قمة مصرية سودانية.. السيسي: موقفنا ثابت ونحرص على الوقوف بجانب السودان ودعم أمنه واستقراره.. والبرهان يعرب عن تقديره للعلاقات التاريخية.. وخبراء: دور مصر الحيوي يستهدف حلا سريعا للأزمة
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
علاقات تاريخية تجمع مصر والسودان، وتبرز أهمية هذه العلاقات في أوقات المحن، وفي ظل ما يمر به السودان الشقيق من أحداث عنف، كانت مصر منذ اللحظة الأولى حريصة على حفظ أمن واستقرار السودان، وحماية أبناء الشعب السوداني من ويلات الحرب، حيث استقبلت عشرات الآلاف من الإخوة السودانيين بالترحاب، واحتضنهم الشعب المصري في بلدهم الثانية.
ولبحث الحفاظ على أمن واستقرار السودان، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، بمدينة العلمين الجديدة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكدًا موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذًا في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وفقا لتصريحات المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير أحمد فهمي.
من جانبه؛ أعرب الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، مشيدًا بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، خاصةً من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين بمصر، ومعربًا في هذا الإطار عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الأفريقية.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظًا على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل. وتناول اللقاء كذلك تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخرًا في مصر. كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني الشقيق، لاسيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة، حتى يتجاوز السودان الأزمة الراهنة بسلام.
وفي هذا الشأن، أكد الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان لمصر في هذا التوقيت ترجع إلى وضع مصر الخاص في الأزمة القائمة في السودان، وطبيعة دور مصر الحيوي الساعي لإيجاد حل سريع للأزمة منذ البداية.
وأضاف "فرحات" في تصريحات تليفزيونية، أن عبدالفتاح البرهان يمارس دوره باعتباره رئيس السلطة القائمة في السودان، ما يضع عليه مسؤولية التواصل مع الأطراف المعنية بالأزمة وفي مقدمتها مصر.
ولفت إلى أن الأزمة في السودان معقدة وتحتاج إلى تواصل كثيف وتبادل رؤى من الجانب السوداني مع كل القوى المعنية، وعلى رأسها مصر، مشيرا إلى أن هناك قيودًا على الجيش السوداني أهمها الحفاظ على المدنيين، ما تسبب في إطالة أمد الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع التي لا تحكمها نظامية الجيوش.
قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إننا أمام يوم مهم وزيارة أهم، فضلًا عن أنها الزيارة الأولى للفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى مصر، والتي تعتبر المحطة الأولى منذ اندلاع الأزمة السودانية، ليس فقط تعبيرًا للدور المصري والعلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، ولكنها أيضًا الحقيقة تأتي تتويجا لتكامل الجهود المصرية خلال الأزمة.
وأضاف عكاشة، في تصريحات تليفزيونية، أن الدولة المصرية كان لها جهود حثيثة تجاه الأبعاد السياسية وأبعاد إنسانية، إضافة إلى الجهود الإقليمية الحثيثة التي بذلت من جانب القيادة المصرية ومؤسساتها، وأبرزها استضافة قمة دول جوار السودان.
وأوضح مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن قمة دول جوار السودان يعتبر أول مؤتمر يتلامس مع أعماق المشكلة السودانية بأبعادها المختلفة سواء التعثر الأمني أو العسكري، أو البعد السياسي، ولم يقف عند البعد الإنساني الذي كان له نصيب كبير في جولات مؤتمر دول الجوار، والآلية التي تم استحداثها.
وأشار إلى أن مصر تسعى بقوة لإنهاء الأزمة السودانية، بقدر إيمانها أن ما يجري في السودان لن يقف عند حدود السودان الجغرافية، منوهًا بأن مصر لديها هواجس كثيرة في أن ينتقل الاضطراب إلى المحيط الإقليمي، وهذا الأمر تحرص مصر إلى عدم حدوثه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر السودان السيسي البرهان عبد الفتاح السيسي عبدالفتاح البرهان فی السودان
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. مساعٍ دؤوبة لإنقاذ السودان من المجاعة والحرب
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتقود دولة الإمارات العربية المتحدة، جهوداً دولية دؤوبة لإنقاذ ملايين السودانيين من مخاطر المجاعة والحرب، عبر مساعدات إنسانية وإغاثية لتخفيف تداعيات الأزمة، ومبادرات سياسية ودبلوماسية لحل النزاع سلمياً.
ورغم الادعاءات الباطلة التي تروجها القوات المسلحة السودانية ضد الدولة، إلا أن المؤسسات الإماراتية لا تكل ولا تمل من العمل مع المنظمات الإقليمية والعالمية لضمان حياة كريمة للشعب السوداني الشقيق.
حرب ومجاعة
أوضحت الباحثة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، أن عقوداً من الصراع، والاستبداد، والتشرذم الداخلي، تركت السودان ممزقاً مؤسسياً واجتماعياً، مشيرة إلى أن الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب النزاع الدائر الآن أدت إلى نزوح جماعي، ومجاعة، وعنف عرقي مستهدف، وتدمير البنية التحتية المدنية، وانهيار أنظمة الرعاية الصحية، ما جعل ملايين السودانيين يتحملون عبء انعدام القانون والحرمان الشديد.
وشددت تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أهمية الجهود الدولية التي تقودها دولة الإمارات لإنقاذ الشعب السوداني من المجاعة والحرب، موضحة أنه رغم ادعاءات حكومة البرهان التي لا تستند إلى أي أدلة دامغة، تعمل الدولة على حشد جهود المجتمع الدولي والمنظمات الأممية لضمان حياة كريمة للسودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، ما يخفف كثيراً من تداعيات الأزمة الإنسانية.
وأشارت إلى أن السلام ليس مجرد غياب الحرب، بل إنشاء نظام متماسك تعمل فيه المؤسسات بشكل مستقل، ويتمتع فيه المواطنون بالحماية القانونية، وتستمد الدولة شرعيتها من الخدمة، لا من القوة، مؤكدة أن السلام ليس هبة تُمنح، بل حقٌّ يجب استعادته.
وأفادت الباحثة في الشؤون الدولية، أن الشعب السوداني عانى لعقود طويلة، ليس بسبب نقص الموارد أو الإمكانات، بل بسبب الحرمان الممنهج من الحكم الرشيد، والسياسات الخاطئة.
رؤية رشيدة
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور هيثم عمران، إن الإمارات تتبنى رؤية استراتيجية لسياستها الخارجية تقوم على دعم الاستقرار الإقليمي، ورفض التدخلات الخارجية السلبية في شؤون الدول، وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات، وتُعد الأزمة السودانية واحدة من القضايا التي تنظر إليها الدولة من منطلق هذه الرؤية الاستراتيجية الرشيدة.
وذكر عمران لـ«الاتحاد»، أن الإمارات، منذ اندلاع النزاع في السودان خلال أبريل 2023، حذرت من خطورة الحل العسكري، حيث يؤدي إلى تعميق الانقسام وتفاقم المأساة الإنسانية، وأكدت أن أي حل يجب أن يكون سياسياً وسلمياً، ومبنياً على الحوار بين الأطراف السودانية المختلفة من دون إقصاء لأي مكون مدني أو عسكري.
وشدد على أن الإمارات دعمت بقوة مسار «إعلان جدة» الذي رعته المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وتبنته الأمم المتحدة، منصة لإطلاق مفاوضات تهدئة وإنسانية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كما أيدت الجهود الأفريقية بقيادة الاتحاد الأفريقي و«إيغاد»، وأكدت في مناسبات عديدة أن السودان يحتاج إلى دعم سياسي وليس تدخلاً.
وأضاف عمران، أن الإمارات تعتبر أن الحل السوداني - السوداني، السبيل الوحيد لتثبيت أي اتفاق دائم على وقف إطلاق النار، ما جعلها تركز في تحركاتها الإقليمية والدولية على دعوة الأطراف المتناحرة إلى طاولة حوار وطني شامل، يلبي تطلعات الشعب السوداني.
بؤرة صراع
في السياق، نوه المحلل السياسي التشادي، عبد الرحمن عمر، إلى أن جغرافية السودان الطبيعية والبشرية الغنية بالتنوع تمثل نقطة ارتكاز حول تحقيق السلام في المنطقة، مؤكداً أن الأطماع السياسية للقادة العسكريين جعلت من السودان بؤرة صراع دائمة، تصدر الحروب لدول الجوار، سواء غرباً إلى تشاد، أو جنوباً إلى جنوب السودان، أو شرقاً إلى إثيوبيا وإريتريا.
وقال عمر، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن النزاع الدائر في السودان نتيجة عدم الامتثال للخيار الشعبي الرافض لحكم «الإخوان» الذين انقلبوا على الحكومة المدنية، وأشعلوا نيران الفتنة والصراع، ويعملون الآن على عرقلة جهود التسوية السلمية.
وشدد على أن السودان بحاجة إلى حل سياسي وطني شامل، يعالج الأزمة من جذورها، ويقوم على الحوار والتفاوض، والاستجابة لمطالب الشعب السوداني الخاصة بالسلام والعدالة والتحول الديمقراطي، مؤكداً أن خيار السلام يُعد ضرورة ملحة لإنقاذ السودان من الانهيار والفوضى.