لاشك أن الاستفهام عن كيف الطريق إلى الله سبحانه وتعالى ؟ يعد مبحث العقلاء ، الذين يدركون أنه لا ملجأ ونجاة إلا بالله عز وجل ، لذا يطرحون الكثير من الأسئلة عن الطريق إلى الله ومنها كيف الطريق إلى الله سبحانه وتعالى ؟، وكيف تجده، لعلهم يصلون إلى مسعاهم فتكون به نجاتهم وفوزهم بالخيرات في الدنيا والآخرة .

كيف الطريق إلى الله 

قال  الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الطريق إلى الله ليس صراعًا مع الحياة ، كما يشاع عند بعض الناس أن الطريق إلى الله تعالى مليء بالفتن والمصاعب، وأن التزام المؤمن بدين الله وبطريقه قد يغير مجرى حياته.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( كيف الطريق إلى الله سبحانه وتعالى ؟)، أنه ينبغي أن يكون الطريق إلى الله جزءا أساسًيا من حياة الإنسان، فلمن يسير الإنسان إذا لم يكن سيره في حياته الدنيا لأجل تحصيل رضا الله، والوصول إلى معرفته حق المعرفة، فالدين يأمر المسلم أن يكون متقنا في عمله فيزيد بذلك ربحُه ، ويطمئن خاطرُه، وتسعد حياتُه ، ويتفرغ قلبُه للعبادة ، كما يأمره أن يكون نظيفا جميلا في صورته وأخلاقه.

واستشهد بما ورد عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق ، وغمط الناس". 

وتابع: أما عن النهي الوارد عن التعلق بالدنيا الذي يفهمه بعضهم خطأ؛ نحو حديث : "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟ قال : "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن". فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن؟ قال "حب الدنيا وكراهية الموت". 

وأشار إلى أن المقصود به ألّا تكون الدنيا هى الغاية والمقصد، فتكون مدعاة أن يسرق الإنسان ويكذب لتحصيل منافعها، هذا هو المنهي عنه والذي يتمسك بظاهره من لا يفهمون النصوص فهمًا صحيحًا، وقد علمنا مشايخنا أن تكون الدنيا في أيدينا لا في قلوبنا، منوهًا بأنه لا تعارض البتة بين الدين والحياة، فكلاهما طريق واحد.

وأضاف: والجميع يسيرون في طريق الله بأصل الخلقة دون أن يلتزموا طريقًا معينًا؛ لكن على الإنسان أن ينتبه للمنهج الذي يتبعه في سيره إلى الله فلا يُلزِمُ نفسه بما يشادُّ عليها ويصعب ، بل يسلك مسلك اليسر والرفق في كل أموره، يقول صلى الله عليه وآله وسلم : "يا عائشة ، إن الله يحب الرفق في الأمر كله".

ودلل بما يقول صلى الله عليه وآله وسلم : "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق". وقال -صلى الله عليه وسلم- : "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة"،  فالطريق إلى الله ليس صراعا مع الحياة حتى يشاد فيه المسلم نفسه ويحملها ما لا تطيق، بل هو السير في الحياة بالله ومع الله وإلى الله، ممتثلا في هذا السير كل ما شرعه الله عز وجل من تشريعات لتنتظم بها حياة الناس جميعا وليس المسلمون فقط، فيسعدوا بها ويطمئنوا ويصلوا بذلك إلى سعادة الدارين الدنيا والآخرة.

الطريق إلى الله 

يعد الطريق إلى الله سبحانه وتعالى هو عبادته ، فهو القادر العظيم الذي خلقنا وأمرنا بالعبادة ، وأمرنا بالعديد من الأوامر واجتناب النواهي من أجل الفوز بالجنة والنجاة من النار ، لذلك فهناك العديد من الخطوات التي يجب أن يقوم بها الإنسان من أجل الطريق إلى محبة الله ونيل رضاه سبحانه ، لأنه الأجدر بالعبادة والطاعة ونيل محبته .

كيف تجد الطريق إلى الله 

1- الإيمان به سبحانه والبعد عن الشرك والكفر، فإنها أولى مراتب التقرب من الله تعالى، وهي الإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، لذلك علينا الإيمان بكل ذلك والاعتقاد بأن الله عز وجل هو الجدير بالعبادة عما سواه، ونخلص له العبادة لا شريك له سواء في الشرك الأصغر والأكبر .
2- الصلاة على وقتها ، فقد فرض الله عز وجل على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة ، لذلك علينا أن نحرص على إقامة وأداء هذه الصلوات بحقها دون تهاون أو تأخير ، لنيل رضا الله سبحانه وتعالى.
3- الدعاء والتضرع إلى الله ، فهو باب عظيم في عبادة الله تعالى ، حيث إن الدغلء هو العبادة ، وهو الافتقار والتذلل إلى الله بأن يستجيب ، فهو أصل العبادة.
4- المداومة على قيام الليل ، فصلاة قيام الليل تعد من أعظم القربات عند الله ، كما أنه شرف المؤمن .
5- تلاوة وتدبر القرآن الكريم ، فهو كلام الله عز وجل وبه أوامره ونواهيه.
6- إخراج الصدقات في سبيل الله، لها أثر في نفس المسلم ، فالصدقة من أعظم القربات إلى الله تعالى ، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه لا ينقص مال من صدقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الطريق إلى الله علي جمعة الدكتور علي جمعة صلى الله علیه الله عز وجل الله تعالى أن یکون

إقرأ أيضاً:

القِبلة

من الأمور المهمة قِبلة الصلاة. وقد كانت قبل تحويلها إلى الكعبة المشرفة، مثار دعاية لليهود في المدينة المنورة -يثرب سابقاً- إذ ظل النبي صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس حوالي ثمانية عشر شهراً حتى تحولت القبلة وهو عليه الصلاة والسلام يصلي في مسجد القبلتين- سمي بذلك لنزول قوله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة/144

ومماراة من اليهود (أهل الكتاب) إذ أشاعوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيظل يصلي نحو بيت المقدس، وتأكيدا لذلك قال تعالى: (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ) البقرة/ 145.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: ذكر الله يرفع منزلتك في السماء
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • عبادة تُنير وجهك في الدنيا ويوم القيامة.. انتهز الفرصة
  • كيف نفعل الخير ويقبله الله؟.. علي جمعة يجيب
  • القِبلة
  • دعاء الهداية للنفس والغير.. اللهم ذكِّرنا بأن الدنيا زائلة
  • حكم شراء السلع المدعمة من السوق السوداء مع العلم بحالها .. دار الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: الفتن سببها العبد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ
  • علي جمعة: كل الطرق تُوصل إلى الله عندما تكون مقيدة بالكتاب والسنة
  • احذر.. فعل شائع بين الرجال نهى عنه النبي يعرضك للعنة 70 ألف ملك