أفادت وسائل إعلام محلية بأن السلطات الأمنية التونسية تمكنت من تفكيك "شبكة خطيرة" متخصصة في التنقيب عن الآثار وحجز قطع أثرية تاريخية تعود إلى الحقبة الرومانية.

ونقل موقع إذاعة "موزاييك" أن عناصر منطقة الحرس الوطني بالمحمدية، شمال البلاد، استطاعوا توقيف أعضاء الشبكة "بعد حفرهم نفقا بعمق 10 أمتار تحت أحد منازل المدينة القريبة من العاصمة التونسية.

وكشف المصدر ذاته أن السلطات الأمنية توصلت بمعلومات مفادها "تردد أشخاص على أحد المنازل ومكوثهم داخله طيلة ساعات الليل"، وبتكثيف العمل الاستعلاماتي على امتداد أسابيع، "تصاعدت الشبهات حول تورط الأشخاص المذكورين في الانخراط في شبكة خطيرة للتنقيب عن الآثار الرومانية".

وتقع مدينة المحمدية بولاية بن عروس، وتتميز بتنوعها الثقافي والتاريخي، حيث تضم عددا من المواقع الأثرية المصنفة والتي تعود إلى مرحلة العصر الروماني.

وأشار الموقع إلى أن السلطات الأمنية "نصبت كمينا محكما لزعيم الشبكة وهو عنصر خطير محكوم غيابيا بعشرة أعوام سجنا"، وخلال مداهمة المنزل "تم الكشف عن حفر نفق تحت أرضي بعمق 10 أمتار كاملة، كما أمكن حجز عدة قطع أثرية تاريخية تعود إلى الحقبة الرومانية".

وبحسب المصدر ذاته، "تتواصل الأبحاث على صعيد منطقة الحرس الوطني بالمحمدية للكشف عن باقي عناصر الشبكة الخطيرة وتقديم جميع الأطراف إلى القضاء".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

من الوثنية الرومانية وحتى الحب والربح.. كيف أصبح الفالنتاين ظاهرة تجارية كبيرة؟

في كل عام يحل الـ14 من فبراير/شباط ليغمر العالم بأجواء من "الرومانسية" والورود الحمراء ورسائل الحب المتبادلة، لكن خلف هذا الاحتفال "البهيج" تختبئ قصة تاريخية تعود لقرون، يتداخل فيها "سوق الحب" مع التقاليد الدينية والقرارات الإمبراطورية والقصص الأسطورية والأهداف التجارية، فكيف تحول ما يُسمى بـ"عيد الحب" من حكاية قديمة عن كاهن روماني إلى مناسبة عالمية تجتاح الأسواق والمجتمعات؟ وما الذي يجعل هذا التقليد باقيا رغم اختلاف الثقافات وتغير العصور؟ وكيف انتقل من تقليد وثني قديم إلى ظاهرة اجتماعية وتجارية ضخمة؟

وفي العصور الحديثة، تحولت بطاقات "عيد الحب" من تعبير فردي يدوي إلى صناعة مزدهرة على إثر الثورة الصناعية، لتصبح منتجا تجاريا يديره فنانون وكتّاب، وتباع بأسعار متفاوتة تناسب مختلف الطبقات الاجتماعية، ورغم استنكار مؤرخين وعلماء اجتماع لتصنيع المشاعر وبيعها تجاريا على نطاق واسع، فإن ظاهرة الوقوف أمام رفوف بطاقات المعايدة للبحث عن بطاقة صممها وكتبها شخص غريب، وأنتجت بالجملة لنقل المشاعر لم تخفت، خاصة في زمن "أفول أشكال التعبير الإنساني" لصالح الذكاء الصناعي والثقافة التجارية والاستهلاكية.

لماذا سُمي عيد الحب بالفالنتين؟

كان هناك العديد من القديسين المسيحيين باسم فالنتين، لكن أشهرهم هو القديس فالنتين في روما الذي ارتبط اسمه بعيد الحب، وقد وُلِد فالنتين في أومبريا بإيطاليا عام 226 للميلاد، وكان كاهنا في عهد الإمبراطورية الرومانية.

تقول الأسطورة إن جنود الجيش الروماني كانوا ممنوعين من الزواج، إذ كان الإمبراطور كلوديوس الثاني يعتقد أن الرجال المتزوجين ليسوا جنودا جيدين.

إعلان

وجد الإمبراطور أثناء سعيه لتوسيع إمبراطوريته أنه يحتاج إلى عدد كبير من الجنود الذين كانوا بدورهم مترددين في ترك زوجاتهم وعائلاتهم، ولذلك منع الزواج والعلاقات العاطفية.

‪عيد الحب أصبح يوما مهما منذ منتصف القرن التاسع عشر (رويترز)

ورفض فالنتين بشدة هذا الحظر وعارض منع الزواج، بل إنه قام بترتيب حفلات زفاف سرية للجنود المسيحيين.

وتذكر روايات أخرى أنه أُعدِم، لأن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية، فقد كان يعاقب كُل من يمارس أحد أسرار الكنيسة ومنها الزواج.

وفي النهاية تم اكتشافه واعتقاله وإعدامه في 269 للميلاد.

وتشير أسطورة أخرى إلى أن فالنتين اعتُقل بالفعل لمساعدة المسيحيين المضطهدين على الهروب من السجن في روما، وبينما كان معتقلا في السجن نفسه وقع في حب امرأة شابة -يعتقد أنها ابنة السجان- كانت تزوره في زنزانته.

وفي يوم إعدامه الموافق 14 فبراير/شباط، ترك فالنتين لهذه الفتاة رسالة حب واحدة موقعة "من فالنتينك".

عيد مخضب بدماء فالنتين
تم الاحتفال بالكاهن فالنتين في يوم "عيد القديس فالنتين" منذ عام 496 للميلاد، وتم حفظ رفاته ومتعلقاته في سرداب الموتى بكنيسة سان فالنتينو في روما، التي كانت موقعا مهما للحجاج المسيحيين عبر العصور الوسطى، حتى تم نقل بقايا القديس فالنتين إلى كنيسة سانتا براديس خلال فترة بابوية نيكولاس الرابع في القرن الثاني عشر.

ويتم عرض جمجمة القديس فالنتين المزينة بالزهور في كاتدرائية سانتا ماريا في روما، بينما أرسلت بقية الآثار والرفات إلى كنيسة في دبلن كهدية من البابا غريغوريوس السادس عشر إلى أحد البابوات الأيرلنديين المعروف بأعماله الإغاثية.

‪الاحتفال بعيد الحب بات تقليدا شائعا في أنحاء العالم‬ (الأناضول)

وتم تخزين تابوت يحتوي على بعض عظام القديس فالنتين وقارورة احتوت على دمه بكنيسة وايتفرير في دبلن منذ عام 1936، ويزور الأزواج هذه الكنيسة منذ ذلك الحين، خاصة في 14 فبراير/شباط.

من طقوس وثنية إلى احتفال مسيحي

وترجع جذور عيد الحب إلى المهرجان الروماني القديم لوبركاليا (Lupercalia)، الذي كان يُحتفل به في منتصف فبراير تكريما للإله لوبركوس، إله الرعاة في الميثولوجيا الرومانية، كان هذا المهرجان يُقام بهدف تطهير المدينة وتعزيز الصحة والخصوبة، ومع انتشار المسيحية في أوروبا، سعت الكنيسة المسيحية الأولى إلى إضفاء الطابع المسيحي على المهرجانات الوثنية، مما أدى لاحقا إلى استبدال مهرجان لوبركاليا بعيد القديس فالنتين، حسب الموسوعة البريطانية المحدودة (بريتانيكا).

كان مهرجان لوبركاليا يُقام سنويا في 15 فبراير عند كهف لوبركال في تلة بالاتين بروما، وقد بدأ بتقديم أضاحٍ حيوانية، تلاها وليمة ضخمة تكريما للإله لوبركوس، وبعد الوليمة، كان الكهنة يركضون من تلة بالاتين إلى المنتدى الروماني، وهم يضربون المارة بشرائح من جلد الحيوانات المضحّى بها، اعتقادا بأن ذلك يُبعد الأرواح الشريرة ويزيد الخصوبة.

كان هذا المهرجان يتميز بالدموية والعنف والطقوس الجنسية، حيث كانت التضحيات الحيوانية وعلاقات التزاوج العشوائية من بين أبرز مظاهره، على أمل إبعاد الشرور وتحفيز الخصوبة.

في عام 494 ميلاديا، حظرت الكنيسة المسيحية، بقيادة البابا جيلاسيوس الأول (Gelasius I)، المشاركة في مهرجان لوبركاليا، ووفقا لبعض التقاليد، استبدل البابا الطقوس الوثنية باحتفال "عيد التطهير" (Candlemas)، الذي يُقام في 2 فبراير.

وهناك اعتقاد آخر بأن البابا جيلاسيوس الأول استبدل لوبركاليا بعيد القديس فالنتين، الذي يُحتفل به في 14 فبراير، لكن يُرجّح أن هذا العيد قد ظهر في وقت لاحق.

متى أصبح عيد الحب تجاريا؟
على الرغم من أن عيد الحب كان معروفا في العصور الوسطى، فإنه لم يصبح شائعا حتى أوائل القرن التاسع عشر.

أصبح عيد الحب يوما مهما منذ منتصف القرن التاسع عشر، عندما حوّل التجار وأصحاب المطابع الأميركيون تقاليد دينية وشعبية إلى عطل حديثة، ولكن قليلين فقط من يدركون أن العطلة بدأت كعيد مسيحي لإحياء ذكرى شهيد قديم يدعى فالنتين.

واشتهرت بطاقات عيد الحب منذ اختراع الطباعة واستخدام طوابع البريد، وبدأ العشاق يرسلونها في هذه المناسبة، وأصبحت الرسائل والقصائد مفعمة بالأشواق والحيوية.

واليوم، يتم إرسال أكثر من 25 مليون بطاقة عيد الحب سنويا في المملكة المتحدة، وأكثر من 190 مليونا في الولايات المتحدة الأميركية.

ومع صعود الرأسمالية الحديثة، أصبح ما يُسمى "عيد الحب" جزءا من دورة الاستهلاك السنوية، حيث تروّج الشركات لمنتجات مرتبطة بالرومانسية، وتحفّز الناس على الشراء تحت شعار "التعبير عن الحب"، ليصبح سوقا مفتوحة تستغل المشاعر لزيادة الأرباح عبر البطاقات والهدايا الثمينة.

مقالات مشابهة

  • ضبط 4 تشكيلات عصابية متخصصة فى السرقة بالقاهرة
  • الإنجليز لا ينكرون فضل أثر الحضارة الرومانية عليهم (خبر اليوم)
  • الإطاحة بمجرمين تورطوا في جرائم سرقة ومخدرات ونشر محتوى مخالف.. فيديو
  • وزير الخارجية الروماني يشيد بدور مصر فى أزمة قطاع غزة
  • مفاجأة «زاهي حواس»: بردية أثرية تؤكد أن الملكة حتشبسوت كانت أكبر مشجعات الأهلي
  • السلطات الأمنية تطلق تحذيرات لسكان بحري
  • الشبكة يتابع تهديدات فتق نتنياهو وأرواح حميدتي السبعة
  • الوساطة القطرية تعيد دفعة جديدة من الأطفال الروس والأوكرانيين لعائلاتهم
  • وزير الآثار: السياحة الرياضية تفتقر إلى منظمي رحلات أو شركات متخصصة
  • من الوثنية الرومانية وحتى الحب والربح.. كيف أصبح الفالنتاين ظاهرة تجارية كبيرة؟