صدى البلد:
2025-04-27@00:57:20 GMT

هند عصام تكتب: أكنوديس طبيبة في ثوب طبيب

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

لوحة يونانية منحوتة لحكاية ليست فرعونية علي غير العادة أثارت إعجابي ولفتت انتباهي لما فيها من فن حقيقي أظهر حالة كل من بها من آلام المرأة عند المخاض ومن حولها النسوة في حالة من الجدية علي تحفيز ودعم للمرأة التي تلد إليّ أن أتت لهم أكنوديس ؟؟؟
 

قديما فيما مضى كانت مهنة الطب  مقتصرة على الرجال فقط، ولم يكن بإمكان النساء دراسة الطب أو ممارسته إلى أن تجرأت امرأة من أثينا تسمي أكنوديس على كسر هذه القاعدة فمن تكن أكنوديس ؟؟؟
 

ولدت  اكنوديس في اليونان القديمة عام 300  في القرن الرابع قبل الميلاد لعائلة ثرية في أثينا .


كانت اكنوديس منذ طفولتها ترغب في دراسة الطب وكانت تلك الرغبة مدفوعة مما شاهدته في حياتها من نساء توفين أثناء عملية الولادة، أو عانين ألماً شديداً أثناء الولادة ، 

وعاشت أكنوديس تحلم باليوم الذي ستصبح فيه طبيبة ولكن دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وهو الوقت  التي مُنعت فيه النساء من دراسة الطب وممارسته. وكانت هذه القوانين بمثابة صدمة كبيرة وكارثة بمعني أصح لأكنوديس ولكنها لم تستسلم ابداً لهذا الأمر لذلك قررت أكنوديس أن تخوض مغامرة خطيرة للغاية وهي أن تستغني عن أنوثتها والتخفي في ثوب الرجال وقامت بقص شعرها والتنكر بزي الرجال من أجل دراسة الطب حلم حياتها وذهبت إليّ مدينة الإسكندرية لدراسة الطب هناك .


وهناك درست أكنوديس الطب على يد هيروفيليس أشهر الأطباء اليونانيين القدماء والذي يُنظر إليه على أنه أحد أوائل علماء التشريح. 


وعندما عادت أكنوديس إلى أثينا بعد دراسة الطب و بدأت بممارسة الطب، وفي إحدى المرات، وبينما كانت تسير في الشارع صادفت امرأة  تصرخ فقد أتاها المخاض وبحاجة إلى المساعدة ، فأسرعت أكنوديس إليها من أجل مساعدتها  ولكن المرأة لم ترغب في أن تلمسها اكنوديس بالرغم من أنها كانت تعاني من ألم شديدة ، لأنها أعتقدت أنها رجل ، فقامت اگنوديس بالتجرد من جميع ملابسها أمام المرأة كي تتأكد أنها ليست رجلا ً و عند ذلك أطمئنت المرأة وقامت أكنوديس بمساعدتها على إنجاب طفلها . 


وسرعان ما انتشر خبر أكنوديس بين النساء، وبعد فترة بسيطة أصبحت  أكنوديس الطبيبَة المفضلة لدى جميع نساء أثينا. 


شعر الأطباء بالغيرة من أكنوديس ظناً منهم إنه طبيب ذكر يغوي النساء لذلك قرروا مقاضاته أمام المحكمة، متهمين إياه بأنه يغوي النساء لذلك يفضلنه على سائر الأطباء الآخرين.


وفي المحكمة  التي وجهت لأكنوديس تهمة إغواء النساء ولكن أكنوديس فعلتها مرة أخري وتجردت من ثيابها لكي تثبت أنها ليست رجل يغوي النساء كما يقولون و اعترفت أكنوديس بأنها امرأة، لتواجه حينها تهمة أشد وأكبر  وهي خرق القانون ودراسة الطب وممارسته وهكذا حُكم عليها بالإعدام بسبب خرقها للقوانين وانتحال شخصية رجل ودراسة الطب .
و حين علمت نساء أثينا بإعدام أكنوديس ثارت النساء على الحكم  و خاصة زوجات القضاة الذين حكموا بالإعدام ، و أصرن إنه إذا أُعدمت اكنوديس ،سوف ينتحرن جميعاً و يموتن معها. 
و بسبب عدم تحمل القضاة و الحكام ضغوط زوجاتهم تم رفع عقوبة الإعدام  و منذ ذلك الوقت سُمح للنساء بممارسة الطب  بشرط أن يتخصصن بأمراض النساء فقط.


و هكذا تركت اكنوديس بصمتها في التاريخ كأول طبيبة و طبيبة نسائية يونانية .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دراسة الطب

إقرأ أيضاً:

د. ميادة ثروت تكتب: وداعًا قداسة البابا فرنسيس رجل الإنسانية والسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كان البابا فرنسيس رائدًا في بناء جسور الحوار بين الأديان والثقافات، في عام 2019 وقّع "وثيقة الأخوة الإنسانية" مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في خطوة تاريخية عززت التفاهم بين المسيحيين والمسلمين؛ هذه الوثيقة التي وُصفت بأنها "منارة أمل"، كانت ثمرة نيته الصادقة لتعزيز التعايش السلمي.

وكوني أول باحثة تناولت هذه الوثيقة الملهمة فقد شرفت بدعوة رسمية للقاء قداسة البابا فرنسيس في 6/ 12/2023م بالمقر البابوي بالفاتيكان.

كان حديثي مع قداسته حول موضوع الأخوة الإنسانية وقد قمت بإهدائه نسخة من رسالتي للدكتوراه والتي جاءت تحت عنوان: "وثيقة الأخوة الإنسانية وأثرها على المسلمين في آسيا الروهينجا والإيغور أنموذجًا"،

وقد جاء هذا اللقاء انطلاقًا من جهود الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية برئاسة الشيخ مهاجري زيان في التواصل وترسيخ قيم التعايش والتسامح وترسيخ معاني الأخوة الإنسانية، وفي البداية قدم رئيس الهيئة الشيخ زيان أصدق التحيات والاحترام لقداسة البابا، ثم أشاد بجهود قداسته في مواجهة العنصرية ومواقفه النبيلة التي تدون في سجل التاريخ.

ووقوفه الدائم إلى جانب المظلومين، ورعاية الضعفاء والمساكين والمستضعفين، وقد ثمن رئيس الهيئة دعوة قداسة البابا فرنسيس للسلام وتحقيق الهدنة في قطاع غزة، والمطالبة بإطلاق سراح جميع الأسرى وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأخيرًا أهداه كتاب "اعتدالنا" كأول إصدار للهيئة.

لقد كان هذا اللقاء حدثًا كبيرًا بالنسبة لي ولا أنسى سعادة البابا وترحيبه والتصفح في رسالتي والاهتمام بها.

رحل البابا فرنسيس، لكنه ترك إرثًا سيظل خالدًا في قلوب الملايين، كان "بابا الشعب" الذي ألهم العالم بابتسامته الصادقة، وقلبه الرحيم، وإيمانه بأن الإنسانية قادرة على التغلب على الشر بالخير في آخر رسالة له بعيد الفصح، كتب: "هذه الكلمات تجسد المعنى الكامل لوجودنا، لأننا لم نخلق للموت، بل للحياة"

وداعًا، قداسة البابا فرنسيس. لقد كنت صوت الرحمة في زمن القسوة، ونور التواضع في عالم التباهي، ستظل رسالتك منارة تهدي الأجيال، وستبقى ذكراك محفورة في وجدان الإنسانية.
نسأل الله أن يلهم العالم للسير على دربك: درب السلام والمحبة.

_______________________

مستشارة رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية

رئيس قسم مد الجسور بين الشعوب وتعزيز الأخوة الإنسانية بالهيئة

صاحبة أول رسالة عن «وثيقة الأخوة الإنسانية»

مقالات مشابهة

  • إلهام أبو الفتح تكتب: ارحموا من في الأرض
  • طبيب يحذر النساء من نظام غذائي شائع يهدد خصوبتهن
  • رأي.. رنا الصباغ تكتب: الأردن وجماعة الإخوان المسلمين.. هل المخاطرة مدروسة؟
  • القويري: ليبيا في حاجة لحكومة واحدة تعمل على توحيد المؤسسات
  • مبادرات إماراتية لدعم وإغاثة اللاجئات والنازحات في السودان
  • د. رهام سلامة تكتب: البابا فرانسيس رجل سلام في زمن الحياد المزيف
  • د. ميادة ثروت تكتب: وداعًا قداسة البابا فرنسيس رجل الإنسانية والسلام
  • نشرة المرأة والمنوعات.. دراسة تحذر من انتشار قصر النظر بين الأطفال والمراهقين
  • د.نجلاء شمس تكتب: سيناء.. قصة أرض لا تُنسى ولا تُهمَل
  • دراسة تربط الصداع النصفي لدى النساء بعدم العناية بالأسنان