مرحلة جديدة في عين الحلوة.. هكذا سيتحرّك الجيش
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
دخل التوتر في مخيم عين الحلوة، اليوم الأربعاء شهره الأوّل بعد إشتباكات عنيفة دامت لـ5 أيام مطلع آب الجاري بين حركة "فتح" وإرهابيي جماعتي "جند الشام" و"الشباب المُسلم". وحالياً، ورغم الهدوء الحذر القائم في المُخيم، تواصلت الإتصالات لإيجاد السّبل الكفيلة لتطويق نفوذ هؤلاء المسلحين ضمن منطقتين أساسيتين ضمن المخيم وهما التعمير والطوارئ، في حين أنه لم تُفلح مختلف الوسائل لتسليم هاتين الجماعتين للمطلوبين باغتيال المسؤول في حركة "فتح" أبو أشرف العرموشي.
بشكلٍ أساسي، فإنّ عدم تحقق أمر التسليم حالياً كاد يُمهّد لمعركة عسكرية جديدة أساسها القضاء على الإرهابيين في المُخيم وإنهاء وجودهم ميدانياً. وبشكل فعليّ، وحتى ساعات يوم أمس الثلاثاء، كان الترقُّب سيّد الموقف بين مختلف الأطراف الإسلامية والفلسطينية في المخيم، لاسيما بعدما قيلَ أنّ المدة التي أعطيت لتسليم المطلوبين قد جرى تمديدها حتى يوم الثلاثاء بعدما انتهت يوم الأحد الماضي.
مرحلة جديدة
وفي الوقت الحالي، يُمكن القول إنَّ الوضع في عين الحلوة دخلة مرحلة جديدة تولتها قيادة الجيش الآن، وذلك بهدفِ الضغط على الإرهابيين والتضييق عليهم بعدما أجمعت مختلف الأطراف على أنَّ الحل العسكري لإنهاء وجودهم ليس وارداً الآن مُجدداً.
في غضون ذلك، كشفت مصادر فلسطينيّة مُواكبة لإجتماع حركة "فتح" و "عصبة الأنصار"، يوم أمس، في مُخيّم عين الحلوة، أنَّ اللقاء الذي جمع عدداً من المسؤولين عن الجهتين تطرّق بشكلٍ أساسيّ إلى التأسيس لمُصالحة بين "فتح" و "عصبة الأنصار" لاسيما بعد حصول خلافاتٍ ميدانيّة إبّان الإشتباكات الأخيرة التي اندلعت في المُخيّم قبل شهرٍ من الآن بين "فتح" وجماعة "جُند الشام" الإرهابيّة، واستمرّت لمدة 5 أيّام تقريباً.
وقالت المصادر لـ"لبنان24" إنَّ التوافق الذي حصل بين الطرفين يُمهّد لتعاونٍ أكبر بهدفِ إرساء حالة الهدوء داخل المُخيم من جهة، وتشديد حالة الحصار على الإرهابيين المُتحصنين داخل منطقتي التعمير التحتاني وحي الطوارئ في عين الحلوة.
ووسط كل ذلك، بدأت جماعة "عصبة الأنصار" تتحسُّس "تضييق الخناق" عليها من قبل قيادة الجيش لاسيما بعدما مُنع المُتحدث باسمها الشيخ أبو شريف عقل من الإنتقال إلى خارج المخيم مثلهُ مثل رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب واللواء مُنير المقدح، القيادي في حركة "فتح". وتقولُ مصادر ميدانيّة "لبنان24" إنَّ هذا التضييق الذي حصل أساسهُ خطّة يعتمدها الجيش بالتضييق على الإرهابيين وعلى الجهات التي يمكن أن تكونَ تورّطت في دعمهم أو في تغطيتهم نوعاً ما، وتضيف: "في الأساس، الكثير من قيادات عصبة الأنصار كانت تنتقلُ إلى خارج المخيم بعلم الدولة، وكان هذا الأمرُ يحصلُ بشكل دائم خلال الفترات الماضية. أما اليوم، فإنّ هذا الأمر بات مُختلفاً تماماً، وبالتالي سيُحاصر هؤلاء ضمن المخيم وسيكونُ عليهم حالياً إثبات التعاون مع فتح ومع الجيش من أجل إنهاء الوجود الإرهابيّ في عين الحلوة بأسرع وقتٍ ممكن".
ورجَّحت المصادر أنهُ في حال لم يحصُل هذا الأمر، عندها فإنّ الجيش قد يُوسع إجراءاته على أكثر من صعيد، وقد يضطرُ لاحقاً لتوقيف جهاتٍ أخرى مسؤولة ضمن "عصبة الأنصار" وغيرها من الأطراف التي كانت تستفيد من الدخول والخروج إلى المُخيم، وذلك مثلما حصل قبل يومين مع أبو سليمان السعدي، شقيق مسؤول عصبة الأنصار الراحل أبو طارق السعدي، الذي جرى توقيفهُ من قبل الأمن العام.
في الوقت نفسه، أثارَت تصريحات أخيرة للشيخ ماهر حمود بشأن ملف تسليم المطلوبين بجريمة اغتيال العرموشي، استياءً كبيراً لدى أوساط فلسطينية معنيّة، إذ اعتبرت أنّ حمود يُحرض الإرهابيين على عدم الإلتزام بشرط تقديم المتهمين بالقتل إلى العدالة اللبنانية التي انتقدها.
ما قالهُ حمود توقفت عندهُ أطراف فلسطينية عديدة، وتساءلت عن سبب هذه التصريحات في ظلّ المرحلة الحالية، وقالت: "هناك أجندات مشبوهة تفرُض نفسها وما يجري ليس عادياً والتمسك كبيرٌ جداً بتسليم المطلوبين لأنّ ما جرى مع العرموشي ليس حادثة عابرة بل اغتيالٌ مُنظّم". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على الإرهابیین فی عین الحلوة فی الم
إقرأ أيضاً:
غزة في مرحلة ما بعد الحرب: نيويورك تايمز تكشف عن 4 خيارات للحكم
مدينة غزة (مواقع)
كرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً تناول فيه أربعة سيناريوهات محتملة تتعلق بمستقبل حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الجارية، مشيرة إلى أن النتيجة النهائية قد تتأثر بشكل كبير بتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من المتوقع أن يناقش ترامب هذا الموضوع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع مقرر يوم الثلاثاء في واشنطن، حيث سيبحثون سبل التعامل مع غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
اقرأ أيضاً الصين ترد بقوة على خطوة ترامب: تعرف على أول إجراء انتقامي 4 فبراير، 2025 قبل صفقة الرهائن: نتنياهو يكشف عن استراتيجية مفاجئة لترامب بشأن إيران 4 فبراير، 2025ووفقاً للصحيفة، فإن هناك أربعة احتمالات مختلفة حول شكل الحكم في غزة، حيث تم تقسيم هذه السيناريوهات إلى خيارات قد تتراوح بين استمرار الحكم الحالي لحركة حماس وصولاً إلى سيطرة دولية أو حتى تدخل السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع. وفيما يلي التفاصيل حول هذه السيناريوهات الأربعة:
حكم حماس:
بالنسبة لغالبية الإسرائيليين، يعتبر بقاء حماس في السلطة لفترة طويلة في غزة أمراً غير مقبول.
ومع ذلك، قد يقبل بعض الإسرائيليين بهذا الخيار بشرط أن تلتزم حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في القطاع.
في المقابل، هناك من يرفض هذا الخيار من اليمين الإسرائيلي، ويعتبرون أن استمرار حماس في الحكم قد يتطلب استئناف الحرب لاستعادة السيطرة.
حكم إسرائيلي:
من أجل هذا السيناريو، ستحتاج إسرائيل إلى الدعم الكامل من إدارة ترامب، التي أعربت عن رغبتها في رؤية تمديد لوقف إطلاق النار بهدف إتمام عملية إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
لكن لتحقيق هذا الهدف، سيكون على إسرائيل في النهاية اتخاذ قرار بالانسحاب من القطاع، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للائتلاف الحاكم في إسرائيل بقيادة نتنياهو.
هذا يعني أنه قد يكون من المرجح أن يستمر الاحتلال الإسرائيلي للقطاع أو حتى يتم توسيعه لتجنب انهيار الحكومة الإسرائيلية.
حكم دولي:
تدير بعض القوى الدولية الفاعلة، مثل مصر وقطر، شؤون غزة في الوقت الراهن، وهناك مسؤولون إسرائيليون يعتقدون أن هذه العملية يمكن توسيعها لتشمل أدواراً إدارية في المنطقة بدعم مالي وسياسي من دول عربية رائدة.
بموجب هذا السيناريو، قد يتم تكليف الأمم المتحدة أو قوى دولية أخرى بإدارة غزة لفترة انتقالية بهدف الوصول إلى تسوية دائمة.
حكم السلطة الفلسطينية:
في خطوة دبلوماسية هادئة، بدأت السلطة الفلسطينية في العمل على العودة إلى بعض أجزاء من غزة، وهو ما يمكن أن يشير إلى استعداد القيادة الإسرائيلية للتفاهم على بعض المشاركة في الحكم مع السلطة الفلسطينية.
هذه الخطوة قد تفتح المجال أمام دور فلسطيني أكبر في إدارة القطاع بعد الحرب، مما يعني تحولاً في التوازن السياسي لصالح السلطة الفلسطينية.
توضح الصحيفة أن المستقبل القريب لقطاع غزة سيعتمد بشكل كبير على مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هذه الخيارات، وكذلك على استجابة حكومة نتنياهو للأوضاع السياسية المعقدة في إسرائيل.