الدعم الغربي لأوكرانيا يواجه معضلة سياسية رئيسية
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
تضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع حلفائها الأوروبيين الخطط لمساعدة عسكرية بعيدة الأمد لأوكرانيا، من أجل ضمان عدم قدرة روسيا، على تحقيق مكاسب في الميدان، وإقناع الكرملين بأن الدعم الغربي لكييف لن يتزعزع.
هل الحكومات الحالية قادرة على حماية الإنفاق العسكري في السنوات المقبلة؟
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن هذا الجهد المبني على تعهدات لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، في اجتماعهم على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس بليتوانيا في يوليو (تموز) الماضي، تضمن حتى الآن مفاوضات ثنائية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا.
إن الهدف من هذا هو ضمان أوكرانيا قوية بما يكفي في المستقبل لردع روسيا من مهاجمتها مجدداً.. وعلى المدى الفوري، يأمل حلفاء أوكرانيا الغربيون بإجهاض أي تفكير لدى الكرملين بأن في إمكانه الانتظار حتى تذهب إدارة جو بايدن وتخلفها إدارة أكثر تعاطفاً مع موسكو.
Devil's in the details, of course, but it's very important to telegraph to both Kyiv and Moscow that U.S. support isn't going anywhere: https://t.co/WXRqfDvGat
— Michael Weiss (@michaeldweiss) August 29, 2023ويتطلع المسؤولون الغربيون إلى وسائل تؤمن الوفاء بالتعهدات وتحد من قدرة الحكومات المستقبلية على التراجع، وسط مخاوف في العواصم الأوروبية، من أن دونالد ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض، فإنه سيسعى إلى خفض المساعدة الأمريكية.. وترامب الذي يتمتع بتقدم واسع في استطلاعات الرأي للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، سبق أن خسر الانتخابات في مواجهة بايدن عام 2020، كما أن هناك أربع قضايا جنائية تلاحقه في الولايات وعلى المستوى الفيدرالي.
دعم مجموعة السبعوفيما تحظى المبادرة بدعم واسع في مجموعة السبع، فإن الجوانب العملية تبدو معقدة، وفق ما يقول مسؤولون.. ومن بين المشاكل، هو أن إدارة بايدن لديها قدرة محدودة على إلزام إدارات مستقبلية بإتفاقات دولية، كما أن ترامب أثبت أنه راغب في نقض اتفاقات توصل إليها أسلافه مع عواصم أجنبية.. وفضلاً عن ذلك، فإن الدول الأوروبية تفتقر إلى القدرات المالية والعسكرية كي تشكل بديلاً، في حال قرر الرئيس الأمريكي المقبل خفض أو وقف المساعدة الأمريكية لكييف.
The U.S. and its European allies are laying plans for long-term military assistance to Ukraine—in part to persuade Russia that Western support for Kyiv won’t waver https://t.co/Cz82258C0H
— The Wall Street Journal (@WSJ) August 29, 2023ويتزايد القلق في أوساط المسؤولين الأوروبيين، حيال واقع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواصل القتال في أوكرانيا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024، أملاً في أن يؤدي فوز جمهوري إلى وقف المساعدة العسكرية الأمريكية.. وحتى الآن، أرسلت الولايات المتحدة أسلحة وعتاداً إلى أوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار.
وبينما ثمة دعم واسع من الحزبين لأوكرانيا، فإن المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية في أمريكا يلمحون إلى أن الدعم الأمريكي يجب أن ينخفض.. وقال ترامب إنه سيضع حداً للحرب في يوم واحد، من خلال تهديد الطرفين بأنه سيساعد الطرف الآخر، في حال لم يقبلا بالجلوس إلى طاولة التفاوض توصلاً إلى تسوية.
ويقر المسؤولون الغربيون بأنه من دون صفقات دعم موثوقة، فإن روسيا لن ترتدع عن المضي في الحرب.
معضلة سياسيةوتلوح معضلة سياسية أكبر من كل هذه الصعاب: هل الحكومات الحالية قادرة على ضمان وحماية الإنفاق العسكري من أجل أوكرانيا في السنوات المقبلة عندما لا تعود موجودة في السلطة؟.
لا مكان يبدو فيه الجواب غير مؤكد أكثر من واشنطن.. إذ بدأ الحلفاء الأوروبيون التحسب لفكرة أن التزامات بايدن بعيدة المدى ستكون أضعف مما يؤمل منه، أو أنها غامضة جداً كي توفر رادعاً موثوقاً ضد روسيا.
وبينما قال بايدن في قمة الناتو بفيلنيوس إن الولايات المتحدة "ستتفاوض على التزامات أمنية بعيدة المدى مع أوكرانيا"، فإن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم لم يقرروا بعد الشكل الذي ستكون عليه هذه الالتزامات.
ويجادل محللون وبعض المسؤولين بأنه سيكون من الأجدى للولايات المتحدة وحلفائها، تحديد مواعيد لتقديم أسلحة من شأنها تحسين أمن أوكرانيا على المدى البعيد.
وفي مارس (آذار) الماضي، أقرت لجنة الموازنة في البرلمان الألماني زيادة 3.2 مليارات دولار في المساعدة المقدمة لأوكرانيا، لترتفع إلى 8.8 مليارات يورو بين عامي 2024 و2032.
وفي فرنسا، صادق البرلمان على أكبر إنفاق عسكري منذ 50 عاماً لموازنة 2024-2030، بدافع تمكين القدرات الدفاعية والعسكرية من مساعدة أوكرانيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
بايدن يوافق على توريد ألغام أرضية مضادة للأفراد لأوكرانيا
أوكرانيا وروسيا.. قال مسؤول أمريكي إن الرئيس جو بايدن وافق على توريد ألغام أرضية مضادة للأفراد لأوكرانيا، وهي خطوة قد تساعد في إبطاء التقدم الروسي في شرقها، وخاصة عند استخدامها مع ذخائر أخرى من الولايات المتحدة.
وقال المسؤول لرويترز، إن الولايات المتحدة تتوقع من أوكرانيا استخدام الألغام في أراضيها، رغم أنها تعهدت بعدم استخدامها في المناطق المأهولة بالمدنيين.
وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بألغام مضادة للدبابات طوال حربها مع روسيا، لكن إضافة الألغام المضادة للأفراد تهدف إلى عرقلة تقدم القوات البرية الروسية.
واضاف إن الألغام الأميركية تختلف عن الألغام الروسية لأنها "غير دائمة" وتصبح خاملة بعد فترة زمنية محددة مسبقا، وتحتاج إلى بطارية لتفجيرها، ولن تنفجر بمجرد نفاد البطارية.
يذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية تصاعدت مع قيام اوكرانيا بضرب منطقة بريانسك الروسية بصواريخ أتاكمس الأمريكية.
وجاء ذلك بعد سماح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمس لشن ضربات أعمق داخل روسيا.
وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن بعض دول الاتحاد الأوروبي سمحت أيضًا باستخدام أسلحتها لشن ضربات أعمق داخل روسيا.
وفي مؤتمر صحفي عقد عقب قمة مجموعة العشرين، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تعليقا على الحادث، إن الضربات الأوكرانية على منطقة بريانسك باستخدام صواريخ ATACMS هي علامة على أن الغرب يحاول تصعيد الوضع، لأن مثل هذه الضربات مستحيلة بدون مساعدة أميركية.. بحسب رويترز.
كما حذر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بعد ذلك من أن العقيدة النووية الروسية المحدثة تنص على ضربة نووية محتملة ردا على استخدام أوكرانيا للصواريخ التقليدية المصنعة في الغرب ضد روسيا.