وزعم غروندبرغ في تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الثلاثاء، أنَّ “هناك وحدة بين الجهات الدولية الفاعلة حول ضرورة حَـلِّ الصراع اليمني، وكذلك حول حقيقة أن الأمم المتحدة هي الوسيط الرئيسي”.

وَأَضَـافَ أن المحادثاتِ التي ترعاها سلطنة عمان بين صنعاء والرياض، “قد تدعمُ جهودَ الوساطة الأممية؛ لصياغة مقترح لوقف إطلاق النار وبدء محادثات سياسية بين الأطراف اليمنية”.

وتترجم هذه التصريحاتُ بوضوح التزاماً أممياً كاملاً بالموقف الأمريكي الذي يتعامل مع العدوان على اليمن كـ”صراع داخلي”؛ إذ يتطابق حديث غروندبرغ بشكل غير عشوائي مع تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ المتكرّرة التي تزعم أن إجراء مفاوضات بين صنعاء والمرتزِقة هو “الطريق الوحيد” لتحقيق السلام ومعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن.

وكان ليندركينغ قد زعم في وقت سابق أن نجاح الوساطة العمانية في التوصل إلى أي اتّفاق بين صنعاء والرياض، لن يمثل خطوة سلام كافية؛ وهو ما ينسجم بوضوح مع محاولة غروندبرغ للتقليل من دور الوسيط العماني، من خلال التأكيد على ضرورة الالتزام بالوساطة الأممية كوساطة رئيسية بحسب تعبيره.

وتحمل تصريحات غروندبرغ نبرة ابتزاز واضحة بـ”الإجماع الدولي” وهو العنوان الذي استخدمته الولايات المتحدة كَثيراً في كُـلّ مواقفها الرافضة للسلام في اليمن؛ مِن أجل قطع الطريق أمام أية جهود تبذل خارج إطار المنظومة الخاضعة للنفوذ الأمريكي.

ويوضح حديث غروندبرغ المتطابق مع تصريحات المبعوث الأمريكي، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تسعى بوضوح لإعادة السيطرة على مسار جهود الحل، من خلال إفشال دور الوسطاء العمانيين والتقليل من قيمته، وبالمقابل، الدفع نحو فرض الأمم المتحدة كقناة رئيسية وحيدة لأية تفاهمات؛ وهو ما يعني إخضاع تلك التفاهمات للإملاءات والرغبات الأمريكية والبريطانية، وبالتالي قطع الطريق أمام أية فرص للوصول إلى اتّفاقات إيجابية حقيقية.

ونجحت الوساطة العُمانية خلال الفترة الماضية في كسر الكثير من الحواجز وإزالة العديد من التعقيدات التي كانت الأمم المتحدة تخلقُها على طاولات التفاوض طيلة السنوات الماضية، حَيثُ فتح الوسطاء العمانيون قناة تفاوض مباشرة بين صنعاء والرياض؛ وهو أمرٌ كانت الأمم المتحدةُ تتجنَّبُه وتحرصُ على أن تقدم المرتزِقة دائماً كطرف مقابل لصنعاء، وليس من قبيل المصادفة أن يتمحور التعنت الأمريكي الأممي اليوم حول هذه النقطة بالذات.

المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الأمم المتحدة بین صنعاء

إقرأ أيضاً:

خبير: موقف مصر تجاه الأزمة الفلسطينية يتسم بالثبات والوضوح

قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية يتسم بالثبات والوضوح منذ اليوم الأول، مشيرا إلى أن الحوار الاستراتيجي الأمريكي المصري جاء مؤكدا على على الثوابت المصرية.

زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر تهدف لتمكين الروابط بين البلدين

وأضاف «البرديسي»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر كان لها العديد من الأهداف مثل تمكين الروابط على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي بين مصر وأمريكا.

وأشار إلى أن مناقشة القضية الفلسطينية كان من أهم الموضوعات التي تم التطرق إليها خلال زيارة بلينكن لمصر، بهدف تحقيق التهدئة والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لحل أزمة قطاع غزة التي استمرت لفترة طويلة.

المصالح تسيطر على السلوك السياسي للدول

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن المصالح تسيطر على السلوك السياسي للدول وتتحكم بشكل كبير في العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن أمريكا تعد أكبر قوة استراتيجية وعسكرية واقتصادية في العالم، ورغم ذلك فإن إجراءاتها الفعلية على أرض الواقع لا تتسم بالجدية في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الحرب على عكس تصريحاتها.

مقالات مشابهة

  • "الميكروفون مفتوح".. بايدن يحذر من استمرار سلوك الصين "العدائي"
  • بحضور المبعوث الأمريكي.. سفير الحكومة في واشنطن يدعو لحرب شاملة ضد صنعاء من أجل إحلال السلام في اليمن!
  • واشنطن تحدد موقفها من وحدة اليمن
  • الشرعية تناشد مشايخ ورجالات إب للتحرك واتخاذ موقف مشرف تجاه اختطاف مليشيات الكهنوت لأبنائهم وزملائهم
  • واشنطن تجدد وقوفها مع وحدة اليمن واستقراره
  • وزير خارجية صنعاء يصف تخفيض المساعدات في اليمن كـ”أداة ضغط” عبر ربطها بـ”قضايا أخرى” ويطالب بزيادة الدعم من الأمم المتحدة
  • مصر ترحب بقرار الأمم المتحدة حول موقف العدل الدولية من الاحتلال
  • رئيس وزراء لبنان: نطلب من الأمم المتحدة اتخاذ موقف لوقف "الحرب التكنولوجية" الإسرائيلية علينا
  • اليمن يرحب باعتماد الأمم المتحدة قراراً ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • خبير: موقف مصر تجاه الأزمة الفلسطينية يتسم بالثبات والوضوح