ديوان «يد عالقة في الهواء».. المسافة بين الذات الشاعرة وأخرى تطفو على الضوء
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
لماذا يحاول الشاعر النجاة من ذاته بالخروج منها إلى مكان قريب يراقب ما يمسّ وجدانه؛ وكأنها لا تمتّ له بصلة على الرغم من حساسيته الشديدة، أو الخروج إلى ذوات أخرى تصاحبها لمجاورة الشعور بكل ما ينتج من هذه الحساسية تجاه الأشياء ومتغيّراتها. إن أقسى ما يمرّ به الشاعر هو عدم القدرة على تجاهل صمت الكون الذي يحوي صخبا شديدا ينشغل غيره بالصيرورة الظاهرة التي تفسّرها الملموسات أمام الرائي؛ دون أنْ يعني الآخرين أنْ تحمل هذه الصيرورة الكثير من أشكال المخاض المتعلقة بضرورة التّحولات الكونيّة، وهذه الطبيعة التي تشير إليها إليزابيث درو في ذاتيّة الشاعر «وييتس»؛ إذ يشعر أن شخصيّته أبعد ما تكون عن ذاتيّته، إلى درجة أنها تعيقه طوال حياته، بينما ايليوت يرى أن الشعر ليس تعبيرا عن الشخصيّة؛ بل هو هروب منها، وفي كل هذا اختلاف الشاعر في قدرته على الاحتراف بالسعي إلى الوقوف مقابل ذاته، وهذا كلّه مرتبط بالخصوصية المتعلقة بالإنصات إلى الذات والكون.
فتحيّة الصقرية في مجموعتها الشعريّة «يدٌ عالقة في الهواء» تقف أمام الذات بأكثر من ذات خارجة منها إلى أخرى؛ بشكل الاعتراف والمحاكمة وتحويل المخبوء إلى ملموس تحوّلات للأشياء والموقف منها، وكما هو فاعل الشعر في أنْ تكون للكلمة ظلال تعبير فنّي تتصل بفهم مغاير للتّحولات ضمن الشكل والحركة الإيقاعيّة في الشكل الشعريّ؛ توظّف الشاعرة الأبعاد التي تنسجها من مواقف الاتصال والانفصال عن هذه الذوات، تطرح في هذه الفاعليّة علاقات تبدو في بعض حضورها متّصلة برؤى الشاعرة؛ بينما كثيرا ما نجدها منفصلة في موقف الشاعرة من المعنى الذي تؤسسه في تشكيلها الفنّي، فالأثر الشعري كما يراه جابكسون لا يهيمن ضمن القيم الاجتماعيّة التي تشكّل ردّات فعل الشاعر تجاه التغيّرات أو موقفه مما يمسّ حساسيته من موضوعات الكون؛ لكنه يطفح بالتجربة أيديولوجيّا في التعبير عن خصوصيّة الشاعر.
(أنت / أنا) في نصّها «لم أنس شيئا.. لم أنس أحدا» شخصيّة تختبئ في جرّ إلى اعتراف بكينونة أخرى، العلاقة بين شخصيّة متوغّلة في الألم لكنها تعكس مواقف من محيط قاس وهشّ، تتعدد صور هذه الهشاشة لتتجاوز الشعور بهيمنة العلاقة التي تطفح على سطح الملموسات المعنويّة في النصّ:
لستَ مرئيّا وواضحا؛ لأمسك بكَ، وأعترف للجميع/ أن هناك خللا ما، خطأ في العنوان، تشابها في الأسماء/ إصابة سهمٍ غير مقصودة من جهة مجهولة/ صرخت كثيرا/ صرخت كثيرا في وجهك الضّبابيّ/ قلت مرارا أنّك تشبه صلابة/ وقوّة الشوارع القديمة.
تقف الذات الشاعرة من امتزاج الخارج منها بالمعتَرف به إلى أخرى تحمل عبء التحولات التي تفسّر الموقف من الذات المجهولة ضمن المدرك من المتغيّرات، والمعنى ينسجم مع تفكيك العلاقة بين ضروريّ الوعيّ الذي يشكّل المحسوسات بين الذاتين؛ وهو في الشعور بذلك يبدو تلك القسوة التي تجرح الشاعر في محاولة إدراكه لما يمكن أنْ ينفصل عنه.
تعرف أنّي لا أثق بأحد/ أبتلع كلّ شيء/ السيئ واللاأخلاقيّ/ اللمزات، الغمزات، والإشارات الموجعة
هنا (أنت) كما تبدو تقف خارج ما أكونه بعد كل ذلك، و(أنا) أستعيد ذاتا أخرى ادّخرتها إلى خروج آخر مني. هذه الصورة التي تتولّد من المعنى الذي يرتبط بأكثر من وجه تستحضره الشاعرة في النص يتّصل بانعكاس للشاعر الفرنسيّ (أبولينير) في تحرّره من الضعف البشريّ، ومايا أنجلو في الرغبة بالمواجهة، وتفاؤل الشاعر جيمي سنتياجو باكا، وغيرها من وجوه الذّوات التي تخرج إليها الذات الشّاعرة في تعيين المسافة التي تتضمّن صراع الوعي المتولّد من حساسية تشابك العلاقات بين الملموس والموقف، إضافة إلى إدراك ما يمكن أنْ يحقق الرغبة الملحة في تحقيق الذات:
أصدقاءٌ مجانيون يمنحون المحبّة حريّة النموّ، بلا مقاطعة، أو اسْتجوابات، ويعتقدون دائما أنّ الغياب عارضٌ صحيّ قابل للتّدخل.
في نصّ «وصلة كهربائيّة لإنعاش الوقت» تتحوّل الذات الشاعرة إلى أخرى بمسافة تقمّص المحسوس، تمتلئ به لتشكّل حالة من التحرر الشعوريّ، يتحوّل إلى ذات تتلمّس شكلا آخر للوقوف على المتغيّرات والأشياء التي تعني محيطا انتقاليّا بفهم مغاير للتّأثير الذي يستشفّه الشاعر خلال علاقاته الشائكة:
عليّ التعامل يوميّا لمدّة عشرة أيّام / مع وحدة صاخبة / تبدأ يومها بالصّراخ / على النّوافذ المفتوحة/ على الباعة الجائلين..
إنها ذات في شكل التّحول بمسافة قلق ضروريّ للخروج على ثابت شعوريّ أو مستَهلك:
وحدة صاخبَةٌ/ تتسلّل قبل الفجر بقليل/ لتتمدّد عارية في سرير واحد مع الخيال
الشكل الذي تتماهى فيه الذاتان هي/ أنا:
أنسى أنّه عليَّ أنْ أغمض عينيَّ/ أو أدير ظهري للجانب الآخر/ أحملق مشدوهة بيدين مضمومتين/ كمن يجلس على مقعد في صالة السينما
هذه المسافة التي تشكّل هذا التحوّل بين الذات الشاعرة والأخرى لا تترك في التجربة أكثر من أرق يختبئ بعيدا عن التفسير الظاهر لفهم التداخل بين الذاتين ضمن المتواليات الشعريّة، فالاستجابة لسطوة الذات القلقة وتراجع الذات الشاعرة؛ هي كسر التقيّد بـ(الأنا) في غير هذا المكان الذي يستدعي الصلابة، فلا مواجهة لجعل المسافة بعيدة بين ذاتين تسعى خلالها الذات الشاعرة إلى الامتلاء بهشاشة الضرورة، وصيرورة التّحول إلى شكل آخر للذوات المجاورة في عالم الشاعر.
مَن ينقذني؟/ هؤلاء الأولاد المشاغبون يكبرون بسرعة
فمن هي تلك الصارخة في الفضاء للخلاص من الآخر، ذات واسعة تنمو في متّسع يعيد للذات بدايات أخرى بمسافات غير مُدركَة.
في نصّ «ثمّة حرب تدور ولا يمكنني إنقاذ أحد» تتحوّل الذات إلى جهة أخرى بعد تشكيل فنّي يقوم على استدعاء مشاهد تشهد الذات الشاعرة تحوّلاتها؛ ترتبط بالمعنى الذي يختفي حول اغتراب حاد يثخن قلب الشاعرة ــ كعادته بين الواقع والمأمول ــ وكأن اشتعال حريق العالم يفني ما لا يفهمه سواه، كل هذا ويحتمل تحوّلاته في النّص مشاهد ينسج على عتباتها الذوات التي تمشي بمجاورة الأحداث، وإذا بالعالم صورة أخرى في محسوس الذات الشاعرة:
ذاكرة تمطر في غير موعدها/ ثيرانٌ، معلِّقون متحمّسون، جمهور كبير/ حربٌ شرسَة/ ورْدتان متجاورتان/ تقاومان التّيارات القاسية وسْط الصّحراء
كلّ هذا والذات الشاعرة لا تخرج صريحا إلى تحوّلاتها إلا بقدر ما تشير إلى مفردات الملموس العينيّ، والعالم يتبعثر قطعا لا يمكن الثقة به لاستقرار مُعلن:
ثمّة حرب تدور، ولا يمكنني إنقاذ أحد/ أجمع البريق المتناثر في زجاجة/ هل يمكن حقّا إعادة استخدامه ؟ / لتنظيم دقّات قلبي في الأيام المقبِلة
الذوات تسهم في تبعثر العالم بعد أنْ شهدت على بنائه باعتبارها ملموس المحسوسات التي تتكئ عليها مشاعر الذات ومواقفها من العالم، لكن ذلك لا يستمرّ ضمن التحوّلات الجمعيّة؛ فالذات تعيّن الأكثر تأثيرا في هذه العلاقة الضبابيّة بمسافة معدومة شكّلتها الشاعرة في تسلسل مشاهد اختفت فيها الذوات باعتبارها فواعل في المتغيّرات. فجأة تنعدم المسافة بين الذات الشاعرة والأخرى الأكثر تأثيرا:
كلّ شيءٍ يسير على غير ما يرام/ مشْيتي، شَغَفي، ألواني، صحّة الشّمس/ والحديقة التي صَنعْتَها بيديك
فأين كانت هذه الذات قبل هذا التّحول إنْ لم تكن هي محور كل هذا الانهيار، وما يبدو عليه بأنها ليست عالقة في هذه التّحولات؛ بل حلم أو ذات تعاود الاقتراب من حساسية الذات الشاعرة كلما تغيّر العالم بين محسوس الأشياء وملموسها:
أمهلني عشر دقائق/ عشرة أيّام/ عشرة أشهر/ عشر سنوات/ لأصدّق أنّ هذه الحياة ستجرؤ مجدّدا على الظهور عارية.
في نصّ «غضب خفيف» تحرّر الذات الشاعرة المسافة من عبء الشخصيّ لإنجاز الصورة التي تتشكّل في ملامسة الواقع؛ كونه المتعدد الذي لا يقرّ بكينونة التّخلي، ثنائيّة (أنت/أنا) لا تقرّ بمسافة جارحة بين الذاتين؛ فالانتصار ليس وهما بقدر ما هو حقّ الحياة الأول:
حدّقي/ حدّقي جيدا في المرآة... أكثري من الأيشدو وأحمر الشّفاه... اقذفي من فمك قبلة القلب الطائر/ دعي الفتيات الغاضبات/ الفتيات الكاذبات/ يسدّدنَ اللكمات باتّجاه الهواء / سيخرجْن غدا/ بمظهر جديد
شكلت المسافة بين الذات الشاعرة والذوات الأخرى اتّجاها شعريّا في مجموعة الشاعرة فتحيّة الصقرية، تنوّعت بين الشخصيّ المتماهي مع الآخر، والذات الأخرى المجاورة للذات الشاعرة، وغيرها من صورة التعالق، حاولت تتبّع بعض النماذج في قراءة عاجلة للإشارة إلى ثيمة شعريّة تكاد أنْ تكون محورا مهما في تجربة الشاعرة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
كيف تدير النباتات نقل الطاقة.. الاستفادة من الطاقة الشمسية بكفاءة غير مسبوقة
عندما يتدفق ضوء الشمس على ورقة، يحدث شيء مذهل، تتدفق الطاقة من تلك الأشعة عبر المسارات الجزيئية بكفاءة أثارت فضول الأجيال.
وأجرى الدراسة الجديدة البروفيسور يورجن هاور، من الجامعة التقنية في ميونيخ (TUM)، ونُشرت في مجلة Chemical Science .
وأثار هذا الأمر فضول الباحثين في مختلف أنحاء العالم، لأن هذه النباتات تبدو قادرة على الاستفادة من المبادئ المحيرة لميكانيكا الكم لإدارة طاقة الضوء دون أي خسائر تقريبًا.
فهم عملية التمثيل الضوئي
البناء الضوئي هو طريقة الطبيعة لصنع الغذاء من ضوء الشمس، وهو السبب في حصولنا على الأكسجين للتنفس.
تستخدم النباتات والطحالب وبعض البكتيريا ضوء الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الجلوكوز (نوع من السكر) والأكسجين.
فكر في الأمر كما لو كان مطبخًا يعمل بالطاقة الشمسية، حيث تقوم النباتات بإعداد وجباتها المليئة بالطاقة.
إنها تمتص ضوء الشمس من خلال الكلوروفيل، الصبغة الخضراء الموجودة في أوراقها، وتستخدم تلك الطاقة لتشغيل التفاعلات الكيميائية التي تحول ثاني أكسيد الكربون والماء إلى طعام.
والجزء الأفضل في الأمر هو أنها تطلق الأكسجين كمنتج ثانوي، وهو أمر مريح للغاية بالنسبة لبقية البشر.
لا يقتصر دور عملية التمثيل الضوئي على إبقاء النباتات على قيد الحياة، بل إنها تحافظ على استمرار الكوكب بأكمله، وهي تشكل أساس السلسلة الغذائية، حيث تغذي كل شيء من الحشرات الصغيرة إلى الثدييات الضخمة.
كما أنه يساعد على تنظيم الغلاف الجوي للأرض عن طريق سحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وهو أمر ضروري لتحقيق التوازن المناخي.
بدون عملية البناء الضوئي لن يكون لدينا الغابات، أو الفواكه، أو حتى الهواء الذي نحتاجه للبقاء على قيد الحياة.
كيف تستخدم النباتات التأثيرات الكمومية
هناك مفهوم معروف باسم التراكب، حيث تتداخل الطاقة أو الجسيمات في حالات متعددة محتملة، قد يبدو هذا الأمر خياليا، لكن النباتات استغلته لمليارات السنين لزيادة امتصاصها للشمس.
كما أوضح البروفيسور هاور من جامعة ميونيخ التقنية، “عندما يتم امتصاص الضوء في ورقة، على سبيل المثال، يتم توزيع طاقة الإثارة الإلكترونية على عدة حالات لكل جزيء كلوروفيل متحمس؛ وهذا ما يسمى بتراكب الحالات المثارة “.
يتضمن جزء كبير من هذه العملية الكلوروفيل ، وهو صبغة خضراء تمتص أطوال موجية محددة من الضوء.
تسليط الضوء على حالات الطاقة
بمجرد أن تلتقط الورقة الضوء، يتعين عليها نقل تلك الطاقة قبل أن تتبدد على شكل حرارة، تحدث هذه اللحظات الأولى بسرعة لا تصدق، ويعتقد العلماء أن مسارات الإلكترونات المستقرة في البكتيريا الضوئية تعمل بطريقة مماثلة.
وقال البروفيسور هاور من جامعة ميونيخ التقنية: “إن ميكانيكا الكم تشكل عنصراً أساسياً في فهم الخطوات الأولى لنقل الطاقة وفصل الشحنة”.
تشير الدراسات إلى أن العمليات الصغيرة التي تشبه الموجات تعمل على توجيه تدفق الطاقة نحو المراكز الكيميائية للخلية النباتية.
تحسين عملية التمثيل الضوئي الاصطناعي
ويرى الفريق، أن بحثهم هو وسيلة لتطبيق هذه الرؤى الطبيعية على المواد الهندسية القادرة على حصاد الضوء.
يقترح الباحثون، أن الحالات الإلكترونية للجزيء، والتي يتم ترتيبها بطرق دقيقة، يمكن أن تدفع أنظمة نقل الطاقة إلى أداء أقرب إلى المثالي.
وأشار أحد الباحثين من جامعة ميونيخ التقنية إلى أن “تطبيق هذه النتائج في تصميم وحدات التمثيل الضوئي الاصطناعي يمكن أن يساعد في الاستفادة من الطاقة الشمسية بكفاءة غير مسبوقة لتوليد الكهرباء أو الكيمياء الضوئية”.
تعقيدات التقاط ضوء الشمس
اكتشف العلماء أن العديد من الحالات الإلكترونية تتداخل في الكلوروفيل، مما يشكل طرقًا يمكن أن تنزلق منها نبضات الضوء دون مقاومة كبيرة.
دفع هذا التدفق الخالي من الخسارة تقريبًا الكيميائيين والفيزيائيين إلى البحث بشكل أعمق في خطوات الاسترخاء السريعة التي تمنع الطاقة من التسرب.
تتضمن هذه الخطوات السريعة توازنًا بين الاهتزازات، وارتباطات الحالة، وإطلاق الطاقة في شكل حرارة.
يستخدم الباحثون أشعة الليزر فائقة السرعة التي تطلق نبضات تستمر لأجزاء من تريليون جزء من الثانية لمراقبة هذه التغيرات المبكرة.
التغيرات الكمومية الصغيرة في النباتات
تكشف نظرة أقرب عن فروق دقيقة بين نطاقات الطاقة المحددة، والتي تحافظ على استقرار سلسلة النقل الشاملة.
يمكن أن تؤدي التعديلات البسيطة في مسافة أو زاوية جزيئات الكلوروفيل إلى تغييرات كبيرة في مدى كفاءة مرورها عبر ضوء الشمس الممتص.
ورغم أن الفيزياء الكلاسيكية وحدها لا تستطيع وصف هذه الأحداث بشكل كامل، فإن المناهج الكمومية تبدو قادرة على ملء هذه الفجوة.
السؤال الرئيسي هو كيفية التحكم في هذه الحالات بطرق تحاكي أو تتجاوز مهارة الورقة في التقاط الفوتونات.
ماذا يحدث بعد ذلك؟
الهدف الرئيسي هو بناء أنظمة اصطناعية تحتفظ بالضوء لفترة أطول وترسله إلى حيث تكون هناك حاجة إليه.
يعتقد بعض الباحثين، أن تحسين هذه الهياكل سيؤدي إلى تطوير أجهزة ضوئية أفضل تعمل على تشغيل المنازل أو تحريك التفاعلات الكيميائية بتكلفة أقل.
تجمع هذه المجالات بين الكيمياء والأحياء والفيزياء بهدف تعزيز أداء كل شيء بدءًا من الخلايا الشمسية وحتى المفاعلات الكيميائية الضوئية.
الهدف النهائي هو خلق تكنولوجيا تتصرف مثل عجائب الطبيعة ولكنها تتناسب مع الاحتياجات البشرية لاستخدام الطاقة على نطاق واسع.
التطلع إلى ما وراء الأفق
ومن خلال إعادة التفكير في استراتيجيات الطاقة التقليدية، يأمل العلماء أن يتمكنوا من تكرار الكفاءة التي شوهدت في النباتات والبكتيريا الضوئية.
وقد يعني هذا إعادة تصور كيفية تخزين الطاقة الشمسية، مع تصميمات تحافظ على الرقصة الجزيئية الدقيقة سليمة.
تمثل هذه الدراسة الأخيرة بداية جديدة من خلال التأكيد على أن التأثيرات على المستوى الكمومي تلعب دورًا عمليًا في عملية التمثيل الضوئي.
يفتح هذا التأكيد الأبواب أمام المزيد من المشاريع التي تهدف إلى دفع الهندسة الجزيئية إلى أماكن كان يُعتقد في السابق أنها غامضة للغاية.
لماذا يهم أي من هذا؟
تسعى الفرق البحثية في جميع أنحاء العالم الآن إلى تحسين الأساليب الطيفية المتقدمة.
ويتضمن جزء من ذلك تصفية الإشارات المعقدة لتتبع كيفية انتقال كل جزء من طاقة الضوء عبر الجزيئات قبل تثبيتها في شكل كيميائي.
ومن المرجح أن تؤدي هذه الاستكشافات إلى مفاهيم جديدة تعمل على ثني أو ترتيب المركبات الشبيهة بالكلوروفيل في أطر مستقرة.
ومع تزايد وضوح المبادئ، سوف تتمكن المختبرات من إنشاء نماذج أولية لخلايا اختبار تعمل على توجيه الطاقة مع الحد الأدنى من الهدر.
النباتات وميكانيكا الكم والمستقبل
ومع استمرار البحث، قد يتعلم المهندسون كيفية تصميم أنظمة اصطناعية تتناسب مع تعامل الطبيعة غير المسبوق مع أشعة الشمس.
الهدف هو تقليص الخسائر في تدفق الإلكترونات من خلال تنظيم الحالات الجزيئية بنفس الطريقة التي فعلتها الأوراق منذ قرون.
لا يتعلق الأمر فقط ببناء ألواح شمسية أفضل، على الرغم من أن هذه هي النتيجة الرئيسية.
ويتعلق الأمر أيضًا بمعرفة كيف يمكن لهذا الهمس الهادئ للنشاط الكمومي، المختبئ داخل الأوراق الخضراء العادية، أن يستمر في إلهام المزيد من الأفكار في علم الطاقة.