حتى عهد قريب كان تدوين التاريخ العماني يقوم على فكرة تسجيل الوقائع والأحداث كما رويت، وذلك عبر تسليط الضوء على تاريخ النخب الفاعلة في مسار التاريخ العماني من سياسيين وعلماء وولاة وقادة عسكريين دون أن يكون هناك نقد تاريخي يقوم على مناهج النقد التاريخي أو كتابة التاريخ بناء على التحولات الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات.
في هذا العدد يناقش الصحفي فيصل العلوي عبر تحقيق صحفي سؤال العلاقة الشائكة بين الواقع والأدب، وقدرة الأدب على تصوير الواقع وتجسيد أشكاله المتعددة، وما إذا كان الأدب قادرا على التأثير في الواقع وإعادة تشكيله/ تغييره. وعبر مجموعة من الإجابات التي حصل عليها الصحفي تبدو العلاقة معقدة جدا، ويختلف مسارها بين كاتب وآخر بناء على التجربة الإبداعية نفسها.
وفي هذا العدد، أيضا، يجد القارئ حوارا مع الكاتبة الفرنسية الحاصلة على جائزة نوبل العام الماضي آني إرنو، تتحدث فيه عن علاقتها برسائل القراء ومدى تأثيرها عليها. تبدو إرنو منسجمة جدا وبشكل عاطفي مع رسائل القراء التي تصلها سواء ما كان منها سرد لقصصهم وحياتهم أو ما كان منها تفاعل مع كتاباتها وتماسها مع التجارب الحياتية للقراء.
يجد القارئ في هذا العدد مجموعة من المقالات في مختلف صنوف المعرفة وقراءات نقدية: أدبية وتاريخية وسينمائية، ومقالات أخرى في الفلسفة والثقافة والفن التشكيلي ومراجعات لكتب حديثة ونصوص سردية وشعرية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی هذا العدد
إقرأ أيضاً:
أكتوبر المجيد غَير الواقع وشَكَل المستقبل
يستعد الشعب المصرى خلال الساعات القادمة للاحتفال بذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً، وهى الذكرى 51 لانتصارات أكتوبر المجيدة، التى تمثل رمزًا للفخر والعزة والإرادة للشعب المصري، هذه المناسبة الخالدة التى تُذكرنا بتضحيات أبناء الوطن الذين كتبوا بدمائهم صفحة من أروع صفحات التاريخ، فحرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركة عسكرية خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصرى على تحويل الحلم إلى حقيقة، ولم يقتصر آثارها على المدة الزمنية للحرب، وإنما امتدت لتنشر أشعة الأمل فى كل ربوع مصر.
فمصر وهى تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر تستعيد من ذاكرتها قصة كفاح شعبها عبر تاريخها الممتد منذ آلاف السنين مستلهمةً من عظمة ماضيها نورًا تسير على دربه، لتحقق لحاضرها الأهداف المنشودة التى تسعى إليها والآمال العريضة التى يتطلع إليها شعبها، وفى غمرة فرحتنا بتلك الذكرى الغالية على قلوبنا نعيش ونرى العبور الجديد فى بناء مصر الحديثة من خلال قائد تحدى كل الظروف وصنع مجدا كبيرا للحفاظ على الدولة المصرية مما كان سيصيبها، كما أصاب دول الجوار فى ظل ثورات الخراب العربى، وذلك بدءا من ثورة يونيه المجيدة وحتى كلماته فى الثالث من يوليو والتى قطع على نفسه عهدا فى الحفاظ على الدولة المصرية، وها هو الآن يستكمل ما قد بناه خلال العشر سنوات الأخيرة، وهو أمر لايقل أهمية عما تحقق فى أكتوبر المجيد وما قام به محمد على فى بناء مصر الحديثة، فما يحدث الآن هو عبور جديد لمرحلة جديدة.
ستبقى ذكرى نصر أكتوبر المجيدة عيدًا لكل المصريين، تخليدًا لقوة إرادتهم وصلابتهم، لكفاءة قواتهم المسلحة وقدرتها القتالية المتميزة والتى سطرت ملحمةً وطنيةً خالدةً فى حفظ تراب هذا الوطن وحماية حدوده، وستبقى ذكرى شهدائنا الأبرار وبطولاتهم وتضحياتهم الغالية خالدة فى وجدان مصر ودافعًا لنا لمزيد من العمل والتقدم لصنع المستقبل الذى يتطلع إليه شعبنا العظيم، دعونا نرسل التحية لأبطال مصر سياسيين وعسكريين، ودبلوماسيين، ولا ننسى التحية للشعب المصرى النبيل فى هذه الذكرى الخالدة لحرب مجيدة غيرت الواقع وشكلت المستقبل.