شبكة انباء العراق:
2024-07-11@12:10:35 GMT

هل خدعنا ؟

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

بقلم: فراس الغضبان الحمداني ..

نعم خدعنا وليس لمرة بل مرات . وقلنا هيهات منا الذلة وشبعنا ذلات وإهانات طوال عمرنا الذي ينتقل بنا من مرحلة إلى أخرى ومن هموم إلى هموم أكبر . وقد بدأنا حياتنا في الطفولة حالمين بالجمال والمجد والسعادة والأموال والمناصب والسفر ، وحين مضى العمر تحققت الأحلام ولم تتحقق فمع كل الذي حصلنا عليه كان هناك ما ينقص علينا فرحتنا وسعادتنا بالإنجاز ، ففي لحظة سعادة يموت عزيز وفي لحظة مكسب يهاجر صديق وفي لحظة أمل ينهار جسد ويتربع دكتاتور ويقتل ويدمر ويحكم بقسوة ويسخر كل شي لأجله وقد لا يكون الدكتاتور أول الضحايا ولكنه سيكون ضحية فيهلك في يوم ويمر على ذكراه القوم ويستذكرون قصصه وسجونه ومقابره وتجبره وظلمه للناس .


في كل يوم هناك ما يثير الحزن والراحلون كثر ونحن منهم في يوم سيأتي قريباً كان أو بعيداً لكنه سيأتي حتما وتنطوي معه الحياة ، ونحن في كل هذا أُسارى الذكريات ذكريات الطفولة والمدرسة والشباب والجامعة والحب والصداقات التي تنهش ذكرياتها المرة في الرأس ، وبينما نعيش أعمارنا نشعر إننا نعيش تجربة قاسية ولكنها ضرورية لأنها تجربة لابد أن نعيشها وأن نتحمل قساوتها وعذابها ومرارتها بكل ما فيها من تراكمات ومصاعب وتحديات صادمة ومريرة تتناوشنا فيها أنواع المصائب والأحزان وأشكال من الألم الذي لا يكاد ينقطع .
ربما لا نكون مخدوعين في هذه الحياة التي أرادها الخالق ولكن الخدعة من البشر أمثالنا الذين يحكموننا ويعذبوننا ويتحدثون لنا بأنواع المغريات والعطايا والهبات ثم حين يسيطرون على كل شيء ويحكمون قبضتهم على الأوضاع يظهرون حقيقتهم القاسية والمرة فيتصرفون كما يشاءون ويتشبثون بالسلطات والمكاسب ولا يسمحون لأحد أن ينافسهم ولا يسمعون لمن يريد نصيحتهم لأنهم تمكنوا من كل شيء وأصبحنا بالنسبة لهم مجرد أرقام تعد وتعد ولكنها بلا قيمة على الأرض .
نحن في خدعة مرة سببها الإنسان الذي هو نحن والشرور الذي فينا .
Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

البحث عن إحساس أمان غائب

 

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

إنَّ الإحساس بالأمان عنصر حيوي لحياة مليئة بالسعادة، فهو يعزز الاستقرار النفسي، والراحة الداخلية للإنسان من خلال تحقيق بيئة آمنة ومستقرة، تمكنه من تحقيق إمكانياته الكاملة، وتجعله قادراً على التركيز بشكل أفضل في ممارسة شؤون حياته، مما يقلل من مستويات القلق والتوتر لديه، وهو يعد من الأولويات الضرورية للحفاظ على الصحة النفسية، والجسدية؛ لأنه الأساس الذي يبنى عليه كل جوانب الحياة الآخرى.

فالإسلام يحثُّ على أهمية الأمن في المُجتمع، ويعتبره من النعم الكبرى التي يجب أن يشكر الإنسان الله عليها، ومن القيم الأساسية التي يسعى الجميع لتحقيقها، والحفاظ عليها في حياة البشر اليومية، ليتمكن الناس من العيش بسلام واستقرار، ويساهموا في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". وهذا الحديث يوضح أن من يملك هذه العناصر الثلاثة: الأمن، الصحة، الرزق، التي هي من أعظم نعم الله على الإنسان-فقد ملك الدنيا.

إنَّ نعمة الأمن الذي تتمتع بها الدول الآمنة هي أحد الأسس الجوهرية للحياة الكريمة، والتنمية المستدامة التي تتيح لمواطنيها العيش بسلام وازدهار، فالأمن ليس غياب العنف أو التهديدات فحسب، بل هو حالة من الطمأنينة والاستقرار النفسي الذي ينعكس إيجاباً على الصحة العقلية والعاطفية للأفراد حيث لا يشعر النَّاس بالتهديد المستمر على حياتهم أو ممتلكاتهم.

وهذا -الإحساس بالأمان- لا ينطبق على أهل غزة وفلسطين الذين لا يزالون يبحثون عن الأمان الغائب، ويسعون للحصول على حقوقهم المشروعة، والعيش بحرية وكرامة في ظل العيش تحت ظروف الحياة القاسية في بيئة تفتقر إلى الاستقرار والأمان جراء التهديد الصهيوني الوحشي المستمر والقصف المتكرر المدمر، ففي كل زاوية من زوايا أرض غزة، تلك البقعة الصغيرة على خريطة العالم، يتجاوز الإحساس بالأمان مفهومه التقليدي؛ حيث ينعدم الأمن على الحياة اليومية التي يعيشها السكان مما يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية والعقلية، ويعيق قدرتهم على التقدم والنمو، وتدهور في كافة مناحي الحياة بدءاً من الصحة وصولاً إلى الاقتصاد والتعليم، مما جعل الكثير ممن -تبقى منهم- يعيش تحت خط الفقر، ويكافح من أجل تلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء والدواء بسبب النقص الحاد من المواد الغذائية، والمياه النظيفة، والكهرباء، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية اللازمة بسبب ما يعانيه القطاع الصحي من ضغوط هائلة بسب نقص الأدوية ، والمعدات الطبية؛ مما يزيد شعور السكان هناك بانعدام الأمان والاستقرار والبحث عن ملاذ آمن ينزحون إليه خارج غزة.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها أهل غزة فهم -لا يزالون- يظهرون قوة وصموداً لا مثيل لهما يتجلى في مختلف جوانب حياتهم اليومية، يواصلون حياتهم بإصرار وعزيمة، يحركهم الأمل، ويدفعهم إيمانهم القوي لمواجهة الصعاب، ومجابهة العدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني المستبد ضدهم.

داعين الله أن يعم الأمن والاستقرار في فلسطين، وجميع دول العالم الإسلامي، لتعيش شعوبها في سلام واطمئنان، في ظل بناء مجتمعات آمنة ومستقرة تحيا في سلام ووئام تحت مظلة قيم التسامح والتعايش والمحبة والسلام، وفي كنف تحقيق العدالة والمساواة، والعمل على نبذ كل أنواع التطرف والتعصب والعنف، والتي من شأنها زرع الكراهية والعداوة، ومن خلال العمل على تعزيز الوحدة والتماسك الداخلي، والعمل على تأكيد أهمية التضامن الإسلامي الذي يعكس روح التآخي بين المسلمين، ويعزز من وحدة الأمة الإسلامية ويقويها في مواجهة أية تحديات.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة تكشف عن جدول فعاليات الدورة الأكبر لـ"مفاجآت صيف دبي"
  • رسالة من المحيط
  • البحث عن إحساس أمان غائب
  • مافي ديمقراطية مشت الضعين ولكنها طيف طيف سرى في السماء
  • تغريدة للقاضية غادة عون.. ماذا جاء فيها؟
  • قراءة في «بوصلة السراب»
  • همم وطموحات ترفع سقف الأداء الوظيفي
  • علماء ينهون تجربة طويلة لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ
  • هيهات منَّا الذلة
  • تجربة 100 عام.. المدرب «الشاب» لا ينجح مع «الماكينات»!