كان الأمير محمد على توفيق صاحب قصر المنيل بجانب حبه للتراث وجمع التحف والمقتنيات التاريخية يهوى الصيد، لأجل ذلك قام بعشرات الرحلات إلى دول ومناطق كثيرة حول العالم، وكانت حصيلة ذلك عشرات من الحيوانات والطيور.

وقد تجمعت هذه الحصيلة بعد تحنيطها وترميمها على يد متخصصين في متحف الصيد الذي أصبح من مكونات القصر الأثري، والذي أصبح فيما بعد وحتى الآن متحف قصر المنيل، الذي يضم عدداً من القاعات والمنشآت المعمارية منها متحف الصيد.

محمد البردينى مدير متحف قصر المنيل قال إن متحف الصيد يضم أنواعًا كثيرة من الطيور والحيوانات، ورغم أنه تم افتتاحه في فبراير 2017 بعد انتهاء أعمال ترميمه وصيانته وترميم معروضاته، إلا أن فكرة إنشاء متحف الصيد من الأساس ترجع إلى عام 1963.

لم يكن الأمير محمد على توفيق وحده المُحب للصيد، بل كانت هواية عدد كبير من أمراء وأفراد الأسرة العلوية، وحينها تقرر إنشاء متحف داخل قصر المنيل لعرض مقتنياتهم من الحيوانات والطيور التى اصطادوها في رحلاتهم، وإن كان الجزء الأكبر من المعروضات خاص بالأمير محمد على توفيق صاحب القصر.

المتحف عبارة عن ممر طويل تتوزع فتارين العرض على جانبيه، وداخلها ما يقرب من 1180 قطعة أثرية عبارة عن حيوانات وطيور مُحنّطة، كذلك مجموعة كبيرة من الفراشات ذات ألوان براقة، ومعروض بالمتحف أيضا هيكل عظمى لجمل كان يحمل كسوة الكعبة المشرفة عند خروجها من مصر في موكب المحمل، وهيكل عظمى آخر لأحد الخيول التى كان يقتنيها صاحب القصر الأمير محمد على توفيق.

ومن المعروضات الثمينة هناك عدد من رؤوس الغزلان والجاموس والقرون الخاصة بها، ونابان ضخمان من العاج يخصان أحد الأفيال، ومجموعة متنوعة من الزواحف منها ثعابين والكوبرا المصرية التى تنتشر في شمال وشرق ووسط أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

والضب المصرى وهو نوع من السحالى يتواجد في شبه الجزيرة العربية ومصر، وعدد من السلاحف النهرية التى تتواجد عادة في أغلب الدول الأفريقية وجنوب الصحراء الكبرى، وكانت تتواجد قديما بطول نهر النيل، أما الآن فيقتصر وجودها ببحيرة ناصر وشرق ساحل البحر المتوسط.

يُعرض بالمتحف أيضا دجاج السلطان، وهو من فصائل الطيور التى تقضى معظم حياتها على الأرض ويتواجد هذا الطائر بكثرة في مصر وجنوب الصحارى الكبرى ليشمل جنوب قارة أفريقيا وشمال شرق بتسوانا وجزء من ناميبيا وزيمبابوى وجنوب أفريقيا وساحل موزمبيق ومدغشقر.

وكذلك دجاج اللجهورن الأبيض، حيث إن نشأة هذا النوع من الطيور كانت في مقاطعة توسكانى في وسط إيطاليا عام 1828، ويعد هو النوع الأكثر انتشارا في العالم من الدجاج ومنه 12 سلالة أهمها السلالة البيضاء والبنية اللون، كما يعرض المتحف البط العراقي، وهو طائر من فصيلة الوزيات نسبة إلى طائر الوز الأقرب له من حيث الشكل، وهو أحد أنواع البط البرى لكنه يتميز بحجمه الأكبر وألوانه المميزة.

والذكر في البط يتميز بريش زاهى الألوان عكس الأنثى وهى ذات ريش بنى اللون، ويعيش البط العراقى قرب الماء وينتشر في ٥ قارات، بالإضافة إلى غراب مروحى الذنب، وهو طائر ينتشر في شرق آفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ويأكل الحشرات ويبنى أعشاشه في المناطق الجافة، وغراب البحر وهو طائر مائى كبير الحجم يتميز بمنقاره المعقوف ويتغذى على الأسماك ويُهاجر بأعداد كبيرة ويمر على مصر وخاصة غرب الإسكندرية شتاء.

ومن الكائنات البحرية في المتحف استاكوزا ضخمة الحجم تم اصطيادها من البحر الأحمر، حيث تنتمى إلى فصيلة القشريات، وهى كائنات تعيش في المياه العذبة والمالحة وتتغذى على الأسماك والنباتات، وتقع في نهاية المتحف، وهى لافتة لنظر الزوار بسبب حجمها الكبير عن المعتاد في هذا النوع من الكائنات البحرية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: متحف قصر المنيل متحف قصر المنيل محمد على توفیق قصر المنیل

إقرأ أيضاً:

حصار البحر والموت في أمواجه.. إسرائيل تدمر قطاع الصيد في غزة

 

الثورة / متابعات
يعيل عدنان الأقرع، أسرة مكونة من 13 فردًا، وقد ورث مهنة الصيد عن والده وأجداده، لكنه اليوم يقف عاجزًا أمام واقع قاسٍ فرضته حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع الصيد البحري، حيث تغلق سلطات الاحتلال البحر أمام آلاف العاملين فيه.
يمتلك الأقرع ثلاثة قوارب صغيرة (حسكة) يعتمد عليها في إعالة أسرته، ومع ذلك، فإن قيود الاحتلال على الصيد جعلت من العمل في البحر خطرًا يوميًا يهدد حياته وحياة أبنائه.
يقول لأقرع: “كنا نحاول الصيد على بعد بضعة أمتار فقط من الشاطئ، ولكن حتى هذا كان يشكل خطرًا كبيرًا، فالاحتلال لا يريد لنا أن نعيش، ويفرض علينا حصارًا بحريًا خانقًا، ويمنعنا من الصيد، وعندما نحاول العمل في أقرب نقطة إلى الشاطئ، نصبح أهدافًا مباشرة لنيرانه”.
في صباح يوم 10 فبراير 2024م، خرج ابنه محمود، 24 عامًا، لمساعدته في الصيد، ولم يكن يدرك أن هذا اليوم سيكون الأخير في حياته، فعند الساعة السابعة والربع، رأيناه يحاول الابتعاد قليلًا داخل المياه، لكن زوارق الاحتلال كانت له بالمرصاد، حيث أطلقت عليه قذيفتين مباشرة، وعلى مرأى من أعيننا جميعًا، سقط شهيدًا في البحر”.
ويضيف الأقرع: “لم أستطع فعل شيء لإنقاذه، كنت أشاهد ابني وهو يغرق في دمه، بينما كانت الزوارق الحربية تواصل استهداف كل من يحاول الاقتراب”.
ولم يكن مجدي الأقرع، ابن عم عدنان، في وضع أفضل، إذ فقد أربعة قوارب يمتلكها بفعل القصف والتدمير الإسرائيلي، ما جعله يفقد مصدر رزقه الوحيد.
يقول مجدي: “خسرنا كل شيء، استهدف الاحتلال قواربنا وأحرقها بالكامل، ولم يكتفِ بذلك، إذ دمر الشباك والمعدات التي نعتمد عليها في عملنا اليومي. كيف سنعيش الآن؟ ومن أين سنحصل على قوت أطفالنا”.

وتابع “أعيل أسرة كبيرة مكونة من 60 فردًا، تضم إخوتي وأولادهم، واليوم لم يعد لدينا أي دخل، كنا نعيش من الصيد، لكنه لم يعد خيارًا متاحًا، نعتمد الآن على التكايا والمساعدات الإنسانية، لكن إلى متى؟.

دمار ممنهج للبنية التحتية
وبحسب نقيب الصيادين في غزة نزار عياش، فإن جيش الاحتلال لم يكتفِ باستهداف الأفراد، بل عمد إلى تدمير البنية التحتية للصيد بشكل كامل، مشيراً إلى أن جميع موانئ الصيد تدمرت بفعل القصف الإسرائيلي المباشرة، ما أدى إلى تدمير القوارب والمعدات.
ويبين عياش أن الاحتلال دمر خلال حرب الإبادة 144 غرفة معدات، و300 قارب صغير، و80 قاربًا كبيرًا في غزة، أما في شمال القطاع، فقد تم تدمير 10 غرف معدات، و40 قاربًا، وفي وسط القطاع تم تدمير 70 قاربًا مع جميع المعدات. أما في ميناء خان يونس، فتم تدمير الميناء بالكامل، مع 80 قاربًا صغيرًا و14 قاربًا كبيرًا، بالإضافة إلى حرق جميع المحركات والشباك”.
ويضيف أن جيش الاحتلال عمل على تدمير جميع مصانع الثلج التي يعتمد عليها الصيادون لحفظ الأسماك، اثنان منهما في ميناء غزة، ومصنع وحيد في ميناء خان يونس، مشيرا إلى أن هذه المصانع كانت أساسية لحفظ الأسماك وضمان عدم تلفها، والآن لم يعد هناك بديل للصيادين.
كما دمر الاحتلال، تبعا لنقيب الصيادين، أنظمة الطاقة الشمسية التي توفر الكهرباء لموانئ الصيد، ومصادر المياه التي تزودهم باحتياجاتهم الأساسية، مشددا على أن الاحتلال تعمد شلّ قطاع الصيد البحري بالكامل، حتى لا تكون هناك أية فرصة لاستعادة الصيادين لمهنتهم.
وبحسب نقابة الصيادين، فإن عدد الشهداء من الصيادين تجاوز 100 شهيد، بينما يعيش أكثر من 5000 صياد أوضاعاً إنسانية كارثية، ويعيلون أكثر من 50,000 نسمة.
ووفقًا لورقة حقائق صادرة عن القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية، تعرَّض قطاع الصيد في غزة لتدميرٍ كبير خلال الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، مما أدى إلى استشهاد 150 صيادًا، وتضرر وتدمير 87% من مراكب الصيد، بما في ذلك 96 قاربًا مزودًا بمحركات و900 قارب بدون محرك.
وتؤكد الورقة الصادرة في 17 سبتمبر 2024، تضررت البنية التحتية بشكلٍ كبير، حيث تم تدمير ميناء غزة ومرافق الصيد الأخرى، مما خلَّف خسائر غير مباشرة تُقدَّر بحوالي 7 ملايين دولار شهريًا، إضافةً إلى حرمان السكان من الثروة السمكية.
وتشير الورقة إلى أن الصيادين الفلسطينيين يواجهون تحديات متزايدة نتيجة للقيود المفروضة على الصيد وعدم توفر المعدات والوقود، علاوة على فقد آلاف الصيادين مصدر رزقهم وباتوا من أكثر الفئات فقرًا في المجتمع، وتدعو لزيادة الدعم الدولي والمحلي لقطاع الصيد من خلال توفير المساعدات الطارئة وإعادة تأهيل البنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز برامج الإغاثة الإنسانية لضمان وصول المواد الغذائية الأساسية إلى السكان.
ولم يقتصر الدمار على الصيادين فحسب، بل طال مشاريع تمكين النساء، مثل “مطبخ زوجات الصيادين”، الذي كان يوفر دخلاً لعشرات العائلات، فالمشروع، الذي تم تمويله من الحكومة الإسبانية، كان يمنح النساء فرصة للعمل وإعالة أسرهن، لكن الاحتلال دمره بالكامل، لتتسع بذلك دائرة البطالة والفقر.

قيود ما قبل الإبادة
وقبل حرب الإبادة الإسرائيلية، فرضت سلطات الاحتلال قيودًا صارمة على الصيادين في غزة. فوفقًا لاتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1995م، كان من حق الصيادين الوصول إلى مسافة تصل إلى 20 ميلاً بحريًا من الشاطئ.
ومع ذلك، قصلت سلطات الاحتلال هذه المسافة لم تكن تسمح قبل حرب الإبادة للصيادين الفلسطينيين بحرية العمل، إذ كانت تضع اشتراطات متعلقة بمساحة الصيد، من أبرزها التضييق في المسافات الشمالية بحيث لا تتجاوز مساحة الصيد ستة أميال بحرية، فيما ترتفع إلى 12 في مناطق غزة والوسط وإلى 15 جنوباً في رفح، وهي نسب قليلة للغاية مع متطلبات الصيادين.
كما سُجِّلت مئات الحالات من إطلاق النار والاعتقالات ومصادرة المعدات خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى ذلك، يعاني الصيادون من منع دخول قطع الغيار ومعدات الصيد، وعدم السماح بإدخال الوقود اللازم لتشغيل المحركات، مما يزيد من معاناتهم ويقلل من قدرتهم على كسب لقمة العيش.
ورغم التفاهمات التي جرت عدة مرات قبيل الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع في أكتوبر 2023م، إلا أن الاحتلال لم يكن يلتزم بها كثيراً، حيث أبقى على ملاحقة الصيادين، ما تسبب في استشهاد وإصابة العشرات منهم في الفترة ما بين 2017م و2023م.
وخلال شهور الحرب، كان عدد بسيط لا يتجاوز العشرات من الصيادين يجازفون بالعمل عبر الشباك البسيطة من أجل صيد ما يمكن صيده من الأسماك لتوفيرها غذاءً للعائلات، في ظل التجويع الذي استخدمه الاحتلال ضد سكان القطاع.

حجم الخسائر
ويعد منع الصيادين من النزول بقواربهم إلى البحر أحد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، حيث تؤكد حركة حماس أن سلطات الاحتلال لم تلتزم بحرية عمل الصيادين استناداً للبروتوكولات الإنسانية من المرحلة الأولى للاتفاق.
ويقول منسق اتحاد لجان الصيادين في غزة زكريا بكر إن واقع الصيادين بعد الحرب لم يختلف كثيراً بالرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير2025م، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي الصيادين من نزول البحر.
ويضيف بكر أن الاحتلال أصدر تعليمات مشددة بعدم الاقتراب من شاطئ البحر، سواء للصيد أو السباحة، وهو ما يبقي قطاع الصيد متوقفاً حتى الآن، وسط ترقب من الصيادين للعودة إلى مهنتهم.
ويوضح منسق اتحاد لجان الصيادين في غزة أن قطاع الصيد شهد توقفاً كاملاً على مدى عام ونصف عام تقريباً، وهي المدة الأطول في تاريخ هذا القطاع من ناحية التوقف عن العمل بشكل كلي جراء حرب الإبادة.
وحسب بكر، دمر الاحتلال كل مقومات الحياة للصيادين الفلسطينيين عبر تدمير بيوتهم وممتلكاتهم ومراكبهم، فضلاً عن أن 85% من الصيادين الفلسطينيين نزحوا من مناطق غزة والشمال باتجاه المناطق الوسطى والجنوبية للقطاع.
وبشأن الخسائر التي طاولت قطاع الصيد، يلفت منسق اتحاد لجان الصيادين إلى أن الخسائر غير المباشرة بفعل التوقف عن العمل تقدر بنحو 120 مليون دولار، فضلاً عن تدمير الاحتلال 95% من ممتلكات الصيادين وجميع المعدات المتعلقة بقطاع الصيد.
ويرجح أن يصل إجمالي خسائر قطاع الصيد بعد انتهاء مرحلة حصر الأضرار إلى أكثر من 200 مليون دولار.

مقالات مشابهة

  • أسعار الدواجن والبيض في عاشر أيام شهر رمضان 2025
  • مدد عقده موسمين.. محمد كنو.. قصة طائر اللقلق الهلالي
  • رد فعل مثير من محمد رجب بعد اكتشاف مقلب رامز جلال
  • حصار البحر والموت في أمواجه.. إسرائيل تدمر قطاع الصيد في غزة
  • مي عمر تكشف عن مفاجأة دورها في “إش إش”
  • طائر يعلم طفل الطيران
  • وزير الشباب والرياضة ينعي رئيس نادي الصيد بالمحلة
  • تعادل مثير يحسم قمة النصر والشباب في الدوري السعودي
  • تتعادل مثير يحسم قمة النصر والشباب في الدوري السعودي
  • رمضان يعني.. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوي