لا شك أن لانضمام دولة الإمارات التي تم اختيارها ضمن ست دول جديدة إلى مجموعة بريكس في القمة الـ 15 التي اختتمت أعمالها في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا يوم، الخميس الماضي، فوائد عديدة لها علاقة في تحقيق رؤيتها وطموحاتها التنموية والإنسانية المستقبلية.
الحوار ولغة التفاوض هو المتغير الذي يحتاجه عالمنا اليوم
ستساهم هذه العضوية لدولة الإمارات في مواصلة خدمة الإنسانية
كما أنه في المقابل سيستفيد الأعضاء الآخرون الجدد والمؤسسون لمجموعة بريكس الدول ذات الاقتصاد الصاعد، من انضمام دولة الإمارات إليها في منطلقين اثنين تنفرد بهما هذه الدولة التي لديها تجربة تنموية أبهرت العالم.
المنطلق الأول: التركيز على الرخاء الاقتصادي والتنمية بشكل كامل، وهو نهج إماراتي بدأ منذ تأسيس هذه الدولة، ومستمر للخمسين سنة القادمة، وفق وثيقة الخمسين يعزز موقفها الإنجازات التنموية التي شملت كل القطاعات، وأهلتها لأن تكون دولة ذات تأثير إيجابي على المستويين الإقليمي والدولي.
المنطلق الثاني: لما يمكن أن تضيفه دولة الإمارات إلى هذه المجموعة، أن الإمارات عادة ما تستفيد من مثل هذه المنصات الدولية والإقليمية، لتعزيز الحوار والتفاوض الثنائي والجماعي لبناء ما يدعم السلم والأمن في العالم.
ولعل الحوار ولغة التفاوض هو المتغير الذي يحتاجه عالمنا اليوم المتخم بالعديد من التحديات والأزمات بسبب غيابهما بين المتنافسين في العالم.. ووجود دولة مثل الإمارات التي تحتفظ بعلاقات إستراتيجية متوازنة مع جميع الدول في العالم، بما فيها تلك الدول المتنافسة على النفوذ العالمي (الولايات المتحدة، والصين، وروسيا) فهي فرصة تاريخية إن لم تساعد في خلق حوار، فإنها ستقلل من فجوة الخلاف.
أما ماذا ستستفيد الإمارات من انضمامها إلى هذا التجمع؟ فإنه باستطاعتنا القول: "إن أهداف دولة الإمارات واضحة في أي نوع من التقارب الدولي، سواء الإقليمي أو الدولي، فهي تساهم في خلق شراكات إستراتيجية وفق رؤية "الكل رابح" من خلال المزيد من الفرص الاقتصادية والاستثمارية، لا سيما وأن إفريقيا قارة واعدة اقتصادياً بما يعني أن الفرص الإماراتية الاستثمارية ستكون عظيمة.
كما ستساهم هذه العضوية لدولة الإمارات في مواصلة خدمة الإنسانية من خلال التواجد أو التموضع في قارتين (إفريقيا وأمريكا اللاتينية)، اللتين تعتبران أحوج إلى من يساعدهما في خدمة إنسانهما، الذي رغم كل الثروات الطبيعية التي تتمتع بها هاتان القارتان، إلا أنه ما يزال يعاني من الفوضى الأمنية بسبب الإهمال الدولي لهما.
بالتالي جاءت هذه العضوية لتسمح لدولة الإمارات بأن تؤثر في مجموعة اقتصادية هي الأكبر في عدة جوانب اقتصادية على مستوى العالم وفيها ثلاث دول إفريقية ودولتان من أمريكا اللاتينية لهما وزنهما الإقليمي السياسي والاقتصادي وهي: مصر، وجنوب إفريقيا، وإثيوبيا والبرازيل والأرجنتين، وهي في المجمل من الدول التي تربطها بدولة الإمارات علاقات متينة ومع بعضها تاريخية، ما يعني أننا أمام قفزة كبيرة من التعاون الإماراتي- الإفريقي اللاتيني.
بدبلوماسيتها الواضحة في أهدافها ومساعيها لخدمة التنمية في العالم، استطاعت دولة الإمارات الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع جميع الدول في العالم، وكسبت ثقتها، كما أن الجميع لديهم رؤيتهم التنموية الطويلة المدى، بدءاً من الصين صاحبة "مبادرة الحزام والطريق"، وكذلك السعودية لديها رؤيتها 2030 كما أن دولة الإمارات صاغت إستراتيجيتها للخمسين سنة القادمة القائمة لخدمة الاقتصاد والتنمية.
الخلاصة: خبرة العمل والتفاعل الدولي للدبلوماسية الإماراتية زودت المراقبين بملمحين أو إشارتين، وهما أن الشراكة من أجل أن يستفيد الجميع، وأن خدمة الإنسان في أي مكان في العالم هو المقصد من كل ما تفعله.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني دولة الإمارات فی العالم
إقرأ أيضاً:
دالاس تستضيف مركز البث الدولي لـ«مونديال 2026»
معتز الشامي (أبوظبي)
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عن اختيار مركز «كاي بيلي هاتشيسون» للمؤتمرات الواقع وسط مدينة دالاس بالولايات المتحدة لاستضافة مركز البث الدولي لكأس العالم 2026، وستكون المنشأة الحديثة المجهزة بأحدث التقنيات المتطورة مركزاً تشغيلياً للعمليات المتعلقة ببث أحداث البطولة على الصعيد العالمي، حيث ستكون نسخة العام المقبل «علامة فارقة» في تاريخ اللعبة، علماً أنه من المقرر أن تقام في 16 مدينة مضيفة موزعة على كندا والمكسيك والولايات المتحدة.
وبين يناير وأواخر يوليو 2026، سيكون مركز البث الدولي بمثابة العصب المركزي للعمليات المتعلقة بإنتاج المحتوى التلفزي والإذاعي والوسائط الجديدة، حيث تمتد المنشأة و على مساحة شاسعة تبلغ 45 ألف متر مربع، وباعتباره مركز الاتصالات لوسائل الإعلام المحلية والدولية، سيُؤَمِّن مركز البث الدولي تغطية البطولة بطريقة سلسة لتصل إلى مئات الملايين من عشاق كرة القدم في شتى أنحاء العالم.
يُذكر أنها المرة الثانية التي يقع فيها الاختيار على دالاس لاستضافة مركز البث الدولي خلال كأس العالم، بعدما سبق لها الاضطلاع بهذا الدور في «نسخة 1994».
وقال ماتياس جرافستروم، الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم: «إذ يُتوقع أن تُضفي كأس العالم 2026 دلالات جديدة على تجربة كرة القدم عبر العالم، فإننا فخورون بأن يستضيف مركز كاي بيلي هاتشيسون للمؤتمرات في دالاس مركز البث الدولي، الذي سيكون مجهزاً بمرافق من الطراز العالمي، لتوفير خدمات رفيعة المستوى للإعلاميين من جميع أنحاء العالم»
وسيكون مركز البث الدولي مجهزاً لاستيعاب ما يناهز 2000 من ممثلي وسائل الإعلام طيلة 7 أشهر ممتدة بين مرحلة التحضير للبطولة وفترة إجراء المنافسات، كما سيكون بمثابة المقر الرئيسي لشريك الفيفا الرئيسي في مجال البث وشركائه الإعلاميين وقسم الفيفا المعني بإنتاج المحتوى، فضلاً عن القسم المعني بالتكنولوجيا والابتكارات في كرة القدم.
وقال إريك جونسون، عمدة مدينة دالاس: «إذ يشكل اختيار مدينتنا لاستضافة مركز البث الدولي لبطولة كأس العالم 2026 انتصاراً هائلاً لدالاس وشهادة على جاذبيتنا العالمية واستعدادنا للتألق على الساحة العالمية، فإنه لمن دواعي سروري أن يكون مركز كاي بيلي هاتشيسون للمؤتمرات بمثابة منصة لإبراز خصائص مدينتنا وثقافتها الغنية والحفاوة التي يُظهرها أهالينا لملايين المشاهدين عبر العالم».
وسيقدم مركز البث الدولي مجموعة من الخدمات التي من شأنها أن تلبي احتياجات مختلف الخبراء والمتخصصين والموظفين الذين سيعملون على المساعدة في نقل النسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس العالم لأكثر من 200 بلد حول العالم، علماً أن هذه الخدمات تشمل مقهىً يعمل على مدار 24 ساعة وصالة للاستراحة وأكشاكاً لبيع المرطبات ومتجراً ومحلاً لبيع التذكارات، بالإضافة إلى كشك لخدمات الشحن السريع ومجموعة من الخدمات المصرفية ومحل لخدمات تنظيف الثياب، مما يوفر للعاملين في مركز البث العالمي كل سبل الراحة التي من شأنها أن تمكنهم من التركيز على تقديم تغطية استثنائية للبطولة.