الجارديان: أوكرانيا تشن أكبر هجوم داخل العمق الروسي منذ بداية الحرب
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على الهجمات التي شنتها القوات الأوكرانية، صباح اليوم الأربعاء، داخل العمق الروسي مستهدفة عدة مناطق في غرب وشمال غرب روسيا، واصفا تلك الهجمات بأنها الأكبر منذ بداية الحرب بين الطرفين والتي اندلعت في أعقاب قيام موسكو بشن العملية العسكرية الخاصة هناك في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأشارت كاتبة المقال هيلين سوليفان إلى أن القوات الأوكرانية قامت صباح اليوم الأربعاء بشن هجمات على مدينة بيسكوف الروسية والتي تقع بالقرب من الحدود مع لاتفيا وإستونيا، مستهدفة مطار بيسكوف وتمكنت من تدمير عدة طائرات نقل روسية بينما وردت تقارير تفيد بتمكن الدفاعات الجوية الروسية من إسقاط عدد آخر من الطيارات المسيرة في المناطق الغربية من البلاد بعد أن قام الجانب الأوكراني باستهداف ستة مناطق في القطاع الغربي داخل العمق الروسي.
ويشيرالمقال في هذا السياق إلى ما ذكره ميخائيل فيديرنيكوف الحاكم الإقليمي لمنطقة بيسكوف عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن وزارة الدفاع الروسية تمكنت من صد هجمات جوية على مطار بيسكوف، كما قام بنشر مقاطع فيديو تظهر أعمدة من الدخان الكثيف ترتفع في السماء مع أصوات انفجارات عالية في الخلفية.
ويشير المقال إلى أن فيديرنيكوف أصدر أوامره في أعقاب تلك الهجمات بتعطيل حركة الطيران من وإلى مطار بيسكوف حتى تتمكن سلطات المطار من حصر الخسائر الناجمة عن الهجوم.
وينوه المقال إلى أن مدينة بيسكوف تقع في المنطقة الحدودية مع دولتين من دول الاتحاد الأوروبي وهما لاتفيا وإستونيا على مسافة ما يقرب من 800 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا.
ويضيف المقال أن الهجوم على بيسكوف يأتي في إطار سلسلة من الهجمات التي شنها الجانب الأوكراني داخل العمق الروسي منذ الساعات الأولى من صباح اليوم في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية إحباط العديد من الهجمات الجوية الأوكرانية فوق مناطق أوريول وبريانسك ورايزان وكالوجا، بالإضافة إلى العاصمة موسكو.
ويشير المقال إلى أنه من المرجح أن الهجمات الأوكرانية لم تتمكن من إلحاق خسائر إلا في مدينة بيسكوف فقط، لافتا إلى أن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من إسقاط ثلاث طائرات فوق منطقة بريانسك وطائرتين أخريين فوق منطقة أوريول إلى جانب طائرة فوق كل من رايزان وكالوجا ومنطقة موسكو، طبقا لما ذكرته وزارة الدفاع الروسية.
ويلفت المقال إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تقوم فيها القوات الأوكرانية باستهداف منطقة بيسكوف حيث تعرضت المدينة لهجوم مشابه في مايو الماضي.
ويتطرق المقال في الختام إلى تطورات القتال بين الطرفين في ساحة المعركة حيث يشير إلى ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت من تدمير أربعة زوارق حربية أوكرانية في البحر الأسود ليلة أمس الثلاثاء كانت تقل نحو 50 جنديا من قوات العمليات الخاصة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجارديان أوكرانيا العمق الروسي روسيا وزارة الدفاع الروسیة
إقرأ أيضاً:
مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على التواجد الروسي في ليبيا؟
طرحت الأنباء الواردة بخصوص قرب توقيع هدنة بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تساؤلات حول تأثير ذلك على الدور الروسي في المنطقة العربية خاصة ليبيا وما إذا كانت موسكو ستجد في ليبيا الملاذ الآمن ما يحول الأخيرة إلى بؤرة صراع دولي جديدة.
وذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية نقلا عن مسئولين أوكرانيين أن "كييف تتجه نحو تسوية مريرة قد تتنازل فيها عن مساحات شاسعة لموسكو مقابل ضمانات أمنية ووقف الحرب هناك، وأن هذه التسوية ستكون برعاية وموافقة أميركية وكذلك حلف شمال الأطلسي "الناتو".
سقوط بشار الأسد
كما مثل السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا ضغطا جديدا على روسيا وقواعدها العسكرية هناك، وسط توقعات بقيام موسكو بنقل قواعدها وترسانتها التسليحية إلى شواطئ ليبيا لعلاقتها الاستراتيجية مع قوات "حفتر" في شرق البلاد.
وبالفعل رصدت تقارير استخباراتية وغربية عن بدء نقل بعض هذا العتاد الروسي المخزن في سوريا إلى شرق ليبيا، وكشفت التقارير، نقلا عن مصادر عسكرية غربية وليبية، عن مغادرة طائرة شحن روسية من قاعدة حميميم الجوية السورية إلى شرق ليبيا، ليس هذا وفقط بل تم بالفعل بناء جسر جوي لتسيير طائرات شحن عسكرية بقصد نقل أصول دفاعية إلى هناك.
في حين كشف موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي المتخصص بالملاحة الجوية، الذي التقطت أجهزته الرصدية صورا فضائية لميناء طرطوس تظهر أرصفة فارغة وسفنا روسية متمركزة في عرض البحر على بُعد 10 كيلومترات من الساحل، مشيرا إلى أنه لم يتضح حتى الآن هل يعدّ هذا الانسحاب مؤقتًا أو دائمًا، وأوصى الموقع الإيطالي بضرورة مراقبة الموانئ الروسية "الصديقة"، لتحديد وجهة الأسطول الروسي، خصوصًا ميناء طبرق في ليبيا الذي عدّه في مقدمة الموانئ التي من الممكن أن ينسحب إليها الأسطول الروسي.
فما تأثير وقف روسيا للحرب في أوكرانيا وقبله سقوط الأسد على التواجد والدور الروسي في ليبيا وفي إفريقيا عامة؟
صفقات مركبة
من جهته، قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد الهادي إن "هناك صفقة مركبة تمت في سوريا وحتى الآن لم تتضح حدودها وأطرافها الأساسيين، ولعل جزء من هذه الصفقة هو سيطرة روسيا على بعض الأقاليم من أوكرانيا مقابل الخروج من سوريا".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "ليبيا هي نقطة تحول وقد يكون خروج روسيا منها هو جزء آخر من الصفقة التي ذكرناها، لذا أستبعد وجود صراع بين الأطراف الدولية داخل ليبيا ولعل إبقاء الوضع كما كان هو السيناريو القادم"، وفق قوله.
نقل المعارك إلى ليبيا
في حين رأى مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية "شريف عبدالله أنه "بخصوص مستقبل الصراع الروسي الأوكراني وكذلك التواجد الروسي في ليبيا أو أفريقيا عامة كلها ملفات تنتظر تحركات وخطى الإدارة الأميركية الجديدة والتسويات والصفقات التي سيقوم بها "ترامب"، المتوقع أن يرفع يده عن دعم أوكرانيا ومن ثم ستقدم الأخيرة تنازلات لموسكو".
وقال في تصريحه لـ"عربي21": "سيكون لذلك ارتدادات على ليبيا، فمن المحتمل أن تنتقل المعركة والصراع الدولي إلى الأراضي الليبية، كون التواجد الروسي في ليبيا هو تواجد خدمي أكثر منه وجودي، فروسيا تتعامل مع ليبيا كممر ومنفذ للمياه الدافئة، وأنها تشكل ضغط على الجناح الجنوبي لحلف الناتو وجنوب أوروبا، وكذلك منفذ وخط إمداد رئيسي على الصراع الموجود في أفريقيا".
وأوضح أن "الصراع سيكون على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولدينا رؤية بالمركز الليبي للدراسات الأمنية أن جزء من التفاهمات وتقاطع المصالح بين روسيا وأميركا في تواجد روسيا في ليبيا هو جزء من السماح لوجودهم للضغط على أوروبا وجنوب أوروبا خاصة في قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب، وذلك لإبقاء أوروبا بحاجة إلى الحماية الأمريكية"، كما رأى.
تنازلات وانسحاب من ليبيا
الباحث الليبي وخبير العلاقات الدولية، أسامة كعبار قال من جانبه إن "القاسم المشترك بين المثلث السوري والليبي والأوكراني هي روسيا، وعليه فإن الترتيبات على أية ساحة منهم متعلقة بالتفاهمات في الساحات الأخرى، وروسيا منهكة جدا في أوكرانيا وتريد أن تنهي هذه الحرب بانتصار، على الأقل معنويا أمام دول العالم".
وبين أنه "من الواضح أن روسيا قدمت تنازلات في سوريا أملا في الحصول على تنازلات أميركية في أوكرانيا وإنهاء الحرب وفق الرغبات والمطالب الروسية، أما الساحة الليبية فلازالت غير واضحة المعالم، ليبيا مهمة جدا لروسيا من حيث كونها بوابة لأفريقيا، وحققت روسيا الكثير من المكاسب في منطقة الساحل والصحراء منذ دخولها لليبيا"، وفق تقديره.
وتابع في تصريحات لـ"عربي21": "أمريكا ترى أن هذه فرصة ذهبية لإخراج روسيا من ليبيا مقابل تفاهمات لصالح روسيا في أوكرانيا ووقف الحرب، وانتهاء الحرب في أوكرانيا مرتبط بالتواجد الروسي في ليبيا، والفرصة مواتية لأمريكا لحل هذه المعضلة بالشكل المناسب، وإجبار روسيا على الانسحاب من ليبيا"، كما يعتقد.