لبنان ٢٤:
2025-01-11@05:21:33 GMT

لا رئيس بدون الخيار الثالث

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

لا رئيس بدون الخيار الثالث

  بعد موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الجديد – القديم بات واضحًا أن لا انتخابات لرئاسة الجمهورية في المدى المنظور. هذا واقع وليس تحليلا أو توقّعًا. إنه نتيجة قناعة راسخة لدى الجميع. لا شيء سيتغيّر أقّله قبل عودة المفاوض الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. وتبعًا للمواقف السياسية فإن "مهمة أيلول" لن تكون سهلة.

وسيكون على المفاوض الفرنسي، الذي شكره رئيسه على "المهمة التي يقوم بها في لبنان بطلب مني والمتعلقة بإيجاد الطريق لحل سياسي على المدى القصير"، أن يتعامل مع الواقع الجديد بكثير من الحذر والدّقة. فما في الملف الرئاسي من تعقيدات، كما في غيره من الملفات، يتطلب نهجًا مغايرًا عمّا كان سائدًا منذ أن أوكلت إليه هذه المهمة، وقبل أن تدخل اللجنة السداسية على خطّ المبادرة الفرنسية. وهي تحتاج بالتالي إلى "مفاتيح" جديدة لفتح الباب الرئاسي الموصد بإحكام. وقد يكون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في موقفه الجديد حول "توضيح التدخلات الإقليمية في هذا البلد (لبنان)، ومن ضمنها تدخل إيران"، قد وضع إصبعه على الجرح بواقعية تامّة. مع ما يستلزم هذا الموقف الغامض والملتبس من توضيحات مطلوبة من الديبلوماسية الفرنسية قبل أي أمر آخر، وقبل عودة لودريان إلى بيروت.  في المقابل، فإن ما قاله الرئيس بري حول رهن عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق على الرئيس يعيد البحث الرئاسي إلى المربع الأول. وهذا يعني في القراءة السياسية، وفق نظرة قوى "المعارضة"، أن هذا التوافق مرهون أيضًا بمدى الالتزام بعقد جلسات متتالية لا بدّ من أن تنتج رئيسًا بالطرق الديمقراطية المتبعة في مختلف دول العالم، حتى في تلك التي يُقال إنها آحادية أو توتاليتارية.       فـ "المعارضة" لا تزال تصرّ على أن المخرج الوحيد للأزمة الرئاسية يكون باعتماد الإطار الديمقراطي وليس أي أمر آخر.  وتضيف: أن أي حديث تارة عن حوار، وطورًا عن توافق، ليس سوى مضيعة للوقت، وإطالة عمر الشغور الرئاسي، مع ما يترافق مع هذه الدعوات من معادلات قد أصبحت واضحة للقاصي والداني. فكلمة توافق تعني في قاموس "الممانعة" الاقتناع بترشيح فرنجية بما يمثّله من ضمانات سياسية أكيدة للجميع، مع التزامه النهائي بعروبة لبنان، وبعدم سلخه عن محيطه العربي، والعمل من ضمن الثوابت الوطنية والسيادية على إعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية إلى ما كانت عليه. أمّا إذا لم يقتنع الآخرون بصوابية هذا الترشيح وأحقيته فإن النتيجة معروفة سلفًا، وهي أن لا انتخابات بالمعنى الحصري للمفهوم العام للديمقراطية.  أمّا "الفريق الممانع" فله نظرة مختلفة، وهذا ما شدّد عليه الرئيس بري باعتباره رأس حربة في المعركة الدستورية، وكرر "ان عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية مرهون بالتوافق على رئيس، وتبعاً لذلك ليس وارداً ان ادعو مجلس النواب الى عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، يتكرر فيها الفشل في انتخابه كما حصل في الجلسات الـ12 التي عقدها المجلس ولم نصل فيها الى اي نتيجة".      وردا على سؤال قال: "بالنسبة الى ما خَص جلسات انتخاب الرئيس، انا في هذا الامر ملتزم بالدستور، ولا اسير الا وفق مندرجاته، ومن يقول غير ذلك، فليقرأ الدستور جيدا".     فما بين القراءتين ثمة قراءة أخرى يمكن وصفها بأنها دمج للقراءتين الآنفتي الذكر، إذ تعتمد على التوافق غير المشروط وغير المحدّد بضوابط مقيّدة ومعلّبة. فللتوافق بالنسبة إلى أصحاب هذه القراءة، وهم لا ينتمون إلى أي فئة حصرية من أفرقاء الصراع، أصول وقواعد، وبالتالي على المقتنعين بضرورة التوافق الإقرار بمبدأ العدالة النسبية، بحيث يُصار قبل أي أمر آخر إلى تخّلي أي فريق من الأفرقاء المدعوين إلى التوافق عن حصرية امتلاك كامل الحقيقة، التي هي بدورها نسبية، وبالتالي الذهاب إلى خيار ثالث غير خياري فرنجية وازعور كخطوة أولى في مسيرة الألف ميل نحو استعادة الحياة الديمقراطية، التي تقوم على تطبيق الدستور بحرفيته وروحيته.       المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من قائد للجيش إلى رئيس للجمهورية.. جوزيف عون يكسر الشغور الرئاسي ويحدد ملامح المرحلة القادمة

بعد عامين من الفراغ الرئاسي الذي عانت منه البلاد، نجح البرلمان اللبناني في انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا جديدًا للجمهورية، في خطوة تُعتبر بمثابة بارقة أمل في زمن الأزمات المتلاحقة. حصل عون على 99 صوتًا من أصل 128 في الجولة الثانية من الانتخابات، مما يعكس دعمًا قويًا من النواب في وقت حساس. هذه اللحظة لا تمثل فقط انتهاء فترة الشغور، بل تفتح أمام لبنان آفاقًا جديدة لاستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار.

في سياق هذا الحدث التاريخي، عبر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن ترحيبه بهذا النجاح، مشيدًا بجهود عون في قيادة الجيش اللبناني وتعزيز الأمن في بلاد تتقاذفها الأزمات.  فيما يأتي خطاب عون الأول بعد انتخابه ليحدد ملامح المرحلة المقبلة، حيث أكد على أهمية الحفاظ على السيادة اللبنانية وضمان استقرار البلاد.

انتخب البرلمان اللبناني جوزيف عون، رئيساً جديداً للبنان، بعد جولة انتخابية ثانية حصل خلالها عون على 99 صوتاً من أصل 128 صوتاً، في مقابل 71 صوتاً في الجولة الأولى. وعبر  أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن ترحيبه بنجاح لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية، وقدم التهنئة للعماد جوزيف عون على انتخابه رئيساً، وحصوله على ثقة مجلس النواب اللبناني اليوم 9 يناير الجاري، لينهي شغورا رئاسيا ممتداً عاشته البلاد وكان له أثرٌ سلبي في تعقيد أزماتها. 

ونقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط إشادته بعون منذ توليه قيادة الجيش اللبناني عام 2017، وتفانيه في خدمة وطنه وانتصاراته في معارك مهمة تصدى خلالها الجيش اللبناني ببسالة لمخاطر كبيرة، كما أشاد الأمين العام للجامعة بحكمة عون في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد وسلمه الأهلي خلال مرحلة بالغة الصعوبة مليئة بالأزمات والتحديات مرَّ بها لبنان عبر السنوات الماضية.

وقال المتحدث الرسمي إن لبنان لديه فرصة مهمة لفتح صفحة جديدة تُعيد للبلد عافيته، وتُعيد للشعب الثقة في نخبة الحكم، بما يُساعد لبنان على تجاوز تحديات صعبة تقتضي التمسك بالسيادة والاستقلال الوطني ووحدة النسيج المُجتمعي ودرء مخاطر التدخلات الخارجية.

ونقل المتحدث عن أبو الغيط خالص تمنياته  الرئيس جوزيف عون بالنجاح والتوفيق في قيادة دفة البلد والعبور به إلى بر الأمان والاستقرار في هذه المرحلة الدقيقة وما تفرضه من تحديات والتزامات مهمة على الدولة اللبنانية، مُعرباً عن تفاؤله بتوجهاته وثقته بصدق انتمائه للوطن اللبناني والأمة العربية.

وفي هذا السياق، أكدّ أبو الغيط مجدداً على مواصلة قيام الجامعة العربية بالدور المنوط بها ازاء دعم لبنان وشعبه، وتطلعها للعمل والتعاون مع قيادته الجديدة في كل ما من شأنه أن يسهم في ترسيخ أمنه وسيادته واستقراره وتعافيه في أسرع الآجال.

في خطابه الأول، أعلن جوزيف عون عن عدة نقاط رئيسية تتعلق بمستقبل لبنان، بما في ذلك رفض توطين الفلسطينيين وتأكيد على مسؤولية الدولة في تأمين المخيمات، حق الدولة في احتكار حمل السلاح بما يعزز من سيادة القانون.

كما أشار إلي الانفتاح على الغرب والشرق وتأسيس علاقات استراتيجية جديدة مع دول العالم، مع توطيد العلاقات مع الدول العربية والشقيقة، بما يعزز من التعاون الإقليمي.

وأكد على إجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لتفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين. وشدد على حماية أموال المودعين وعدم التهاون في ذلك، مشيرًا إلى معالجة القضايا العالقة مع سوريا، بما يشمل موضوعي الحدود والنازحين.

وتحدث عون عن مكافحة تهريب المخدرات والتصدي للبؤر الأمنية والتدخلات في القضاء. والعمل مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون استقلال القضاء.

تُعتبر هذه التطورات مؤشرات مهمة على إمكانية استعادة لبنان لعافيته، ولكنها أيضًا تتطلب جهودًا كبيرة من القيادة الجديدة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

مقالات مشابهة

  • ما هي أبرز التحديات التي تواجه الرئيس اللبناني الجديد؟
  • بعد 26 شهرًا من الشغور الرئاسي.. الرئيس اللبناني جوزيف عون يعيد الحياة إلى قصر بعبدا
  • كوريا الجنوبية: قبول استقالة رئيس الأمن الرئاسي بعد استجوابه في قضية عرقلة اعتقال الرئيس المعزول
  • عون يستهل نشاطه الرئاسي باجتماع مع رئيس الحكومة.. ميقاتي: المرحلة المقبلة لتطبيق القرارات الدولية
  • من قائد للجيش إلى رئيس للجمهورية.. جوزيف عون يكسر الشغور الرئاسي ويحدد ملامح المرحلة القادمة
  • الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون يصل الى القصر الرئاسي في بعبدا
  • ‏وكالة الأنباء اللبنانية: وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى البرلمان اللبناني لحضور جلسة انتخاب الرئيس الجديد
  • لبنان على أعتاب انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.. هل ينهي جوزيف عون الفراغ الرئاسي؟
  • قائد الجيش اللبناني يقترب من القصر الرئاسي بدعم داخلي ودولي
  • التوافق الرئاسي لم يكتمل والجواب اليوم في الصندوق