الجزائر «العمانية»: يُفكّكُ كتابُ «النّصّ وآفاق التأويل.. قراءات في الرواية العربيّة الجديدة» (419 ص)، للباحث د. عبد الوهاب بوشليحة الصادر أخيرًا عن دار ميم للنشر، بعض النُّصوص السّردية العربيّة، ويضعها في متناول فهم القارئ العربيّ ليتذوّق جمالياتها، ويفهم تلك العوالم الإبداعيّة التي سبحت فيها هذه الروايات.

عددُ هذه الروايات 9 وهي: «موت مختلف» (محمد برادة)، و«تلك العتمة الباهرة» (الطاهر بن جلون)، و«الموريسكي» (حسن أوريد)، و«أسير الشمس» (حميد عبد القادر)، و«الطلياني» (شكري المبحوح)، و«الزملاء» (مجيد إسحاق طلبيات)، و«موت صغير» (حمد حسن علوان)، و«رأيت رام الله» (مريد البرغوثي)، و«شظية في مكان حساس» (وارد بدر السالم).

وحاول الباحثُ، د. عبد الوهاب بوشليحة أن يضع في تصوُّره النظم الموجودة، والعلاقات القائمة، والجوّ الثقافي السائد، ولون الفكر المسيطر، أو ما يُسمّى «حركة المجتمع»، على المستوى الواقعي، في السياسة، والاقتصاد، وتركيبة الطبقات الاجتماعية، والفكر. ومن هنا يصبح طبيعيًّا أن تستكمل القراءة شموليتها حتى تمتدّ، فتشمل قضايا الإنسان العربي في الزمان والمكان.

وقسّم الباحثُ هذه الدراسة إلى تسعة أبواب، هي: كولونيالية التاريخ (عتمة الأنوار)، وموريسكية التاريخ (موريسكية النص)، وجينالوجيا الحرب (الوطن في درجة الصفر)، واللامعقول السياسي (مدار المثقف العربي)، وصناعة الموت (ذاكرة الجرح الأسود)، وتناقضات الوعي التاريخي، وعلبة الذاكرة السوداء (تداعيات زمن العودة)، والسيرة في درجة الصفر (سؤال الهوية والانتماء)، ومسالك السفر العرفاني (مواطن السر واليقين).

ويقول صاحب هذا الإصدار لوكالة الأنباء العمانية: «تقوم هذه الدراسة على قراءة عدد من النصوص السّردية العربية، منطلقا من أنّ النص الذي لا يخلخلك لا يُعوّل عليه؛ وبالتالي قرأتُ الكثير من النُّصوص العربية، ووقفتُ أخيرًا عند المدوّنة المختارة، وعددُها تسع روايات، تجمعُها رؤية ومنهج واحد، في منطلقي النقدي، وبالعودة إلى النصوص سترون أنّها تتفاوت من حيث الثيمات، لكنّها تلتقي كلها حول راهنية الإنسان العربي، وقضاياه المعاصرة، وأسئلته المفتوحة في ظل واقع عربي وعالمي مفتوح على تحوُّلات وتغيُّرات، أثّرت بشكل مباشر على مواقفه وانتمائه، ومسؤوليته، سواء تجاه ذاته، واتجاه الآخر».

ويُضيف د. عبد الوهاب بوشليحة: «إذا سلّمنا أنّ النقد الأدبي رسولُ الفلسفة إلى الأدب، فهو ليس فلسفة الفن أو علم الجمال، ولكنّه همزة الوصل بين هذا العلم أو تلك الفلسفة، من ناحية، والأدب، من ناحية أخرى. إنّه علاقة بين رؤيا الناقد للعالم، والطبيعة النوعية الخاصّة بالعمل الأدبي. وفي هذا الإطار، فهو ليس تفسيرًا فلسفيًّا، أو حتى جماليًّا للأدب، ولا شرحا، أو تأويلا، أو حكما، وإنّما هو تفكيك للعمل الأدبي إلى عناصره الأولية وإعادة بنائه، أي إقامة الجدل بين القيمة النسبيّة، والقيمة المطلقة لهذا العمل، الأمر الذي يتأتّى بأداتين رئيستين هما: التحليلُ والمقارنة، تحليل البنى الأدبية وعناصر الإبداع في إطارها المرجعي، ومقارنة البناء الشامل للتكوين بالسياق الأدبي للنوع الأدبي في عصره ومجتمعه. من هذا التصوُّر، تمثّل قراءة النصّ، وآفاق التأويل، مقاربة للنصّ العربيّ الجديد، والمناخ الذي تنفّس فيه الروائيُّون، ومنه استمدُّوا موضوعاتهم، وأشكالهم الفنية، وفي قراءته للنُّصوص».

يُشار إلى أنّ د. عبد الوهاب بوشليحة، مؤلّف هذا الكتاب، يشتغل أستاذ التعليم العالي بجامعة تمنراست (جنوب الجزائر)، من مؤلفاته «إشكالية الدين والسياسة في الرواية المغاربية» (دار ميم/ 2020)، و«شرفات النصّ.. قراءات في الرواية المغاربية» (دار ابن النديم/ 2021)، و«جينالوجيا الحرب.. قراءة في رواية شظية في مكان حسّاس».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المدارس الخاصة بدبي الثانية عالمياً في «المالية» والسادسة في «التفكير الإبداعي»

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة: «إعادة تصور التعليم المبكر» الإمارات الأولى عربياً في «التفكير الإبداعي» و«المعرفة المالية»

كشفت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عن إنجاز جديد يُضاف لسجل إنجازات جودة قطاع التعليم الخاص في دبي الذي يستشرف المستقبل لبناء جيل واعٍ بمتطلبات الحياة ومواكبة مستجداتها، حيث أحرز طلبة المدارس الخاصة في دبي المرتبة الثانية عالمياً في مجال المعرفة المالية، والمرتبة السادسة عالمياً في مجال التفكير الإبداعي، وذلك بحسب نتائج المشاركة الأولى لدبي في هذين المجالين ضمن البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA 2022)، الذي تنفِّذه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، ويهدف مجال «المعرفة المالية» إلى قياس معارف الطلبة وفهمهم لمبادئ الإدارة المالية والمخاطر ذات الصلة، وتقييم قدرتهم على تطبيق هذه المهارات والمعارف في الحياة الواقعية، والاستفادة منها في اتخاذ قرارات صحيحة في سياقات مالية متنوعة.
ويركز مجال «التفكير الإبداعي» على تقييم قدرات الطلبة ومشاركتهم البنَّاءة في تقييم أفكارهم وتطويرها للوصول إلى حلول مبتكرة وفعّالة، والارتقاء بمعارفهم إلى مستويات متقدمة، واستكشاف آفاق إبداعية جديدة.
وشارك في هذه الدراسة الدولية نحو 20 دولة ومنطقة حول العالم ضمن مجال «المعرفة المالية»، و64 دولة ومنطقة حول العالم ضمن مجال «التفكير الإبداعي»، فيما شهدت الدراسة مشاركة أكثر من 4478 طالباً وطالبة في المدارس الخاصة بدبي في مجال «المعرفة المالية»، ونحو 7474 طالباً وطالبة في مجال «التفكير الإبداعي»، ينتمون إلى 171 مدرسة خاصة بدبي تطبق 8 مناهج تعليمية متنوعة.

المعرفة المالية
وحقق طلبة المدارس الخاصة في دبي معدل إنجاز بلغ 522 نقطة في مجال «المعرفة المالية»، وهو أعلى بمقدار 24 نقطة من المعدل العالمي المعتمد من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) البالغ 498 نقطة.
وأفاد 82% من طلبة دبي بأنهم على دراية بالإدارة المالية، في وقت أشار 79% من الطلبة إلى أنهم يضعون أهدافاً ادخارية بشأن ما يعتزمون شراءه أو اقتناءه.

التفكير الإبداعي
وحقق طلبة المدارس الخاصة في دبي 36 نقطة في مجال «التفكير الإبداعي»، وهو أعلى من المعدل العالمي البالغ 33 نقطة.
وبيّنت النتائج أن مهارات التفكير الإبداعي لنحو 84% من طلبة دبي تندرج ضمن المستوى المتوقع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) أو أعلى، كما أفاد 74% من الطلبة بأنهم يتمتعون بالثقة اللازمة للمشاركة بفعالية في الأنشطة الإبداعية التي توفرها لهم المدارس.

مهارات المستقبل
وفي هذه المناسبة، قالت عائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي: «إن هذه النتائج تؤكد مُجدداً مكانة دبي كوجهة دولية رائدة للتعليم المتميز انطلاقاً من الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، كما تعكس تنافسية منظومة التعليم في الإمارة إقليمياً ودولياً، وجاهزية الطلبة للمستقبل بما يواكب مستهدفات خطة دبي 2033 على مستوى أجندتي دبي الاقتصادية (D33) والاجتماعية (33)، وأن تكون دبي من بين الأفضل عالمياً في جودة التعليم».
وأضافت: «فخورون بأداء طلبتنا ومدارسنا في هذه التقييمات الدولية، والذي يعكس قدرة مدارسنا على إتاحة فرص التعليم والتعلم لجميع الطلبة بمعايير عالمية، والتزامها بضمان جودة التعليم، وتمكين الأجيال الناشئة عبر تزويدهم بمهارات المستقبل في ظل عالم متغير بوتيرة متسارعة، كما يُبيِّن الدور المهم للقيادات المدرسية في تحفيز المعلمين وأولياء الأمور على ترسيخ مفاهيم الإبداع والابتكار في البيئة المدرسية، وتشجيع الطلبة على تطبيقها في تفاصيل الحياة اليومية داخل وخارج البيئة المدرسية، بهدف تنمية قدراتهم وتعزيز مساهماتهم الإيجابية في مسيرة التنمية الشاملة في مختلف القطاعات».

تمكين الطلبة
من جانبها، قالت فاطمة إبراهيم بالرهيف، المدير التنفيذي لجهاز الرقابة المدرسية في الهيئة: «تقدم هذه الدراسة الدولية بيانات شاملة حول المهارات المالية ومهارات التفكير الإبداعي لدى طلبتنا، ما يوفر للقيادات المدرسية ولراسمي السياسات التعليمية معلومات تفصيلية يمكنهم الارتكاز عليها في بناء الخطط وتطوير السياسات الكفيلة بتمكين الطلبة من اكتساب مهارات المستقبل».

تقييم 
يهدف البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA 2022) إلى فهم مدى قدرة الطلبة في عمر 15 عاماً على استخدام مهارات الحياة الواقعية في مجالات المعرفة بالرياضيات والعلوم والقراءة وتطبيقها في المواقف العملية اليومية.

مقالات مشابهة

  • «الإيقاعات الخماسية».. الناظمة للثقافة السودانية
  • صاحبة فيديو رقصة التخرج باكية: ملابسي كانت محتشمة ولم تكن خارجة عن المألوف
  • ما بين الأكفان والأحضان.. روايات العائدين من أرض الحجاز
  • الندرة والترجمة وموت المؤلف.. كتّاب ونقاد يحللون إشكالية النص المسرحي
  • الإمارات الأولى عربياً في «التفكير الإبداعي» و«المعرفة المالية»
  • المدارس الخاصة بدبي الثانية عالمياً في «المالية» والسادسة في «التفكير الإبداعي»
  • عمل غنائي بعنوان «أولالا» يعكس معاناة اللآجئين السودانيين العالقين بأثيوبيا
  • «عربي الشطرنج» يعتمد بطولات الموسم
  • جوع ومعاناة.. روايات من قلب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة
  • الصورة الشعريّة الحديثة