 5 أشهر”.

وأوضح الفحل أن دلالات زيارة قائد الجيش السوداني لمصر، تكمن في عدد من النقاط وفق رأيه:

تأكيد على دخول مرحلة جديدة، بعدما فشلت دول الجوار في دعم الشعب السوداني بشكل فعال والتوصل إلى رؤية موحدة، بسبب مصالحها المتضاربة.

كان حري برئيس مجلس السيادة أن يغادر للتشاور مع دول الجوار، ويقدم شروحات حول موقف الأزمة السودانية، خاصة أن استجابة العالم معها كان ضعيفا.
سعى البرهان من خلال الزيارة بالتأكيد لمعرفة مواقف دول الجوار من الأزمة وحجم استجابتهم وتقييم مواقفهم تجاه السودان، والحصول على الدعم خلال المرحلة المقبلة.

تقرير: سكاي نيوز عربية

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

البرهان لوفد مجلس السلم والأمن الإفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”

اعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الخميس، أن ما تتعرض له بلاده من حرب مع قوات الدعم السريع "يمثل استعمارا جديدا"، وأكد البرهان، رفضه محاولات السيطرة على بلاده عبر "جهات أجنبية" تستخدم "الدعم السريع".

جاء ذلك خلال لقاء البرهان بمدينة بورتسودان (شرق) وفد مجلس الأمن والسلم الإفريقي برئاسة محمد جاد، المندوب الدائم لمصر لدى الاتحاد الإفريقي، والرئيس الدوري الحالي لمجلس السلم والأمن، وفق بيان لمجلس السيادة.

وخلال اللقاء، أكد البرهان، أن "ما يتعرض له السودان يمثل استعمارا جديدا".

وأوضح أن "تجاهل الاتحاد الإفريقي للأزمة التي يعيشها شعب السودان ناتج من عدم معرفته بحقيقة هذه الأزمة"، وفق البيان.

ونقل البيان عن البرهان قوله: "نرفض السيطرة على السودان بواسطة جهات أجنبية (لم يسمها) تستخدم المليشيا (الدعم السريع) في حربها ضد البلاد".

وتابع: "البلاد محتلة من مليشيا متمردة (الدعم السريع) بمشاركة مرتزقة أجانب، ومعاونة دول يعرفها الجميع"، دون مزيد من التفاصيل.

ومنذ أبريل/ نيسان 2023 تتواصل حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن نحو 21 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

وبشأن العلاقة مع التكتل القاري، قال البرهان: "لازلنا نرى أن توصيف الاتحاد الإفريقي لما حدث في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بأنه انقلاب، غير دقيق وينافي الحقائق".

وأشار إلى أن "هنالك قوة سياسية (لم يحددها) تريد أن تعود للحكم بأي طريق قبل أن يعود المواطنون لمنازلهم ومناطقهم المحتلة بواسطة المليشيا".

وقرر الاتحاد الإفريقي تجميد عضوية السودان بالتكتل القاري في 27 أكتوبر 2021، بعد يومين من فرض البرهان "إجراءات استثنائية" منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ.

من جانبه، أفاد رئيس وفد "الأمن والسلم الإفريقي" محمد جاد، بأن "هذه أول زيارة لمجلس السلم والأمن للسودان منذ عدة سنوات".

وأوضح جاد، أن الإيضاحات التي قدمها البرهان، لوفد المجلس "ساعدت في تفهم أبعاد الأزمة السودانية".

وذكر أن اللقاء مع البرهان تطرق إلى "ضرورة إيجاد البيئة اللازمة لاستعادة السودان لعضويته في الاتحاد الإفريقي".

وأضاف جاد، أنه "لا يمكن أن يمر السودان بمثل هذه الأزمة وتكون عضويته مجمدة في الاتحاد الإفريقي".

وفي وقت سابق الخميس، وصل وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى بورتسودن في زيارة غير محددة المدة يلتقي خلالها مسؤولين سودانيين.

الأناضول  

مقالات مشابهة

  • ثلاث رسائل في بريد الفريق اول عبد الفتاح البرهان
  • البرهان يرفض وصف أحداث 25 أكتوبر بالانقلاب
  • الحركة الاسلامية السودانية وتفكيك الجيش القومي السابق والمؤسسة العسكرية السودانية
  • البرهان يفتعل مشكله مع العالم !!
  • البرهان لوفد مجلس السلم والأمن الإفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”
  • البرهان لوفد إفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”
  • بعد سيطرة الجيش السوداني عليه.. ماذا تعرف عن جبل مويه بولاية سنار؟
  • الجيش السوداني يتقدم وسط الخرطوم وقوات متحالفة معه تحقق انتصارات بدارفور
  • العرب المُستبَاحَة
  • هجوم الجيش السوداني المفاجئ يثير الشكوك والاستفهامات